الأنشطة الجامعية .. وسيلة لبناء شخصيات الطلبة للتعامل مع معطيات العصر
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
تعد المرحلة الجامعية بيئة خصبة مليئة بالفرص لصقل المواهب وإبراز الطاقات الشبابية مقارنةً بالبيئة المدرسية وذلك من خلال الأنشطة والمسابقات المختلفة؛ وهي مرحلة حاسمة في حياة الشباب بعد الانتهاء من الدبلوم العام وممارسة الروتين ذاته لمدة 12 سنة دراسية، حيث إن الأنشطة الطلابية تفتح مدارك الطلاب على خبرات ومهارات وثقافات جديدة.
وقالت الدكتورة محفوظة بنت راشد المشيقرية أستاذة مساعدة واستشارية بمركز الإرشاد الطلابي بجامعة نزوى: إن الأنشطة الطلابية في الجامعة تقدم لجميع المتعلمين الخدمات التي تساعدهم على تنمية مهارات جديدة، وإكسابهم هوايات مفيدة، وإشباع ميولهم ورغباتهم، واستثمار طاقاتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح الذي يصقل شخصياتهم؛ لإتاحة الفرصة أمامهم لرفع المستوى البدني والفكري والوجداني من طريق تلك الأنشطة الطلابية المتعددة والمتاحة لهم من قبل الجامعة، وللأنشطة الطلابية دور كبير كذلك في إعداد الطالب لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي، والتعامل مع معطيات العصر بشكل إيجابي مقبول ومحترم لعاداته وتقاليده وثقافة بلده، ولديه أفق واسع قادر على تقبل ثقافات الآخرين وعاداتهم واحترامها.
ورصدت «عُمان» آراء طلاب من مختلف الجامعات والكليات حول هذا الجانب، حيث قالت ميثاء بنت عبدالله البريكية: إن الأنشطة الطلابية في الحياة الجامعية ساهمت في صقل شخصيتي بشكل ملحوظ وذلك من خلال مساهمتها في دمج شخصية الطالب الجامعي مع المجتمع المحيط به بدءًا من البيئة الجامعية ووصولًا إلى اندماج هذه البيئة مع المجتمع المحيط بالمؤسسة، كما ساهمت الأنشطة الطلابية من خلال اكتساب مهارات جديدة مثل إدارة المهام والمشروعات والعمل الجماعي، وتساهم أيضا في تطوير الفرد ذاته من خلال الفعاليات والحملات والرحلات المختلفة والتي كانت بمثابة فرصة لتجسيد هذه المهارات.
وقال أحمد بن غدير الناصري: إن الأنشطة الطلابية المختلفة وضعت لتبني المواهب والقدرات التي يملكها الطالب أو المنتسب للمؤسسة التعليمية من خلال إبراز نقاط القوة في شخصية الطالب كما أنها تكسبه خبرة من الممكن أن تفيده من خلال مستقبله العملي والاجتماعي، كما من الممكن أن تعرفه بأشخاص ذوي خبرة وعقلية أنضج وزملاء يتشاركون نفس الهوايات والطموح.
وأضاف الناصري: ولكن غالبا يجب أن لا تتعارض الأنشطة الطلابية مع الدراسة لأنها مكملة لشخصية المنتسب ولكن بالرغم من ذلك على الطالب أن يحدد أولوياته؛ فعلى الطالب أن يختار بدقة المكان والزمان المحددين لمزاولة أنشطته دون أن يتعارض مع واقعه الدراسي لأن ذلك هو هدفه الأول.
وقالت البشرى بنت خليفة الهنائية عن مشاركتها في الأنشطة الطلابية في الجامعة: عند دخول الطالب إلى الجامعة تتغير عليه الحياة بشكل ملحوظ وذلك لأن الحياة الجامعية تختلف جدا عن المدرسة، في الجامعة تصبح لدى الطالب حرية أكبر حيث إن الأنشطة الطلابية تلعب دورا كبيرا في صقل وتقوية شخصية الطالب وعن تجربة شخصية لم يكن لدي اهتمام بالأنشطة وشخصيتي كانت شخصية خجولة وهادئة ولكن حينمًا أتيحت لنفسي فرصة هنا بدأت شخصيتي تتطور واكتشفت في ذاتي مواهب وكانت فرصة للتعرف على أشخاص مبدعين وكانت بمثابة مساعدة لنا كطلاب في تطوير مهارتنا وأن ننمي ذاتنا أكثر.
وقالت ذكرى بنت خميس القرينية: مؤسسات التعليم العالي لها دور كبير جدًا في صقل شخصية الطالب الجامعي، أولا من خلال ازدياد دائرة تعاملاته في الحياة الجامعية سواء كانوا من طلاب من مختلف المحافظات والأماكن وكيفية تعامله معهم بما يتوافق مع معتقداتهم وأفكارهم، بحيث إن الحياة الجامعية تتيح للطالب صقل مهارته في التعامل مع الآخرين حيث تزداد هذه الدائرة عند مشاركته في الأنشطة الطلابية، وبالتالي بناء علاقات ودية، بالإضافة إلى أن هذه الأنشطة تساعد الطالب على التعرف على نفسه وعلى الأشياء التي تجذبه والأشياء التي يستمتع بالقيام بها، وبالتالي في المستقبل يكون قادرا على تحديد مساره المهني.
وأضافت القرينية: كنت أشعر بالخوف والتوتر عند المشاركة في الأنشطة الطلابية ولكن عندما بدأت بالمشاركة أصبحت العملية سلسة وبت أتعرف على أشخاص جدد وأزيد من دائرة علاقاتي وإن كانت سطحية لكنها قد تفيدني في المستقبل، لذلك مشاركة الطالب الجامعي بالأنشطة الطلابية مهمة جدًا وذلك لأن الجامعة تعتبر مرحلة عمرية تتيح للشخص أن يتعرف على نفسه ويجرب على أرض الواقع الفرص الكثيرة المتاحة أمامه.
وقال محمد بن سعيد الصبحي: الأنشطة الطلابية تكسر الروتين وتجدد البيئة الدراسية التي تعيش بها، فالحياة الجامعية ليست للدراسة فقط بل برأيي هي أن تصنع لك قيمة وتترك لك بصمة وتغير الروتين النظري إلى عملي ممتع من خلال المشاركة في الأنشطة الطلابية وتكون لك شخصية متجددة، كما ترفع الثقة بالنفس للفرد والتي قد تعين الطالب دراسيا وتساعده على كسر حواجز الخوف والرهبة وتقديم العروض الأكاديمية دون توتر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الأنشطة الطلابیة شخصیة الطالب من خلال
إقرأ أيضاً:
وسيلة للتواصل الاجتماعي.. التطبيقات الذكية تعزّز روحانيات الشهر الفضيل
خولة علي (أبوظبي)
مع قدوم شهر رمضان الفضيل، تتضح الحاجة إلى استثماره في غرس القيم الدينية والروحية في نفوس الأطفال، خاصة في ظل عصرنا الرقمي الذي يتيح وسائل تعليمية مبتكرة، وتعد التطبيقات الذكية من أبرز الأدوات التي تسهم في تعليم الأطفال القيم الرمضانية مثل الصيام، الصبر، والتكافل الاجتماعي، بأسلوب يجمع بين التعلم والترفيه، ضمن تجربة ممتعة وشاملة، مما يساعد الأطفال على فهم جوهر الشهر الكريم وترجمته إلى سلوكيات عملية في حياتهم اليومية.
أبرز التطبيقات
تشير خلود الحبسي، مدربة معتمدة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، قائلة «مع تطور التكنولوجيا، أصبحت التطبيقات الذكية وسيلة مبتكرة لتعليم الأطفال القيم الإسلامية ومبادئ الصيام بطريقة عصرية وشيّقة، حيث توفر هذه التطبيقات محتوى تفاعلياً يمزج بين التعليم والترفيه، مما يساعد الأطفال على فهم روحانية شهر رمضان ومدى أهمية الصيام وأجره العظيم».
وتلفت الحبسي، إلى أبرز التطبيقات التي تستهدف الطفل العربي، ومنها تطبيق «عدنان معلم القرآن» حيث يقدم محتوى تفاعلياً للأطفال يتضمن تعليم الأدعية والأخلاقيات المرتبطة بشهر رمضان بأسلوب ممتع وسهل، وهناك تطبيق «قصص الأطفال» ويضم مجموعة من القصص التربوية الإسلامية التي تعرّف الطفل بمفهوم الصيام وقيمه، مثل الصبر والتحمل والكرم، إلى جانب تطبيق «سلوكيات رمضان» الذي يساعد الأطفال على تعلم العادات الرمضانية الصحيحة من خلال ألعاب تفاعلية مثل تحديات الصيام وأوقات الإفطار، فضلاً عن تطبيق «تعليم الإسلام للأطفال»، والذي يقدم دروساً بسيطة عن أركان الإسلام، بما فيها الصيام، مع رسوم متحركة وألعاب تناسب مختلف الأعمار.
إرشاد وتوجيه
تساعد التطبيقات الذكية الأطفال على التعرف على القيم الدينية بطريقة تفاعلية ومشوقة، فهي تقدم المعلومات الدينية، كأحكام الصيام وآدابه، من خلال ألعاب تعليمية، مسابقات، وقصص قصيرة مدعومة بالصور والرسوم المتحركة، وفي هذا السياق، تقول فاطمة الظنحاني، أخصائية اجتماعية «هذه الأساليب من أنجح الطرق لتوصيل المعلومات للأطفال، لأنها تجمع بين الترفيه والتعليم، مما يساهم في زيادة إقبالهم على التعلم الديني بطريقة محببة وسهلة وممتعة»، وتشير إلى أن الأطفال يميلون بشكل كبير إلى المحتوى الذي يعتمد على الألوان الجذابة والأصوات التفاعلية، حيث تقدم التطبيقات القيم الدينية بأسلوب محبب وسهل الفهم، فعلى سبيل المثال، التطبيقات التي توفر تحديات يومية مرتبطة بالصيام أو تقدم مكافآت افتراضية عند استكمال المهام تشجع الأطفال على تطبيق ما يتعلمونه في حياتهم اليومية.
دور الأهل
وعن دور الأهل، تضيف الظنحاني «لا يمكننا الاعتماد كلياً على التكنولوجيا لتعليم الأطفال، فالأهل يلعبون دوراً كبيراً في اختيار التطبيقات المناسبة ومتابعة استخدامها، والتأكد من أن المحتوى يتماشى مع القيم الدينية الصحيحة، مع تشجيع أطفالهم على ترجمة ما تعلموه إلى سلوكيات عملية»، وتنصح الأهل بالمشاركة في الأنشطة التعليمية التي تقدمها هذه التطبيقات لتعزيز الروابط الأسرية وجعل عملية التعلم تجربة جماعية وممتعة.
تطبيق «رمضاني»
تشير سندية الزيودي (ولية أمر)، إلى أهم التطبيقات المناسبة للأطفال في تعلم المفاهيم والقيم الرمضانية، وأهمها تطبيق «رمضاني» (My Ramadan)، الذي يهدف إلى تحفيز الأطفال على الصيام وأداء العبادات الإسلامية خاصة صلاة التراويح وتلاوة القرآن، بالإضافة إلى تطبيق قصص الأنبياء للأطفال، والذي يتمتع بطريقة سهلة ومبسطة.
جذابة وملائمة للأطفال
تؤكد خلود الحبسي، أن التطبيقات الذكية تتميز بتوفير محتوى باللغة العربية مصحوباً بالرسوم التوضيحية والصوتيات، مما يجعلها جذابة وملائمة للأطفال، كما تسهم في تعزيز ارتباط الطفل بهويته الدينية وتعريفه بقيم الصيام بشكل تدريجي يناسب عمره وقدراته، مما يسهم في تربية جيل واعٍ بأصول دينه.