صحيفة الأيام البحرينية:
2024-07-05@07:22:38 GMT

القوة الهندية والتوجُّه عربياً

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

القوة الهندية والتوجُّه عربياً


عبد الرحمن الراشد رئيس مجلس تحرير قناة «العربية»
يوسف الشيراوي، وزير التنمية والصناعة في البحرين، كانَ في مجلسِ الوزير والأديبِ وصديقِ الروح غازي القصيبي، رحمهما الله، يكرّر القولَ: ستفاجئكم الهند، الهند هي المستقبل. ولم يكن أحدٌ منَّا في نهاية التسعينات يرى ذلك، ولا يأخذه على محمل الجد.
لم تكنِ الهندُ فقط بلداً فقيراً، بل كانت كلَّ عامٍ تزداد فقراً، إضافة إلى مخاوفِ الصراعاتِ والتفكك لشبه القارة الهندية.

ما دفع الشيراوي للتفاؤل متابعتُه لبرنامج إصلاحي أعلنته في عام 1999. كانت الهندُ مركزَ الإمبراطورية البريطانية خارجَ بلادها، ومنها كانت تديرُ نصفَ العالم العربي. بعد ربع قرنٍ على نبوءة المرحوم الشيراوي نرى اليوم نهضة الهند معجزة تحققت. هي واحدة من القوى الاقتصادية الثلاث الكبرى، مع الولايات المتحدة والصين. مناسبة الحديث حيث نوجد في دلهي، استضافتها قمة العشرين العالمية.
الهنود لا يشبهون الأميركيين والصينيين، هم أقل ضجيجاً. بوصفها قوة صاعدة، لديهم طموحات كبيرة مثل الصين، صاحبة مشروع الطريق والحزام العملاق، لدى الهند مشروع استراتيجي «شرق غرب»، سياسي اقتصادي. ويقال سيطرحه مودي على هامش القمة، ويشمل مشروعَ خطٍ حديدي سيربط الهندَ بالرياض ومدن العالم العربي ثم أوروبا. العلاقة العربية بالهند وثيقة تاريخياً وحاضراً. هناك أكثر من ثمانية ملايين هندي في دول الخليج العربية، منهم يأتي نحو نصف تحويلات مواطني الهند المالية في الخارج. وتستورد ثلث نفطِها من الخليج أيضاً؛ حيث إنَّها سادسُ مستهلك للطاقة في العالم، ومع نمو اقتصادها ستزداد استهلاكاً وشراء للبترول.
هذه هي البداية فقط، فالهند أسرع نمواً من الصين والولايات المتحدة. لهذا، يشجع الأميركيون الهندَ على لعب دور أكبر اقتصاديا وسياسيا في منطقة الشرق الأوسط والعالم لمزاحمة الصين. ودلهي لا تحتاج إلى تحفيز، فبينها وبين بكين ما صنع الحداد، خلافاتٌ حدودية، واشتباكات عسكرية، وتسابقٌ اقتصادي. الهند السابعة مساحة والأولى سكاناً، والصين الثالثة مساحة والثانية سكاناً. عملاقان يطلبان الودَّ وسياسة السعودية، كما نرى، الاحتفاظ بعلاقة إيجابية معهما.
الكثير قيل عن رئيس وزرائها، ناريندرا مودي، في السلطة منذ 2014. هندوسي قومي متعصبٌ وكارهٌ للمسلمين والعرب. هذه مبالغاتٌ مصدرُها المتطرفون، وهذا لا ينفي أنَّه كانت عنده صورة مظلمة حول منطقتنا. مودي انفتح على العالم العربي سريعاً وأصبح قريباً من دول الخليج بحكم حجم الجالية الهندية الكبير والتبادل التجاري المهم للجانبين. لاحقاً، أصبح مودي أقربَ مسؤولٍ هندي للمنطقة في تاريخها. كانت العلاقة قبله أقل من عادية. الذي يُفشل التقارب، العلاقة القوية بباكستان، العدو التقليدي، وانعكاس التوترات الطائفية بين المسلمين وبقية مكونات الهند، والتطرف والإرهاب المنتسِب للمسلمين، الآتي من خارج الهند. بعد التقارب تفهَّم الجانبان رأي كل طرف، وسعيا إلى التعاون. فالعلاقة بباكستان، مثل علاقة الهند الاستراتيجية بإسرائيل وعلاقتها بإيران، حق سيادي ما دام أنه لا يستخدم ضد مصالح الطرف الآخر. ويدرك مودي أنَّ التطرفَ عند فئة من المسلمين موجودٌ مثله عند بقية أتباع الأديان الأخرى في بلاده، كما يعاني منه المسلمون في العالم. والحلُ في التعاون معاً لمحاربته. وبإمكان السعودية اليوم المساهمة بشكل أكبر في هذا الجانب. لا ننسى أنَّ الهندَ هي الدولة الثالثة في العالم في عدد المسلمين بعد إندونيسيا وباكستان، نحو مائتي مليون.
لقد أثبتَ الهنود، على اختلاف خلفياتهم الثقافية، أنَّهم شعبٌ تغلَّب على صعاب الاندماج، وعمَّ بلدهم الاستقرار رغم ضخامة سكانه، وتنوعهم العرقي والديني. بدأ الهنود نهضتَهم الهندية مبكراً منذ مطلع الخمسينات. بعد استقلال بلادهم، أنشأ نهرو، أولُ رئيسِ وزراء، المعاهدَ الهندية السبعة الأولى في التكنولوجيا، ولاحقاً أسست المعاهد الهندية الستة في إدارة الأعمال. لكنَّها لم تزهر وتثمر إلا بعد نصف قرن نتيجة سوء الإدارة الحكومية. اليوم نخبة قياديي شركات التقنية الكبرى في الولايات المتحدة جاءوا من الهند، والبلاد نفسها تعيش ثورة تقنية كبرى.
*نقلا عن «الشرق الأوسط»

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

الكرملين: الاستعدادات لزيارة رئيس الوزراء الهندي إلى روسيا في مرحلتها النهائية

أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاستعدادات لزيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى روسيا في مرحلتها النهائية.

وقال بيسكوف للصحافيين ردا على سؤال حول موعد زيارة مودي إلى روسيا: "سنعلن بالاتفاق مع أصدقائنا الهنود بعد وقت قصير عن موعد هذه الزيارة، ولا يسعني إلا أن أؤكد لكم مرة أخرى أن الاستعدادات للزيارة في مرحلتها النهائية"، مؤكدا أن هذه الزيارة "مهمة جدا".

إقرأ المزيد الهند ترفض محاولات الغرب عزل روسيا

وأضاف بيسكوف ردا على سؤال عن المواضيع التي ستتم مناقشتها خلال المحادثات بين بوتين ومودي: "لدينا شراكة قوية، لذا فإن الشؤون الإقليمية وقضايا الأمن الإقليمي والأمن العالمي تكون دائما على رأس جدول الأعمال. بالإضافة إلى ذلك يعد التعاون التجاري الاقتصادي بيننا دائما أحد القضايا الرئيسية التي تتم مناقشتها".

ووفقا له، لدى موسكو ونيودلهي "إرادة سياسية متبادلة لتطوير التعاون في مختلف المجالات".

وتابع: "نظرا لطابع الثقة العالية للعلاقات بين الرئيس بوتين ورئيس الوزراء مودي، يمكننا أن نتوقع أنه سيكون هناك تبادل لوجهات النظر حول جميع القضايا المطروحة على جدول الأعمال".

وفي وقت سابق، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الهندية راندير جايسوال أن بلاده تعد لقمة جديدة مع روسيا على أعلى مستوى.

بدوره، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف للصحفيين إن زيارة رئيس الوزراء الهندي لروسيا ستتم قريبا، وإن الاستعدادات جارية للزيارة.

 

 

المصدر: الكرملين

 

مقالات مشابهة

  • نجل أغنى رجل في آسيا يتزوج في أفخم حفلات الزفاف المنتظرة في الهند
  • الخارجية الهندية: رئيس الوزراء مودي يعتزم لقاء الرئيس الروسي في موسكو الأسبوع القادم لمناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك
  • لقطات من فيضانات الهند.. حالات وفاة داخل الأنفاق ونقل جماعي للحيوانات
  • محمد احمد فؤاد امين الخبير العقاري يحتفل بعيد زواجه التاسع وبتلك المناسبة يكتب لزوجته
  • جولة المملكة وكأس العالم للرياضات الإلكترونية.. 18 نجماً عربياً في أضخم فعاليات السعودية
  • 116 قتيلا في تدافع خلال تجمع ديني في الهند
  • رئيس الدولة ونائباه يعزون رئيس وزراء الهند في ضحايا حادث التدافع
  • قبل قمة بوتين ـ مودي المنتظرة بموسكو.. العلاقات الروسية الهندية وتأثيره على التجارة الدولية بالأرقام
  • ارتفاع حصيلة حادث التدافع في الهند إلى 87 قتيلا وعشرات المصابين
  • الكرملين: الاستعدادات لزيارة رئيس الوزراء الهندي إلى روسيا في مرحلتها النهائية