حكومة الانقاذ تدشن فعاليات الاحتفاء بذكرى المولد النبوي
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
وألقى رئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، كلمة بالمناسبة رحب في مستهلها بكافة القيادات المدنية والعسكرية و اصحاب الفضيلة العلماء و الشخصيات المدنية التي حضرت التدشين.. مؤكدا أن أبناء اليمن أكثر الناس قربا و احتفاء و احتفالا وتضامنا مع رسول الله منذ اللحظة الاولى للدعوة الشريفة التي واجه خلالها العداء من قبل قومه في قريش.
وأوضح أن اليمنيين من أكثر الشعوب العربية والاسلامية اعتزازا بالرسول الاعظم رسول البشرية جمعاء محمد صلى الله عليه و على آله وسلم..لافتا إلى اللحظة التاريخية التي جاء فيها الرسول والتي كانت حالكة الظلمة و ترتكب فيها الموبقات ويتم فيها وأد البنات ليكون المنقذ ويخرج الناس من تلك الظلمة الى نور الاسلام و الايمان بالله العلي العظيم .
و قال " حكومة الانقاذ ربما هي اكبر حكومة يمنية احتفت بالمولد النبوي الشريف على هذا النحو الواسع في الوقت الذين يتعرض فيه الوطن للعدوان و الحصار و في اللحظة التي يحتفي بها المعتدون بأشياء اخرى لا علاقة بها بالإسلام كاحتفائهم بالمغنيين والراقصين و الراقصات ".
و اضاف " في اللحظة التاريخية التي يسجل فيها الشعب اليمني نقاط قوة للإسلام فإن المعتدين يذهبون الى الكيان الصهيوني زاحفين طلبا وده و ليوقعوا معه الاتفاقات المعلنة و الخفية بل وفتح سفارات لهذا الكيان الغاصب في بلدانهم و كأنما الله اختار لهم الخزي والعار بقتلهم شعب الايمان و الحكمة".
وتابع رئيس الوزراء قائلا " نحن نجدد العهد لرسولنا الكريم ليس قولا بل فعلا لأننا حقيقة نسعى لتمثل اخلاقه الكريمة وصبره وجهاده وفي كل ما أنجزه للإنسانية ".
وتطرق إلى المحطات التاريخية الهامة التي سيختفي بها الشعب اليمني خلال شهر سبتمبر الحالي و المتمثلة بثورتي 21 و 26 سبتمبر، إلى جانب هذا الحدث الضخم الذي نحتفي به و من خلاله برسول الله امتدادا للاحتفال به كل عام و بكل ما قدمه للبشرية من سلوك قويم و اقوال شريفة.
و اعتبر الدكتور بن حبتور المولد النبوي لحظات مهيبة واستثنائية لجميع اليمنيين وخالده دوما في حياتهم ووجدانهم.. معبرا عن الشكر والتحية لمكتب رئيس الوزراء والأمانة العامة للمجلس على تنظيم هذه الفعالية و لكل من حضر وشارك فيها.
وفي الفعالية التي حضرها نائبا رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان و شؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي، وعدد من أعضاء مجالس الوزراء و النواب والقضاء الأعلى والشورى ، استعرض وزير الدولة حميد المزجاجي الدلالات والمعاني التي تحملها هذه الذكرى العظيمة في قلوب كافة اليمنيين.. معتبرها عيداً من أعياد الأمة الإسلامية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
كما أعتبر الاحتفال بذكرى المولد النبوي محطة توعوية نتزود من سيرة الحبيب المصطفى " النور والطهر، والقيم والمبادئ ومكارم الاخلاق، ومحطة تعبوية للشعب اليمني خصوصاً وهو يخوض معركته دفاعاً عن الارض والعرض في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي.
وأكد المزجاجي أهمية الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف لإظهار الحب والبهجة والفرحة بيوم مولده وإحياء القيم والمبادئ والأخلاق والمثل العليا التي جاء به النبي الكريم وتعريف النشء والأجيال بسيرته العطرة والتأسي به والاقتداء بهديه والسير على نهجه وتعزيز عوامل الاحسان بهذه الذكرى من خلال إطعام الطعام وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين .
من جانبه أكد العلامة علوي سهل بن عقيل في كلمة العلماء أهمية الاحتفاء بذكرى المولد النبوي لإبراز عظمة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ومدى ارتباط أهل اليمن بالنبي الخاتم ودورهم في نصرته ومساهمتهم في نشر الإسلام.
وأشار إلى أهمية أحياء هذه المناسبة وجعلها محطة تعبوية يتزود منها الشعب اليمني في الجانب المعنوي والتربوي والأخلاقي في مواجهة التحديات الكبيرة والصعوبات العظيمة وفضح التوجهات والمؤامرات التي تسعى إلى فصل الأمة عن الرسول الكريم وتعاليم القرآن والإسلام السمحاء.
وتطرق بن عقيل إلى مكانة أهل اليمن وفضائلهم عند النبي الكريم، ودورهم التاريخي في مناصرة الرسول وكذا دورهم على مر التاريخ في حمل راية الإسلام ونشره في مختلف ارجاء المعمورة،.. معتبراً الاحتفال بالمولد النبوي الشريف محطة توعوية لتعزيز الارتباط الوثيق بمنهج الرسول الأعظم والاقتداء بهديه والسير على نهجه والتزود من سلوكه ومبادئه في الصبر والثبات في مواجهة العدوان.
وأكد أن احياء المولد النبوي فرصة للعودة إلى قيم ومبادئ واخلاق وصفات وسيرة النبي العطرة والاعتزاز بالثقافات القرآنية والهوية الإيمانية الأصيلة والدعوة لتجسيدها في حياتنا ومعاملتنا اليومية.. مبيناً أن رسالة الإسلام التي تلقاها سيد الخلق واشرف المرسلين حرصت على إرساء مبادئ العدل والقسط وقواعد التعايش بين البشر وحق الناس جميعاً في الحياة الكريمة.
تخلل الفعالية قصيدة للشاعر عبد الباري عبيد بعنوان في حضرة النبي المصطفى ، و تواشيح دينية وأوبريت معبر عن عظمة المناسبة ومدى ارتباط اليمنيين بذكرى المولد النبوي .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: بذکرى المولد النبوی رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: استشارة النبي لأصحابه في بدر درس في القيادة الرشيدة
أكَّد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن الحديث عن غزوة بدر الكبرى يحمل في طياته العديد من الدروس والعبر التي ينبغي الوقوف عندها والتأمل فيها، نظرًا لما تحمله من معاني التخطيط الجيد، والشورى، والإيمان الراسخ، والتي كان لها دور أساسي في تحقيق النصر للمسلمين.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي"، الذي يذاع على فضائية "صدى البلد"، حيث أوضح المفتي أن غزوة بدر لم تكن مجرد مواجهة عابرة، بل كانت مدرسة متكاملة في التخطيط والإعداد، حيث ظهر فيها بوضوح كيف أن الإسلام يدعو إلى إحسان النظر في الأمور، ووضع الخطط المحكمة لتحقيق الأهداف.
أكد أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار موقع القتال بعناية، بناءً على المشورة والتقدير العسكري، بما يضمن التفوق الاستراتيجي للمسلمين.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ قرار المواجهة بشكل فردي، بل استشار أصحابه، خاصة الأنصار، الذين أكدوا استعدادهم للقتال إلى جانبه بقولهم: "اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا معكما مقاتلون".
وأضاف أن الشورى كانت حاضرة في أكثر من موضع، حيث استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في اختيار موقع المعركة، وهو ما تجلى في موقف الصحابي الحباب بن المنذر رضي الله عنه، عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب اختياره لموقع معين، قائلًا: "أهذا منزل أنزلك الله إياه فلا نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمشورة؟"، وعندما أجابه النبي بأنه من باب المشورة، أشار عليه بأن يتجهوا إلى موضع يضمن لهم السيطرة على مصادر المياه، وهو ما كان له تأثير نفسي كبير على العدو، حيث إن التحكم في المياه يعد عاملًا حيويًّا في أي معركة.
وفي سياق حديثه عن التخطيط والإعداد الجيد، أكد المفتي أن المسلمين في بدر كانوا قلة في العدد والعدة مقارنة بجيش قريش، ولكنهم امتلكوا سلاحًا أقوى وهو الإيمان والثقة بنصر الله، مستشهدًا بقوله تعالى: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ).
وأوضح أن هذه الغزوة رسخت مفهوم القيادة الحكيمة، حيث حرص الصحابة على تأمين النبي صلى الله عليه وسلم من أي خطر، وطلبوا منه أن يكون في موقع آمن بعيدًا عن ساحة القتال، حتى يحافظوا على حياته باعتباره قائد الأمة؛ ما يعكس مدى وعيهم بأهمية القيادة في نجاح أي مجتمع أو دولة.
وتطرق المفتي إلى مسألة القتال في الإسلام، مؤكدًا أن الإسلام لا يدعو إلى العنف أو القتال إلا في حال الدفاع عن النفس ورد العدوان، استنادًا إلى قوله تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
وأضاف أن الإسلام وضع ضوابط واضحة للحروب، حيث نهى عن الاعتداء على المدنيين، أو تدمير الممتلكات، أو التعرض لدور العبادة، ما يعكس حرص الإسلام على السلم والسلام، وهو ما تؤكده الآية الكريمة: (وَإنْ جَنَحُوا للسَّلْمِ فاجْنَحْ لَهَا).
وفي ختام حديثه عن غزوة بدر، أوضح المفتي أن هذه المعركة كانت نقطة تحول في تاريخ الدولة الإسلامية، حيث أعطت المسلمين ثقة بأن لهم كيانًا قويًّا، وحدودًا، وجيشًا منظمًا؛ مما مهَّد الطريقَ لنشر الدعوة الإسلامية وَفْقَ أُسس متينة. كما أكد أن النصر في بدر كان تأكيدًا على وعد الله للمؤمنين، حيث أنزل الملائكة لتثبيتهم وإلقاء الرعب في قلوب أعدائهم، مستشهدًا بقول الله تعالى: (إذْ يُوحِي رَبُّكَ إلى المَلائِكَةِ أنِّي مَعَكم فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي في قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ).
وفي الجزء الثاني من اللقاء، أجاب المفتي عن عدد من الأسئلة الفقهية التي تهم المسلمين في عباداتهم، حيث أوضح أن سجود السهو يكون في حالة نسيان التشهد الأول، إذ يؤدي المصلي سجدتين للسهو قبل التسليم، مستندًا إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن.
أما عن صلاة التسابيح، فقد أكد المفتي أنها سنة مستحبة، وإن كان الحديث الوارد فيها قد تكلم فيه بعض العلماء، إلا أن التنافس في فعل الخير أمر محمود، خاصة في شهر رمضان، حيث يحرص المسلمون على الإكثار من العبادات.
وبالنسبة لصلاة القصر، أوضح أن هناك اختلافًا بين العلماء حول مدة القصر للمقيم أكثر من ثلاثة أيام، حيث يرى بعض الفقهاء أن القصر يقتصر على مدة السفر المحددة شرعًا، وهي ثلاثة أيام، فيما يرى آخرون إمكانية القصر لمدة تصل إلى خمسة عشر يومًا؛ ما يدل على وجود سَعة في هذه المسألة الفقهية.
وعن صلاة الاستخارة، أكد المفتي أنها مستحبة في كل أمر يستشكل على الإنسان، ويجوز تكرارها عدة مرات حتى ينشرح صدره لقرار معين، مشيرًا إلى أن الاستخارة لا تعني أن يرى الإنسان رؤيا معينة، بل المقصود بها التوجه إلى الله بالدعاء، ثم اتخاذ القرار بناءً على التيسير أو التعسير.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الصلاة في جماعة مع الأطفال دون سن التكليف جائزة، مشيرًا إلى أنه يمكن للطفل أن يكون إمامًا إذا كان أقرأ لكتاب الله تعالى، وذلك من باب التربية والتعليم، امتثالًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "علموا أولادكم الصلاة، وهم أبناء سبع سنين".
وأضاف المفتي أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعد وسيلة للتقرب منه، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بالإكثار من الصلاة على النبي، فهي الجسر الذي يربط العبد بنبيه الكريم، مستشهدًا بالأحاديث التي تواترت حول رد النبي على من يسلم عليه، مؤكدًا أن الإكثار منها يحقق شفاعته يوم القيامة.
وحول علاقة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالرؤية، أوضح فضيلته أنها ليست بالضرورة تؤدي إلى رؤيته، لكنها تعبير عن صدق المحبة والرغبة في القرب، ويمكن أن تكون من بين الأدوات التي تفتح مغاليق القلوب وتمهد لرؤيته كما أفاد بذلك خبرات الصالحين.
وفيما يتعلق بإمكانية رؤية النبي صلى الله عليه وسلم، أوضح المفتي أن هذه الرؤية هي إنعام ومحبة من الله، وهي علاقة روحية صادقة بين العبد ونبيه، مشيرًا إلى أن من أكرمهم الله بهذا الشرف كانوا ممن أوقفوا حياتهم على الطاعة. كما أشار إلى أن النبي قد يظهر للعاصي كنوع من التحذير والتنبيه لمغبة ما هو عليه، بينما تكون رؤيته للطائع رفعة ومنزلة.
وأكد المفتي أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتي إلا على هيئته المعروفة، استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف: "من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي"، مشيرًا إلى أن الشريعة قطعت في هذا الأمر.
وفي سياق الحديث عن صورة النبي صلى الله عليه وسلم هل استطاع أحد من الكتاب وصفه، أشار فضيلة المفتي إلى أنه لا يوجد كاتب استطاع تقديم صورة دقيقة له، لكنْ هناك أوصاف وردت في المصادر، ومن أروعها وصف أم معبد للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث وصفته وصفًا جميلًا يشهد له بالكمال الخَلقي والخُلقي، صلى الله عليه وسلم عليه أفضل الصلاة والسلام.