قال رئيس مجلس السيادة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالدمازين، إنّ الجميع شهود على جرائم مليشيا الدعم السريع واستعانتهم بمرتزقة من جنسيات متعددة، مشدداً على وجوب تصنيفها كجماعة إرهابية الآن، مضيفاً: “وجّهنا باستيعاب كل من سلم وانضم من المليشيا وسيُمنحوا نفس الرتب”.
ومضى في القول: “لا نرفض السلام ونظرتنا أنه سيأتي بعد التخلص من كل من يحاول تكوين جيش آخر ويعتدي على الآخرين ويُحاول السيطرة على الدولة بوسائل غير مشروعة.

. لا نرفض السلام وليس من المقبول سلام يعيدنا إلى ما قبل 15 أبريل.. وكل من أراد العودة للخدمة العسكرية والمشاركة في معركة الحسم وبناء الوطن مرحباً به.. الوطن عانى كثيراً من الصراعات وآن الأوان للبناء والتعمير والاستفادة من خيراته”.
وأرسل البرهان التحية إلى الذين استجابوا لنداء السلام، وعلى رأسهم مالك عقار، على اختيارهم أمن وسلامة البلاد، وجدّد الدعوة لعبد العزيز الحلو وجوزيف توكا للحاق بركب السلام، موضحاً بأنّ ما لمسوه من ردة فعل على اعتداءاتهم رسائل واضحة.
وأوضح البرهان أن بعض المنظمات الإقليمية لم تستطع أن تنظر للأزمة بشكل صحيح. وقال: “رسالتنا للاتحاد الأفريقي، إذا كان هذا نهجكم فنحن في غنىً عن مساعدتكم، ونطالبه بتصحيح موقفه وموقف منسوبيه.. لو انحرفت منظمة الإيقاد عن مسارها فنحن كسودانيين قادرون على حل مشاكلنا دون الحاجة لأحد”.
وأضاف: “لكل من يتقوى بالدعم السريع فقد ذهب بغير رجعة، وللاتحاد الأفريقي، فرؤيتنا فيه واضحة ليس مسموحاَ بتدخله في شأننا الداخلي بشكل غير مقبول”.

السوداني

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

لعبة المصالح ودماء الأبرياء

ما يجري اليوم في السودان ليس مجرد اشتباك عسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل هو مشهد أعقد بكثير؛ مشهد تُرسم ملامحه في الغرف المغلقة، وتُكتب فصوله بدماء الأبرياء على الأرض. في قلب هذا المشهد يقف عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش، ممسكًا بخيوط اللعبة، مدفوعًا بطموح لا سقف له للانفراد بالسلطة، ولو كان الثمن تفكيك المؤسسة العسكرية نفسها.
في الظاهر، يبدو أن الجيش يخوض معركة "استعادة الدولة"، لكن القراءة المتأنية لتحركات البرهان الأخيرة تكشف عن أجندة مزدوجة: مواجهة قوات الدعم السريع من جهة، وتفكيك البنية الصلبة للإسلاميين داخل الجيش من جهة أخرى. هذا التيار، الذي شكّل لعقود مركز ثقل داخل المؤسسة العسكرية، بات عبئًا سياسيًا وأمنيًا على طموحات البرهان الشخصية، فاختار تصفيته بأسلوب ناعم لكنه قاتل: الزج بالقيادات والعناصر المحسوبة على الإسلاميين في الخطوط الأمامية، في معارك تُخاض بلا غطاء جوي وبإمدادات محدودة، ضمن تكتيكات واضحة لـ"الاستنزاف الذكي".
الانسحاب "المفاجئ" لقوات الدعم السريع من العاصمة لم يكن هروبًا تكتيكيًا بقدر ما كان انعكاسًا لاتفاق غير معلن، أُتيح بموجبه لتلك القوات التمركز في "حواضنها الاجتماعية" بدارفور وكردفان، بينما تُركت وحدات صغيرة في غرب أم درمان تؤدي دورًا وظيفيًا في إرباك المشهد ومنع استقرار العاصمة. هكذا، أُعيد توجيه المعركة نحو أطراف البلاد، لا سيما في الفاشر، حيث تدور معارك طاحنة تفتقد للتوازن العسكري، وتبدو أشبه بمصيدة سياسية.
في خضم هذه الحسابات، يغيب المواطن السوداني، الذي يُساق يوميًا إلى جبهات الموت، ويخسر كل يوم مزيدًا من الأمل في انفراج قريب. كما يغيب الخطاب الوطني الجامع، ليُستبدل بخطابات التخوين والتجييش الإعلامي، التي تسهّل على أصحاب المصالح تمرير أجنداتهم دون مقاومة حقيقية. وفي ظل هذا الصراع، يعيش المواطن معاناة يومية مريرة؛ انعدام الأمن، نقص الغذاء والدواء، وانهيار الخدمات الأساسية. صار الموت والجوع والنزوح واقعًا معتادًا، بينما تتصارع النخب على السلطة وتغيب الحلول.
النتيجة؟ بلاد تُستنزف على جبهتين: جبهة الموت المجاني، وجبهة التآكل الداخلي في مؤسسات الدولة، خصوصًا الجيش. أما الحقيقة، فتُغلّف بالشعارات، ويُحجب عنها الضوء وسط ضجيج المعارك. ما يجري هو تثبيت لسلطة فرد على حساب وطن بأكمله، يُراد له أن يبقى في دوامة الدم والمصالح حتى يستنزف كل طاقاته.
وفي النهاية، يظل السؤال الأكبر معلقًا: إلى متى سيبقى الشعب السوداني رهينة لعبة المصالح بين جنرالات يتقنون فن التضحية بالجميع، إلا أنفسهم?

محمد الامين حامد

rivernile20004@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الأولمبية تهنئ عبّد المقصود لفوزه بمنصب نائب رئيس الاتحاد الأفريقي لرفع الأثقال
  • مساعد البرهان يعلن عن موقف حاسم تجاه التفاوض مع الدعم السريع
  • الريادة: نرفض استفزاز المستوطنين لتفجير الأقصى
  • لعبة المصالح ودماء الأبرياء
  • شوبير يكشف تطورات جديدة في مفاوضات الزمالك مع محمد شريف وموقف الأهلي من الصفقة
  • الصين: نرفض أي اتفاقات أمريكية على حساب مصالحنا..ومستعدون لمواجهة التنمر الاقتصادي
  • بالفيديو.. ملامح الغدر كانت واضحة.. شاهد ماذا كان يدور داخل منزل قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو بالخرطوم قبل يوم واحد من الحرب
  • أبناء الطوائف المسيحية في حلب يحتفلون بعيد الفصح المجيد، ودعوات بأن يعم السلام أرجاء الوطن
  • أورتاغوس على خط السجالات المرتبطة بسلاح حزب الله.. وموقف إيراني يحذّر
  • مهجّرون من الشرق: لسنا ضد المصالحة ولكننا نرفض المبادرات المشبوهة