بعد زلزال تركيا.. يمنيات يبتكرن روبوت لمساعدة العالقين تحت الانقاض (تقرير)
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
بعد نحو سبعة أشهر على الزلزال المميت الذي ضرب تركيا وسوريا، تمكنت أربع مهندسات يمنيات من ابتكار روبوت ينقذ البشر من تحت أنقاض الكوارث البيئية والفيضانات، من خلال مخاطبة العالقين عبر كاميرا حرارية تمر من أماكن ضيقه لإرسال فيديو عن البيئة تحت الانقاض إلى روبوت ذكي متعدد الوظائف لعرضها على الفريق المتخصص.
وبدأت الطالبات فرح الشلالي، وبيسان ثواب وفرح الاغبري ودنيا البصير، مطلع العام الجاري، تنفيذ فكرة مشروع تخرج "lifesaver robot" للحصول على درجة البكالريوس كلية الهندسة قسم الميكاترونكس بإحدى الجامعات الأهلية في صنعاء.
وانطلقت فكرتهم الملهمة، بعدما سقط آلاف الخسائر البشرية تحت الانقاض نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من شباط/فبراير، والعجز الكبير في فرق الانقاذ، فضلا عن تأخر الوصول إلى البشر قبل وفاتهم.
وتقول إحدى المبتكرات الأربع فرح الشلالي إن فكرة المشروع جاءت بعد الخسائر الهائلة التي تسبب بها الزلزال، حيث كانت الاولوية لإنقاذ الأرواح العالقة تحت الأنقاض، لكن المنقذين والمسعفين لم يكونوا كافيين لإنقاذ كل الارواح العالقة، ما دفعهم إلى أبتكار روبورت لمساعدة المنقذين في الأوقات الحرجة روبوتنا يتكون من روبوتين منفصلين HIMO وinder.
وتضيف "الشلالي" لـ"الموقع بوست" أن المشروع عبارة عن نظام تتبع وكشف العنصر البشري تحت الانقاض باستخدام روبوت درون وروبوت عنكبوتي ذوي احجام صغيره قادرة على المرور في الأماكن الصعبة اثناء الانقاذ، مشيرة إلى أن الكاميرات ترسل فيديو عن البيئة هناك إلى روبوت متعدد الوظائف لعرضها على شاشته.
وعند استقبال الروبوت الفيديو، يعمل على عدة وظائف تستخدم خوارزميات ذكاء اصطناعي، أما مدربة سابقا كتلك التي تعمل على تمييز الاصوات وتفسير الكلام وتبادل الحوار مع البشر، أو مبنية ومصممة بواسطة المهندسات ومدربة للتعرف على الاشياء وتصنيفها باستخدام داتا سيت، بحسب المبتكرة.
مميزات ووظائف
ويتكون المشروع من الروبوت "HIMO" متعدد الوظائف بين "human robot" و"Mobil robot"، وصمم الهيكل الخارجي باستخدام (Solidwork وCinema 4d وMaya)، في حين تم طباعة الهيكل بالكامل عن طريق طابعة 3d من مواد بلاستكية.
ويتميز الروبوت بوجود جزء مكنيكي فيه، تم تقسيم الاجزاء التي تتحرك مكانيكيا إلى "bogie system " المستخدم في المستكشفات التابعه لوكالة "NASA" الفضائية، حتى يعطي حركة سلسة للروبوت في المناطق الوعرة والتحكم بحركته عن طريق محركات "Rotary Encoder DC motor" التي تعتبر دقيقة جدا وتمكن الروبوت من الحركة ورسم احداثيات لمسارة.
كما تتميز حركة الذارع واليد بمحاور رئيسية ودرجات حركة معينة، ما يمكن من إضافة درجات حركة والتحكم بعدد المفاصل والموتورات، بفعل أن اليد القابلة لطي يمكنها التكيف والامساك بالاشياء المستديرة التي لا تتمكن الاذره الصناعية الاخرى من الامساك بها.
استخدامات الطائرة
وجهز الروبوت بطائرة (FInder ) تعمل على الاستكشاف الجوي والمسح، نتيجة ملكها عدد من الحساسات المخصصة والمرتبطة بالروبوت بشكل تام، فضلا عن احتوائها على كاميرا لنقل الصورة عبر الواي فاي لمعرفة حالة الضحايا.
وتسهل الطائرة مدمجة "spider robot" عمليات البحث للوصول إلى الاماكن الضيقة في حال عدم تمكن المرواح من عبور الفتحات الضيقه، فيما يمكن التحكم بالروبوت والطائرة عن طريق تطبيق بالهاتف أوروموت محركات الطائرة "brushless".
والطائرة مخصصة للمناطق الضيقة والوعرة التي يصعب على الروبوت والبشر الوصول إليها.
جهود لتطوير الروبوت
وتؤكد المبتكرة الشابة دينا البصير أن مشروعهم قابل للتطوير بشكل لا متناهي، حيث يعملون على توسيع نطاق الارسال والاستقبال بحيث تزيد المسافة بينهم لنطاق اوسع باستخدام محركات اعلى كفائه ودقه، بما في ذلك تحسين استخدام الطاقة بمحاولة استخدام الطاقة البديلة "الطاقة الشمسية" بدلا عن البطاريات.
وتشير البصير إلى مواجهتهم صعوبات كثيرة أثناء عملية تنفيذ المشروع التي كانت أبرزها انعدام أغلب القطع الالكترونية بسبب الأوضاع في اليمن، ما يدفعهم لطلبها من الخارج، لكنهم يواجهون صعوبة في ادخالها وتحمل أعباء تكلفتها الباهظة.
وتطمح الطالبات التطوير لكل من الروبوت ودمج الطائرة بحساس البايو سينيور الذي يتم عن طريقة قياس المؤشرات الحيوية للضحايا عن بعد أمتار لتسهيل عمليات البحث و استخدام التطويرات في مجالات متعددة مستقبلا.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن طالبات روبوت الزلازل تكنولوجيا تحت الانقاض
إقرأ أيضاً:
تركيا تحيي الذكرى الثانية لكارثة زلزال 6 فبراير.. وأردوغان يتعهد باستمرار الإعمار
أحيت العديد من الولايات التركية، الخميس، الذكرى الثانية للزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا في السادس من شباط /فبراير عام 2023، متسببا في وقوع خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "في الذكرى الثانية لزلازل 6 فبراير التي هزتنا جميعًا بعمق، وفتحت جراحًا كبيرة في قلوبنا، وتركت آثارا لا تُنسى في ذاكرة شعبنا، أسأل الله الرحمة لكل واحد من أشقائنا الذين فقدناهم والبالغ عددهم 53 ألفا و537".
Hepimizi derinden sarsan, yüreğimizde büyük yaralar açan, milletimizin hafızasında asla silinmeyecek izler bırakan 6 Şubat depremlerinin ikinci seneidevriyesinde, yitirdiğimiz 53 bin 537 kardeşimizin her birine yüce Allah’tan rahmet niyaz ediyorum.… — Recep Tayyip Erdoğan (@RTErdogan) February 6, 2025
وتمنى الرئيس التركي في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، الصبر والسلوان لذوي الضحايا، مضيفا "لن نتوقف حتى نعيد إعمار المناطق المنكوبة بالكامل".
وتوجه الرئيس التركي إلى منطقة وقوع الزلزال جنوبي البلاد للمشاركة في إحياء الذكرى السنوية الثانية، متعهدا بعزم بلاده عدم ترك أي مواطن دون منزل في المناطق المدمرة جراء الزلزال.
وقال أردوغان في كلمة له خلال فعالية بولاية أدي يمان "سنبني ما مجموعه 453 ألف منزل بحلول نهاية العام، ولن نترك مواطنا واحدا إلا دخل منزله أو مكان عمله".
فعاليات الذكرى الثانية
وفي ذكرى الكارثة، نظمت عدة ولايات تركية فعاليات لإحياء الذكرى، حيث شهدت قهرمان مرعش، مركز الزلزال، تجمعات شعبية، ووضع المواطنون لافتات كتب عليها "لم ننس" و"نستذكر باحترام"، كما أُقيمت مراسم تلاوة القرآن الكريم والدعاء لأرواح الضحايا.
وفي هاتاي، اجتمع ممثلو الأحزاب السياسية والمجتمع المدني في مسيرة صامتة، ووقف المشاركون دقيقة صمت في الساعة 04:17، وهو وقت وقوع الزلزال الأول. كما ألقى ممثلو الديانات السماوية الثلاثة كلمات ودعوات، فيما ألقى المشاركون زهور القرنفل الحمراء في نهر العاصي تخليدا لذكرى الضحايا.
أما في غازي عنتاب، فقد نظمت السلطات المحلية فعالية تذكارية بموقع مجمع سكني دُمر بفعل الزلزال، حيث قال والي غازي عنتاب كمال تشبر "نحن اليوم هنا لنؤكد أننا لن ننسى من فقدناهم، وسنواصل العمل لجعل هذه المناطق أكثر أمانا".
وفي ولاية أدي يامان، شارك آلاف الأشخاص في "مسيرة صامتة"، حمل خلالها بعض المتضررين صور أحبائهم المفقودين، فيما أطلق الحاضرون مئات البالونات في السماء تخليدا لذكراهم.
كما أقيمت فعاليات مشابهة في ملاطيا وأضنة وعثمانية وكيليس ودياربكر وألازيغ وبورصة، حيث تركزت على قراءة القرآن الكريم، وإقامة الصلوات، ووضع الزهور في مواقع المباني المنهارة، وسط تأكيدات رسمية على استمرار جهود الإعمار واتخاذ تدابير لمنع تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
ماذا حدث فجر السادس من شباط 2023؟
فجر السادس من شباط /فبراير 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 7.8 على مقياس ريختر المناطق الجنوبية، تلاه زلزال آخر بعد ساعات بقوة 7.7، مناطق جنوبي تركيا وشمال سوريا، في مأساة وصفت في الأوساط المحلية بأنها "كارثة العصر".
وأسفر الزلزالان المدمران اللذان تركز أولهما في ولاية قهرمان مرعش التركية في جنوب البلاد، عن مقتل ما يزيد على الـ50 ألف شخص في تركيا بينهم المئات من السوريين اللاجئين، فضلا عن الدمار المادي الضخم الذي خلف ملايين النازحين بين عشية وضحاها.
وفي سوريا، أزهقت الكارثة أرواح ما يزيد عن 13 ألف شخص، وتسببت في تشرد الآلاف من منازلهم، في حين فقدت آلاف العائلات مصادر دخلها، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية.
وأعلنت السلطات التركية 11 ولاية من ولايات الجنوب "منكوبة" جراء الزلزال المدمر، كما أنها رفعت حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، الذي يشمل طلب المساعدة الدولية، لتستقبل البلاد بعدها مساعدات من 93 دولة، بحسب الأناضول.
ووفقا لدراسات تقييم الأضرار في تركيا، فقد تم تحديد أكثر من 850 ألف مسكن ومحل تجاري على أنها غير صالحة للاستخدام بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بها جراء الزلزال.
وتوزع هذا الدمار على 124 قضاء و6 آلاف و929 قرية ضمن 11 ولاية تركية، بينما بلغ عدد المتضررين منه 14 مليون شخص في تركيا وحدها، وفقا لوكالة الأناضول.