عربي21:
2025-02-24@02:16:47 GMT

حول الميزانية التي أقرها مجلس النواب

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

اعتمد مجلس النواب الميزانية التي تقدمت بها حكومة الاستقرار التي يترأسها أسامة حماد خلفا لفتحي باشا الذي أحيل للتحقيق لشبهة فساد ولم يسفر عن التحقيق شي بل يبدو أنه لم يقع أصلا. وبلغ إجمالي الميزانية التي قدمتها حكومة الاستقرار نحو 89 مليار دينار ليبي، تغطي نفقات العام 2023م بر غم مرور ثمانية أشهر على السنة المالية.



مجلس النواب لم يقدم إيضاحات بخصوص الميزانية غير التأكيد على أنه قد تمت المصادقة عليها بالإجماع، دون تحديد ماهية الإجماع المذكور وإذا ما تحقق النصاب في الجلسة، فقد جرت العادة أن يتخذ المجلس قرارات بل يصدر قوانين بعدد لا يتجاوز الثلاثين، وهذا بشهادة أعضاء من المجلس وثَّقوا هذه الوقائع في بيانات شخصية أو عبر تصريحات للصحافة والإعلام.

ويبدو الارتباك والاضطراب واضحا في موقف مجلس النواب من الميزانية التي صدرت ولم يتبق على العام المالي إلا بضعة أشهر، كما أن الجلسة التي وقع فيها المصادقة على مشروع الميزانية وإصدار قانونها كانت مخصصة لمناقشة ملف الحكومة ولجنة 6+6، وذلك حسب الدعوة الصادرة عن رئاسة مجلس النواب.

ينبغي التأكيد على أن كل أو جل ما يصدر عن مجلس النواب بات يتعلق بالتدافع السياسي وصار مرتهنا لمحركات الصراع الدائر وبواعث النزاع الحاصل، وهذا ما يفسر التغيير في أجندة وموضوعات الجلسة التي شهدت إقرار الميزانية، ويعلل الاتجاه إلى إقرار ميزانية في الوقت الضائع تقريبا لحكومة من المفترض أن تسلم أوراقها وتمضي إلى حال سبيلها لتحل محلها حكومة توافقية، كما أعلن مؤخرا رئيس البعثة الأممية لليبيا.

يمكن أن يلعب المصرف المركزي دور الضابط لأوجه الصرف ويمنع الازدواجية في حال مضي في مقاربة التفاهم مع مجلس النواب، وسيجد الكبير نفسه أمام ضغوط كبيرة للتعاطي مع قرارات مجلس النواب ومطالب الحكومة التابعة له..مجلس النواب أقر الميزانية برقمها الإجمالي وقيمة أبوابها 56 مليار للمرتبات ونحو 11 لنفقات تسيير الجهاز الحكومي و 17 للدعم ونحو 4 مليار للتنمية، وبالتالي صارت حكومة الاستقرار برئاسة حماد مخولة قانونا بالصرف على البنود التي وردت في الميزانية، في الوقت التي بلغ حجم الإنفاق الفعلي على هذه البنود ما يزيد عن 68 مليار دينار، وذلك منذ 1 يناير العام 2023م وحتى نهاية شهر أغسطس الماضي.

وبالرجوع إلى بيانات حكومة الوحدة الوطنية ومصرف ليبيا المركزي فإن المرتبات التي تم صرفها فعليا (بما في ذلك مرتبات أعضاء مجلس النواب) قد تجاوزت الـ 30 مليار دينار، كما تم الصرف الفعلي بمليارات الدينارات على الدعم والنفقات الإدارية للجهاز الحكومي ومشاريع التنمية بما ذلك المواطنين والأجهزة والمشروعات الواقعة في الناطق السياسي والإداري لحكومة الاستقرار التي منحها مجلس النواب تفويضا بإنفاق 89 مليار دينار، لكن مجلس النواب لم يأبه لذلك، ولم يصدر عن المجلس، سواء ناطقه الرسمي، أو اللجنة الاقتصادية والمالية، أو رئاسته، توضيح بخصوص هذه الازدواجية وهذا التخبط، والقول بأن حكومة الاستقرار برئاسة حماد ستأخذ في الاعتبار النفقات الفعلية التي نفذتها حكومة الوحدة الوطنية لا يمكن القطع به، فالمجلس حجب الثقة عن حكومة الوحدة الوطنية، وحكومة حماد لا تعترف بها، وبالتالي ستكون غير ملزمة ببيانات حكومة الوحدة، كما أن لديها تفويضا عاما من النواب لميزانية متكاملة البنود فمن سيحاسبها على أي تجاوزات سببها الازدواجية؟!.

إعلان توحيد المصرف المركزي يشير إلى تطور في علاقة محافظ المصرف مع جبهة طبرق ـ الرجمة، وتحدثت مصادر عن قرب مثول الصديق الكبير أمام مجلس النواب لتقديم تقريره والاستماع إلى ملاحظات النواب بخصوص أداء المصرف المركزي، ويمكن أن يلعب المصرف المركزي دور الضابط لأوجه الصرف ويمنع الازدواجية في حال مضي في مقاربة التفاهم مع مجلس النواب، وسيجد الكبير نفسه أمام ضغوط كبيرة للتعاطي مع قرارات مجلس النواب ومطالب الحكومة التابعة له، وسيقع في حرج شديد وإرباك أشد إذا رضخ لهذه الضغوط، فحكومة حماد لا بيانات ولا علاقات وقنوات وسلطة إدارية لها لتولي إدارة الميزانية العامة، ولن يرفع عن المركزي هذا الحرج إلا تدخل خارجي يضغط باتجاه إبقاء الوضع المالي والإداري للبلاد على ما هو عليه والتعجيل بتغيير حكومي توافقي يتبعه الإعلان عن موعد للانتخابات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الميزانية ليبيا ليبيا ميزانية رأي تفاصيل مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة صحة اقتصاد مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة الاستقرار المصرف المرکزی المیزانیة التی حکومة الوحدة مجلس النواب ملیار دینار

إقرأ أيضاً:

عبدالقيوم: لا يوجد سبب قانوني أو سياسي لاعتراض حكومة الدبيبة على تصريح رئيس البرلمان

أكد الكاتب والمحلل السياسي عيسى عبدالقيوم، أنه لا يوجد سبب قانوني أو سياسي لاعتراض حكومة الدبيبة على تصريح رئيس البرلمان.

وقال عبد القيوم، في منشور عبر «فيسبوك»: “لم أجد سبباً قانونياً أو سياسياً لاعتراض حكومة الدبيبة على تصريح رئيس مجلس النواب وإطلاق العنان لوسائل إعلامها لخلق أزمة حُشر ضمن مفرداتها كلمتي “جهوي” و”انفصالي” بشكل تعسفي”.

وأضاف؛ “فخلاصة ما طالب به رئيس مجلس النواب التالي؛ وقف التعامل مع حكومة انتهت مدتها القانونية وسحبت منها الثقة.. وهذا حق أصيل له وفق الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي”.

وتابع؛ أن رئيس النواب طالب أيضًا بـ”حكومة جديد تقود انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة .. وهذا يعني تجديد الشرعية عبر الصندوق وارجاع الأمانة إلى الشعب صاحب السيادة”.

وختم متسائلًا: “فما الذي أغضب حكومة الدبيبة يا ترى؟”.

الوسومعبدالقيوم

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس النواب الليبي يشكر الرئيس السيسي ويدعو إلى حكومة جديدة وانتخابات
  • عقيلة صالح: تقارب بين مجلسي النواب والدولة بشأن تشكيل حكومة ليبية جديدة «فيديو»
  • رئيس مجلس النواب الليبي: جهود مصر مستمرة للتقارب وتشكيل حكومة جديدة
  • النواب يوافق على اكتتاب مصر في بنك التنمية الإفريقي بنحو 7.4 مليار دولار
  • النويري من بروكسل: مجلس النواب عمل لتحقيق الاستقرار لكن التدخلات الخارجية عطّلت الحل
  • ملف الشرعية السياسية في ليبيا.. مجلس النواب وحكومته في مواجهة جديدة مع الدبيبة
  • عبدالقيوم: لا يوجد سبب قانوني أو سياسي لاعتراض حكومة الدبيبة على تصريح رئيس البرلمان
  • مجلس النواب يشارك بجلسات «البرلمان الإفريقي» في المغرب
  • واشنطن تدعو لاتفاق حول الميزانية الموحدة للحفاظ على الاقتصاد الليبي
  • الجزيرة نت تكشف التعديلات الدستورية التي أجازتها حكومة السودان