صدور الترجمة الكرواتية لرواية «نارنجة» لجوخة الحارثي
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
صدرت في العاصمة زغرب الترجمة الكرواتية لرواية «نارنجة» للكاتبة جوخة الحارثي، عن دار نشر Hena وهي الدار نفسها التي نشرت ترجمة «سيدات القمر» إلى اللغة الكرواتية في عام ٢٠٢٠. قامت بالترجمة عن اللغة العربية مباشرة انطونيا دي كاسترو بوريكا، التي تعد الدكتوراة في تخصص اللغة العربية، وترجمت إلى اللغة الكرواتية من قبل مختارات سردية وشعرية عربية، ورواية «ساق البامبو» لسعود السنوسي.
الجدير بالذكر أن نارنجة الفائزة بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في عام ٢٠١٦، قد ترجمت إلى الإنجليزية والملبارية والفارسية والبرتغالية والإيطالية، وقد أدرجت النسخة الإنجليزية لرواية «نارنجة» التي ترجمتها مارلين بوث ضمن القائمة الطويلة لجائزة دبلن الأدبية في أيرلندا لعام ٢٠٢٣، كما اختارها اتحاد المكتبات المستقلة لتكون كتاب الشهر في بريطانيا في يونيو ٢٠٢٢، وكتبت عنها مراجعات إيجابية في الجارديان وواشنطن بوست ونيويورك تايمز ونيويوركر وغيرها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
إنقاذ لغتنا العربية.. لمسايرة طرق التدريس العالمي
نحن في مرحلة تستدعي استنفار كل طاقتنا الإبداعية لمسايرة طرق التدريس العالمي
لا شكّ بأنّ اللّغة العربيّة تمثّل الكرامة الوطنيّة ورمز شرفها لكلّ بلداننا العربيّة، وهي المعبّرة عن قيمنا وثقافتنا وتميّزنا التاريخي، والحفاظ على اللّغة العربية قيمة إسلاميّة وفريضة وطنيّة وترسيخ لهويتنا وجذورنا الحضاريّة. ومن الصفات المذهلة للغتنا العربية أنّها ترفع من القيم المثلى والمروءة والنخوة والنجدة والفروسية. قلّما لغة تهب تلك الأخلاق النادرة، ولا بد من غرس المفاهيم الصحيحة عن اللغة العربية في نفوس أبناء عصرنا. قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- "تعلّموا العربية فإنها تُثبتُ العقل وتزيد في المروءة".مفهوم البرّ باللّغة العربية هو الانتصار لقيم الحضارة والإبداع والمواطنة الحقّة، فالوطن له مفردات قيّمة من ضمنها: الأصالة العراقة التاريخ الجذور، وكل هذه المآثر في لغتنا العربيّة، هذه اللّغة بكل هذه الإمكانيّات قادرة على خلق حسّ وطنيّ ناضج للأمّة، فمثلًا طريقة تناولنا للدين وفهمنا للتديّن ومدى تعاطينا مع التراث ورموزه.. الخ، وما تخاذل قوم عن تمكين لغتهم إلا حلّت عليهم الذلة والمهانة والمسكنة.
إنّ ادّعاء التمسّك بالكرامة الوطنية والابتعاد عن إحياء اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة، يعدّ ازدواجيّة عميقة في المعايير، ومازال الفكر العربي تتراكم عليه كلّ القضايا الشائكة والملتبسة والدخيلة، التي تتطلّب رؤى آنيّة ومستقبليّة لفهمها وتفكيكها وطرح حلول ناجعة بما يتناسب والتطلعات الفكريّة والثقافية لأمّتنا؛ ولأنّ اللغة ظاهرة عقليّة وذهنيّة وحضارية بحتة، فلا بدّ من علاج الذائقة العربية من الخلل الذي طرأ عليها، وإنقاذ الهويّة الوطنيّة، وحفظ ماء الوجه الذى يراق من قبل بعض -المستعربين- إن صحّت التسمية الذين يحاولون طمس هذه اللّغة التعبديّة الربّانيّة التي بها نقترّب إلى الله، فقد بتنا لا نعلم هل نحافظ على لغتنا ممّا يتهددها من سيطرة العولمة، والتغريب الفكري، أم من ظلم أبنائها وعقوقهم ؟!! وهو حال يدفع إلى أن نقيم على هؤلاء الرافضين للغتهم مأتمًا وعويلًا.
فمن المؤلم أن يستخدم كثير من أبناء الوطن العربي للغات أخرى-الإنغليزية- للتعبير عن أنفسهم، أو كتابة التقارير والبحوث، وعزو ذلك لوضوح اللغة الأجنبية وسهولة التعبير والاتصال بها، والمرونة في التلقي والتعاطي معها، لأنها حيويّة وعمليّة.
إنّ الكارثة عندما تشعر بأنّ الأجيال لا تستطيع أن تعبّر بلغتها العربيّة عمّا يعتلج في صدرها من أتراح وأفراح، وعدم قدرتها على انتقاء الألفاظ المناسبة والمعبّرة عن هذه الأفكار، وهو ما يشكل واقعاً فرض نفسه، يجب العمل على تغييره من خلال مشروع تربوي فعّال يردم هذه الفجوة التي ما فتئت تتسع، الله وعد بحفظ هذه اللغة، ودورنا محصور بأن نجعلها تتمدّد وتتوسع، بل أن نجعل لغتنا الأصيلة حيّة نابضة تتناسب مع كلّ الحقب والأجيال، وإلا كيف تصبح لغة المستقبل؟
نحن في مرحلة تستدعي استنفار كل طاقتنا الإبداعية لمسايرة طرق التدريس العالمي، والمطلب الملحّ هو الحاجة إلى الأدوات والوسائل، والاستفادة القصوى من كلّ الطاقات الخارجيّة وخبراء اللغة في حلّ مشكلة شكاوى الطلاب والآباء من صعوبة منهج النحو والإعراب وتعجيز قواعده وقوانينه، ولا بدّ من المواجهة والاعتراف بالفشل الذريع الذي هو نصف الحل، ولن نستطيع أن نحبّب المادّة للطلاب لأنّ المتزمّتين من مشرفي اللغة العربية يضيفون عبئاً إلى آليات التدريس من خلال صعوبة طرح المادة اللغوية، وأتمنى عرض هذه الإشكالية على الكوادر والخبراء المتخصصين الأكاديميين، والتعاطي الصحيح مع منهج اللغة العربية، لأنهم أقدر منّا على حلّ هذه الإشكالية، ولا مجال للتأخير أكثر من ذلك، لأنّ هناك داءً بدأ يتسلّل إلينا ألا وهو اختلال الذائقة العربية، وعدم استشفاف المعاني الملهمة، ومن ثمّ نهج غير سوي في التفكير، واعوجاج في الممارسة والسلوك!!