أعلنت الصين مؤخراً خريطة جديدة، يقول السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زادة إنها تمثل تصعيداً من جانب بكين، للمزيد من توسيع نطاق إعادة رسم أحادي الجانب لحدودها الدولية، ويرى أنها تمثل خطوة استفزازية غير عادية، كما تنتهك القانون الدولي للبحار.

الصين أصبحت أكثر جرأة في السعي لتحقيق أهدافها

ويقول زادة في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إن الصين "تزعم بوقاحة" ملكيتها لمياه تبعد آلاف الأميال عن أراضيها، لكنها تقع على طول ساحل الدول الأصغر حجماً.

وتعزز الخريطة الأخيرة تلك المزاعم. ويرى أنه يتعين على الولايات المتحدة ألا تقف مكتوفة الأيدي بينما تحاول الصين إعادة رسم خريطتها العالمية.

وهدف بكين في المقام الأول هو الاستحواذ على مزيد من الأراضي والموارد حيث إن بعض هذه المناطق غني بالمواد الهيدروكربونية؛ وهدفها الثاني هو زيادة الضغط على تايوان بالاقتراب أكثر من حدودها؛ والهدف الثالث هو استعراض قوتها بالنسبة للدول المجاورة لها بينما تختبر رد فعل الولايات المتحدة ومدى حسمها.

Washington must not stand idly by as Beijing tries to redraw the world map, warns Zalmay Khalilzad. https://t.co/ta2obuwHq1

— CFTNI (@CFTNI) September 8, 2023

ويؤكد زادة أن نشر الخريطة الجديدة يوضح أن الصين أصبحت أكثر جرأة في السعي لتحقيق أهدافها لتغيير التوازن الإقليمي للقوة ومواصلة الهيمنة الإقليمية.

وأعربت دول جنوب شرق آسيا، التي يهددها هذا التصرف الصيني بصورة مباشرة عن غضبها، وردت على ذلك بقوة، حيث أعلنت بعض هذه الدول أنها سوف تتخذ الإجراءات الضرورية للدفاع عن أراضيها. لكن ليس من الواضح ما ستكون عليه تلك الإجراءات، ومن الواضح أن عدم ردها بصورة جماعية على الخريطة الجديدة يشجع الصين على المضي قدماً.

ويقول زادة إن "هذه الخطوة الصينية الأخيرة لها تداعيات خطيرة بالنسبة للولايات المتحدة، وإنه سيكون من الخطأ وصفها بأنها مجرد هراء، فأمريكا، وفقاً للمعاهدات، لديها التزامات تجاه بعض الدول المعرضة للتهديد، بما في ذلك الفلبين. وتعتمد سلسلة الإمدادات الأمريكية بالنسبة للعديد من السلع الاستراتيجية على الوصول السلس إلى المنطقة. ولا يمكن ببساطة أن تسمح أمريكا بتحقيق التوسع التعسفي للقوة الصينية".

وتنتظر دول المنطقة رد فعل الولايات المتحدة وأصبحت أكثر اهتماماً من أي وقت مضى، بمستقبل المزيد من التعاون الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة. فالهيمنة الصينية في المنطقة سوف تغير من توازن القوة العالمي وتهدد بصورة مباشرة المصالح القومية الأمريكية الحيوية.

وعقب عودته مؤخرا من جولة في دول جنوب شرق آسيا، أوصى زادة بالإجراءات التالية:

1- ردع التصعيد والعدوان الصيني: ولتحقيق ذلك ستكون هناك حاجة لسد الفجوات بالنسبة لإمكانيات الولايات المتحدة وحلفائها. وينبغي أن تكون المشاركة في تحمل الأعباء سمة لإعادة توازن القوة بالمنطقة. ويتعين على أمريكا أن تتعلم من أخطائها في أوروبا أثناء احتواء الاتحاد السوفيتي السابق. ولا ينبغي أن تتحمل أمريكا قدراً هائلاً غير متناسب من هذه الأعباء.

2- يجب أن تكون معالجة الهوة في بناء السفن أولوية: فأحواض بناء السفن الصينية لديها قدرة تفوق كثيراً أحواض السفن الأمريكية. وبالإضافة إلى ذلك، تقوم الصين ببناء السفن بتكلفة أقل كثيراً من أمريكا. وينبغي توسيع قاعدة الصناعة الأمريكية لإنتاج السفن، والاستفادة من إمكانيات الدول الحليفة.

3- يتعين أن تشمل المشاركة في تحمل الأعباء وحشد الموارد أعمال الصيانة والإصلاح بالنسبة للسفن الأمريكية وسفن الحلفاء لتعود بسرعاة للقيام بمهامها.

4- تعتبر الطائرات الأمريكية وطائرات الحلفاء عرضة للهجوم من جانب الصواريخ الصينية إذا لم تتوفر لها ملاجىء قوية لحمايتها. ويتعين على حلفاء أمريكا تحمل جزء أكبر من هذه الأعباء بالاضطلاع بمزيد من المسؤولية بالنسبة لتقوية هذه الملاجىء في أنحاء المنطقة.

5- يتعين على الولايات المتحدة الاضطلاع بدور الوسيط في الخلافات بين الدول المتشاحنة المتضررة من استفزازات خريطة الصين الجديدة. وتدرك كل دولة من هذه الدول أن الخطوة الصينية تمثل انتهاكاً لحدودها، وسيادتها، وأمنها. ولدى هذه الدول جميعاً مصلحة مشتركة في مواجهة هذا التهديد. ولكن الخلافات الثنائية بينها تعوق قدرتها على التصرف. وهذه فرصة مهمة للولايات المتحدة للتدخل بهدوء كوسيط والعمل من وراء الكواليس للمساعدة في حل هذه الخلافات. ومثل هذه الخطوة الاستراتيجية ستمكن الدول المتضررة من اتباع سياسات تعاونية مشتركة ضد الاستفزازات الصينية.

وقال زادة في ختام تقريره إن "هذه الخطوات ضرورية إذا أرادت الولايات المتحدة تجنب المزيد من الخطوات العدائية من جانب الصين، فالخطر الجغرافي السياسي كبير للغاية. وبدون اتخاذ مثل هذه الإجراءات الجريئة، ربما تواصل الصين تعدياتها وتجاوزاتها. وهناك احتمال واضح أن يؤدي هذا الاتجاه الاستراتيجي إلى صراع إقليمي كبير للغاية. ولذلك يتعين اتخاذ خطوات ملموسة مثل هذه الآن لتجنب حدوث مثل هذا التطور".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين أمريكا الولایات المتحدة یتعین على

إقرأ أيضاً:

خارجية لبنان: حزب الله تعرض لضربة شديدة والرد أمر لا بد منه بالنسبة له

سرايا - قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب، إن "حزب الله تعرض لضربة شديدة، و بالتالي فإن الرد أمر لا بد منه"، وذلك في إشارة إلى الانفجارات التي وقعت، الثلاثاء، لأجهزة اتصالات "البيجر" يستخدمها عناصر "حزب الله".

وأضاف بوحبيب: "لا يمكننا التحدث مع حزب الله الآن بالطريقة التي تحدثنا بها معهم في الماضي، لأنهم بالطبع تعرضوا لضربات شديدة وبالتالي فإن الرد أمر لا بد منه بالنسبة لهم".

وفي سؤال لمذيعة شبكة "سي إن إن"، عن الشعور الذي ساد عندما بدأت أجهزة "البيجر" في الانفجار، الثلاثاء، وكذلك المزيد من أجهزة الاتصال اللاسلكي (ووكي توكي)، الأبعاء، أجاب الوزير : "لا شك في ذلك.. إنها لحظات مخيفة.

ونحن خائفون من الدخول في حرب، لأننا لا نريد حربًا. كانت هناك مناوشات على الحدود، وتصاعدت في بعض الأحيان. حسناً، لقد قبلنا. ولكنكم الآن تتحدثون عن حرب. إنها مقدمة لحرب. ولهذا السبب فإننا سنتوجه إلى مجلس الأمن، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف مثل هذه الأمور."

وأضاف: "نحن ضد الحرب في لبنان. إن حكومة لبنان لا تريد الحرب، ولا تريد حتى المناوشات في جنوب لبنان. لذا فنحن بحاجة إلى مساعدة الأمم المتحدة. ونحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة أيضًا، من أجل إعادة إرساء نوع من السلام في جنوب لبنان."

يذكر أن شبكة CNN علمت أن إسرائيل كانت وراء هجمات الثلاثاء، رغم أن المسؤولين الإسرائيليين لم يعلقوا على هجمات اليومين.

سي إن إن


مقالات مشابهة

  • خارجية لبنان: حزب الله تعرض لضربة شديدة والرد أمر لا بد منه بالنسبة له
  • الخارجية الأمريكية: مستعدون لتقديم مساعدات فنية وتقنية لحل أزمة سد النهضة
  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لم تنسق مع إسرائيل لتنفيذ تفجيرات لبنان
  • متحدث الخارجية الأمريكية: مستعدون لتقديم مساعدات فنية وتقنية لحل أزمة سد النهضة «فيديو»
  • الولايات المتحدة تحرك جنودا وعتادا إلى جزيرة مهجورة في ألاسكا بعد اقتراب طائرات وسفن روسية
  • السفارة الصينية تحتفل بذكرى العلاقات بين الصين واليمن
  • نورلاند: الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية تتشارك الالتزام بوحدة ليبيا وسيادتها واستقرارها
  • تقرير: الصراع بين الولايات المتحدة والصين يضرّ العالم
  • من خاشقجي إلى التطبيع: الأجندة الخفية التي تحرك السياسة الأمريكية
  • القيادة تهنئ رئيس الولايات المتحدة المكسيكية وحاكم عام بابوا غينيا الجديدة بذكريَي استقلال بلادهما