جريدة الوطن:
2024-12-25@21:35:32 GMT

واشنطن ومحاولة صياغة «اليمين الإسرائيلي»

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

واشنطن ومحاولة صياغة «اليمين الإسرائيلي»

يُمكِن أن نُطلقَ على حالة التشنُّج التي تسود من حينٍ لآخر بَيْنَ الإدارة الأميركيَّة وحكومة نتنياهو بأنَّها ليست سوى «سحابة صَيف عابرة». فالخلافات ليست جوهريَّة تمامًا، بقدر ما هي خلافات تتعلق بالرؤية التكتيكيَّة، فضلًا عن الامتعاض الأميركي من الحكومة «الإسرائيليَّة» بتشكيلتها الراهنة.
ومن الأرجح أنَّ التوتُّرات التي سادت بَيْنَ واشنطن وتل أبيب منذ تشكيل حكومة نتنياهو قَبل عام تقريبًا، دار مُعظمها بشأن تركيبة الحكومة «الإسرائيليَّة» التي تضمُّ غلاة المتطرفين من أحزاب «الصهيونيَّة الدينيَّة» والحزبَيْنِ الحريدييْنِ (شاس + يهوديت هتوراه)، حين وضعت الحكومة إيَّاها واشنطن أمام إحراجاتٍ دوليَّة جمَّة، من خلال خِطاب تلك القوى والأحزاب المؤتلفة مع نتنياهو وممارسات أبرز رموزها وعلى رأسهم إيتمار بن جفير، الذين تحرَّكوا بسرعة لتوسيع الوجود الاستيطاني التهويدي في الضفَّة الغربيَّة، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينيَّة، وهو ما يحيل فكرة نشوء دولة مستقلَّة هناك شِبْه مستحيلة، أو بالأحرى مُستحيلة على الإطلاق، وفق المشروع الأُمَمي للحلِّ عَبْرَ عنوان «حلّ الدولتيْنِ» الذي تتبنَّاه واشنطن.


إذًا، العلاقة بَيْنَ واشنطن وتل أبيب توتَّرت منذ تشكيل حكومة نتنياهو، وزاد من تأزُّمها تصميم حكومة نتنياهو على الحدِّ من سُلطة السُّلطة القضائيَّة، وخصوصًا المحكمة العُليا، لصالح المزيد من السُّلطات للكنيست والحكومة، ولمجموعات المجانين المتطرِّفين. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، الموصوف بدعْمِه لدولة الاحتلال «الإسرائيلي»، قَدِ امتعض من مشروع التغييرات القضائيَّة والتي حذَّر من إقرارها، والأخذ بها لِمَا لها من انعكاسات سلبيَّة على «إسرائيل» ذاتها. وهو نفس الموقف الذي أعلنته غالبيَّة دوَل الاتِّحاد الأوروبي التي كان أصلًا قَدْ سجَّلت ملاحظاتها وانتقاداتها على حكومة تضمُّ غلاة من المتطرفين من أحزاب «الصهيونيَّة الدينيَّة».
أحزاب «الصهيونيَّة الدينيَّة» الثلاثة في دولة الاحتلال، وفي سياق محاولاتها لتقديم نَفْسِها للولايات المُتَّحدة ودوَل الاتِّحاد الأوروبي باعتبارها تحظى بشرعيَّة شَعبيَّة، تسعى لتسويق أيديولوجيَّتها في المُجتمع «الإسرائيلي الصهيوني»، وتحاول أن تقدِّم نَفْسَها باعتبارها حاملة للوعد اليهودي و»الحقِّ الإلهي»، لذلك تعمل على نسج تحالفات مع باقي الأوساط في «المُجتمع اليهودي الإسرائيلي»، مِثل الحريديين والعلمانيين، وحتى ألوان اليمين المُتبقية والمحسوبة على المعارضة، وبعض شخصيَّات ما يُسمى بـ»اليسار الصهيوني». أي أنَّها تعمل في حقيقة الأمْرِ على توليد هيمنة بديلة في كيان دولة الاحتلال، بشكلٍ أو بآخر، وهو لا يروق ولا يحظى بالرضا الأميركي.
إنَّ الولايات المُتَّحدة الأميركيَّة، تعمل على ما أسماه البعض «عقلنة اليمين» في «إسرائيل»، أو إعادة صياغته وفق المقاس الأميركي. لذلك تنشط منظَّمتان أساسيَّتان هما «كيرن تكفا» و»فوروم كهيلت»، في الولايات المُتَّحدة و»إسرائيل» لإعادة صياغة «اليمين الإسرائيلي» بنسقٍ أميركي، وتعمل هاتان المنظَّمتان (وفق معلوماتٍ نشرها موقع عرب 48 الإلكتروني) على تمرير ذلك بطُرق مختلفة، مِثل برامج التعليم، وإصدار كُتُب ودَوْريَّات وأبحاث، وتنظيم مؤتمرات وأيَّام دراسيَّة، ونشر مقالات وتقارير في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وصولًا إلى إقامة وتمويل منظَّمات صغيرة أخرى على غرار «المنتدى الإسرائيلي للقانون والحُريَّة» و»الحركة الإسرائيليَّة لحُريَّة التشغيل» وغيرها.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: حکومة نتنیاهو

إقرأ أيضاً:

ملهمة مصرية تعيد صياغة مفهوم الهندسة المعمارية عالميًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في عالم يزداد احتياجه إلى حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات البيئية، تبرز المعمارية المصرية الدكتورة هناء ضاحي كواحدة من أبرز الأسماء التي أعادت صياغة مفهوم الهندسة المعمارية عالميًا.

 بمزيج من العلم، الإبداع، والاستدامة، استطاعت “هناء” أن تحقق إنجازات استثنائية جعلتها رمزًا ملهمًا في مجالها، ولدت هناء ضاحي في القاهرة، وبدأت رحلتها العلمية في جامعة عين شمس، حيث حصلت على درجة البكالوريوس والماجستير في الهندسة المعمارية بتقدير امتياز في عامي 2003 و2006. 

شغفها بالتطوير دفعها لتأسيس مكتبها الخاص في القاهرة، حيث عملت على مشاريع معمارية متنوعة في الشرق الأوسط، لكن طموحها لم يتوقف عند حدود الوطن؛ ففي عام 2009، قررت الانتقال إلى ألمانيا لاستكمال دراسات الدكتوراه.

 هناك، التحقت بـجامعة شتوتجارت، حيث حصلت على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف في مجال هياكل البناء والتصميم الإنشائي عام 2014.


في عام 2016، حصلت د. هناء على الأستاذية في جامعة شتوتجارت، وبدأت في تأسيس قسم الأبحاث BioMat، المخصص لتطوير مواد البناء ذات الأساس الحيوي. من خلال هذا القسم، أطلقت مبادرات عديدة لتطوير مواد صديقة للبيئة، بينها مادة مصنوعة من ألياف القش المعاد تدويرها، والتي أصبحت نموذجًا بارزًا في العمارة المستدامة، وتم استخدام هذه المادة لبناء ثلاثة نماذج بالحجم الطبيعي، مما أثبت جدواها كحل مرن وصديق للبيئة يناسب التصميمات المعمارية المبتكرة.

تميزت مسيرة هناء ضاحي بحصدها العديد من الجوائز العالمية، من بينها “جائزة التميز العليا في التدريس الأكاديمي من ألمانيا (2016/2017)، جائزة التصميم والتكنولوجيا الدولية في ميونيخ (2015)، Materialpreis في ألمانيا (2019)، وترشيحها لجائزة Eco-Prize في الاستدامة”.

 كما تم اختيارها ضمن قائمة المرشحين النهائيين لـجائزة محمد مكية للعمارة 2020، وهي جائزة تُمنح للأفراد والمؤسسات التي ساهمت في تطوير العمارة والبيئة المبنية في الشرق الأوسط.


بصفتها عضوًا مؤسسًا في مركز شتوتجارت للأبحاث العلمية في العمارة والبناء، تواصل د. هناء تقديم مساهماتها البارزة لتعزيز الاستدامة في مجال العمارة، كما أنها عضو في أكبر مشروع للتميز العلمي في التصميم البرمجي وأساليب البناء الرقمي في ألمانيا، وتعكس قصتها ضاحي رؤية متميزة وشغفًا لا حدود له لتطوير الهندسة المعمارية بطريقة تخدم البيئة والمجتمع، وعملها لا يمثل فقط تقدمًا علميًا، بل يلهم الأجيال الجديدة من المعماريين العرب لتحقيق أحلامهم والمساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة، النجاح ليس مجرد هدف، بل هو رحلة تتطلب الإصرار والإبداع”، هكذا تلخص فلسفتها التي جعلت منها نموذجًا يحتذى به في عالم الهندسة والابتكار.

IMG_4291 IMG_4290 IMG_4289 IMG_4288 IMG_4287 IMG_4285 IMG_4284 IMG_4286

مقالات مشابهة

  • ملهمة مصرية تعيد صياغة مفهوم الهندسة المعمارية عالميًا
  • “أسوشيتد برس” تكشف حقيقة الوعكة التي أصابت كلينتون
  • المتغير السوري يعيد ترتيب الأولويات: “صمت مؤقت” إزاء الوجود الأميركي بالعراق
  • هجوم إسرائيلي على حكومة اليمين بسبب أدائها المشوّه وتقسيمها للدولة
  • خبير سياسي: تخوفات كبيرة داخل الاحتلال الإسرائيلي من نية نتنياهو إشعال الفوضى
  • نتنياهو يطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي بتدمير البنية التحتية للحوثيين
  • نتنياهو: لن نكشف عن تفاصيل المفاوضات والإجراءات التي نقوم بها
  • الموساد الإسرائيلي ينصح نتنياهو بـ ''ضرب الرأس'' بإيران بدلاً من استهداف الحوثيين
  • التقدم والاشتراكية يحذر من المخاطر  التي تهدد المرفق العمومي في عهد حكومة أخنوش
  • حذيفة عبد الله: سوف تسقط قريباً الدعاوي “الزائفة” التي تسوق خطاب حكومة المنفى