الجزيرة:
2024-09-19@02:06:11 GMT

كيف حصل زلزال المغرب؟ ولماذا كان مدمرا؟

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

كيف حصل زلزال المغرب؟ ولماذا كان مدمرا؟

أثار الزلزال الشديد التي ضرب أمس الجمعة ليلا وسط المغرب تساؤلات حول أسباب وقوعه في منطقة لم تشهد في العقود الماضية زلازل قوية، كما أن الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تتكشف تباعا تنبئ عن قوة هذا الزلزال في منطقة مغربية هي بعيدة عن أحزمة الزلازل المعروفة.

ويقول رئيس مصلحة الرصد الزلزالي في المغرب هاني لحسن إن إقليم الحوز (جنوب غربي مدينة مراكش) منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي الضعيف، سواء من حيث العدد أو من حيث القوة، وغالبا لم تتجاوز الزلازل المسجلة في المنطقة 5 درجات على سلم ريختر، وبالتالي فهي ليست مرشحة من الناحية التاريخية لتعرف زلزال بهذا الحجم والقوة.

ويضيف لحسن في تصريح للجزيرة أن العامل الأساسي الذي يحدد القوة التدميرية لأي زلزال هو شدته، ولكن ثمة عاملا ثانيا؛ هو مدى قرب مركز الزلزال من سطح الأرض، وفي حالة زلزال إقليم الحوز فإن عمق الزلزال 8 كيلومترات، وهو مستوى قريب من السطح، ما أسهم في زيادة قوة الزلزال مقارنة بزلازل سابقة وقعت على عمق 30 كيلومترا مثلا.

ويوضح الخبير المغربي أن النشاط الزلزالي في المغرب هو ناتج أساسا عن تصادم الصفائح التكتونية الأفريقية والأوروآسيوية، ويضيف أنه رغم أن إقليم الحوز بعيد عن خط تصادم الصفيحتين، فإن الضغوط التي تمارس على الطبقات الجيولوجية بفعل هذا التصادم تؤدي إلى حدوث زلازل، رغم أن الزلازل العنيفة تحدث عادة عند خط التصادم، ما يدل على أن الطاقة الناتجة عن تصادم الصفيحتين قد امتدت لمئات السنين.

ويقول المتخصص في هندسة الإنشاءات والزلازل في الجامعة الأردنية أنيس شطناوي إن زلزال إقليم الحوز وقع على مسافة تبعد 550 كيلومترا عن حدود الصفائح التكتونية بين الصفيحة الأفريقية والأوروآسيوية، وبالتالي فالزلازل نادرة الوقوع في هذه المنطقة ولكنها تبقى متوقعة.

حركة الصفيحة الأفريقية

ويذكر الخبير الأردني أن الصفيحة الأفريقية تتحرك بمقدار 24 مليمترا تجاه الصفيحة الأوروآسيوية، وذلك في حركة مستمرة وبالتالي فثمة حاجة لبعض الوقت حتى تستقر الصفائح التكتونية عقب وقوع الزلزال.

ويضيف شطناوي في نشرة سابقة للجزيرة أنه منذ العام 1900 وقعت 9 زلازل في المغرب تقل قوتها عن 6 درجات، ويقول إن زلزال أمس الجمعة وقع في منطقة ترتفع ألفي متر عن سطح البحر، وفيها فوالق زلزالية متعاكسة وضاغطة وانزلاقية، ولكن من النادر أن تقع في هذه المنطقة زلازل بشكل منتظم.

ووفق شطناوي فإنه من حسن الحظ أن بؤرة زلزال المغرب لم تكن في منطقة سكنية شديدة الكثافة، ولكن التخوف هو من حدوث انزلاقات صخرية جراء وقوع حركة الزلزال في منطقة جبلية، وبالتالي تتسبب في أضرار للمنشآت والطرق.

وينبه الخبير اللبناني في الجيولوجيا والزلازل خليل زين إلى أنه من المعروف في عالم الجيولوجيا أن الطاقة التي تتجمع بين الطبقات الجيولوجية خلال مئات وعشرات السنين قد تتحول إلى زلازل صغيرة أو شديدة، ولو في مناطق غير معروفة بنشاطها الزلزالي.

ويضيف زين في تصريح للجزيرة أن وقوع زلزال المغرب في منطقة جبلية يؤدي إلى وقوع أضرار أكبر، لأن المناطق الجبلية مكونة من فوالق محلية وتشققات وتكسرات، والمعروف أن تشييد أي بناء في منطقة يستلزم تدعيمها أكثر مقارنة بمناطق أخرى غير جبلية بسبب هذه الخصائص الجيولوجية.

التسونامي غير وارد

ويقول رئيس مصلحة الرصد الزلزالي في المغرب هاني لحسن إنه من غير الوارد وقوع موجات التسونامي عقب زلزال الحوز، لأن هذه الكارثة الطبيعية وقعت في اليابسة وسط جبال الأطلس، وليس في عمق المحيط الأطلسي، في حين أن أمواج التسونامي تنتج بالضرورة عند وقوع الزلزال في عمق البحر.

ويوضح المتخصص في هندسة الإنشاءات والزلازل بالجامعة الأردنية أن التسونامي يحدث عندما تكون بؤرة الزلزال في المحيطات العميقة، إذ تنتقل الموجات الزلزالية عبر أمواج البحر إلى الخلجان.

وشدد شطناوي على عدم وجود أي علاقة بين حدوث الزلازل وارتفاع درجات الحرارة، فالزلازل نتيجة لما يجري داخل الطبقات الأرضية ومكوناتها، سواء القشرة (يتراوح عمقها بين 15 و70 كيلومترا)، ثم يليها طبقات الغلاف الصخري أو شبه الصخري، أو في الطبقات السائلة بعمق الأرض.

ويضيف المتحدث نفسه "تقع الزلازل على أعماق مختلفة، وعندما تحدث إلى غاية 70 كيلومترا من العمق نسميها زلازل ضحلة".

التوقع والاستعداد

ويرى الخبير الأردني أنيس شطناوي أنه يتعين أن يكون لدينا في المنطقة العربية توقع للزلازل، لأننا في منطقة نشطة نسبيا، وبالتالي يجب ان يكون لدينا استعداد وجاهزية بناء على التوقعات الجيولوجية لمناطقنا، واختيار أنظمة البناء الحديثة المقاومة للزلازل.

ويضيف الخبير اللبناني أنه إذا كان لا يعلم على وجه الدقة وقت وقوع الزلازل، فإن الاستعداد البشري لها يجب أن يكون باستمرار، وذكر خليل زين أن بعض الصور المتناقلة عن زلزال المغرب تشير إلى هروب الناس لحظة وقوع الزلزال تفاديا لأجزاء المباني المتساقطة، في حين أن المطلوب هو الاحتماء تحت جنبات الأعمدة وتحت الطاولات، ثم الانتقال فيما بعد إلى مناطق مفتوحة عقب توقف الهزة.

وشدد خبير الجيولوجيا والزلازل على ضرورة وضع خطط وترسيخ ثقافة الزلزال في المغرب والدول العربية ككل، بحيث يكون الاستعداد على 3 مراحل: أولا قبل وقوع الزلزال عبر وضع الخطط وفحص المباني ودعم المنازل المهددة، وثانيا عند وقوع الزلزال، وثالثا بعد الزلزال.

البناء المضاد للزلازل

ويذكر رئيس مصلحة الرصد الزلزالي في المغرب أن ثمة قانونا للبناء المضاد للزلازل تشرف على تطبيقه منذ سنوات الحكومة، ولكنه مطبق على المجال الحضري فقط، وبالتالي فإن المشكلة هو أنه لا يشمل المناطق القروية، ما يفسر لما معظم المباني المدمرة في الزلزال تقع في مناطق ريفية.

ويضيف المتحدث نفسه أنه ثمة مشروع قانون تعده وزارة إعداد التراب يرمي إلى ضبط البناء في المناطق الريفية، بحيث يلتزم ببعض المعايير المرتبطة بالبناء المقاوم للزلازل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وقوع الزلزال زلزال المغرب إقلیم الحوز الزلزال فی فی منطقة

إقرأ أيضاً:

تاوجا.. قصة 3 قرى غريبة ظهرت في جبال المغرب

تحناوت- حيثما وليت وجهك في المناطق المتضررة من زلزال القرن الذي ضرب المغرب العام الماضي، يحدثك القرويون عن الدور الكبير الذي تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في تقديم المساعدة للمتضررين على أصعدة مختلفة.

فمنذ الساعات الأولى للزلزال، بادرت كثير من الجمعيات الخيرية لنقل أطنان من الأكل والألبسة والأدوية للمتضررين حتى إن الأكل فاض عن المطلوب، كما قدمت لهم خياما وأغطية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هنا إقليم الحوز المغربي.. هل تصدقون أن عاما مر على زلزال القرن؟list 2 of 2إلى إغيل وما بعدها.. الطريق إلى عين الزلزالend of list

ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع عمليات الدعم التي تقدمها تلك الجمعيات طيلة العام الماضي بحسب إمكانياتها وما تستطيع تقديمه، وساعد بعضها القرويين في حفر الآبار، وتوفير اللوازم المدرسية، إلى جانب بناء منازل من جدران مسبقة الصنع.

خارطة تظهر إقليم تارودانت بالمغرب (الجزيرة) "فاعل خير"

ومن التجارب الناجحة التي أشاد بها كثيرون، تجربة جمعية "فاعل خير"، التي يقودها شباب من أبناء منطقة إقليم تارودانت، والتي استطاعت -برغم قلة الإمكانيات- بناء 3 مشاريع سكنية بسيطة لضحايا الزلزال في بعض دواوير تابعة إداريا للإقليم الملاصق لإقليم الحوز.

وعلى الرغم من أن الحوز كان هو بؤرة زلزال العام الماضي الذي بلغت شدته 7.2 درجات على مقياس ريختر، فإن قرى ومداشر الإقليم عانت من دمار شديد، علما أنه الإقليم الأكبر في المغرب من حيث عدد الجماعات الإدارية، وهو ما جعل عدد المتضررين أكبر من نظرائهم في إقليم الحوز.

غرف المنزل بسيطة لكنها تحل مشكلة عويصة بالنسبة للقرويين (الجزيرة) "تاوجا"

"تاوجا" تعني بالأمازيغية "الأسرة"، وهو الاسم الذي اختارته جمعية "فاعل خير" -التي أسسها شباب عام 2012- لمشاريعها السكنية الثلاثة المخصصة لضحايا الزلزال، والتي نجحت في إنجازها هذا العام.

ويحكي لنا أسامة غويفردا -المشرف العام على مشروع تاوجا بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز ونائب رئيسة مؤسسة فاعل خير- أن الاسم اختير ليعكس تلاحم الأسر في المناطق المتضررة والذي بدا واضحا بعد الزلزال، حيث تعززت الروابط بين أفراد العائلات في مواجهة تداعيات الزلزال المدمر.

وذلك فضلا عن أن المشاريع السكنية البسيطة بنيت بشكل يضمن تعزيز تلك العلاقات الجماعية بين سكان الدواوير (تجمعات سكانية) المعنية.

المشاريع السكنية تضم قاعات خاصة للمناسبات المشتركة وممارسة أنشطة تعليمية وتجارية بسيطة (الجزيرة) مشاريع نموذجية

يوضح غويفردا أن المشروع الأول يوجد بدوار توونة في جماعة أركانة واستفادت منه 50 أسرة، والثاني في آيت واعبدي بجماعة تافنغولت بشراكة مع مؤسسة إحياء الخيرية، واستفادت منه 30 أسرة، والثالث في دوار مسونة واستفادت منه 20 أسرة، وكلها دواوير (تجمعات سكانية) بإقليم تارودانت.

تلك المنازل المؤقتة مشيدة بجدران وسقوف مسبقة الصنع، عازلة للحرارة، ومجهزة بمطابخ صغيرة، وبأثاث مناسب، وبمراحيض خاصة للنساء والرجال، ومزودة بالماء الساخن الذي هو عملة عزيزة في تلك المناطق الجبلية النائية.

كما تضم أيضا قاعات مخصصة للنساء لممارسة أنشطة تعليمية وتقديم دروس محو الأمية، وأنشطة تجارية بسيطة مدرة للدخل، كالخياطة أو بيع منتجات محلية مثل زيت أركان.

التجمعات السكنية تضم أيضا مساجد للصلاة (الجزيرة) إنارة بالطاقة الشمسية

وتلك المشاريع السكنية تضم أيضا مطبخا جماعيا يخصص للمناسبات التي تحتاج فيها العائلات لمكان أوسع للطبخ، ومساجد للصلاة مع أماكن مخصصة للنساء.

ومن التفاصيل المميزة بتلك المشاريع السكنية الثلاثة أنها مُنارة بشكل جيد، سواء تعلق الأمر بالساحات أو بالمنازل نفسها، وذلك اعتمادا على الطاقة الشمسية التي تجتهد جمعية "فاعل خير" على استغلالها بشكل جيد لتوفير متطلبات السكان من دون الحاجة لتكاليف باهظة.

أيضا تضم تلك المشاريع فضاءات صغيرة مخصصة للألعاب لكي يضمن الأطفال حقهم في اللعب ونسيان مأساة الزلزال المدمر.

أسامة غويفردا نائب رئيسة جمعية فاعل خير والمشرف العام على مشروع تاوجا بالمناطق المتضررة من زلزال الحوز (الجزيرة) تحديات

ويؤكد غويفردا أن سر نجاح مثل هذه المشاريع يمكن تلخيصه في كلمتين: الطاقم الشاب الذي يدير شؤون الجمعية، وتمويل المحسنين الذي يتم وفق الشروط القانونية التي تفرضها الدولة. وهذا النجاح يشكل بالنسبة للقرويين المتضررين حبل نجاة من مخالب البرد القارس الذي يغمر المنطقة في فصل الشتاء، وكذلك من الحرارة الخانقة التي لا ترحم في أيام الصيف اللاهبة.

وكما في إقليم الحوز، لا تزال بعض التحديات تواجه تنفيذ المشروع الحكومي لإسكان المتضررين من الزلزال، وخاصة ما تعلق بالدعم المقدم، والمقرر بـ80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لمن أصيب بيته بضرر جزئي، و140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لمن هدم بيته بشكل كامل.

جمعية فاعل خير حرصت على تخصيص فضاء للأطفال للعب ونسيان مأساة الزلزال وتداعياته (الجزيرة)

ويذكر لنا محدثنا أن الدفعة الأولى المقدرة بـ20 ألف درهم (نحو 2000 دولار)، لا تكفي بتاتا للانتهاء من بناء أساسات البيت وفق الشروط التقنية المقاومة للزلزال، علما أن السلطات تشترط الانتهاء منه لتقديم الدفعة الثانية بنفس المبلغ ثم الثالثة فالرابعة.

وما يزيد الوضع سوءا بالنسبة للقرويين هو الارتفاع الكبير في ثمن مواد البناء وخاصة الإسمنت والحديد، لينضاف إلى مصاريف النقل إلى أعلى الجبل، فضلا عن أجور عمال البناء والذين إن لم يكونوا من أهل القرية، فلابد من توفير أماكن للمبيت لهم إلى جانب مصاريف العمل والأكل والشرب، وهو ما يرهق جيوب القرويين.

جمعية فاعل خير تقدم أيضا المحافظ واللوازم المدرسية للأطفال في القرى المتضررة النائية (الجزيرة) متابعة مستمرة

ولا يترك الشباب -نساء ورجالا ممن يقفون خلف "فاعل خير"- أهالي المساكن النموذجية لمصيرهم بعد تسليمهم "منازلهم" المؤقتة، بل تستمر العلاقة معهم ما داموا يقطنون بتلك المنازل، حيث تضمن لهم الجمعية صيانة المنازل ومختلف المرافق الخدمية.

كما تبادر الجمعية بتنظيم مبادرات يحتاجها القرويون ومن بينها توزيع قفف أغذية في المناسبات الدينية وبينها رمضان الكريم، وتوفير أضاحي العيد، وذلك إلى جانب توفير محافظ وكتب ودفاتر للتلاميذ، وذلك إلى جانب تنظيم مخيم صيفي للأطفال ولو لبضعة أيام.

ولا تعد مشاريع إسكان ضحايا الزلزال في منازل مصنعة مؤقتة المشاريع الوحيدة التي تستغرق عمل "فاعل خير"، بل إن مشاريعهم الخيرية المقدمة للقرويين تحديدا كثيرة.

ولا تنفك ترى أسامة غويفردا ومن معه يعلنون في مختلف منصات التواصل الاجتماعي عن مبادرات خيرية فاتحين الباب أمام من يريد المساهمة في رسم ابتسامة على وجوه متعبة لتلاميذ يريدون فقط أن يعيشوا حياة طبيعية كباقي الأطفال.

مقالات مشابهة

  • تركيا تشهد زلزال في ملاطية وأديامان
  • زلزال بقوة 4.6 ريختر يضرب شمال غربي الصين
  • زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب شمال غربي الصين
  • كاليفورنيا تسجل رقماً قياسياً في الزلازل
  • زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب سواحل جزر فيجي جنوب المحيط الهادئ
  • زلزال قوي جدا يضرب غربي كندا
  • تاوجا.. قصة 3 قرى غريبة ظهرت في جبال المغرب
  • زلزال قوي يقع قبالة كولومبيا البريطانية
  • زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب كولومبيا البريطانية في كندا
  • زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب قبالة كولومبيا البريطانية في كندا