أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، السبت، توقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع الممر الاقتصادي لربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا.

وقال الأمير بن سلمان في كلمة خلال اجتماع على هامش قمة العشرين المنعقدة في الهند، السبت: "يسعدني أن نجتمع في هذا البلد الصديق لتوقيع مذكرة تفاهم بشأن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا".

وأوضح أن المشروع يأتي "تتويجاً لما عملنا عليه سوياً خلال الأشهر الماضية لبلورة الأسس التي بنيت عليها هذه المذكرة، بما يحقق مصالح مشتركة بين دولنا من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي بما ينعكس إيجاباً على شركائنا في الدول الأخرى".

وأشار إلى أن المشروع سوف "يسهم في تطوير وتأهيل البنى التحتية التي تشمل سككاً حديدية وربط الموانئ وزيادة مرور السلع والخدمات وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية".

وأضاف أن المشروع يتضمن "مد خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي بالإضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية".

وشدد على أن "مذكرة التفاهم بشأن مشروع الممر الاقتصادي تدعم جهود تطوير الطاقة النظيفة وتوليد فرص عمل جديدة ومكاسب طويلة الأمد لجميع الأطراف".

اقرأ أيضاً

أكسيوس: برعاية أمريكية.. خط سكك حديدي بين دول الخليج والهند قد تشارك فيه إسرائيل

وتخطط الولايات المتحدة من خلال هذا المشروع إلى وضع خطة مشتركة للبنية التحتية مع الهند ودول في الشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي، بهدف ربطها عبر شبكة من السكك الحديدية والطرق البحرية، في تطور يتزامن مع تعزيز الصين نفوذها في المنطقة الغنية بالنفط.

ووفق نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي جون فاينر، فإنه سيتم التوقيع على اتفاق مبدئي السبت في نيودلي، بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين في مجموعة العشرين.

وقال فاينر إنّ الاتفاق يهدف إلى البحث "في (مشروع) للنقل البحري والسكك الحديد سيسمح بتدفّق التجارة والطاقة والبيانات من هنا في الهند عبر الشرق الأوسط وصولاً إلى أوروبا"، مضيفاً أنّ "هذا أتى نتيجة أشهر من الدبلوماسية الحذرة.. ضمن الأطر الثنائية والمتعدّدة الأطراف".

ويأتي ذلك في الوقت الذي يعمل فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن على تطبيع محتمل للعلاقات بين إسرائيل والسعودية، في مواصلة للخطوة التي كانت قد تمّت بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب.

وكذلك، يعتزم الرئيس الأميركي الاستفادة من المساحة الشاغرة التي تركها الرئيس الصيني شي جين بينغ، في ظل عدم توجهه لحضور قمة العشرين في نيودلهي، شأنه في ذلك شأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وفي هذا الإطار، يريد بايدن أن يُظهر أنّه "يستعد مع بلدان مجموعة العشرين الأخرى لتحقيق نتائج حقيقية"، على حدّ تعبير فاينر.

اقرأ أيضاً

واشنطن تواجه الحزام والطريق الصيني بسكك حديدية تربط الخليج بالهند وإسرائيل

ومن المتوقع أن يكشف عن تفاصيل الصفقة في وقت لاحق السبت، لكن موقع "أكسيوس" الإخباري ذكر أن المشروع يهدف إلى ربط الدول العربية بشبكة للسكك الحديدة يمكن أن تمتد إلى إسرائيل في حال تطبيع العلاقات، ثم إلى أوروبا عبر الموانئ البحرية الإسرائيلية، بالإضافة إلى روابط بحرية مع الهند.

وأفادت مصادر أوروبية، بأن ذلك سيترافق مع إقامة منشآت للطاقة، خصوصاً لإنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر، فضلاً عن كابل بحري جديد لتعزيز الاتصالات ونقل البيانات.

ومن المقرّر أن يسلط رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، الضوء على الطبيعة "التاريخية" لما يمكن أن يكون "الربط الأكثر مباشرة حتى الآن بين الهند والخليج وأوروبا".

وأكد فاينر أنّ هذا المشروع "يتمتّع بقدرات هائلة"، مضيفاً أنه لا يعرف "الوقت الذي سيستغرقه بالضبط".

من جهته، قال الخبير في شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن مايكل كوغلمان، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، إنّه "إذا تحقّق ذلك، فإنّه سيغيّر قواعد اللعبة عبر تعزيز الروابط بين الهند والشرق الأوسط"، مضيفاً أنّ ذلك "يهدف إلى مواجهة مبادرة الحزام والطريق".

اقرأ أيضاً

تعاون خليجي أمريكي هندي لإنشاء شبكة تجارية ودفاعية

وتقوم بكين من خلال "مبادرة الحزام والطريق" التي تأتي ضمن إطار برنامج "طرق الحرير الجديدة" باستثمارات ضخمة في عدد من الدول النامية لبناء البنية التحتية.

ويهدف هذا المشروع إلى تحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وحتى خارجها، من خلال بناء الموانئ والسكك الحديد والمطارات أو المجمّعات الصناعية، ممّا يسمح للعملاق الآسيوي بالوصول إلى المزيد من الأسواق وفتح منافذ جديدة أمام شركاته.

غير أنّ معارضيه يعتبرون أن بكين تهدف من خلاله إلى تعزيز نفوذها السياسي، كما ينتقدون الديون الخطرة التي يرتّبها على الدول الفقيرة.

وكان بايدن قد وصفه في يونيو/ حزيران الماضي، بأنّه "برنامج الديون والمصادرة" الذي "لن يذهب بعيداً جداً".

يشار إلى الولايات المتحدة سعت في السنوات الأخيرة إلى مواجهة "مبادرة الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني، والتي موّلت مشاريع بنية تحتية بقيمة مئات المليارات من الدولارات في الأسواق الناشئة.

كما تسعى واشنطن لتحجيم نفوذ بكين في الشرق الأوسط، خاصة بعدما ساعدت على تحقيق انفراجة بين السعودية وإيران في وقت سابق من هذا العام.

((4))

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الهند الخليج الشرق الأوسط أوروبا طريق الحرير الصين نفوذ الصين الحزام والطریق الشرق الأوسط أن المشروع من خلال

إقرأ أيضاً:

متخصص في الشئون الأمريكية: الأوضاع ستهدأ بالشرق الأوسط بعد فوز ترامب

قال الدكتور ماك شرقاوي، المتخصص في الشؤون الأمريكية، أن من اسباب فوز ترامب، أنه أصبح لديه خبرة، وتعلم من أخطاءه، كما أصبح أكثر تحكما في اعصابه، كما أنه سيحذر مما حدث في سنواته الماضية، كما أن محاولات ترامب للاغتيال كانت سبب للدفع به للبيت الابيض، كما اغن روسيا ساهمت في رجوع ترامب للبيض الأبيض، كما أن تأخر الحزب الديمقراطي في الضغط على بايدن للانسحاب جاء على فرص كامالا هاريس كما تسبب في احتقان داخل الحزب، مما أدى إلى تصاعد فرص ترامب للفوز، كما أن ما كان يستخدمه الديموقراطيين كان يصب في مصلحة ترامب.

ماهر فرغلي: ترامب سيكون ضد تيار الإسلام السياسي خلال ولايته الثانية تفاصيل خطة ترامب الاقتصادية بشأن التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية وقمع الهجرة

وأضاف شرقاوي، خلال مداخلة عبر سكايب من نيويورك، لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة etc، أن الجميع يدعم إسرائيل، كما أن نتنياهو سيتعامل بحذر لانه يعلم ما ردود فعل ترامب، كما أن إسرائيل كيان لقيط زرع في منطقة الشرق الأوسط من عام 1905م، كما إنهم كذابين ولا يوجد ما يسمى بأرض الميعاد، وأتوقع أن الأوضاع سوف تهدأ في منطقة الشرق الأوسط خلال 6 أشهر بعد فوز دونالد ترامب، سيكون هناك مؤتمر سلام، ومن الممكن أن يكون هناك صفقة قرن جديدة.

وأوضح شرقاوي أن ترامب وعد بإنهاء الحرب الأوكرانية الروسية، وإذا لم يوافق الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي بالحسنى عن توقف الحرب سيوافق بـ"العصا"، كما أنه على الديمقراطيين الان أن يحترموا أنفسهم ويكفوا عن إطلاق الوعود الفارغة وأن يلتزموا بكلامهم عن الأوضاع في الشرق الأوسط.

واختتمت شرقاوي، أن من اسباب اختيار ترامب لـ جي دي فانس بعد التعدي عليه بالالفاظ من قبل وكان من أشد المعارضين له، ليكون نائب رئيس، دليل على أن ترامب قريبا من كل الآراء،  ويريد أن بغير جلده، فترامب يريد أن يظهر أنه لا يريد أن يرفض الآخر.
 

مقالات مشابهة

  • السوداني: ميناء الفاو مشروع كبير وهو جزء من مشروع التنمية
  • التخطيط: 37% من استثمارات العام المالي 2025/2024 موجهة للبنية التحتية المستدامة
  • متخصص في الشئون الأمريكية: الأوضاع ستهدأ بالشرق الأوسط بعد فوز ترامب
  • إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث: خطط تطوير البنية التحتية بالدولة تعزز الجاهزية لمواجهة تغيرات المناخ
  • هشام طلعت مصطفى: 470 مليار جنيه مبيعات المجموعة منذ بداية 2024 ونحقق صدارة المبيعات في الشرق الأوسط
  • «الطوارئ والأزمات»: خطط تطوير البنية التحتية في الإمارات تعزز الجاهزية لمواجهة تغيرات المناخ
  • حزب الله: نتنياهو يرفض تحديد موعد لنهاية الحرب وهو أمام مشروع يتخطى غزة وفلسطين ولبنان
  • الاتحاد الأوروبي: انتخاب ترامب سيكون له تأثير كبير على أوضاع الشرق الأوسط
  • دبي تستضيف أول بطولة بيسبول في الشرق الأوسط
  • بعد فوز ترامب.. ما هو مستقبل الحروب في الشرق الأوسط؟