ما زال التوتر مسيطراً على مخيم عين الحلوة وسط الإشتباكات العنيفة التي شهدها اليوم السبت على أكثر من جبهة قتالية، تخللها إستخدامٌ للأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.   ميدانياً، تركزت حلقات الإشتباك قبل الظهر عند محاور أساسية وهي التعمير التحتاني، حطين، الصفصاف، وقد شهدت جميعها مواجهات مباشرة بين مسلحي "فتح" وعناصر من جماعتيْ "جند الشام" و "الشباب المسلم".

    وإثر تلك المعارك الضارية هناك، وبعد الإتصالات التي أجريت بين مختلف الفاعليات والقوى الفلسطينية واللبنانية، جرى الإتفاق على وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ بشكلٍ فعلي عند الساعة الـ1 ظهراً، سرعان ما انهار بشكل دراماتيكيّ عند الساعة 2 ظهراً بعد قيام مجموعة تابعة للإرهابي محمد العارفي بفتح جبهةٍ جديدة في حي الرأس الأحمر ضدّ مقاتلي حركة "فتح"، بحسب ما كشفت مصادر فلسطينية لـ"لبنان24".    وإثر الهجوم الذي حصل في الحي المذكور، عادت الإشتباكات لتندلع في مختلف المحاور، ما يعني سقوط الهدنة الجديدة وبالتالي فشل الإتصالات التي جرت لتطويق التوتر.    وحتى الآن، أسفرت المعارك المُسلحة التي شهدها المخيم، اليوم، عن مقتل 3 أشخاص حتى الآن بينهم العنصر في "فتح" علي الرّستم، المدعو شادي عيسى شقيق الإرهابي نمر عيسى، وشخصٍ آخر أصيب برصاص طائش وصل إلى خارج المخيم وتحديداً في منطقة الحسبة.   اللافت خلال إشتباكات اليوم هو التقدّم الميداني لحركة "فتح" على أكثر من محور، وتقولُ مصادر ميدانية لـ"لبنان24" إنّ مقاتلي الحركة استطاعوا السيطرة على نقاطٍ حساسة في محور حطين فضلاً عن تدمير دُشمٍ عسكرية كان مقاتلو "جند الشام" و "الشباب المسلم" يتحصّنون داخلها.   ميقاتي يُتابع   بدوره، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالاً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وتشاور معه في التطورات الحاصلة في مخيم عين الحلوة.   وشدّد رئيس الحكومة في خلال الاتصال على "أولوية وقف الاعمال العسكرية والتعاون مع الاجهزة الامنية اللبنانية لمعالجة التوترات القائمة".   وقال رئيس الحكومة إن "ما يحصل لا يخدم على الاطلاق القضية الفلسطينية ويشكل إساءة بالغة الى الدولة اللبنانية بشكل عام وخاصة الى مدينة صيدا التي تحتضن الأخوة الفلسطينيين، وأضاف: "المطلوب في المقابل أن يتعاطوا مع الدولة اللبنانية وفق قوانينها وانظمتها والحفاظ على سلامة مواطنيها".   بيانٌ من الجيش   إلى ذلك، أصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه بياناً بشأن التوتر في المخُيّم، وجاء فيه: "على أثر تجدد الاشتباكات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة ــــ صيدا، تشير قيادة الجيش إلى أنها تعمل على اتخاذ التدابير المناسبة والقيام بالاتصالات اللازمة لوقف هذه الاشتباكات التي تُعرّض حياة المواطنين الأبرياء للخطر، وتدعو جميع الأطراف المعنيين في المخيم إلى وقف إطلاق النار حفاظًا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم، وصونًا لأرواح السكان في المناطق المجاورة. كذلك، تدعو قيادة جميع المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر في المناطق المحيطة بالمخيم وعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات، والتقيّد بالإجراءات التي تتخذها الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة حفاظاً على سلامتهم".   "فتح": سنُفشل المخطط الذي يستهدف المُخيم   من جهته، قال القياديّ في حركة "فتح" اللواء ماهر شبايطة لـ"لبنان24" إنّ "المعارك التي تخوضها فتح في عين الحلوة اليوم تأتي في سياق الدفاع عن النّفس في ظل اعتداءات العناصر المسلّحة التابعة لجماعتي جند الشام والشباب المسلم"، وأضاف: "إننا نؤكد تمسّكنا بخيار تسليم قتلة القيادي في فتح اللواء أبو أشرف العرموشي ولن نرضى بغير ذلك".    ولفت شبايطة إلى أنّ "فتح" ستنجحُ في إفشال المُخطّط الذي يستهدفُ المُخيم وأهله الآمنين، مؤكداً أن "التعاون قائم ومُستمر مع الجيش والدولة اللبنانية، كما أنَّ سائر القوى الفلسطينية تنسق مع بعضها في ملف المخيم".    ماذا حصل اليوم؟   1- في ساعات الصباح، بدأت عناصر مسلحة من جماعتي "جند الشام" و"الشباب المسلم" بإطلاق النار على مراكز "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني في أكثر من محور لاسيما في منطقتي حطين والتعمير التحتاني.   2- على الفور، ردّت "فتح" على مصادر النيران، وتقول المعلومات إنّ قوة خاصّة منها نفذت هجوماً على أحد المنازل الأساسيّة التي يتحصّن بها قادة من جماعتي "الشباب المسلم" و "جند الشام" في المخيّم.   3- المنزل المُستهدف يقعُ في حي التعمير التحتاني وهو على مسافة قريبة من مركز القوّة الأمنية الفلسطينية المُشتركة، وقد جرى تسجيل إصابات مؤكدة في صفوف من كانوا بداخله.   4- خلال الإشتباكات، بادر الإرهابي  نمر عيسى على رأس مجموعة مسلحة إلى شنِّ هجومٍ في حي حطين ضدّ عناصر "فتح" ما أسفر عن إصابته ومقتل شقيقهِ شادي عيسى، بحسب ما كشفت مصادر ميدانية لـ"لبنان24".   5- معلومات "لبنان24" تحدثت أيضاً عن إصابة الإرهابي رائد عبده إثر إستهدافه من قبل قوّة خاصة تابعة لـ"فتح"، في حين أفيد عن مقتل عنصر في الحركة وهو علي الرّستم.   6- في ظلّ التوتر القائم، اشتبكت قوّة خاصة من حركة "فتح" عند نقطة صفر مع مُسلحي "جند الشام" و "الشباب المسلم" في موقف البركسات في حين أنّ قوة أخرى من الحركة تقدّمت باتجاه مداخل حي حطين وتمكنت من السيطرة عليها.    7- القذائف الصاروخية وصلت إلى أحياء مختلفة من مدينة صيدا من عين الحلوة، وتحديداً حي نادي الضباط في منطقة سيروب المحاذية للمخيم ومنطقة الحسبة التي تربطُ صيدا بأوتوستراد الجنوب.   8- غرفة "التحكم المروري" أفادت عن قطع السير عند الأتوستراد الشرقي صيدا وأوتوستراد الغازية وتحويله الى الطريق البحرية بسبب الإشتباكات.   9- بعد الإشتباكات العنيفة، تكثفت الإتصالات بين مختلف القوى الفلسطينية واللبنانية وأثمرت عن وقف لإطلاق النار دخل حيّز التنفيذ وبشكل فعلي اعتباراً من الساعة الـ1 ظهراً.   10 - في الواقع، فإن الهدنة لم تدم طويلاً، إذ أنه وعند الساعة 2 ظهر اليوم، دارت إشتباكات عنيفة في محور الرأس الأحمر وتحديداً بين عناصر من "فتح" من جهة ومسلحين تابعين للإرهابي محمد العارفي من جهةٍ أخرى.    11- وتيرة الإشتباكات عادت لتشتد على كافة المحاور في عين الحلوة وأفيد بأن مسلحين استهدفوا طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني المتواجدة في حي بستان القدس داخل المخيم.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: عین الحلوة جند الشام ة التی

إقرأ أيضاً:

وسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثى

أرسل حكام دمشق الجدد رسائل تطمين لكل مكونات الشعب السوري وألوانه، لكن النساء اليوم يخشين تجاهلهن في سوريا الغد خاصة بعد أن بدأت التعيينات الأولية للإسلاميين في المناصب الوزارية والإدارية، وهن أيضا دفعن تضحيات كبيرة في السابق.

اعلان

بعد أسبوعين من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وفراره إلى العاصمة الروسية موسكو، تاركا وراءه بلدا منكوبا وشعبا يفتقر إلى أبسط حقوقه التي سلبت منه على مدار سنوات، أصبح الجيش الوطني السوري "مشكل من مجموعات مختلفة" هو السلطة الفعلية في البلاد. 

وفي ظل هذا الواقع الجديد، تبذل السلطات جهودا كبيرة لطمأنة المجتمع الدولي والأقليات داخل سوريا، مؤكدة التزامها بحماية حقوق الجميع.

إلا أن هذه التطمينات تواجه تحديات كبيرة، خاصة بعد أن بدأت التعيينات الأولية للإسلاميين في المناصب الوزارية والإدارية، مثل تعيين رئيس الوزراء والخارجية والدفاع والتعليم من هيئة تحرير الشام، ما أثار القلق في أوساط المواطنين، وخاصة بين النساء السوريات، اللواتي يخشين فقدان الحريات التي ناضلن من أجلها في سنوات الحرب.

حماية حقوق المرأة أولًا

في أول تحرك من نوعه منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، خرجت مجموعة من النساء إلى شوارع العاصمة دمشق للتعبير عن اعتراضهن وإيصال أصواتهن ضد التوجهات الجديدة في البلاد.

وكانت الناشطة سوسن زكزاك، إحدى أبرز المدافعات عن حقوق المرأة في سوريا، من بين الداعين لهذه الوقفة الاحتجاجية.

يافطة كتب عليها "معا نحو دولة تحترم حقوق الجميع بلا تمييز" رفعت خلال وقفة احتجاجية نسائية في دمشق يوروفيجن

ورغم الظروف الصعبة والمخاطر المستمرة في البلاد، لم تغادر سوسن سوريا قط، بل تمسكت بموقفها النضالي. وهي الآن، أكثر من أي وقت مضى، تستعد للقتال مجددا من أجل ضمان حقوق النساء والحفاظ على المكتسبات التي تحققت في سنوات الحرب.

وقالت الناشطة المعارضة لنظام الأسد: "يقال هنا: صوت المرأة مهم جدا في عملية العدالة والمصالحة. كنساء سوريات، هذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من التظاهر في سوريا".

Relatedقسد تكشف عن تهديدات داعش في شمال سوريا وتدعو لحماية المنشآتسوريا والعهد الجديد: المسيحيون بين التفاؤل والحذر من المستقبل والكنيسة تبقى الملاذ الآمنالشيعة والأقليات السورية يتجهون إلى لبنان هربًا من الاضطهاد الطائفي عقب سقوط نظام الأسد

وفي نفس السياق، صرحت متظاهرة أخرى قائلة: "هذه الفرصة للعدالة اليوم يمكن أن تضيع بسهولة. في الوقت الحالي، لدينا الكثير من الوعود، لكن الإجراءات الأولى تقلقني".

ورغم أن عدد المتظاهرات لم يكن كبيرا، إلا أن الرسالة التي بعثنها كانت قوية وهي أن النساء في سوريا عازمات على لعب دور بارز في إعادة بناء البلاد وحماية الحقوق التي ناضلن من أجلها.

عنصران تابعان للسلطة الجديدة يظهران وسط النساء المتظاهرات في دمشقيوروفيجنبداية لا تبشر بالخير

وفي الأيام الأخيرة، أطلق ممثلو "هيئة تحرير الشام" تصريحات مثيرة للقلق حول نيتهم فرض الفصل بين الجنسين في المدارس، بالإضافة إلى تقييد بعض المهن على النساء.

وتتابع سوسن زكزاك قائلة: "لست متفائلة ولكنني قلقة بشأن السلطات الجديدة، وليس بشأن هؤلاء الناس في الشارع. لأنهم لا يمثلون سوى وجهة نظر واحدة، وصوت واحد. ليس لدينا تنوع. لم يدعوا المعارضة الأخرى للمشاركة. لهذا السبب أنا قلقة للغاية".

وفي المقابل، عارضت امرأة أخرى، ظهرت بالحجاب، هذا التحرك، قائلة: "هيئة تحرير الشام حررت جميع الرجال الذين كانوا محتجزين في سجون النظام، فماذا نحتاج أكثر من ذلك؟ نحن سعداء ونشكرهم. يجب أن تكونوا سعداء وممتنون، فلماذا تخلقون كل هذه المشاكل؟".

وتأتي هذه التوجهات في وقت حساس بالنسبة لسوريا، التي عانت طويلا من حكم دكتاتوري شمولي استمر 54 عاما تحت سيطرة آل الأسد. وبعد انهيار هذا النظام، لا تزال البلاد تواجه العديد من التحديات في عملية إعادة البناء السياسي والاجتماعي.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية خامنئي يتهم أمريكا وإسرائيل بنشر الفوضى في سوريا ويؤكد: "الشباب سيواصلون معارضتهم لحكام دمشق الجدد" القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا الخارجية الأمريكية: الوفد الأمريكي ناقش مع هيئة تحرير الشام انتقال السلطة في سوريا سوريابشار الأسدأبو محمد الجولاني نساءحقوق الأقلياتهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الشرع؟ يعرض الآن Next نيسان وهوندا تعلنان عن خطط للاندماج.. هل سنشهد ميلاد شركة هي الثالثة عالميا في صناعة السيارات يعرض الآن Next الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادضحاياإسرائيلروسياجنوب السودانفيضانات - سيولالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كارثة طبيعيةحزب اللهبنيامين نتنياهوأمنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • كبير جنرالات «الأسد» يجري تسوية.. اتصالات مصرية مكثّفة مع وزراء خارجية عرب بشأن سوريا
  • وسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثى
  • مفاوضات غزة – تفاصيل الملفات التي تم الاتفاق عليها حتى الآن
  • هجوم أوكراني كبير بالطائرات المسيرة على قازان الروسية
  • من هي أبرز الشخصيات التي تدير المشهد في سوريا الجديدة؟.. وزراء ومحافظون
  • قمر قسوم تواصل البحث عن شقيقها المفقود في سجون النظام السوري بعد سقوط الأسد
  • خبير عسكري: تحفظ كبير من الغرب وأمريكا تجاه الجولاني وجبهة تحرير الشام
  • أبرز القواعد التي يطبقها الأطباء «لإطالة العمر»
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. واشنطن تلغى المكافأة وتدرس رفع اسم هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب
  • على خلفية التوتر الأخير.. الاتحاد الوطني: التقارب السياسي داخل كركوك كبير ومثالي