شارك السيد جاسم محمد الجيدة مدير علاقات الشركاء والاتصال للاستدامة باللجنة العليا للمشاريع والارث في  أعمال المنتدى شبه الاقليمي بعنوان "الثقافة والتراث الاخضر الطريق نحو الاستدامة "الذي اختتم أعماله في مدينة صلالة قبل يومين بمشاركة عدد من الخبراء من سلطنة عمان ودول مجلس التعاون  لدول الخليج العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) ومكتب اليونسكو الاقليمي لدول الخليج العربية واليمن ويهدف المنتدى الى التعريف بالثقافة والتراث الاخضر والمفاهيم المرتبطة بهما واستعراض التحديات التي تواجه عناصرهما الى جانب استعراض دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تعزيز ممارسات الثقافة والتراث الاخضر وتقديم أفضل الحلول الابتكارية لخدمة البيئة واستدامتها .

واستعرض جاسم الجيدة تجربة اللجنة العليا للمشاريع والارث في استدامة  الثقافة والتراث الاخضر موضحا أنه أثناء الجهود العديدة لتنظيم أول كأس عالم لكرة القدم في العالم العربي، كان هناك الإلتزام الثابت بالإستدامة.

وكانت هذه القيمة الأساسية التي بلغت التخطيط، والتصميم وبناء وإختبار وتسليم عملياتنا طوال البطولة، والأهم من ذلك، أنها ركيزة من الإرث الذي ستتركه البطولة لدولة قطر والمنطقة.

- وأضاف: لقد كان برنامج الإستدامة الخاص بنا هو الاكثر شمولاً في كافة كؤوس العالم FIFA السابقة، حيث شمل خمس ركائز: الفرد، المجتمع، البيئة، الإقتصاد، والإدارة. لم يساعدنا ذلك في تقديم بطولة مذهلة فحسب، بل مكننا منإحراز تقدم ملموس نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 ، بالإضافة إلى أهداف مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة .

 قال : - لنأخذ استاد البيت على سبيل المثال، الذي استضاف المباراة الإفتتاحية لبطولة قطر 2022 . استوحى تصميمه من بيت الشعر، وهي خيمة تقليدية استخدمها أجدادنا عبر الأجيال. تميز تصميم البيت بأنماط السدو الشهيرة

ليشاهدها العالم أجمع ، مما دعا المشجعين إلى الانغماس في تجربة ثقافية قطرية رائعة أثناء الاستمتاع بالمباريات .

وقصة استاد البيت لن تنتهي عند هذا الحد. حتى قبل بدء كأس العالم، كانت منطقة الاستاد مركزًا مجتمعيًا نابضًا بالحياة، حيث كانت هناك حدائق ومسارات للجري ومرافق للتمارين الرياضية ومطاعم متاحة لمدينة

الخور المتوسعة. تم بناء الاستاد مع وضع الإرث المستدام في الاعتبار، ومن خلال المشاورات مع السكان المحليين في المنطقة، حددنا كيف يريد الناس أن يخدم الاستاد مجتمعهم على المدى الطويل. استضاف البيت

تسع مباريات خلال بطولة كأس العالم .وكان ملعب البيت أكثر من مجرد ملعب، لقد كان مركزًا مجتمعيًا ورمزًا للاستدامة، وتحفة فنية مصممة بشكل جميل تحتفي بتراثنا.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الثقافة والتراث الاخضر

إقرأ أيضاً:

متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!

لم تكن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلية بدعم غربي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 حربا عادية، ومتى كانت الحروب حدثا عاديا رغم تحولها إلى الأصل في حياة البشر ولحظات السلام والسلم هي الاستثناء، لكن استثنائية هذه الحرب تنطلق من موقف المجتمع الدولي منها، من حجم وحشيتها، ومن موقفهم جميعا من «الإبادة الجماعية» التي أخذت بعدا دلاليا عاديا لم يعد «مخيفا» أو يستدعي ثورة إنسانية لكرامة الإنسان وما وصل له من مستوى من التحضر والتمدن.

وإذا كان بابا الفاتيكان فرنسيس قد رأى في مقتل سبعة أخوة في غارة إسرائيلية قسوة مست قلبه عندما قال «أمس، تعرّض أطفال للقصف. هذه قسوة وليست حرباً. أريد أن أقول هذا لأنّه يمس قلبي». وفي الحقيقة فإن الحرب -أي حرب- أكثر فظاعة من أي مستوى من مستويات القسوة؛ لأن دلالتها مهما كانت لا تستطيع توصيف نقل حقيقة ما يحدث في غزة، فما بالك إذا كانت الحرب حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وما بالك إذا كانت هذه الحرب صهيونية/ إيديولوجية ضد مدنيين عُزّل وأطفال لا حول لهم ولا قوة.. رغم ذلك فإن «المجتمع الدولي» لم تمس كل هذه الفظائع قلبه ولم يشعر أن فيها «قسوة».. وهنا تكمن المشكلة، وهذه المشكلة ليست في الحرب نفسها ولا في جرائم الصهيونية فيها ولكن في موقف العالم منها، أو بشكل أكثر دقة وأكثر تحديدا في إنسانية العالم التي لم تُخدش، أو حتى تشعر أنها قد تُخدش رغم أكثر من 45 ألف «قتيل»، ونقول «قتيل» على أمل أن تصل دلالة الكلمة إلى الضمير العالمي وتفهم إذا كان ثمة حاجز دلالية أيديولوجي أمام فهم أو الشعور بدلالة كلمة «شهيد». ورغم أن العدد الحقيقي «للقتلى» أكبر من هذا بكثير نظرا لوجود عشرات الآلاف من المفقودين من بداية الحرب وهم قطعا تحت الأنقاض فإن هذه العدد من «القتلى» كاف حتى يستيقظ ضمير العالم ويشعر بحجم «القسوة» ويقف بشكل حازم أمام مجازر الصهيونية في قطاع غزة وفي عموم فلسطين وفي لبنان وسوريا واليمن.. ولا نتصور أن الصدمة الكافية لصحوة الضمير الإنساني تحتاج إلى أن يتجاوز عدد القتلى حاجز المليون.. وإن كان الأمر كذلك فمن يستطيع الجزم أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة هم أحياء بالمعنى المفهوم للحياة في الوقت الحالي! كيف يكون حيا بالمعنى المجرد للكلمة في سياق اللحظة الحالية من لا يجد قطرة ماء ليشرب بالمعنى الحرفي للكلمة، ومن لا يأمن على حياته وحياة أطفاله لدقيقة واحدة، ومن يشعر أن العالم بكل تراكماته الإنسانية قد خذله ولا ينظر له باعتباره إنسانا له كرامة وحقوق!

المشكلة الكبرى الآن تتجاوز «إبادة» الإنسان، رغم جوهريته وقدسيته في كل الشرائع، ولكنها لم تمعنا النظر فيها تتجاوز ذلك بكثير.. ما يحدث في المنطقة يتجاوز القدرة على استيعابه؛ فالعرب مأخوذون، على الأرجح، بتطورات اللحظة وتحولاتها وإلا فإن الجانب الآخر المتمثل في دولة الاحتلال وفي عموم الغرب وفي دول عالمية أخرى شديد الوضوح.. إن الصهيونية تعيد رسم خارطة المنطقة «الشرق الأوسط الجديد» وتعيد احتلالها والسيطرة عليها بشكل مروع، ما يجعل المنطقة تودع عام 2024 بألم يفوق ألم «نكسة» 1967 لو كانوا يعلمون. وعندما يتلاشى هذا الدخان الكثيف فوق المنطقة، ربما حينها، نستطيع استيعاب حجم ما خسرنا، ولن تستطيع حينها دلالة كلمة «نكسة» أو حتى «نكبة» توضيح ما حدث، دع عنك أنها تستطيع ربطنا بالأمل في عبور قادم يعيد ما فقدنا.. أو يقنع العالم أن ما يحدث في غزة لا يخلو من «قسوة» تمس قلب الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • جامعة نزوى تسلط الضوء على "تقنيات أشباه الموصلات" بمشاركة خبراء من تايوان
  • لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة للمبتعثين.. إطلاق أربع خدمات جديدة بمنصة الابتعاث الثقافي
  • وزارة الثقافة تطلق 4 خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي لدعم المبتعثين
  • تفاصيل المهرجان الدولي للسينما والتراث في المغرب
  • هاكاثون ساس والأكاديمية العربية يوظّف التحليلات لدعم الاستدامة ومعالجة التحديات البيئية
  • الزراعة والسلامة الغذائية تؤكد التزامها بتحقيق الأمن الغذائي المستدام في أبوظبي
  • اللغة العربية هوية
  • تدشين مركز اللغة العربية وإطلاق مبادرة الاستدامة اللغوية بجامعة الملك فيصل
  • متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!
  • إل جي تطلق أول تلفزيون شفاف لاسلكي في العالم