أكد وزير الأوقاف الأردني: أن المؤتمر فرصة أمام الخطاب الإسلامي للتجديد والتطوير وترتيب الأولويات، مؤكدًا على أهمية اختيار هذا الموضوع في مجال الخطاب الإسلامي واستخدام الوسائل العصرية لدعم هذا الخطاب، فأهم ما يميز الخطاب الإسلامي هو المصداقية، فالخطاب الإسلامي رباني المصدر، ونحن إذ نخاطب الناس من خلال فتوى أو كلمة طيبة أو دعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، إنما في البداية نقول قال الله ونقول قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فنحن أمام خطاب رباني يميزه المصداقية والعدالة والحكمة.


وأشار إلى أن هناك فرصة أمام الخطاب الإسلامي للتجديد والتطوير وترتيب الأولويات والانتقال من القضايا الهامشية إلى ما يهم الناس في أمور دينهم ودنياهم، وأننا الآن أمام عالم افتراضي ليس له حدود، ومن واجبنا أن نستخدمه بثقة، وهو أيضًا يمنحنا منابر جديدة للدعوة إلى الله (عز وجل) وعلينا أن نطوِّع هذه الأدوات من خلال تجديد مضامين خطابنا، ليتواكب مع مستجدات العصر وتحدياته.
وأكد أننا اليوم في واقع جديد فُرض علينا وهو واقع يمكن أن يقدم لنا شيئا جديدًا باعتباره من منجزات الحضارة الإنسانية التي نحن جزء منها، ولا بد أن ننتبه ونحن نحاول تصميم أو تصدير الخطاب من خلال أدوات الاتصال في الفضاء الإلكتروني باعتبارين، الأول: صلابة الأرضية الحضارية التي نقف عليها كمسلمين، فنحن ننتسب لأمة عظيمة تتميز بقيمتها، كما ننتمي لأوطان لها هويتها وخصوصيتها ومكانتها التي تحظى باحترام العالم، والاعتبار الثاني: لا بد من امتلاك المناهج والأدوات الحديثة التي تتكيف مع التغيير الذي يحدث في العالم والذي يحتاج إلى خطاب جديد لتبادل الخبرات والتجارب ونشر قيم البر والإحسان وإشاعة روح الدين بما يحمله من فضائل بين البشر باعتباره دين الهداية للعالمين.

وقدم الدكتور محمد أحمد الخلايلة، وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية الشكر لجمهورية مصر العربية قيادة وشعبًا، وللرئيس عبدالفتاح السيسي على رعايته لهذا المؤتمر، وعلى ما قدم لهذا البلد الطيب. 

جاء ذلك خلال كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني.. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة". 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزير الأوقاف الأردني أمين خطاب وهو عليها ترتيب الأولويات مقدس المقدسات رسول الله صلى الله عليه وسلم المصداقية الأردني خصوصي خطاب الاسلام الخط مملكة الخبرات التطوير تبادل الخبرات مستجدات الحديث الخطاب الإسلامی

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: ابتُلي العالم الإسلامي بفتنٍ كقطع الليل المظلم

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العالم الإسلامي ابتُلي في العصر الحديث بفتنٍ كقطع الليل المظلم، وكان غالب سببها الغلو وسوء الفهم للنصوص الشرعية، فاستسهل بعض الناس قذف المسلمين بالبدعة والكفر والشرك والجهل، في مسائل خلافية قد قال بها أئمة الإسلام وعلماؤه. ولم يُدرك هؤلاء أن سرَّ خلود هذا الدين إنما هو في الاختلاف المحمود، الذي دعا إليه الإسلام، وتمثل فيه علماء الأمة منذ نشأة حضارتها.

هذا الأمر يجعل دعاءك مستجابا وتفتح له أبواب السماء.. اغتنمههل يُستجاب دعاء غير الحاج في يوم عرفة؟.. أمين الفتوى يكشف

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الداء الذي تغذّى به دعاة الفتنة هو غياب آداب الحوار وضوابط الاختلاف، وهي التي تعصم طالب العلم من التهور والغلو، إذا كان مطلبه الوصول إلى الحق، لا الانتصار لهوى أو تعصّب، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾.

وقد كانت سنة السلف في اختلافهم استعمال اللين والقول الحسن، لأن ذلك أقرب إلى تهذيب النفوس وكسر العناد، مصداقًا لقوله تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } ، وقوله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}.

وكان رسول الله ﷺ في غاية الخلق، لم يكن فاحشًا، ولا سبابًا، ولا لعّانًا، فاستمسك العلماء بهديه ﷺ حتى في اختلافهم؛ فنرى الإمام الذهبي يثني ثناءً عطِرًا على الإمام تقي الدين السبكي، مع أنه من أئمة الأشاعرة، الذين كان بينه وبين شيخ الذهبي – ابن تيمية – من الخلاف ما هو معروف.

ولم يكن علماء الأمة يتبعون الظنون والأوهام في تخطئة الناس أو رميهم بالجهل أو الخيانة، بل قرروا أن الأصل في عموم المسلمين العدالة وحسن الظن، وأن كلام المسلم – لا سيما العالم – يُحمل على أحسن المحامل، متى أمكن ذلك. فالاحتياط في الاتهام أولى، والتمهل في الفهم أجدى؛ لأن هؤلاء إنما يتكلمون بمستند شرعي، وإن لم يُصرّحوا به، وهذا هو المعتمد في كتب الفقهاء حين يذكرون المسائل دون ذكر أدلتها.

وكذلك كان دأب المحدثين، فلم يجرّحوا أحدًا إلا في مقام الرواية، أما في غير ذلك فكانوا أحرص الناس على حسن الظن، والأدب، وستر الجاهل، وبسط الوجه. ولم يكن من شيمهم السباب، ولا التحقير.

ومن الشغب الذي ظهر في الأزمنة المتأخرة أن تشبّه بعض الناس بالعلماء دون أن يتحلّوا بأخلاقهم، فخدعوا الناس بصخب الكلام، وحماسة الخطاب، وتزيّنوا بلباس العلم دون جوهره.

يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي: "ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين، وكثر تفرقهم، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم، وكلٌّ منهم يظن أنه يُبغض لله..."،

ثم يقول: "وها هنا أمرٌ خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيرًا من أئمة الدين قد يقول قولًا مرجوحًا، ويكون فيه مجتهدًا مأجورًا، موضوعًا عنه الخطأ فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك في درجته، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله. وأما هذا التابع، فقد شاب انتصاره لما يظنه حقًا إرادةُ تعظيم متبوعه وظهور كلمته، وأنه لا يُنسب إلى الخطأ، وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق، فافهم هذا فإنه أمرٌ عظيمٌ مهم". [جامع العلوم والحكم].

إن الصحابة والتابعين وسائر أئمة الإسلام لم يجعلوا الهوى مطيتهم، بل قصدوا وجه الحق، وحافظوا على أخوة الإسلام فوق كل خلاف، لأنها أصل لا قيام للدين بدونه، ولو تباينت الآراء، وتعددت الاجتهادات.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: ابتُلي العالم الإسلامي بفتنٍ كقطع الليل المظلم
  • الشباب يرفض مطالب الشراري المالية ويمنحه مهلة أخيرة للتجديد
  • وزير الأوقاف يقدّم العزاء في "والد رئيس جامعة الأزهر"
  • رابطة العالم الإسلامي تؤكّد وقوفَها وتضامُنَها مع المملكة الأردنية الهاشمية
  • الخطاب الجديد للقحاتة: تحريض العالم ضد السودان
  • وزير التجارة التركي يزور سوريا
  • بيل غيتس: أفريقيا أمام فرصة تاريخية للصدارة العالمية في الذكاء الاصطناعي
  • ميدو يحسم الجدل حول موقف الزمالك من التواصل مع زيزو للتجديد
  • أمين عام رابطة المؤتمر الإسلامي يدعو للحوار بين الثقافات لمكافحة الكراهية والحروب
  • وزير الأوقاف : أهمية وسرعة فحص شكاوى النواب عن أهالي دوائرهم