قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تعريفًا بسيرة المقرئ المتقن الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف رحمه الله تعالى، شيخ عموم المقارئ المصرية السابق، في ذكرى وفاته التي توافق التاسع من سبتمبر.

الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف

ولد الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف عبد الله سليمان في القاهرة بمنطقة الدمرداش عام 1936م، وأرسله والداه وعمره أربع سنوات إلى مكتب المحمدي بمنطقة الدمرداش، ليقرأ القرآن على الشيخ إمام عبده حلاوة، وأخوه الشيخ عبد الله عبده حلاوة، حتى أتم حفظ القرآن الكريم وعمره نحو 12 أو 13 سنة.

للمرة الأولى.. الأزهر يفعّل المقارئ القرآنية على مستوى الجمهورية ضم الطاروطي والخشت ونعينع للمجلس الأعلى لشئون المقارئ بوزارة الأوقاف

والتحق الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، بالمعهد الديني الابتدائي بالأزهر، وبعد أن انتظم في الدراسة أصر والده على أن ينتقل إلى معهد القراءات بالأزهر، سنة 1950م، ثم أتم المرحلة الأولى وهي إجازة التجويد بحفص بعد أن حضر دروس العلم بين يدي الشيخ محمود علي بِسَّة، الذي حببه في المذهب الحنبلي.

وبعد ذلك، انتقل الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة عالية القراءات، والتي تتضمن دراسة متني الشاطبية والدرة، وغير ذلك من التفسير والرسم والفواصل والنحو والصرف والفقه، وقد تتلمذ فيها على عدة مشايخ منهم: الشيخ محمد عيد عابدين، والشيخ أحمد مصطفى أبو حسن، والشيخ أحمد علي مرعي، والشيخ متولي الفقاعي، وغيرهم.

الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف

كما انتقل إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة التخصص، وتتلمذ فيها على يد الشيخ عامر السيد عثمان، شيخ المقارئ المصرية، والشيخ حسن المرِّي، والشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، وغيرهم.

تعلم القراءات بالسند

وتلقى الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، علم القراءات بالسند المتصل عن مشايخ آخرين، فأول من تتلمذ عليه وحفظ عليه الشاطبية والدرة: الشيخ محمد مصطفى الْمَلَّواني، حيث قرأ عليه الفاتحة والبقرة وآل عمران إلى قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ} [آل عمران: 153]، ثم قرأ على الشيخ مصطفى منصور الباجوري شيخ مقرأة مسجد سيدنا الإمام الحسين ختمة لحفص مع التحفة والجزرية شرحًا وتطبيقًا، ثم قرأ عليه بالشاطبية والدرة إفرادًا وجمعًا، من أول القرآن الكريم إلى قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}. [القصص: 88]

ومن كبار شيوخه أيضًا الشيخ إبراهيم علي شحاتة السمنُّودي، وكان حضر له في المعهد، وقرأ على الشيخ عامر السيد مراد ثلاثة أجزاء لورش بالجامع الأزهر، وقرأ على الشيخ أحمد هاني شيخ مقرأة السيدة نفيسة مرارًا بالقراءات، وكان يطوف على المقارئ يقرأ على المشايخ.

وبعد أن تخرج الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، في معهد القراءات عمل بالتدريس في مراحل التعليم الأزهري المختلفة، أولها التعليم الابتدائي في الإسكندرية، ثم التعليم الابتدائي بالقاهرة، ثم المعهد الإعدادي والثانوي بالفيوم، ثم انتقل إلى التعليم بمعهد القراءات بالقاهرة، ثم عمل بالتفتيش بالمعاهد الأزهرية، ثم أحيل إلى التقاعد سنة 1997م، وتتلمذ عليه كثيرون من أهل القرآن في مصر والعالم كله.

وعين الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، شيخًا لعدة مقارئ منها: مقرأة مسجد الهجيني بشبرا، ومقرأة مسجد عين الحياة، ومقرأة مسجد الشعراني، ومقرأة مسجد السيدة نفيسة، ومقرأة مسجد السيدة سكينة، ومقرأة الجامع الأزهر الشريف.

وتعتبر من أهم مؤلفات الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف: إكمال كتاب الكوكب الدري الذي لم يكمله الشيخ قمحاوي، وشرح منظومة قراءة الكسائي للشيخ الضباع، والذي سماه: حديقة الرائي.

الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف في جلسة قرآنية

وللشيخ عديد من التسجيلات بصوته الندي منها: ختمتين لحفص، إحداهما بقصر المنفصل، وختمة لشعبة، وشرع في ختمة مصورة لأبي جعفر بلغ فيها إلى قوله سبحانه: {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ} [مريم: 22]، وله في إذاعة القرآن الكريم بمصر: برنامج (اقرؤوا القرآن) في التجويد العلمي والتطبيقي، وشرع في تسجيل متن الشاطبية، وشرح حديث: أنزل القرآن على سبعة أحرف، وقدَّم لختمتي قالون والدوري عن أبي عمرو لفضيلة القارئ الشيخ محمود خليل الحصري.

وفي حياته، زار الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، بلادًا عديدة تاليًا للقرآن، وإمامًا في الصلوات، ومعلمًا للقراءات، ومُحكّمًا في المسابقات، في البلاد العربية مثل: السعوديه والكويت، والبلاد الأجنبية مثل: دول شرق آسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وتوفي الشيخ مساء يوم الجمعة الموافق السابع من ذي الحجة سنة 1437 هـ، 9 سبتمبر 2016م، عن عمر ناهز 80 عامًا، وأقيمت صلاة جنازة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، عقب صلاة ظهر يوم التروية الموافق السبت 10 سبتمبر.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: القراءات المقارئ الشیخ أحمد على الشیخ

إقرأ أيضاً:

حقيقة تعليق عمار الحكيم حضوره جلسات الإطار التنسيقي إثر إقالة محافظ ذي قار

بغداد اليوم - بغداد

نفى عضو مجلس النواب باقر الساعدي، اليوم الثلاثاء (21 كانون الثاني 2025)، الأنباء التي تحدثت عن تعليق زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، حضوره جلسات الإطار التنسيقي على خلفية إقالة محافظ ذي قار مرتضى الإبراهيمي.

وقال الساعدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "جلسات الإطار التنسيقي مستمرة بمشاركة جميع القوى المنضوية فيه وفق جدول أعمال يناقش مختلف الملفات الداخلية والخارجية"، مؤكدًا أن "ما يُشاع عن تعليق السيد عمار الحكيم حضوره جلسات الإطار بسبب إقالة محافظ ذي قار غير دقيق وننفيه جملةً وتفصيلًا".

وأضاف الساعدي، أن "عمار الحكيم حاضر في جلسات الإطار التنسيقي، ولا يوجد أي قرار أو توجه لتعليق حضوره"، مبينًا أن "الإطار التنسيقي يناقش كافة القضايا المطروحة، بما فيها ملفات المحافظات، التحديات المستجدة، ورؤية الحكومة في متابعة الملفات الأمنية والخدمية، إضافة إلى الشؤون السياسية الخارجية".

وأشار إلى أن "الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع لا أساس لها من الصحة"، داعيًا إلى "عدم تداول الشائعات".

وكان مجلس محافظة ذي قار، صوّت في 14 كانون الثاني الجاري، بالأغلبية على إقالة المحافظ مرتضى الإبراهيمي بعد عدم القناعة بأجوبته خلال جلسة الاستجواب من قبل مجلس المحافظة.

مقالات مشابهة

  • آخر موعد لتلقى طلب التقدم للامتحان من الخارج بالمعاهد الأزهرية.. تعرف عليه
  • حقيقة تعليق عمار الحكيم حضوره جلسات الإطار التنسيقي إثر إقالة محافظ ذي قار
  • الحكيم يتغيب عن اجتماع الإطار: ممتعض لـكسرهم التوافق السياسي
  • "الصوت الباكي" الشيخ المنشاوي قصة قارئ أضاء القلوب بصوته
  • القارئ الباكي.. الشيخ محمد صديق المنشاوي خلد صوته في قلوب العالم
  • الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد القارئ الشيخ المنشاوي
  • ذكرى ميلاد الشيخ المنشاوي.. الحنجرة الباكية وقصة الهروب من محاولة اغتيال
  • الصفحة الرسمية لوزارة الأوقاف تحيي ذكرى ميلاد القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي
  • الصوت الباكي.. «الأوقاف» تحيي ذكرى ميلاد الشيخ محمد صديق المنشاوي
  • "الصوت الباكي".. الذكرى الـ 56 لرحيل الشيخ محمد صديق المنشاوي