عُقدت الجلسة العلمية الأولى لمؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية 34 برئاسة علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب بجمهورية مصر العربية، وتحدث فيها كل من الدكتور أحمد الحداد مفتي دبي، والشيخ أحمد تميم مفتي أوكرانيا، والشيخ الحافظ شاكر فتاحو رئيس العلماء ومفتي مقدونيا الشمالية.

وفي بداية الجلسة، قدم علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب بجمهورية مصر العربية، الشكر للدكتور محمد مختار جمعة على رأس وزارة الأوقاف المصرية والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية على هذا الملتقى، مرحبًا بالحضور جميعًا.

تيسير الوصول إلى الفتوى

وشكر الدكتور أحمد الحداد مفتي دبي، محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي ما فتئ يجدد الفكر ويشحذ الهمم كل عام بكل جديد من مستجدات الشئون الإسلامية، ويأتي موضوع هذا العام لمناقشة موضوع حيوي مهم يواجه العالم أجمع، وهو الفضاء الإلكتروني والاستفادة منه ودفع خطره، مشيرًا إلى ضرورة الانتفاع من هذه التقنيات فهي من نعم الله تعالى ولها إيجابيات كثيرة منها: أنها تيسر الوصول إلى الفتوى، ونستغني بها عن التنقل والسفر بين البلدان والدول، وتنوع الفتاوى فيجد السائل أكثر من إجابة ليختار ما يناسبه، كذلك تيسير الاستفادة منها لكافة شرائح المجتمع، كذلك رد الحرج والحفاظ على الخصوصية في الأسئلة الخاصة، كذلك أيضا تيسير التواصل مع المفتين في سائر بلاد العالم، وتمكن المفتين في نشر العلم وتبليغ كلمة الله (عز وجل) لأكبر شريحة من العالم، كذلك من إيجابياتها رفع الحرج الذي قد يكون عند السائلين إذا كانت المسألة ذات خصوصية، وتيسير التواصل مع المفتين في العالم الإسلامي للذين يعيشون في الدول غير الإسلامية، ومنها أيضًا أن الأحكام والفتاوى تصل لشريحة كبيرة من المسلمين.

ومن مخاطرها تصدر غير المؤهلين، إذ يمكن لأي أحد أن يؤسس موقعًا ويتحدث فيه باسم الإسلام من غير أن يكون عليه رقابة، فيحدث الخلط الكبير بين الحق والباطل، وكذلك تكون المخاطر من جانب المستفتين فإنهم قد يختارون ما يناسب أهواءهم، ويمكن أيضا أن لا يعطي الصورة كاملة للمفتي فينتج عن ذلك تنزيل الفتوى على غير الصورة الحقيقية، وتكون الفتوى مرتبطة بمكان دون آخر أو زمان دون آخر فيكون الأخذ بها في غاية الإشكال فهذه مخاطر ينبغي أن تجتنب، مؤكدًا على أهمية استقاء الفتوى من الجهات الشرعية الرسمية، وأن تكون هناك رقابة متخصصة تتابع مواقع الإفتاء الإلكتروني من الجهات الدينية المعتمدة لحماية دين الناس ودنياهم، والتحري عن من نأخذ الفتوي.

وفي كلمته، أكد الشيخ أحمد تميم أن الفضاء الإلكتروني سبقنا إليه من سبق، وعم فيه الفساد أكثر وأكثر، إذ امتلأ بالمجادلات والمناظرات والمشتبهات، الأمر الذي فرض علينا أن نتصدى له وأن نشغل الفضاء الإلكتروني بما يفيد، وأن لا نترك هذا المجال لمن يفسده أو بمن يشغله بأفكار متطرفة، فنحن بحاجة ماسة لوضع ما يسمى بأمن الدعوة الإلكتروني، مع الاهتمام بنشر الكتب النافعة والمواد الإعلامية الصحيحة.

مواكبة التطور التكنولوجي

وفي كلمته أكد الشيخ الحافظ شاكر فتاحو أنه يجب علينا أن نواكب التطور التكنولوجي على كافة الأصعدة لا سيما الذي يتعلق بالدعوة الإسلامية، وأن الفضاء الإلكتروني له جانب مهم جدًا في مجال الدعوة، ولتصحيح صورة الإسلام في جميع أنحاء العالم، مؤكدًا أنه لابد من العرض الصحيح لصورة الإسلام، وتضييق المساحة على من يتلاعبون بصورة الإسلام السمحة والذين يروجون لصورة مغلوطة عن الإسلام والمسلمين، مما يؤدي إلى شيوع مظاهر التطرف.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفضاء الإلكتروني الأوقاف الفضاء الإلكتروني مفتي الجمهورية الفضاء الإلکترونی

إقرأ أيضاً:

البحوث الإسلامية يختتم فعاليات "أسبوع الدعوة" بأسيوط

اختتمت اللَّجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، اليوم الأربعاء، نشاطَها الدَّعوي بمحافظة أسيوط، الذي استهدف شباب جامعة أسيوط ومساجدها؛ وعقد برعاية من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر، وإشراف وكيل الأزهر ،ورئيس جامعة أسيوط، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

حاضر  في اللقاء الأخير للأسبوع الدكتور رشوان أبو زيد، أستاذ الحديث وعلومه بكليَّة الدراسات الإسلامية بسوهاج، الدكتور حسن يحيى، الأمين العام للَّجنة العُليا للدعوة بالأزهر، وذلك تحت عنوان: (الدِّين والعِلم.. علاقة طرديَّة أم عكسيَّة؟).

وقال الدكتور حسن يحيى: إنَّ فريقًا من الناس جعل العِلم في صدام مع الدِّين، والناظر بعين الإنصاف يجد أن عقيدة التوحيد لا تتعارض مع عقيد العِلم، فالعِلمُ بكلِّ ما وصل إليه مِن تقدُّم، يؤكِّد في النهاية حقيقةَ وجود الله -تعالى- وقدرته في خَلْقه، ولا عجب أن نجد أنَّ أول ما نزل من القرآن الكريم هو كلمة  {اقرأ}،  وبهذه الكلمة نجد أنَّ الخطاب الإلهي جاء آمرًا الإنسانَ أن يقرأ ويقرأ باسم الله، وأن يطَّلع ويتعلَّم، بل وساعد طالبي العِلم والبحث والاطِّلاع، فقال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ}، وغيرها من الآيات التي أكَّدت أنَّ العِلم والدِّين يسيران  في طريق واحد، موضِّحًا أنَّه ما مِن شيء مِن خَلْق الله -من أرضٍ وسماواتٍ وحقائقَ كونيةٍ سَعَى إلى معرفتها العلم- إلَّا ولفت القرآنُ النَّاسَ إلى معرفتها، ففي معرفتها دليلٌ على وجود  الله الخالِق.

وأكَّد الأمين العام للَّجنة العُليا أنَّ مَن قال: إنَّ المجتمع ينبغي أن يكفر ليتعلم، أو يتعلم فيكفر، فرأيه رأي مريض، لافتًا إلى أنَّ سبب ارتداد الحضارات هو أنها فرَّطت في الدِّين، وأي حضارة فصلت الدِّين عن العِلم كانت في زوال؛ لذا تُعدُّ حضارتنا الإسلامية خير شاهد، فبقاؤها خيرُ دليلٍ على رَبْط الدِّين بالعِلم، وتأكيدًا أنَّ العَلاقة بين الدِّين والعِلم عَلاقةٌ تكامليةٌ لا تعارض بينهما. 

من جانبه، أوضح الدكتور رشوان أبو زيد  أنَّ العِلم عِلمٌ إلهيٌّ وعِلمٌ تجريبيٌّ، فالعِلمُ الإلهيُّ هو الذي علَّمه الله لعباده عن طريق الوحي، والعِلمُ التجريبيُّ البشريُّ هو العِلمُ الذي جاءت نتائجه عن الطريق العقل البشري، وبعض الناس حين يسمع كلمة (العِلم) ينصرف ذهنه إلى العِلم الغربي التجريبي، مشيرًا إلى أنَّ للعِلم أنماطًا عدَّة، ومنها: العِلم الذى ذكره القرآن الكريم في قصَّة سيدنا سليمان وعرش بلقيس، وذلك الرجل الذي أتى بعرش بلقيس قبل أن يرتدَّ طرفُ نبيِّ الله سليمان، متسائلًا: أي نمط من أنماط العِلم كان عند هذا الرجل؟

كما تساءل رشوان: هل العِلم التجريبي الغربي في مرتبة واحدة أو عدة مراتب؟ مجيبًا أنَّ العِلم التجريبي ليس له مستوًى واحدٌ من المعرفة، بل إنه قابلٌ بشكلٍ واضحٍ للتغيُّر والتطوُّر، فما كان يعرفه البشر مِن مِئَة سنة تغيَّر اليوم، وما نعرفه اليوم سيتغيَّر بعد مِئَة سنة،  لافتًا إلى أنَّ العقل الذي يمنح الفرضيات لهذه التجارِب هو عقل بشري، والعقل البشري غير كامل، ونتائج العِلم التجريبي ظنِّية، وليست المعرفة الناتجة عنها هي أكمل المعارف، أمَّا عِلم الدِّين فهو عِلمٌ منزل من عند الله؛ ولذا نجد أن العِلم البشري هو عِلمٌ يريد تعرُّفَ عِلم الله، وعِلمُ الدِّين هو وحي إلهي يعرِّف الناس بالله؛ إذًا فلا تناقض ولا اختلاف، وإن حدث اختلاف بين عالِم الدِّين والعالِم التجريبي، فإنَّ الخطأ يكمُن في عدم فَهم النَّصِّ لعالِم الدِّين، أو خطأ في النتائج عند العالِم التجريبي، وهذا أمر طبيعي.

وجاءت لقاءات (أسبوع الدعوة الإسلامي) التي استمرت على مدار أسبوع في رحاب جامعة ومساجد أسيوط، في إطار مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية (بداية جديدة لبناء الإنسان)، و استهدفت إعداد خريطة فكريَّة تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفِكرية والعَقَديَّة والاجتماعيَّة، وترسيخ منظومة القِيَم والأخلاق والمُثُل العُليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشَّريف.

مقالات مشابهة

  • الأعلى للشؤون الإسلامية يستعرض مسيرة محمد الطرابلسي مفتي ليبيا الأسبق
  • مفتي الجمهورية: التشييد والبناء وعمارة الأرض أحد أشكال العبادة
  • البحوث الإسلامية يختتم فعاليات "أسبوع الدعوة" بأسيوط
  • مفتي الجمهورية من معهد أذربيجان للعلوم الدينية: «التشييد والبناء ليس مجرد عمل دنيوي»
  • مفتي الجمهورية يُلقي محاضرةً حول "الإنسان في المنظور الحضاري الإسلامي" بأذربيجان
  • دومة يبحث سبل حل الصعوبات التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية
  • «دومة» يلتقي رئيس اللجنة التسيرية لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية
  • دومة يناقش العراقيل التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية
  • إعلام عبري: الجيش الإسرائيلي بحاجة ماسة إلى 7 آلاف جندي
  • هل يمنع الإسلام تولي المرأة المناصب القيادية؟.. أمنية الفتوى تحسم الجدل