ماذا تعني سلسلة هواتف هواوي الجديدة لشركة آبل في الصين؟
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
جذبت سلسلة جديدة من الهواتف الذكية التي أطلقتها شركة هواوي الصينية اهتمامًا عالميًا لاحتوائها على التقنية التي تشير إلى أن الشركة تمكنت من التغلب على العقوبات الأميركية ويمكن أن تعود كمنافس لشركة آبل.
وفي أواخر شهر أغسطس الماضي، كشفت الشركة عن هاتفي (ميت 60) Mate 60، و(ميت 60 برو) Mate 60 Pro، وأطلقت يوم الجمعة هاتفًا ثالثًا للسلسلة هو (ميت 60 برو بلس) Mate 60 Pro+، بالإضافة إلى هاتفها القابل للطي الجديد (ميت إكس5) Mate X5.
ويبدأ سعر هاتف (ميت 60) من 5,999 يوانًا (817.70 دولارًا)، وهو السعر نفسه لهاتف (آيفون 14) من آبل في الصين.
وتناولت وكالة رويترز في تقرير جديد بعض الأشياء الأساسية التي يجب معرفتها بشأن هواتف هواوي الجديدة ومورديها وما يمكن أن تعنيه لأكبر سوق للهواتف الذكية في العالم:
قد أعلنت هواوي بصورة أساسية عن قدرة الهواتف الذكية على دعم الاتصالات عبر الأقمار الصناعية التي تسمح للمستخدمين بإجراء مكالمات، أو إرسال رسائل حتى في المناطق التي لا توجد فيها إشارات للهاتف المحمول أو الإنترنت، مثل: الجبال، أو البحر.
ولم تكشف عن تفاصيل الشرائح المستخدمة، لكن شركة التحليل (تك إنسايتس) TechInsights وجدت أن الهاتف مدعوم بشريحة (كيرين 9000إس) Kirin 9000s الجديدة التي صنعتها في الصين (الشركة الدولية لصناعة أشباه الموصلات) SMIC الصينية.
وأشارت اختبارات السرعة التي نشرها المشترون على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية إلى أن جهاز (ميت 60 برو) قادر على توفير سرعات تنزيل تتجاوز تلك الموجودة في الهواتف الرائدة التي تدعم الاتصال بشبكات الجيل الخامس 5G.
ونشر المشترون الصينيون الذين يقارنون الهواتف بأجهزة آيفون 14 من آبل مراجعات عبر الإنترنت قائلين إن لديهم مواصفات قابلة للمقارنة مثل التخزين والذاكرة.
ويأتي إطلاق هواوي أيضًا قبل أيام من الموعد المتوقع لإطلاق شركة آبل هواتف سلسلة (آيفون 15) الجديدة في 12 سبتمبر.
ولم تحدد شركة هواوي رسميًا الموردين لمكونات الهواتف، ومع ذلك، وبصرف النظر عن شريحة SMIC، قالت (تك إنسايتس) أيضًا إنها عثرت على مكونات لذواكر DRAM و NAND الخاصة بشركة (إس كي هينيكس) SK Hynix الكورية الجنوبية في الهاتف.
وقالت شركة SK Hynix، التي قالت إنها توقفت عن التعامل مع شركة هواوي منذ أن فرضت الولايات المتحدة قيودًا على الشركة في عام 2019، إنها تحقق في الأمر.
وقالت (تك إنسايتس) أيضًا إن جهاز (ميت 60 برو) يحتوي على مكونات شرائح صينية الصنع أكثر من الطرز السابقة.
وجرى تداول قوائم الموردين الصينيين المحتملين على نطاق واسع عبر الإنترنت، وذلك مع ارتفاع أسهم الشركات التي توصف بأنها مرشحة محتملة بسبب هذه التكهنات.
وقالت شركة (فيجينوكس تكنولوجي) Visionox Technology، ومقرها سوجو، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 15 في المئة منذ إطلاق الهواتف الذكية الجديدة في 29 أغسطس، لرويترز إنها المورد لسلسلة (ميت 60) الجديدة.
يُشار إلى أن شركة هواوي كانت في يوم من الأيام أكبر شركة للهواتف الذكية في العالم من حيث المبيعات، لكنها شهدت انخفاضًا مطردًا في حصتها في السوق بعد أن قطعت الولايات المتحدة وصولها إلى أدوات صنع الشرائح الأساسية لإنتاج الهواتف ذات المواصفات المتقدمة. ولم يتبق للشركة سوى القدرة على بيع مجموعات محدودة من طُرز الجيل الخامس باستخدام الشرائح المخزنة.
وانخفضت حصتها السوقية في الصين، أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم، إلى 11 في المئة حتى الآن هذا العام مقارنة بـ 27 في المئة في عام 2020، ويرجع ذلك جزئيًا أيضًا إلى تحركها لبيع علامتها التجارية ذات الميزانية المحدودة (هونر) فيما وصفته آنذاك بأنه محاولة لشراء ضمان بقائها.
وتركت القيود الأميركية آبل بوصفها الشركة المصنعة الرئيسية للهواتف الذكية المتميزة في الصين. وخلال المدة نفسها، ارتفعت حصة آبل في السوق في الصين إلى 19 في المئة من 11 في المئة، وفقًا لبيانات من شركة الأبحاث (كاونتربوينت) Counterpoint.
ويقول المحللون إن هاتف (ميت 60) قد يمثل عودة هواوي كمنافس، وذلك مع دعم المبيعات بالحماسة الوطنية حيث تهتف وسائل الإعلام الحكومية ومستخدمو الإنترنت بالإطلاق، بوصفه ضربة للولايات المتحدة وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين.
وقال (مينج تشي كو)، المحلل لدى شركة (تي إف إنترناشيونال سيكيوريتيز) TF International Securities، الذي ارتبط اسمه بتسريبات شركة آبل، إنه يتوقع أن تشحن هواوي كمية من هاتف (ميت 60 برو) تتراوح بين 5.5 ملايين وحدة و6 ملايين وحدة في النصف الثاني من هذا العام، وذلك بزيادة قدرها 20 في المئة مقارنةً بالكميات المخطط لها سابقًا.
ويمكن أن تصل الشحنات التراكمية لجهاز (ميت 60 برو) إلى ما لا يقل عن 12 مليون وحدة بعد 12 شهرًا من إطلاقه، وفقًا للمحلل (كو).
العربية نت
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: للهواتف الذکیة شرکة هواوی شرکة آبل فی الصین فی المئة
إقرأ أيضاً:
ماذا تعني عودة ترامب الثانية للعالم؟
حدثان عالميان ينشغل بهما الناس كل 4 سنوات، ويشعر المتابع لهما بالانخراط فـي مشاعر يتشاركها مع كافة البشر، هما الانتخابات الأمريكية، ومونديال كأس العالم. وبالرغم من اختلاف الحدثين من حيث النشاط، إلا أن ما يتشابهان فـيه بعضهما بعضًا؛ من روح التنافس ومشاعر الزهو والإحباط نتيجة للنصر أو الهزيمة - كل حسب فريقه - فـي نهاية المناسبة، يجعل من الحدثين بالغي الأهمية. لكن بطبيعة الحال؛ تكمن خطورة الحدث الأول (الانتخابات الأمريكية) فـي أنه يلابس المسارات السياسية والواقعية لمصائر البشر فـي العالم ويلامس مخاطر عديدة تتعلق بتلك المصائر، فـيما تبدو القيمة الرمزية للحدث الثاني (كأس العالم) مناسبة لتجديد تفاعلات العواطف النظيفة. خطورة ما يمكن أن تحدثه نتائج الانتخابات الأمريكية فـي العالم بصفة عامة وفـي منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة، تشكل هاجسًا مقيمًا، لاسيما إذا ما بدت الانتخابات الأمريكية اليوم ستتمخض عن عودة الرئيس الأمريكي الشعبوي دونالد ترامب، مرةً أخرى. وفـي أثناء كتابة هذه السطور، تبدو كل مؤشرات السباق الانتخابي فـي الولايات المتحدة الأمريكية تتجه إلى عودة ترامب مرة أخرى عقب انتخابات فريدة من نوعها، لجهة تكرار حالة رئاسية نادرة فـي تقاليد الرئاسيات الأمريكية (حدثت لمرة واحدة فـي القرن التاسع عشر) وهي عودة رئيس سابق إلى سدة الرئاسة عبر دورتين غير متتاليتين! هذه الحادثة التي وقعت مرةً واحدة فـي تاريخ الرئاسيات الأمريكية للرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند (المرة الأولى العام 1884 والثانية العام 1892) تحدث هذه مرة أخرى، مع عودة الرئيس ترامب إلى قيادة العالم، لكن ليس فـي ذلك الزمن القديم نسبيًا، الذي وصفت فـيه أمريكا بـ(بلاد العزلة السعيدة) وإنما فـي زمن حديث للعولمة؛ تشتبك فـيه مصائر العالم على نحو خطير، وتختبر فـيه هذه المصائر احتمالات معقدة وبالغة الصعوبة على نحو أكبر بكثير من القدرات الشعبوية التي يتوفر عليها سيد البيت الأبيض المستعاد! عودة ترامب إلى البيت الأبيض ستدفع نحو تعقيد قد لا يخلو من خطورة ومجازفة على مصائر وملفات كثيرة فـي المنطقة والعالم : الصين - الناتو - الاتحاد الأوروبي - أوكرانيا - إيران - فلسطين - لبنان؛ كل تلك الملفات المفتوحة كيف سيعالجها ترامب الذي جاء مرةً أخرى للعالم فـي زمن مختلف؟ إن أخطر ما يمكن أن يدخل ترامب فـي مآزق ولايته الثانية هذه؛ يكمن فـي ما هي الكيفـية التي سيمسك بها ميزان المصالح المتجانسة بين سياساته الداخلية والخارجية؟ فإذا كانت انتخابات الولايات المتحدة هي حدث عالمي بامتياز، كيف يمكن لسياسة ترامب الجديدة أن تحميه من مأزق الصدام المرتد من التناقض الذي سيقع لا محالة بين عزلته وشعبويته من ناحية، وبين هوية أمريكا التي تعني الكثير فـي رسم مصائر العالم من حيث موقعها ودورها الجيوسياسي العالمي؟ هل يمكن القول إن ترامب هذه المرة، وعبر هذه الولاية الجديدة سيكون مختلفًا عن ترامب النسخة الأولى؟ قد لا يكون ذلك صحيحًا، والأرجح أن الرجل سيعيد ما كان يفعله من سياسات لكن فـي زمن مختلف. فنتنياهو، الذي كان يصلي من أجل عودة ترامب، لطالما ظل محتفـيًا بمقولة الأخير حين وصف إسرائيل بأنها «صغيرة» مع ما يتضمنه هذه الوصف من استعارة سياسية ذات مغزى خطير بالنسبة لنتنياهو! لا شك أن العالم يحبس أنفاسه، خلال السنوات الأربع القادمة، وأخطر ما يمكن أن تخلفه سياسيات الرجل على مستقبل أمريكا؛ هو ما يشكّله من خطورة على ديمقراطيتها. ثمة الكثير مما ستشهده السنوات الأربع القادمة فـي المنطقة والعالم من خلال سياسات ترامب العائد إلى البيت الأبيض فـي زمن مختلف وعالم ليس هو العالم الذي تركه وراءه فـي العام 2020م. فـي تقديرنا، أن ما ستشهده الولايات المتحدة فـي السنوات الأربع؛ من سياسات رئيس أراد جهارًا نهارًا تقويض ديمقراطيتها فـي 6 يناير حين أمر أتباعه باقتحام مبنى الكابيتول اعتراضًا على نتائج انتخابات العام 2020، سيكون أكثر إثارة وخطورةً على أمريكا والعالم، لأن مياهًا كثيرة ستجري تحت الجسر فـي نهاية السنوات الأربع. تشير بعض استطلاعات الرأي التي صاحبت الانتخابات أمس إلى أن أكثر من 72% من الأمريكيين يشعرون بأن الديمقراطية الأمريكية فـي خطر، وهو مؤشر خطير سبقت إليه هوليوود حين أنتجت هذا العام فـيلمًا بعنوان «الحرب الأهلية» للمخرج أليكس غارلاند الذي استلهم عبره سيناريو مرعب لحرب محتملة فـي أمريكا؛ مستوحى من أحداث اقتحام الكابيتول فـي 6 يناير2021م. |