جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@21:00:17 GMT

حين نلوذ بالصمت

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

حين نلوذ بالصمت

 

 

سالم بن نجيم البادي

 

نصمتُ عن الرد على أولئك الذين ينتقدوننا، ليس لأنَّ النقد يزعجنا، لكن لأنهم يفتقدون لاساسيات النقد الرصين والموضوعي والهادف، والذي يُراد منه تصويب الأخطاء إن وُجِدَت، والتحسين والإصلاح والنصح الرشيد والنوايا الطيبة والمحبة الخالصة.

وحين ينبري أحدهم للهجوم على مقال كتبته وعلى الملأ وفي مجموعة واتسابية، نقول إنه لو كان هذا محبًا ومخلصًا في نقده لذهب إلى رقم هاتفي الخاص، ودخل معي في حوار راقٍ ومُتزن، وفيه يسوق الحجج والأدلة والبراهين، ويذكر موطن العوار والخلل في المقال، ويتيح لي الفرصة حتى أذكر له رأيي ووجهة نظري أو أدافع عن نفسي، وليس بالضرورة أن اقتنع بكلامه أو أُقنعه بوجهة نظري، وهذه هي حرية الاختلاف واحترام الرأي والرأي الآخر.

لكن أن ينسف المقال كاملًا بكلام مرسل عام وأن يتدخل في نوايا الكاتب، والله وحده أعلم بالنوايا وما تخفيه الصدور، فقد كان على هذا الذي ينتقد أن يذكر الدليل الذي يشير إلى معرفته بالنوايا بوضوح لا يقبل الشك!

هذا الناقد- إن صح أن أطلق عليه لقب ناقد وأترك لكم الحكم على أسلوبه في النقد- كتب في إحدى مجموعات الواتساب يُخاطبني: "مقالاتك كلام نثري فقط"، وحقيقة لا أعلم هل يتعين عليّ أن أكتب مقالات تتسم بالوزن والقافية كما الشعر؟!

ثم أضاف في رسالة أخرى: "لا توجد إحصائيات ولا أرقام ولا حقائق"، وهذا تعميم ظالم؛ فليس كل مقالاتي خالية من الإحصائيات والأرقام حسب قناعاتي بمصداقية هذه الإحصائيات، وحاجة المقال لها، خاصة وأن الإحصائيات التي يطالب بها منشورة بكثرة ويعاد نشرها دائمًا، وكان المقال يتحدث فقط عن معاناة الباحثين عن عمل. ثم إنني لا أكتبُ بحثًا علميًا يحتاج إلى توثيقه بإحصائيات وأرقام ونظريات واقتباسات ومراجع ومقدمة وخاتمة وتوصيات. ثم قال: "مقالاتك كلام وقصص"، وأضاف في رسالة أخرى "الكتابة لمجرد الكتابة" و"مطلوب مني مقال" و"حط أي كلام وخلاص"، ويلاحظ أنه استخدم كلمة "كلام" وهو يصف المقال أكثر من مرة، وتمنيتُ لو أنه أخبرني كيف أكتب بغير الكلام، فهل أكتب حروفًا أو أرقامًا أو رموزًا!! ثم ختم رسائله بقوله "ما عندنا لا صحافة ولا صحفيين". انتهى كلامه، وتداخل أحد أعضاء المجموعة مع هذا الناقد وتساءل قائلا: "لو الكاتب لم يحصل على مبلغ مُقابل المقال، هل سيكتب؟" بمعني أنني أكتب فقط من أجل الاسترزاق، وكما قال الناقد "الكتابة لمجرد الكتابة" أو لأنه طُلب مني أن أكتب، وكأنني أكتب عبثًا وبلا هدف ولا رسالة، وهذه أمور يعلمها الله ولن أخوض في تفاصيلها.

في واقع الأمر، أشعر بالفخر والاعتزاز والسعادة بثقة الناس فيما أكتب وأطرح من أفكار ورؤى عبر مقالاتي في جريدة الرؤية، فلا يكاد يمر يوم إلّا وتصلني رسائل من مواطنين تطلب مني الكتابة عن قضاياهم ومشكلاتهم وهمومهم، قناعة منهم بجدوى "الكتابة" وأهميتها في تبصير الرأي العام، والأهم من ذلك أهمية رأي ووجهة نظر الكاتب، فيما يستعرضه من قضايا.

إنني أكتبُ بلغة الناس البسطاء، ولا احتاج للرجوع إلى المعجم لأستقي ألفاظي ومصطلحاتي، ولا اجتهد في البحث عن المفردات المُنمّقة، ويحدث أن أشير إلى رسائل الناس كما هي في مقالاتي وتكفيني ثقة القراء الكرام، وكل ما عدا ذلك لا يهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مدير القاهرة السينمائي يكشف عن أهم أهداف المهرجان (فيديو)

قال الناقد الفني عصام زكريا مدير مهرجان القاهرة السينمائي، إن الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لاقت رد فعل مميزا من المتابعين والجمهور والضيوف.

النجم الهندي العالمي عادل حسين بطل Life of pie مفاجأة ختام مهرجان القاهرة تنويه خاص لفيلم سن الغزال لسيف هماش في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة

وأوضح «زكريا»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، من تقديم الإعلاميين محمد عبده ومنة الشرقاوي: "الاهتمام بفلسطين في المهرجان كان أمرا طبيعيا، فالشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة، كما سبق أن جرى إلغاء دورة تضامنا مع فلسطين وأهل غزة".

وتابع مدير مهرجان القاهرة السينمائي: "كان لابد أن يعلن المهرجان في هذه الدورة موقفه ضد ما يحدث، وهذا ما حدث منذ اليوم الأول للافتتاح، ثم شكل الافتتاح، والبرامج التي تضمنت أفلاما فلسطينية كثيرة، والجوائز الخاصة بالسينما الفلسطينية، وهو ما تكلل في حفل الختام بتوزيع هذه الجوائز، وحصول عدد كبير من الأفلام الفلسطينية على جوائز".

مهرجان القاهرة السينمائي

وذكر الناقد الفني، أنّ أحد الاهتمامات الأساسية في الدورة الحالية أن يتحول المهرجان إلى بؤرة اهتمام والتقاء لأهل الصناعة وأن يساهم في دعم الصناعة السينمائية بمصر ودعم التواصل بين مصر وصناع الأفلام من أنحاء العالم، لذلك جرى توقيع بروتوكول مع مدينة الإنتاج الإعلامي ولجنة السينما المعنية بتصوير الأفلام الأجنبية في مصر. 
 

مقالات مشابهة

  • كلام نهائي.. إعلان موعد جنازة الموسيقار محمد رحيم بعد تأجيلها مرتين
  • نبض الوطن
  • الكتابة بين الملكية الفكرية والقسم الطبي
  • مدير القاهرة السينمائي يكشف عن أهم أهداف المهرجان (فيديو)
  • إنرجي انتلجينس: أبوظبي تعزز ريادتها في قطاع الطاقة العالمي
  • جنوب السودان يحقق في إطلاق نار بمنزل رئيس المخابرات المقال  
  • أستاذ علوم سياسية: التهديد النووي الروسي ليس مجرد كلام بل قدرات حقيقية
  • كلام عن أخطر تيارين في الأردن
  • ورشة عمل في "بنات عين شمس" عن الكتابة العلمية المتقدمة
  • الكتابة في زمن الحرب: التنمية المستدامة لقرية ما بعد الحرب