اليمن: المهاجرون الأفارقة يعيشون ظروفا معقدة بين استهدافهم وصراعهم البيني
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
يعيش المهاجرين الأفارقة وضعا مأساويا في اليمن، الذي يعاني حربا مفتوحة، وتدهور اقتصادي وإنساني منذ سنوات.
وانتقلت معاناة المهاجرين من الأوضاع الإنسانية التي يتعرضون لها إلى خلافات بينية، تفتك بهم، بعد نقلهم للصراع الديني والعرقي من دولهم إلى اليمن، خاصة المهاجرين القادمين من أثيوبيا.
احتجاج ثم قتال
ومنذ نهاية الأسبوع الماضي تعيش مناطق في محافظتي لحج وعدن – جنوبي اليمن – موجة اشتباكات متصاعدة، بين المهاجرين الأثيوبيين، جراء الخلافات التي اندلعت بين فصيلين، وتسببت بقتلى وجرحى.
وبدأت احتجاجات المهاجرين الأفارقة المنحدرين من إقليم أمهرة الأثيوبي الخميس الماضي في مدينة عدن، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، مطالبين بالعودة إلى وطنهم، وفق ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة، ومصور وكالة فرانس برس.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المنظمة الدولية للهجرة قولها إن "مهاجرين من إقليم أمهرة راغبين في العودة إلى بلادهم، يحتجون على تعليق عمليات العودة (الطوعية) إلى أمهرة".
لكن تلك المطالب تحولت لاحقا إلى صدامات مسلحة، في مدينة عدن، بين عشرات المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين القادمين من اثيوبيا، ثم مالبثت أن امتدت يوم الجمعة إلى منطقة صبر بمديرية تبن التابعة لمحافظة لحج المجاورة.
مصادر محلية قالت لمراسل لـ "الموقع بوست" إن عراك دموي نشب مساء الجمعة ، وأن المهاجرين الافارقة استخدموا في عراكهم الخناجر والعصي، ما أدى لسقوط عدد منهم بجروح.
وأطلق سكان بمنطقة صبر التابعة لمحافظة لحج – جنوب اليمن - مناشدة لضبط الأفارقة الذين تبلغ أعدادهم بالمئات، وهو ما يهدد أمن المنطقة وسكانها.
وتأتي هذه الصدامات في لحج عقب ساعات من صدامات مسلحة أخرى شهدتها مدينة عدن، أسفرت عن مقتل ثلاثة مهاجرين، وإصابة نحو 13 آخرين، جرى نقلهم إلى مشافي المحافظة لتلقي العلاج .
وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون يمنيون تجمعات للعشرات من المهاجرين الأفارقة، في عدن ولحج، بالإضافة لاحتشاد واسع وهم يحملون الهراوات.
صعوبات النقل
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنها دعمت منذ العام الجاري نحو ست آلاف مهاجر بينهم أطفال غير مصحوبين لإعادتهم بشكل آمن إلى إثيوبيا، من خلال تسهيل رحلات العودة الإنسانية الطوعية.
وأشارت إلى أنها "غير قادرة حاليا على تسهيل العودة إلى منطقة أمهرة بسبب النزاع" الدائر بين الجيش الإثيوبي ومقاتلين محليين، أدى إلى مقتل 183 شخصا على الأقل منذ يوليو، بحسب الأمم المتحدة.
أعباء إضافية
وتضيف هذه المواجهات الأعباء للحكومة اليمنية التي تواجه ظروفا اقتصادية بالغة التعقيد، وتأتي في ظل وضع أمني مضطرب، جراء احتجاجات شعبية خرجت للشوارع قبل أيام احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي، وانعدام الخدمات.
ومثل اليمن هدفا للمهاجرين الأفارقة الذين يتدفقون نحو سواحلها ومدنها طوال السنوات الماضية، رغم الأوضاع المتدهورة في البلاد، منذ أكثر من عقد، بسبب الحرب الدائرة، والتدخل الخارجي، الذي أدى لحالة متعمقة من التشظي والانقسام والفوضى.
ويعتبر المهاجرين اليمن نقطة انطلاق نحو بلدان الخليج الغنية بالنفط، وكذلك نحو مدن أوروبا، ولا تخلو تلك الرحلة من تعرضهم للعديد من الانتهاكات والتعسفات، والتي تصل حد الموت.
ضحايا النزاعات
ويعاني المهاجرين الأفارقة في اليمن من استهداف معظم أطراف النزاع، بما فيها الأطراف الخارجية، وكشفت منظمة هيومان رايتس قبل أيام تقارير مفزعة عن تعرض مهاجرين أفارقة لعمليات قتل مباشرة من قبل القوات السعودية، في الخط الحدودي الرابط بين اليمن والسعودية.
وفي السابع من مارس 2021 تسبب حريق اندلع في أحد مراكز احتجاز لمهاجرين أفارقة بسقوط العشرات بين قتيل وجريح، جراء إطلاق قوات تابعة للحوثيين النار على متظاهرين طالبوا بتحسين ظروف إقامتهم، وفقا لما نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: المهاجرون الأفارقة عدن اللاجئين في اليمن المهاجرين في عدن المهاجرین الأفارقة
إقرأ أيضاً:
آلية تصويت معقدة.. كيف يعمل نظام الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
تعمل أمريكا وفق نظام انتخابات رئاسية معقد يحار فيه الكثيرون وفي آلية عمل هذا النظام الانتخابي، وفق ما ذكرت إذاعة مونت كارلو.
تقوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية على نظام الانتخاب غير المباشر بعد الانتخاب المباشر لكن من يعطي كلمة الفصل في الرئيس القادم هو المجمع الانتخابي.
وفي المجمع الانتخابي ينبغي أن يصوت فيه 270 عضوا على الأقل للمرشح الذي سيحظى بالكرسي في البيت الأبيض.
انتخابات على مرحلتينتجري الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة كل أربع سنوات على مرحلتين حيث إن انتخاب الرئيس يعد عملية طويلة تتكون من عمليتين رئيسيتين.
في المرحلة الأولى، تقام الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الرئاسة من الحزبين الرئيسيين وبعد الانتهاء من هذه المرحلة وتسمية مرشحي كل حزب رسميا، تبدأ عمليات الانتخاب الرئاسي الفعلية.
وعندما يتم انتخاب مرشحي الرئاسة ونوابهم في المؤتمرين الوطنيين لكل من الحزبين، تبدأ حملة الانتخاب رسميا إلى جانب مرشحي الحزبين الرئيسيين الجمهوريين والديمقراطيين، يكون هناك مرشحون من أحزاب صغيرة ولكنهم نادرا ما يكون لهم تأثير فعلي على نتيجة الانتخابات.
وتقام الانتخابات يوم الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر.
يسعى المرشح للحصول على أغلبية الأصوات ومع ذلك يتم انتخاب الرئيس المقبل حسب آلية المجمع الانتخابي.
في هذه الآلية، لا يتم انتخاب الرئيس ونائب الرئيس بشكل مباشر من قبل المواطنين، بل يتم اختيارهما من خلال نظام المجمع الانتخابي الذي يستند إلى الدستور وكان هذا النظام بمثابة حل وسط بين التصويت الشعبي المباشر وتصويت الكونجرس.
أصوات المجمع الانتخابيتحصل كل ولاية على عدد من المندوبين يعادل عدد أعضائها في الكونجرس (مجلس النواب والشيوخ)، بما في ذلك ثلاثة مندوبين لواشنطن العاصمة.
حاليا يوجد 538 مندوبا تُقسم الولايات المتحدة إلى 50 ولاية وتحصل كل ولاية على عدد معين من الأصوات الانتخابية يحدد وفقا لحجم سكانها.
أعضاء المجمعتعد غالبية أعضاء المجمع منتخبون أو مسؤولون محليون في أحزابهم وأسماءهم لا تظهر على بطاقات الاقتراع، وهوياتهم مجهولة بغالبيتها الساحقة للناخبين.
كما لكل ولاية عدد من كبار الناخبين يساوي عدد ممثليها في مجلس النواب (حسب عدد سكان الولاية) وفي مجلس الشيوخ (اثنان لكل ولاية بغض النظر عن حجمها).
فكاليفورنيا على سبيل المثال، لديها 55 من كبار الناخبين، وتكساس 38 أما الولايات الأقل كثافة سكانية مثل ألاسكا وديلاوير وفيرمونت ووايومينج فلكل منها ثلاثة ناخبين كبار، والمرشح الذي يفوز بغالبية الأصوات في أي من الولايات، يحصل على أصوات جميع كبار ناخبيها، باستثناء نبراسكا وماين اللتين تعتمدان النسبية في توزيع أصوات كبار ناخبيهما.