معرض الصيد والفروسية يُكرّم الرعاة والفائزين
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
أبوظبي في 9 سبتمبر /وام/ كرم معالي ماجد علي المنصوري رئيس اللجنة العُليا المُنظّمة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2023 الأمين العام لنادي صقاري الإمارات مساء أمس الفائزين في مُسابقات المعرض المُتخصصة وأفضل منصّات عرض للمُشاركين في كافة القطاعات.
كما كرم رعاة الحدث والداعمين والشركاء لدورته العشرين وشارك في التكريم السيد عمر فؤاد أحمد مدير المعرض عضو اللجنة العليا المُنظمة ومدير المشاريع في نادي صقاري الإمارات.
وأقيم حفل التكريم مع اختتام فعاليات المعرض الذي نظّمه نادي صقاري الإمارات خلال الفترة من 2 ولغاية 8 سبتمبر تحت شعار "استدامة وتراث.. بروحٍ مُتجدّدة" وبمُشاركة قياسية تاريخية على صعيد أعداد الشركات والعارضين والعلامات التجارية والدول والمساحة والزوارحيث شارك في المعرض ما يزيد عن 1220 عارضاً وعلامة تجارية من 65 دولة على مساحة تجاوزت 65 ألف متر مربع مع أكثر من 200 نشاط وعرض حيّ، وورش عمل وفعاليات شيّقة.
وأكد المنصوري أنّ النجاح غير المسبوق الذي حققه المعرض في دورته العشرين على كافة الصّعد تمّ بفضل الحرص الكبير والدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات راعي المعرض لجهود تعزيز الصيد المُستدام والمحافظة على ركائز التراث العربي الأصيل والمُتابعة الدائمة لمساعي تطوير هذا الحدث التراثي الدولي، مُتوجّهاً بخالص الشكر والتقدير والاعتزاز لسموهما ومؤكداً أنّ معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، سوف يُواصل تطوير خططه ومشاريعه ومحتواه في الدورات القادمة.
كما وتوجّه معاليه بالشكر والتقدير لجميع المُشاركين في المعرض من داخل وخارج دولة الإمارات من الشركات والعارضين والرعاة والداعمين والشركاء ولجميع ممثلي وسائل الإعلام لدورهم جميعاً في تحقيق هذا التميّز الذي أنجزته الدورة العشرون.
وقام معاليه مع مدير المعرض بتكريم الفائزين في مسابقات الحدث ففي مُسابقة مزاينة السلوقي العربي التي شهدت مُشاركة كبيرة فاز بالمركز الأول في فئة (ذكر حص) شيبوب لمالكه الروضة الشرقية وبالمركز الثاني ورسان لمالكه مزرعة دلما كانيل وفي المركز الثالث سواد لمالكه مزرعة دلما كانيل.
أما في فئة (أنثى حص) فقد فاز بالمركز الأول الظبي لمالكها سالم خلفان الشامسي وبالمركز الثاني شمسة لمالكتها مارية كورتس وبالمركز الثالث خميسة لمالكها مزرعة دلما كانيل.
وفي فئة (ذكر أريش) فاز بالمركز الأول لهب لمالكته سارة عبدالعزيز رشدان وفي المركز الثاني قفطان لمالكته الكساندرا سلڤان وفي المركز بركان لمالكه محمد المشعلي وفي فئة (أنثى أريش) فاز بالمركز "فيبي" لمالكها "هاوس أوف هاوندز" وفي المركز الثاني جونيه لمالكته سارة عبدالعزيز رشدان وفي المركز الثالث جمرة لمالكتها لطيفة محمد.
وفي مسابقة أفضل المُجسّمات والمشغولات التراثية فاز بالمراكز الثلاثة الأولى على الترتيب مهره المسكري راشد الابراوي ومريم المسكري.
وفي مسابقة أفضل سكين صيد فاز بالمركزين الأول والثالث محمد الأميري مالك شركة تمرين الإماراتية وفي المركز الثاني شركة "أوريكس كستم" لصانع السكاكين الإماراتي عبدالله الأحمد.
أما في مسابقة أجمل برقع للصقر فقد فاز بالمركز الأول شركة "دوفيل دي أنجليس" من الإمارات وفي المركز الثاني شركة "أتيليه سوجيساكي" من اليابان وفي المركز الثالث فازت شركة "جي بي بي" للصقور من فرنسا.
اسلامه الحسين/ هدى الكبيسيالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: وفی المرکز الثانی صقاری الإمارات المرکز الثالث فی فئة
إقرأ أيضاً:
حكيلي معرض من ذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية
بيروت- ما إن تطأ قدمك عتبة "بيت بيروت" المؤلَّف من 3 طوابق في منطقة السوديكو، التي ترمز إلى الحرب الأهلية اللبنانية، حتى تبدأ رحلة عبر الزمن تعود بك 50 عاما إلى الوراء.
وفي الطابق الأول، تشدّك ملامح المكان المحفوظة بعناية، فترى نفسك وقد انتقلت إلى زمن الحرب الأهلية، داخل مبنى كان شاهدا صامتا على أحد أكثر فصول لبنان دموية.
وتصعد الدرج الحجري بخطى بطيئة، يلفّك هواء بارد يحمل في ذراته أصواتا وذكريات، تعيدك إلى الحقبة السوداء. وكل زاوية، وكل حائط، وكل تسجيل صوتي، يعيد سرد تجربة عاشها اللبنانيون بين الخوف والنجاة، واليوم تُنقل إلى الأجيال الجديدة من خلال معرض سمعي بصري مؤثّر.
"حكيلي" معرض تفاعلي افتُتح بمناسبة ذكرى 13 أبريل/نيسان (تاريخ اندلاع الحرب الأهلية عام 1975) ويُقام في "بيت بيروت" (مبنى بركات سابقا) المعروف خلال هذه الحرب كمركز قنص للمارة.
وقد اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 واستمرت حتى 1990، وشكّلت واحدة من أكثر النزاعات دموية وتعقيدًا في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.
وبدأت الحرب نتيجة تراكمات سياسية وطائفية واجتماعية، في ظل نظام سياسي هش قائم على المحاصصة الطائفية، وقد خلّفت أكثر من 150 ألف قتيل، ومئات آلاف الجرحى والمفقودين، كما تسببت في دمار واسع للبنية التحتية ونزوح داخلي كبير.
إعلانولا يكتفي المعرض بتوثيق الذاكرة، بل يفتح المجال للبنانيين كي يرووا الحرب بلغتهم وطريقتهم، وعبر شهادات حيّة وتجارب شخصية تُحاكي الواقع، وتُحفّز على التأمل والمساءلة.
وفي هذا الفضاء، الذي تحوّل من رمز للموت إلى منصّة للبوح والحياة، يُروى تاريخ الحرب لا من خلال كتب التاريخ بل عبر أصوات الناس وذكرياتهم التي ما تزال تنبض رغم مرور العقود.
وتقول منسقة العلاقات العامة بمعرض "حكيلي" سلمى أبو عساف للجزيرة نت "هدفنا إحياء الذاكرة، لا من باب النبش في الماضي، بل فهم أسباب اندلاع الحرب، وما الذي قادنا إليها؟ وماذا خلّفت من جراح وخسائر لا تزال تنزف فينا؟".
وتضيف "نطلّ من خلال صور ومحطات حيّة من الذاكرة الجماعية اللبنانية على اللحظات التي غيّرت مجرى حياتنا، ومن هذه الإضاءة نستخلص العِبَر".
ولم يكن اختيار المبنى صدفة، فهو -كما تقول سلمى- بل لأنه يحمل آثار الحرب ذاتها، وكان ذات يوم تحفة معمارية فريدة في الشرق الأوسط، لكن المفارقة المؤلمة أن هذا الجمال تحوّل في لحظة إلى أداة قتل.
وتوضح أن هذا المبنى ليس مجرد جدران وأروقة بل ذاكرة نابضة "أردناه شاهدا على ما عاشه اللبنانيون" كي يسترجع كلّ زائر لحظة مرّ بها شخصيّا، أو رواها له والداه أو أجداده "50 عامًا مرّت على الحرب، قد يُقال إنها انتهت، لكنها لا تزال حيّة فينا وبيننا".
وتتابع منسقة العلاقات العامة "في المعرض، لا يكتفي الزائر بمشاهدة الصور بل يسمع الحكايات تُروى بأصوات من عاشوا الحرب وسجّلوها بأنفسهم، هذه التسجيلات تُبثّ في أرجاء المعرض مرفقة بتأثيرات صوتية دقيقة تعيد الزائر لحظة بلحظة إلى زمن الحرب، وكأنّه يعيشها من جديد".
وتؤكد أن المعرض يتجاوز العرض البصري والسمعي ليقدم تجربة ملموسة خاصة أنه يحتوي على مقتنيات أصلية من تلك الحقبة و"لدينا مثلًا عيادة طبيب تركها عند اندلاع الحرب، الطبيب نجا وهرب لكن أدواته وممتلكاته بقيت متجمّدة في الزمن".
وتختم "خصصنا أيضا غرفة تجسد الجدة، تلك التي تروي الحكايات لأحفادها، وهذه الغرفة تنقل أجواء جيل بأكمله، وتفاصيل الأثاث والأدوات تعيد الزائر إلى لحظة شخصية، مألوفة، ومؤثرة من المستحيل أن يدخل أحد هذا المكان دون أن يجد شيئا يشبهه أو يشبه أهله".
تقول فدى البزري عن مشاركتها في المعرض "أشارك ضمن قسم بعنوان (ما بين العوالم) المستوحى من تجربتي في فيلم (خط التماس) حيث أستعيد مشاهد من الحرب اللبنانية كما رأيتها بعيني كطفلة، مستخدمة مجسمات ودمى تتحرك بأسلوب فني تعبيري يعيد تشكيل الذاكرة بطريقة بصرية ووجدانية".
إعلانوتضيف "إلى جانب هذه العناصر يتضمن العمل شهادات حيّة ومقابلات مع مقاتلين سابقين خاضوا الحرب بأنفسهم، أردت لهذا المشروع أن يكون مساحة لحوار بين الذاكرتين الشخصية والجماعية بين ما عشناه فعلا وما لم نتمكن من قوله بعد".
وتتابع فدى "هذه أول مرة أشارك في فعالية تُعنى بإحياء ذكرى الحرب اللبنانية، لطالما شعرت أن الحديث عن تلك الحرب بات أقرب إلى الفلكلور، كأنها قصة بعيدة تُروى من خارج التجربة، رغم أننا ما زلنا نعيش وجوها متجددة من الحروب حتى اليوم".
وتوضح أنها هذا العام شعرت بالحاجة للعودة إلى الماضي لا بدافع الحنين "بل لأننا في لبنان نراكم التجارب تلو التجارب من دون توقف، ومن دون أن نمنح أنفسنا لحظة لنتأمل أو نعبر بصدق عمّا مررنا به".
وتشير إلى أن مشاركتها في هذا المعرض محاولة للتصالح مع الذاكرة، لمنح الألم شكلًا يُروى ويُحكى، بدل أن يبقى مطويًّا في الداخل.
وتروي الحوائط والغرف في المبنى قصصا ممتدة عبر الزمن، وتقول الزائرة فرح كبريت -للجزيرة نت- وهي تتنقل بين أرجاء غرفة "الجدة" إنها عندما دخلت هذه الغرفة "استولى عليّ الفضول لاكتشاف المزيد".
وأضافت أن المعرض لم يركز على التفاصيل الملموسة فقط بل شمل كل شيء حتى الروائح. ففي كل زاوية "كنت أشم رائحة الماضي، وألمس الخزانة التي تحتفظ بأسرارها. وكنت أرى عن قرب ثيابًا وأغراضًا تعود إلى 50 عامًا مضت، كان ذلك شعورًا غريبًا مزيجًا من الحنين والدهشة، وكأن الزمن قد توقف للحظة ليعيد لنا ما فقدناه".
وبدورها ترى الزائرة مريم الحاج أن هناك أهمية كبيرة لهذه التجربة بعد مرور 50 عاما فـ"لا يمكننا أن نتجاهل الحديث عن الحرب الأهلية وما جرى خلالها، أشعر بالسعادة أننا نناقش اليوم هذه الذكريات في ظل ما نعيشه من أحداث، يجب أن نستذكر ما وقع في الماضي لنتعلم منه خاصة ونحن نعيش حربًا أخرى في الوقت الحالي".