الإمارات تحقق مراكز متقدمة في التصنيف الائتماني من المؤسسات الدولية
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
تثير التصنيفات السلبية التي تصدرها وكالات التصنيف الائتماني وخاصة على وقع الأزمات الاقتصادية العالمية تساؤلات جوهرية حول دور وكالات التصنيف في إظهار الصورة الحقيقية لاقتصادات الدول والكيانات الاستثمارية.
وقال مركز” إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي في تقرير حديث له : إن وكالات التصنيف الائتماني ظهرت منذ نحو أكثر من 50 عاماً لتشكل آلية شديدة الأهمية في تقدير مستوى المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار أو إقراض الأموال لشركة معينة أو كيان بعينه، بما في ذلك الحكومات ، وهو بمنزلة تقييم مستقل للجدارة الائتمانية للأعمال أو الكيانات الحكومية بوجه عام.
الضوء الأخضر
وأكد “إنترريجونال” أن وكالات التصنيف العالمية ظلت تؤدي دوراً لا غنى عنه بالنسبة للمستثمرين والمقرضين، الذين يحتاجون دائماً إلى الضوء الأخضر الذي يتيح لهم اتخاذ القرار المناسب بشراء سندات بعينها أو الابتعاد عنها لما تحمله من مخاطر مالية كبيرة، كما توفر الوكالات في الغالب معلومات مهمة للحكومات لاتخاذ القرارات الاقتصادية الهامة.
وبينما يشير التصنيف الائتماني المرتفع إلى أنه من المرجح – بحسب رأي وكالة التصنيف – أن يستطيع مُصْدِر السندات سداد ديونه للمستثمرين دون صعوبات، فإن التصنيف الائتماني الضعيف يشير إلى احتمالية مواجهة مُصدري السندات صعوبات في سداد دفعاتهم وربما التعثر تماماً عن السداد.
3 وكالات رئيسية
وأوضح “إنترريجونال” ، أنه بالرغم من وجود نحو 150 وكالة تصنيف ائتماني معتمدة تعمل في نحو 32 دولة، فإن سوق التصنيف الائتماني تسيطر عليه 3 وكالات رئيسية؛ هي: (Moody’s) و (Standard & Poor’s) و(Fitch)، حيث تتولى مهمة تقييم الوضع المالي، وينصب تركيزها الأساسي على تقييم القدرة على سداد الديون، باعتباره المعيار الأكثر أهميةً بالنسبة إلى المستثمرين.
تصنيف الإمارات
ووفقاً لـ” البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات : حققت الدولة مراكز متقدمة في التصنيف الائتماني لمؤسسات دولية مرموقة مثل وكالة فيتش وموديز مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وأضافت “البوابة” أن التصنيف يعكس الجدارة الائتمانية لمؤسسات الحكومة الاتحادية وقدرتها المتميزة على صياغة السياسات اللازمة لمواصلة النمو.
وفي يوليو 2023 ، حصلت دولة الإمارات على تصنيف ائتماني سياديAA – “قوي جداً” مع نظرة مستقبلية مستقرة من وكالة فيتش العالمية ويعكس هذا التصنيف مستوى معتدل للدين العام الموحد للدولة ، والوضع القوي لصافي الأصول الخارجية، وارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
ويُعزى هذا التصنيف إلى صافي الأصول الأجنبية السيادية لإمارة أبوظبي، والذي يُعد من أعلى المعدلات بين الجهات السيادية التي صنفتها فيتش.
وأوضحت “البوابة” أن دولة الإمارات قد حصلت في ديسمبر 2020، على تصنيف “Aa2” من “موديز” في الجدارة الائتمانية وهو التصنيف السيادي الأقوى في المنطقة مع نظرة مستقبلية مستقرة للاقتصاد الإماراتي.
أدوار رئيسية
ويشير تقرير مركز “إنترريجونال” إلى أن وكالات التصنيف الائتماني تلعب أدواراً تؤثر بصورة رئيسية على قرارات المستثمرين والمقرضين، أهمها:
1- تزويد المستثمرين بالمعلومات المالية
2 – تقديم معلومات حول الديون السيادية للدول
3- إصدار تصنيفات ائتمانية للشركات الفردية
4- توفير تصنيف موثوق حول الجدارة
5 – معالجة عدم التناسق المعلوماتي في أسواق رأس المال
6- التأثير على مُصدري السندات
7 – الاضطلاع بدور رئيسي في التمويل العالمي
8 – تقديم تقييمات طويلة وقصيرة الأجل
انتقادات
وأضاف تقرير “إنترريجونال”، أنه و رغم الأدوار الواضحة التي تمارسها وكالات التصنيف الائتماني، فإن هناك انتقادات عديدة تُوجَّه إلى آليات عمل تلك الوكالات، تتركز في:
1-الإخفاق في التعرف على تهديدات النظام المالي
2 – التبعية للسوق لا قيادته
3- الانعكاسات السلبية للتصنيفات الائتمانية
4 – غموض عمل الوكالات الائتمانية
5- التقلب الواضح في تصنيفات التزامات الديون
6 -تضخيم المخاطر النظامية
7- تشوه سوق صناعة التصنيف الائتماني
8- تضارب المصالح داخل وكالات التصنيف الائتماني
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
تتهمها بتسليح قوات الدعم السريع..السودان ترفع دعوى ضد الإمارات في محكمة العدل الدولية
الثورة / الخرطوم/ وكالات
قالت محكمة العدل الدولية أمس الأول إن السودان رفع دعوى على دولة الإمارات، متهما إياها بتسليح قوات الدعم السريع شبه العسكرية وانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها بسبب الهجمات في ولاية غرب دارفور.
فيما قال مسؤول إماراتي في بيان لرويترز إن بلاده ستسعى إلى رفض القضية على الفور. وتقول الإمارات إن القضية تفتقر إلى “أي أساس قانوني أو واقعي”.
وتتعلق الاتهامات بهجمات عرقية مكثفة شنتها قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها ضد قبيلة المساليت غير العربية في عام 2023م بغرب دارفور، وهي الهجمات التي رصدتها رويترز بالتفصيل. ووصفت الولايات المتحدة تلك الهجمات بأنها إبادة جماعية في يناير كانون الثاني.
ولم ترد وزارة الخارجية السودانية بعد على طلب التعليق، واطلعت رويترز على نسخة من الطلب الذي تقدم به السودان.
ودأب مسؤولون سودانيون على اتهام الإمارات بدعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو عامين، وهي اتهامات تنفيها الإمارات لكن خبراء من الأمم المتحدة ومشرعين أمريكيين يرون أن الاتهامات لها ما يدعمها.
وجاء في بيان لمحكمة العدل الدولية أن السودان اتهم قوات الدعم السريع بارتكاب “إبادة جماعية وقتل وسرقة ممتلكات واغتصاب وتهجير قسري وتعد على ممتلكات الغير وتخريب ممتلكات عامة وانتهاك حقوق الإنسان”.
وقالت الحكومة السودانية إن “جميع هذه الأعمال ارتُكبت وأعان عليها دعم مباشر قدمته الإمارات إلى قوات الدعم السريع المتمردة والميليشيات المرتبطة بها”.
وقال المسؤول الإماراتي “الإمارات على علم بالطلب المقدم من ممثل القوات المسلحة السودانية في الآونة الأخيرة لمحكمة العدل الدولية، وهو ليس إلا حيلة دعائية خبيثة تستهدف تحويل الانتباه عن الضلوع الراسخ للقوات المسلحة السودانية في الفظائع واسعة النطاق التي ما زالت تدمر السودان وشعبه”.