أعلنت وزارة الداخلية المغربية، السبت، ارتفاع أعداد ضحايا الزلزال المدمر الذي قتل مئات الأشخاص وألحق أضرارا بالمباني من قرى جبال الأطلس إلى مدينة مراكش التاريخية.

ونقل التليفزيون الرسمي عن الداخلية المغربية بيانا جاء فيه: "ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1037 قتيلا و1204 مصابين بينها 721 حالة حرجة".

وقال رئيس بلدة قريبة من مركز الزلزال لموقع إم 2 الإخباري المغربي إن عدة منازل في البلدات المجاورة انهارت جزئيا أو كليا، وانقطعت الكهرباء والطرق في بعض الأماكن.

وأوضح عبد الرحيم يت داود، رئيس بلدة طلعت نعقوب، أن السلطات تعمل على تطهير الطرق في ولاية الحوز للسماح بمرور سيارات الإسعاف والمساعدات للسكان المتضررين، لكنه قال إن المسافات الكبيرة بين القرى الجبلية تعني أن الأمر سيستغرق وقتا لمعرفة مدى الضرر.

فزع وهلع جراء الزلزال

ركض الناس الذين استيقظوا على وقع الزلزال إلى الشوارع في حالة من الرعب وعدم التصديق. أظهر التلفزيون الرسمي أشخاصا يتجمعون في شوارع مراكش في وقت متأخر من الليل، خائفين من العودة إلى المباني التي ربما لا تزال غير مستقرة. قال رجل إنه كان يزور شقة مجاورة عندما بدأت الأطباق والمعلقات الجدارية تنهمر، والناس في حالة من الهلع والذهول. وصفت امرأة الفرار من منزلها بعد "الاهتزاز الشديد". وقال رجل يحمل طفلاً إنه استيقظ في السرير بسبب الاهتزاز. في صور أخرى بثتها وسائل الإعلام المحلية، بحث عمال طوارئ عن ناجين وسط أنقاض المباني، وأضاءت ستراتهم الصفراء العاكسة المشهد ليلاً. أحدث الزلزال فجوة كبيرة في أحد المنازل، وكادت سيارة أن تدفن تحت أنقاض مبنى منهار.

دمار كبير بمدينة التراث

في مراكش، تعرض مسجد الكتبية الشهير، الذي بني في القرن الثاني عشر، لأضرار، لكن لم يتضح حجمها على الفور. تُعرف مئذنتها التي يبلغ ارتفاعها 69 مترًا (226 قدمًا) باسم "سقف مراكش". نشر مغاربة مقاطع مصورة تظهر تضرر أجزاء من الأسوار الحمراء الشهيرة التي تحيط بالمدينة القديمة في مراكش، المدرجة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الداخلية المغربية المغرب زلزال المغرب مراكش زلزال مراكش الداخلية المغربية

إقرأ أيضاً:

ضحايا الاغتصاب.. جرح مفتوح في حرب السودان

بورتسودان- ترتب مريم (اسم مستعار) بسرعة حجابها وكأنها تستعجل البوح بما لديها، ترتب أغراضها دون أن تفكر في ترتيب أفكارها، لأن المشاهد متلاحقة وماثلة أمامها منذ ذلك اليوم الأسود.

مريم التي لم تتجاوز 17 عاما سردت للجزيرة نت تفاصيل تعرضها للاغتصاب في مرات متكررة من قبل قوات الدعم السريع بإحدى مناطق ولاية الجزيرة، وسط السودان.

وقالت إن مقاتلي قوات الدعم وبعد سيطرتهم على المنطقة كانوا يقودون ضحاياهم من الشوارع ليتناوبوا على اغتصابهن على وقع التهديد بالعنف والسلاح.

مريم قصة من بين مئات وثّقت من قبل جهات حقوقية وجمعيات مدنية ترصد انتهاكات قوات الدعم السريع في المناطق التي سيطرت عليها منذ بداية الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023.

من بين تلك القصص حالة خديجة (اسم مستعار) التي لجأت لإخفاء ابنتها المراهقة في خزانة الملابس طمعا في أن تغيب عن أنظار قوات الدعم التي كانت تقتحم منازل المنطقة.

ولكن السيدة الأربعينية لم تكن تدرك أنها ستكون هي الضحية حين وقعت فريسة للمسلحين الذين اغتصبوها على مسمع من ابنتها التي لم تتحمل ما جرى وتم اكتشافها مغمى عليها بعد مغادرة المسلحين.

أما سلوى (اسم مستعار) فترى أنها محظوظة، لأنها لم تتعرض سوى للاغتصاب مرة واحدة، ذلك أن من اختطفوها من حافلة كانت تركبها باتجاه بيتها كانوا يخططون للتناوب على الاعتداء عليها، لكنهم تفاجؤوا بإطلاق نار تبين لاحقا أنه تسبب في قتل شابين حاولا الاعتراض على تصرفات المسلحين وإنقاذ سلمى التي كانت رفقة سيدتين أخريين.

يقول المحامي محمد الزين إنه وثّق قصص خديجة وسلوى وعشرات أخريات خلال رحلاته بين مخيمات النازحين ضمن عمله في إعداد ملف لمتابعة أطراف من بينها قوات الدعم السريع أمام المحكمة الجنائية الدولية.

أرقام تقريبية

يؤكد الزين عدم وجود رقم دقيق لعدد ضحايا عمليات الاغتصاب، بسبب نقص الإمكانيات والعدد الكبير من النازحين، إضافة إلى رفض غالبية الضحايا الحديث بسبب القيود المجتمعية والخوف من "العار".

ووفق محمد الأمين ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان، تتعرض حوالي 7 ملايين امرأة وفتاة في السودان لخطر العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

الزين يعمل على إعداد ملف لمتابعة أطراف من بينها قوات الدعم السريع أمام المحكمة الجنائية الدولية (الجزيرة)

بدورها، أكدت حملة معا ضد الاغتصاب والعنف الجنسي أنها وثقت منذ أواخر العام الماضي 423 حالة اغتصاب، من بينها 159 حالة -أي نحو 37%- كان ضحاياها أطفالا.

وأشارت الحملة، التي يشرف عليها متطوعون وتسعى لمنع استخدام الاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح في حروب السودان، إلى أن تلك الأرقام منخفضة جدا مقارنة بالأرقام المتوقعة، بسبب "صعوبة الوصول إلى الخدمات وطلب المساعدة، بالإضافة إلى غياب المؤسسات القانونية وآليات الإبلاغ، وطبيعة الصمت والوصمة المجتمعية في حالات الاغتصاب والعنف الجنسي في تاريخ الحروب السودانية".

ويؤكد مصدر أمني تحدث للجزيرة نت أن ضحايا عمليات الاغتصاب يتعرضن لابتزاز من قبل مسلحي الدعم السريع بعد تصوير الاعتداء عليهن.

ولا يستهدف الابتزاز فقط الحصول على أموال مقابل عدم نشر المقاطع المصورة، ولكن امتد الأمر إلى استخدام الضحايا كمصدر للمعلومات عن تحركات الجيش ومواقعه داخل المدن تحت تهديد نشر التسجيلات في حال عدم التعاون.

وبخصوص كيفية التعامل مع الضحايا، أكد المتحدث أن الجهات الأمنية ولدى تلقيها بلاغات تعمل على أخذ إفادات الضحايا قبل توجيههم إلى الجهات المختصة للحصول على الرعاية الصحية والدعم النفسي.

دعم نفسي وطبي

وترى حملة معا ضد الاغتصاب والعنف الجنسي أن الدعم الطبي والنفسي المطلوب يشمل الرعاية الصحية العاجلة للضحايا لعلاج الأذى الجسدي، وتقديم العلاج الوقائي ضد الأمراض المنقولة جنسيا، كما تحتاج الأمهات الحوامل إلى رعاية طبية متكاملة تشمل التغذية والمكملات الغذائية. فيما يشمل الدعم النفسي تقديم العلاج النفسي المكثف للتعامل مع الصدمة الناتجة عن الاغتصاب، وتوفير مجموعات دعم للضحايا لمساعدتهم في التعامل مع التجربة الصادمة.

وتواجه ضحايا الاغتصاب تحديا كبيرا للعودة إلى الحياة الطبيعية، إذ تؤكد جهات مختلفة رصد الكثير من الآثار النفسية التي قد تتضاعف في حال عدم التعامل معها بشكل مناسب.

وقال محمد الأمين ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان إن بعض النساء وصلن إلى مرحلة من اليأس دفعتهن إلى محاولة الانتحار، وتحدث عن جهود من الصندوق وشركائه لمساعدة الضحايا سواء عن طريق توفير أماكن إيواء آمنة وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي أو إتاحة أنشطة مدرة للدخل ليتمكن من إعالة أطفالهن.

الطفلة السودانية مريم (يمين) مع والدتها (الجزيرة)

وفي حال التعافي واستكمال مراحل العلاج سواء في جانبه الصحي أو النفسي، تجد الضحية نفسها أمام تحدي القبول المجتمعي، وخاصة إن تسبب الاغتصاب في حالة حمل، وهو ما تواجهه مريم حاليا.

ووفقا لوالدة مريم، فإنها تخفي إلى غاية الآن نبأ حمل ابنتها الذي دخل شهره الثالث عن زوجها، ولا تعلم كيف ستبلغه بهذا الخبر ولا تدرك كيف ستكون ردة فعله.

وتقول المرأة الثلاثينية إنها أبلغت قائد قوات الدعم في المنطقة بعد تعرض ابنتها للاغتصاب، ولكنه هددها بالتعرض لاعتداءات أخرى في حال الإصرار على الحديث والاحتجاج.

أم مريم تتمنى أن تحظى ابنتها بفرصة لاستعادة حياتها الطبيعية بعد تلك التجربة المريرة التي ضاعفت من محنة الأسرة التي تعاني شظف العيش، كما لا تتوقف عن الدعاء بأن تنتهي الحرب قريبا لتجنب مصير مشابه قد تتعرض له المزيد من النساء في السودان.

مقالات مشابهة

  • الداخلية تكشف لـ بغداد اليوم تفاصيل زيارة الشمري الى ديالى: الوضع تحت السيطرة- عاجل
  • الداخلية تكشف تفاصيل مشاجرة المرج في القاهرة
  • المغرب يسجل 12 إصابة جديدة بـ كوفيد-19
  • شركات بيع السيارات الوهمية.. إعلانات ترغيبية لإيقاع الضحايا ومجلس بغداد يتحرك
  • ضحايا الاغتصاب.. جرح مفتوح في حرب السودان
  • تايوان تراقب موجات التجارب الصاروخية شمال الصين
  • إلى «تيتانيك» مجددًا.. رحلة استكشافية مثيرة بعد مأساة أوشن جيت
  • أرقام تحرج الوزير صديقي.. تراجع قيمة منتجات الصيد يُفقد المغرب 4.8 ملايير درهم
  • امرأة تكشف تفاصيل محاولة زوجها التخلص منها وأطفالها حرقًا
  • انعقاد المؤتمر العربي ال 21 لرؤساء أجهزة الهجرة والجوازات بمشاركة المغرب