الخليج الجديد:
2025-02-04@00:33:45 GMT

توازنات دول الخليج الصعبة مع القوى الكبرى!

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

توازنات دول الخليج الصعبة مع القوى الكبرى!

توازنات دول «التعاون» الصعبة مع القوى الكبرى!

انسحب بايدن العسكري بشكل فوضوي ومرتبك من أفغانستان، وسحب أنظمة دفاعية وبطاريات صواريخ وخفض عديد القوات الأمريكية بالخليج.

رغم انتهاء الأزمة الخليجية، تراجعت الثقة بالعلاقة بالحليف الأمريكي لتغير أولوياته، لكنه يبقى الوحيد القادر على توفير الحماية للحلفاء الخليجيين.

ترتبط دول الخليج أمنيا بأمريكا، وبروسيا في قضايا الطاقة، وبالشراكة مع الصين والهند في التجارة والرخاء!، وهذا يتطلب منها عملا دؤوبا وتوازنات صعبة!

تتعمق معضلة مجلس التعاون الخليجي الأمنية، ولم ينجح بتنويع خياراته الأمنية والدفاعية بعد التراجعات الأمريكية منذ استدارة أوباما قبل عقد لمواجهة الصين.

تذمر ترامب من «الحروب الدائمة والمكلفة في الشرق الأوسط»، ولم يرد بعد الاعتداء المدمر على منشآت أرامكو في أبقيق وخريص بالسعودية بصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع.

شهدت العلاقات الخليجية-الأمريكية مدا وجزرا وخلافات حول العلاقة بإيران وإنتاج النفط والعلاقة بروسيا في حرب أوكرانيا والتقارب مع الصين والوساطة الصينية بين السعودية وإيران، وشراء أسلحة صينية وروسية.

* * *

أكرر في محاضرات وندوات ومقالات منذ أكثر من عقد، أننا نشهد نهاية حقبة النظام العالمي أحادي القطبية بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، الذين هيمنوا على النظام العالمي بشكل كبير منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية ووضعوا الأسس لنظام أحادي عالمي.

نجح الاتحاد السوفياتي وحلفاؤه في حقبة الحرب الباردة في صراع وحروب بالوكالة واستنزاف امتد من أوروبا إلى شرق آسيا ومن أفغانستان والشرق الأوسط إلى غرب أفريقيا بفرض نظام عالمي ثنائي القطبية.

لكن سقوط الاتحاد السوفييتي وتفككه لخمس عشرة جمهورية نهاية عام 1991، كرس نظام أحادي القطبية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية دون منازع أو منافس.أطلق الرئيس جورج بوش الأب مصطلح «النظام العالمي الجديد» بعد هزيمة الاتحاد السوفييتي وانتصار الغرب والرأسمالية والتعددية الديمقراطية وتحرير دولة الكويت واستعادة الأمم المتحدة لدورها.

تسرّع مفكرون وباحثون أمريكيون للاحتفال بالنصر المظفر، كحال المفكر الأمريكي من أصل ياباني فرانسيس فوكوياما، والترحيب بالنظام العالمي الجديد بكتابه «نهاية التاريخ والرجل الأخير» بسيطرة النظام الغربي الديمقراطي واندحار الاستبداد والحكم السلطوي.

لكن ثبت بالدليل والمعايشة أن ذلك التحليل كان ساذجاً ومتسرعاً دحضه صعود قوى كبرى ومتوسطة الأحجام ترى الولايات المتحدة «نمرا من ورق»، كما كتب المؤلفان باراك مندلسون ودومينيك تيرني في دورية Survival "النمر الورقي: صورة العدو الأمريكي» مؤخراً، وعلى رأسها الصين وروسيا وحتى قوى إقليمية محدودة القدرات مثل فيتنام وأفغانستان.

نشهد ذلك اليوم بعجز الولايات المتحدة عن منع انقلابات في أفريقيا، وفي إقناع دول أوبك+ على خفض انتاج النفط، والسماح للصين بتحقيق إنجازات دبلوماسية غير مسبوقة في عقر نفوذها في الخليج العربي بالتوسط بين السعودية وإيران، والفشل في الضغط على الحليف الإسرائيلي بوقف سرطان الاستيطان وتهميش النظام القضائي ووقف التصعيد والقتل الممنهج ضد الفلسطينيين.

كما نرى تجليات ذلك في محدودية قدرة أمريكا التي تورطت في حرب روسيا على أوكرانيا مع حلفائها في حلف الناتو بحروب بالوكالة واستنزاف. وبرغم تقديم دعم بعشرات مليارات الدولارات واستنزاف أوكرانيا وروسيا، فشلت في تحقيق اختراقات في الهجوم الأوكراني المضاد للقوات الروسية في حرب أوكرانيا.

كما تبدو الولايات المتحدة عاجزة عن وقف صعود الصين وردعها عن ترهيب جيرانها-حلفاء أمريكا - تايوان والفلبين وفيتنام وتايلاند، برغم نسج أمريكا تحالفات في شرق آسيا لاحتواء تمدد ونفوذ الصين في جوارها القريب والبعيد ومشروع طريق الحرير والحزام والطريق الواحد العالمي وفي التجارة مع الصين، حيث تميل كفة التبادل التجاري الصيني - الأمريكي لمصلحة الصين منذ سنوات بما يصل إلى 382.9 مليار دولار سنوياً.

وتسعى الصين لشراكة استراتيجية مع روسيا، حتى قبل الحرب على أوكرانيا، لتكريس هيمنتها في منطقة بحر الصين الجنوبي والشرقي للدفع بنظام عالمي متعدد الأقطاب مع روسيا ـ لكسر هيمنة الغرب على النظام العالمي بزعامة أمريكا والشركاء في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي وكندا واليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية والمنظمات الدولية الاقتصادية والمالية ممثلة بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجموعة السبع ومجموعة العشرين.

بتقديم نموذج بديل للاقتصادات الناشئة متمثلة بتكتلات ومنظمات إقليمية، أبرزها مجموعة بريكس - تأسست عام 2009 من البرازيل وروسيا والهند والصين وضمت جنوب أفريقيا عام 2010 لتكون نموذجاً بديلاً للدول النامية واقتصاداتها عن النموذج الغربي. عقدت قمتها الخامسة عشرة في جوهانسبورغ في جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي وتوسعت لتضم أعضاء جددا: السعودية والإمارات ومصر وإيران والأرجنتين وأثيوبيا.

مزيج من حلفاء وخصوم أمريكا والغرب ومنظمة شنغهاي للتعاون في رسالة واضحة المعالم بأن النظام العالمي أكبر من أن يحتكره الغرب، وأن هناك خيارات للدول بما فيها حلفاء الولايات المتحدة بالتعددية في الخيارات. وهذا نهج وواقع جديد يبدو أنه سيشتد عوده ويكبر ويتوسع.

في المقابل، برغم المصالحة الخليجية من أعقد وأخطر أزمة في تاريخ المجلس قبل 4 سنوات في تراجع الثقة بالعلاقة على الحليف الأمريكي لتغير أولويته، لكن يبقى الوحيد القادر على توفير الحماية للحلفاء الخليجيين.

لذلك تتعمق معضلة دول مجلس التعاون الخليجي الأمنية، ولم ننجح بتنويع خياراتنا الأمنية والدفاعية بعد سلسلة من التراجعات الأمريكية منذ استدارة الرئيس أوباما قبل عقد لآسيا لمواجهة الصين. وتذمر الرئيس ترامب من «الحروب الدائمة» والمكلفة في الشرق الأوسط»، وعدم الرد بعد الاعتداء المدمر على منشآت أرامكو في ابقيق وخريص في السعودية بصواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع عام 2019-وانسحاب الرئيس بايدن العسكري الفوضوي والمرتبك من أفغانستان، وسحب أنظمة دفاعية وبطاريات صواريخ وخفض عديد القوات الأمريكية في المنطقة.

كما شهدت العلاقات الخليجية-الأمريكية مدا وجزرا وخلافات حول العلاقة مع إيران وإنتاج النفط والعلاقة مع روسيا في حربها على أوكرانيا والتقارب مع الصين والوساطة الصينية بين السعودية وإيران، وشراء أسلحة صينية وروسية وقضايا حقوق الإنسان.

ما عمّق فجوة ثقة الحلفاء الخليجيين بالحليف الأمريكي، ودفعهم للتفكير خارج الصندوق، والعمل على نسج شبكة علاقات واتفاقيات أمنية وعضوية منظمات مع قوى كبرى، مع بقاء العلاقة الاستراتيجية المتراجعة مع الولايات المتحدة.

الواقع تواجه دول مجلس التعاون الخليجي معضلة أمنية حادة في سعيها لتنويع خياراتها الأمنية والدفاعية في نظام عالمي وخليجي يتحول للتعددية القطبية. وسط ديناميكية تغيرات جيو-استراتيجية.

يؤكد الباحث في معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية الصديق أميل حكيم: "يرتبط أمن دول مجلس التعاون الخليجي بأمريكا، ومع روسيا في قضايا الطاقة (بعضوية أوبك+) والشراكة مع الصين ودول آسيوية بالتجارة والرخاء!، وهذا يتطلب عملا دؤوبا وتوازنات صعبة من دول المجلس"! هذا التحدي الحقيقي لدول الخليج يحتاج لتفصيل.

*د. عبد الله خليفة الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | الشرق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا الخليج الصين روسيا نظام عالمي تعدد الأقطاب الهجوم الأوكراني المضاد حرب أوكرانيا مجلس التعاون الخلیجی الولایات المتحدة النظام العالمی مع روسیا روسیا فی مع الصین

إقرأ أيضاً:

الصين تتوعد بإجراءات مضادة ردا على التعريفات الجمركية الأمريكية

الثورة نت/وكالات نددت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأحد، بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القاضي بفرض رسوم جمركية على الصين، مؤكدةً أنها ستتخذ التدابير المضادة اللازمة لحماية حقوق بكين ومصالحها المشروعة بقوة، وأنه لا توجد أطراف فائزة في الحروب التجارية. وقالت الخارجية الصينية، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي أن “الصين تعرب عن استنكارها ومعارضتها الشديدة لفرض الولايات المتحدة تعريفة جمركية بنسبة(10 في المئة) على المنتجات الصينية، المصدرة إلى الولايات المتحدة بسبب الفنتانيل، وستتخذ التدابير المضادة اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة بقوة”. وتابع البيان أن “موقف الصين ثابت وحازم في هذا الصدد، فلا يوجد فائز في الحروب التجارية، وحروب التعريفات الجمركية، ففرض التعريفات الجمركية من جانب واحد من قبل الولايات المتحدة، ينتهك قواعد منظمة التجارة العالمية بشكل خطير، ولا يحل مشاكلها فحسب، بل إنه يضر بالجانبين ولا يفيد العالم”. وأضاف البيان: “الصين هي واحدة من الدول التي لديها سياسة مكافحة المخدرات الأكثر صرامة وشمولاً في العالم، إن الفنتانيل مشكلة أمريكا، وبروح الإنسانية، قدمت الصين الدعم للولايات المتحدة في استجابتها لمشكلة الفنتانيل”. على وجه الخصوص، وبناء على طلب الولايات المتحدة، أعلنت الصين رسميا إضافة الفنتانيل إلى قائمة المواد الخاضعة للرقابة في عام 2019، لتصبح أول دولة في العالم تتخذ مثل هذه الإجراءات، بالإضافة إلى ذلك، أشارت الوزارة إلى أن الصين والولايات المتحدة قامتا بتعاون واسع النطاق في مكافحة المخدرات، وحققتا نتائج مهمة، وهي حقيقة واضحة. وأردف البيان: “على الولايات المتحدة أن تنظر إلى قضية الفنتانيل وتتعامل معها بموضوعية وعقلانية، بدلاً من تهديد الدول الأخرى بالتعريفات الجمركية”. كما دعت واشنطن إلى “تصحيح ممارساتها الخاطئة، والحفاظ على الوضع الجيد الذي تم تحقيقه بشق الأنفس، للتعاون الصيني الأمريكي في مجال مكافحة المخدرات، وتعزيز التنمية المستقرة والصحية والمستدامة للعلاقات الصينية الأمريكية”. وكان ترامب قد أعلن، في وقت سابق، عن خطط لزيادة رسوم جمركية بنسبة 10 في المئة على البضائع الواردة من الصين وتوقيع أمر تنفيذي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على جميع البضائع من المكسيك وكندا. وخلال فترة ولايته الأولى كرئيس للولايات المتحدة، فرض ترامب تعريفات جمركية جديدة على الفولاذ والألمنيوم. في نهاية عام 2022، بدأت حرب تجارية أخرى تلوح في الأفق بين أمريكا وشركائها الأوروبيين بعد أن أقرت الولايات المتحدة قانونًا لمكافحة التضخم وصفته أوروبا بالمنافسة غير العادلة. وردًا على ذلك، فرض الاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية على السلع الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • الصين تتحدّى ترامب.. هل تنفجر مواجهة تجارية قريبة مع الولايات المتحدة؟
  • الصين تسابق الولايات المتحدة بقوة في نماذج الذكاء الاصطناعي
  • ترامب: كندا يجب أن تكون من الولايات الأمريكية وتحظى بحمايتنا العسكرية
  • عطل فني يهدد عشرات الرحلات الجوية في الولايات المتحدة
  • الصين تتوعد بإجراءات مضادة ردا على التعريفات الجمركية الأمريكية
  • ما هي العوائق أمام إعادة تشكيل النظام العالمي؟
  • عاجل:- الصين تعارض بشدة فرض الولايات المتحدة لرسوم جمركية إضافية وتخطط للرد
  • عاجل.. الصين تعتزم رفع دعوى قضائية على الولايات المتحدة أمام منظمة التجارة العالمية
  • المسلماني: صعود الصين من معالم النظام العالمي الجديد
  • المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة