بين ركام المنازل التي دمّرها الزلزال، وفاحت منها رائحة الموت، يؤدون مهامهم الأصعب على الإطلاق ممزوجة بدموع الأمهات وآنين الآباء، وصراخ الأطفال، يخاطرون بحياتهم وهم يحملون نقّالات برتقالية وسط ركام من الأنقاض الضخمة لانتشال الضحايا وإنقاذ المصابين منهم باحثين عن أملٍ جديد يستحق الحياة على الأرض.

في صورة حالكة السواد، رسمت تفاصيلها حطام البيوت ودماء المصابين وهرولة الأمهات الثكلى والأهل المكلومين، جراء زلزال المغرب الذي ضرب البلاد مساء أمس، و يعتبر الأعنف في تاريخ البلاد وخلف مئات الضحايا بين قتلى ومصابين، امتدت أيادي رجال الهلال الأحمر المغربي، لتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين.

بيوت مهدمة في منطقة مولاي إبراهيم

في منطقة مولاي إبراهيم، بمدينة مراكش المغربية ذات الطبيعة الجبلية الصعبة ويغلب عليها الطابع القروي البسيط، منازل تصدعت إثر الهزة الأرضية التي بلغت سبع درجات على مقياس ريختر للزلازل، وأخرى تهدمت بالفعل، انتشرت فرق الإنقاذ التابعة للهلال الأحمر المغربي يخاطرون بحياتهم، طوعًا، لمساعدة أي شخص متضرر جراء الزلزال وينتشلون الضحايا وسط الركام، هكذا يصف عبدالرحيم الخبش، المتطوع في الهلال الأحمر المغربي بإقليم الحوز، مهمته في بداية حديثه لـ«الوطن» من موقع الزلزال المدمر.

الوضع مأساوي

منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، انتقل الشاب المتطوع في الهلال الأحمر المغربي منذ عام 2018، إلى منطقة مولاي إبراهيم المتضررة من الزلزال الذي ضرب المغرب مساء أمس، ضمن فرق المنقذين المتطوعين، وصف الوضع كما وقعت عليه عينيه في اللحظة الأولى بقوله، «الوضع مأساوي وصعب جدا، البيوت بسيطة والمكان طبيعته قروية وغير مؤهل للكارثة» يقول بهلجته المغربية في وصف الوضع بعد ساعات قليلة من الزلزال المدمر.

إصابات بين الأطفال وكبار السن

الإصابات أغلبها بين الأطفال وكبار السن، بحسب رواية «عبدالرحيم» يسعى هو وزملاؤه إلى انتشال الضحايا وتقديم الإسعافات الأولية للمصابين في لحظات حاسمة تفصلهم عن الموت، وتكمن الأزمة الكبرى في تلك المنطقة الجبلية في قلة المياه،«الأهالي المتضررين يعانون الآن من انقطاع المياه خاصة بعد تدمير البنية التحتية للمكان»، حتى الشوارع تشققت بسبب سقوط أحجار ثقيلة من الجبل، بحسب تعبيره.

في مشاهد إنسانية متكررة، فتحت الأسر غير المتضررة منازلها منذ الساعات الأولى من صباح اليوم لاستضافة المصابين وأصحاب المنازل المتصدعة وأسر الضحايا، يقدمون لهم الطعام والشراب والدعم الكامل لحين استقرار الوضع وتوفير أماكن إيواء لهم، بحسب رواية المتطوع المغربي، الذي أكّد أنَّهم يعكفون الآن على دراسة حالة كل أسرة متضررة لتوفير الداعم اللازم لهم.

يُذكر أنَّ وزارة الداخلية المغربية، أعلنت ارتفاع عدد ضحايا ومصابي الزلزال العنيف الذي وقع في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت إلى 822 قتيلًا، بينما ارتفع عدد المصابين إلى 672 مصابًا، منهم 205 حالات خطرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: زلزال المغرب المغرب ضحايا زلزال المغرب الهلال الاحمر المغربي الهلال الاحمر الأحمر المغربی

إقرأ أيضاً:

هجوم "كريفي ريه".. بين رواية موسكو وواقع الضحايا.. إلى أين تتجه الحرب في أوكرانيا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قُتل ما لا يقل عن 19 مدنياً، بينهم 9 أطفال، في هجوم روسي استهدف مدينة كريفي ريه الواقعة وسط أوكرانيا، في واحدة من أكثر الضربات دموية منذ بداية العام، وفق ما أعلن مسؤولون أوكرانيون.

وأفاد سيرجي ليساك، حاكم المنطقة، عبر تطبيق "تيليجرام" أن صاروخاً روسياً أصاب مناطق سكنية، مما تسبب في حرائق مدمرة وسقوط عشرات الضحايا، فيما أشار أوليكسندر فيلكول، مدير الإدارة العسكرية للمدينة، إلى أن هجوماً لاحقاً بطائرات مسيّرة استهدف منازل مدنية وأدى إلى مقتل شخص إضافي.

الصور المتداولة على الإنترنت وثّقت المشهد المأساوي، حيث ظهرت جثث الأطفال والبالغين ملقاة على الأرض وسط تصاعد دخان رمادي كثيف، فيما أظهرت شهادات السكان حجم الكارثة. وقالت يوليا (47 عاماً): "كان هناك أطفال موتى على الأرض، وآباء يبكون.. كان الأمر مروّعاً".

موسكو: استهدفنا اجتماعاً عسكرياً وكييف: "معلومات مضللة"

في المقابل، زعمت وزارة الدفاع الروسية أنها نفذت "ضربة دقيقة" استهدفت اجتماعاً يضم قادة عسكريين أوكرانيين ومدربين أجانب داخل مطعم في المدينة.

وقالت في بيانها إن الهجوم أسفر عن مقتل 85 جندياً وضابطاً أجنبياً، وتدمير ما يصل إلى 20 مركبة.

لكن الجيش الأوكراني سارع إلى نفي الرواية الروسية، واصفاً إياها بأنها "مضللة وكاذبة"، مؤكداً أن الضربة استهدفت أحياء سكنية بحتة.

تصعيد رغم محاولات الوساطة

يأتي هذا التصعيد في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تولى منصبه في يناير الماضي بعد تعهد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة، عن محادثات لوقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، تشمل التوقف عن استهداف البنى التحتية للطاقة. ومع ذلك، تبادلت الدولتان الجمعة اتهامات متبادلة بانتهاك هذا الاتفاق الهش.

كريفي ريه.. مدينة زيلينسكي وهدف للهجمات

مدينة كريفي ريه، مسقط رأس الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تحولت إلى رمز للصمود، لكنها أصبحت أيضاً هدفاً متكرراً للهجمات الروسية. الهجوم الأخير يُعد من أعنف الضربات منذ الغزو الشامل الذي بدأ في فبراير 2022.

وأفادت خدمات الطوارئ أن أكثر من 50 شخصاً أصيبوا، بينهم رضيع عمره ثلاثة أشهر، في حين يتلقى أكثر من 30 منهم العلاج في المستشفيات.

دعوات غربية لتشديد الضغط على موسكو

في خطابه المسائي، دعا زيلينسكي الدول الغربية إلى فرض مزيد من الضغوط على روسيا، قائلاً إن هذا الهجوم "يثبت أن الكرملين لا يسعى إلى السلام، بل إلى مواصلة حربه لتدمير أوكرانيا وشعبها".

ورغم نفي موسكو المتكرر استهدافها للمدنيين، تشير الوقائع على الأرض إلى أن الضحايا من المدنيين بالآلاف، مع استمرار الهجمات التي تطال البنية التحتية والمناطق السكنية.

الهجوم الجديد يعكس هشاشة أي تفاهمات لوقف إطلاق النار، ويعيد التأكيد على أن السلام لا يزال بعيد المنال، في وقتٍ يعاني فيه المدنيون الأوكرانيون من ثمن الحرب الباهظ.

مقالات مشابهة

  • ما الذي تخشاه واشنطن من “العين الصينية” في “البحر الأحمر”..!
  • لقاء سعودي بريطاني يناقش تطورات الوضع في اليمن
  • متطوع بالهلال الأحمر العربي السوري يحصل على المركز الثالث بمسابقة أفضل صورة عمل إنساني
  • موقع امريكي: خسائر البحر الأحمر تتجاوز 10 مليارات دولار 
  • "يونيسيف": الأطفال الضحايا في غزة فاقوا ذويهم بأي نزاع آخر بالعالم
  • الأفوكادو المغربي يغزو أوروبا
  • الجزيرة ترصد وضع مستشفى المعمداني الصعب في استقبال المصابين
  • بالصور.. الحجار يروي رحلة فريد الأطرش في 100 سنة بالأوبرا
  • هجوم "كريفي ريه".. بين رواية موسكو وواقع الضحايا.. إلى أين تتجه الحرب في أوكرانيا؟
  • أكسيوس: نتنياهو قد يناقش خلال زيارته واشنطن مع ترامب إمكانية ضرب منشآت نووية إيرانية