المغرب والزلازل.. تاريخ قديم من الكوارث
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
استيقظت المملكة المغربية اليوم السبت، على وقع أصوات من الذعر والهلع نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم الحوز بالقرب من مدينة مراكش، بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، والذي كان له أصداء على مستوى مختلف مدن وقرى المملكة.
سجلت المغرب خلال عام 2022 حوالي 20 ألف هزة على مستوى المملكة
ووفق آخر إحصائية لوزارة الداخلية المغربية، ارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى 820 قتيلاً و672 مصاباً من بينهم 205 في حالة خطرة، ولا تزال عمليات البحث مستمرة لإنقاذ الضحايا العالقين تحت الأنقاض.
#عاجل| ارتفاع عدد ضحايا #زلزال_المغرب إلى 820 و672 مصاباً pic.twitter.com/2zD6XNbhCo
— 24Live (@20fourLive) September 9, 2023 الأقوى منذ قرنوأعاد الزلزال الذي ضرب مؤخراً، ذكريات مؤلمة عاشها المغرب مطلع القرن الحالي، فعلى امتداد السنتين الماضيتين، كانت عدة مناطق في المملكة عرضة لهزات أرضية عديدة، ما دفع الكثير من الخبراء إلى التحذير من احتمال وقوع زلزال مدمر.
وأكد رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، ناصر جبور لصحيفة "هسبريس" ، أنها المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب. واستذكر سكان المغرب ليلة 24 فبراير(شباط) عام 2004، حين ضرب زلزال منطقة الحسيمة شمال شرقيّ البلاد، مخلفاً نحو 630 قتيلاً معظمهم من سكان المناطق القروية.
وكان أبرز زلزال شهدته المملكة عبر تاريخها، ذلك الذي ضرب مدينة أكادير جنوبي البلاد عام 1960، وأودى بحياة نحو ثلث سكان تلك المدينة، بالإضافة إلى تشريد عشرات الآلاف وإحداث خسائر مادية فادحة.
ظاهرة يوميةووفق الإحصائيات الرسمية لـ"المعهد الوطني للجيوفيزياء" في المغرب، فإن الهزات الأرضية أصبحت ظاهرة يومية في بعض مناطق البلاد، حيث تسجل أجهزة الاستشعار والرصد التابعة للمركز يومياً حوالي 30 هزة تراوح قوتها بين درجتين إلى 3 درجات على سلم ريختر. وقال المركز إن هذه الهزات لا يشعر بها السكان ولا تشكل أي خطورة.
وخلال عام 2022، سُجّل حوالي 20 ألف هزة على مستوى تراب المملكة، وأيضاً بالمجال البحري، كانت غالبيتها ضعيفة باستثناء 12 هزة كانت قوية وشعر بها السكان في الشمال وأغادير.
وقال رئيس قسم المعهد الوطني للجيوفيزياء، ناصر جبور، وهو يراقب تلك الخطوط الرفيعة التي تظهر على شاشة ضخمة علقت وسط قسم مراقبة الزلازل وتشبه تخطيط نبضات القلب: "إن الهزات الأرضية في الأشهر الأخيرة هي امتداد للنشاط الزلزالي المسجل منذ سنتين، حيث ارتفع مستوى النشاط قبالة السواحل المتوسطية في الشمال تحديداً في إقليمي الحسيمة والدريوش".
مدينة شيشاوة تحت صدمة #زلزال_المغرب https://t.co/v59u1MBlQD
— 24.ae (@20fourMedia) September 9, 2023وأوضح في تصريح لـLe360، أنه "خلال السنتين الماضيتين، سجلنا مستوى عالٍ للنشاط الزلزالي في البحر، ومؤخراً امتد النشاط من البحر لليابسة، وكانت آخر هزتين شعرت بهما الساكنة في المنطقة تقريباً بين 3.8 و4.3 درجات على سلم رختر، لكن الهزات الأرضية عادت لتنخفض بالمنطقة".
وعن أسباب توالي الهزات الارتدادية بمناطق الشمال، قال ناصر جبور إن "الشمال هي منطقة تماس بين صفيحتين هما الإفريقية والأوروآسيوية، تجعله بالضرورة في مركز الاهتزازات الناجمة عن تقارب هذه الصفائح، فكلما اقتربنا من خط التماس أو الخط الفاصل بين القارات كلما زادت نسبة النشاط الزلزالي".
علاقته بزلزال تركياووفقاً للتقارير العلمية، يقع المغرب في منطقة عدم استقرار زلزالياً، لانتمائه إلى حوض البحر المتوسط الذي عرف زلازل قوية عبر التاريخ.
وحول علاقته بزلزال تركيا، قال الرئيس الأسبق للمعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، الدكتور صلاح محمود، في تصريح سابق لموقع الحرة: "إن الزلزال الأخير في تركيا وقع في منطقة زلازل معروفة تاريخياً، بالقرب من منطقة زلزال عام 1939 الذي أودة بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، وكذلك زلزال عام 1999 الذي أدى إلى مقتل نحو 17 ألف شخص".
وأشار الخبير إلى أن كل المناطق المطلة على البحر المتوسط عرضة للزلازل، نتيجة تقارب يحدث بين القارتين الأفريقية والأوروبية. ونتيجة لذلك تشهد دول مثل قبرص واليونان ومنطقة شمال غرب تركيا وجنوبها والجزائر والمغرب زلازل عدة.
تنبؤ مبكروكشفت صحيفة "Morocco world news"، أنه خلال فترة الإغلاق العالمي التي صاحبت فيروس كورونا، طوَر العلماء في المغرب طرقاً للتنبؤ بشكل أفضل للمخاطر الطبيعية مثل الزلازل.
ونشر أكثر من 70 عالماً من جميع أنحاء العالم، مقالاً في المجلة الأكاديمية "Science" في 23 يوليو (تموز) عام 2020، مشيرين فيه إلى أنه خلال فترة الإغلاق العالمي، أصبح العالم أكثر هدوءاً بعض الشيء. وبالنسبة لعلماء الزلازل وغيرهم من العلماء الذين يدرسون حركات الأرض، يعد هذا خبراً مثيراً للغاية.
ووفقاً للباحثين، فإن الهدوء العالمي سهّل تسجيل "الأغاني" المختلفة التي تصدرها الأرض، ما ساعد العلماء على سماع الاهتزازات والارتعاشات الصغيرة التي استعصت عليهم منذ بداية رصد الزلازل.
#زلزال_المغرب..تعاطف عربي ودولي واستعداد للمساعدة https://t.co/Dz9aRMci6n pic.twitter.com/TdBdSTMqjq
— 24.ae (@20fourMedia) September 9, 2023وحسب المقال، يقوم الخبراء الآن بإعادة تحليل السجلات التاريخية للبحث عن أنماط الزلازل، وسيستخدم علماء الزلازل هذه البيانات للمساعدة في التنبؤ بالزلازل المستقبلية، لافتين إلى أن هذه الطريقة الجديدة تساعد في فهم الزلازل بالنسبة للمناطق الأكثر نشاطاً جيولوجياً في العالم، الأمر الذي يسهم في إنقاذ الآلاف من الأرواح.
وأوضحت الصحيفة، أنه داخل المغرب، يوجد أحد مراكز دراسات الزلازل في معهد الاكتشافات العلمية بجامعة محمد الخامس. ويعمل في المعهد باحثون من جميع أنحاء المغرب، ومن مختلف دول العالم، بهدف إنشاء الشبكة الزلزالية المغربية، ومن خلالها يقوم العلماء بتركيب وإدارة محطات رصد الزلازل، وتطوير تقنيات جمع البيانات، وبناء قاعدة بيانات على مستوى الدولة، والمساهمة في الأبحاث الدولية.
وتوجد أكثر من 80 محطة مختلفة لرصد الزلازل في جميع أنحاء المغرب، تقوم بتصوير قشرة الأرض ووشاحها على أعماق ومسافات واتجاهات مختلفة، كما تساعد في تحديد خطوط الصدع النشطة ومناطق المصدر، ما يسهم في تقييم المخاطر وخطط تخفيفها في جميع أنحاء البلاد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني زلزال المغرب جمیع أنحاء على مستوى
إقرأ أيضاً:
سوق سندات الكوارث يقترب من 50 مليار دولار بعد عامين متتاليين من الإصدارات القياسية
الاقتصاد نيوز - متابعة
يبدو أن عدداً متزايداً من المستثمرين على استعداد لتحمل مخاطر الكوارث المناخية مع نمو سوق سندات الكوارث بوتيرة سريعة، مسجلة أرقاما قياسية في الإصدار لمدة عامين على التوالي.
وارتفعت مبيعات السندات، بما في ذلك تلك التي صدرت بالفعل وتلك التي في طور الإصدار، إلى 17.7 مليار دولار هذا العام، وفقاً لبيانات من أرتميس.
تمثل هذه البيانات زيادة بنسبة 7% عن العام الماضي والسنة الثانية على التوالي من الإصدارات القياسية، مما يرفع إجمالي السوق إلى 49.3 مليار دولار وسط زيادة اهتمام المستثمرين ومع تطلع المصدرين إلى نقل المزيد من المخاطر، بحسب موقع Businessinsider.
كيف تعمل سندات الكوارث؟
تنقل هذه السندات مخاطر الأعاصير والعواصف الريحية والزلازل إلى المستثمرين من القطاع الخاص، حيث تُستخدم أموالهم للمساعدة في تغطية المطالبات في حال وقوع تلك الكوارث المناخية.
ومن خلال ذلك، تساعد السندات المُصدرين على تقليل خسائرهم في ظل تفاقم الأزمة المناخية التي تجعل الأحداث الجوية أكثر شدة، واستمرار التضخم الذي يزيد من تكلفة إعادة الإعمار بعد الكوارث.
ولكن في حال عدم وقوع تلك الكوارث الجوية، أو إذا كانت الخسائر أقل من المتوقع، يمكن للمستثمرين تحقيق عوائد كبيرة، يُتوقع أن تصل إلى نحو 16% هذا العام، رغم تأثير إعصارين كبيرين ضربا الولايات المتحدة هذا الخريف.»
تسبب إعصار هيلين في هطول أمطار غزيرة على شمال فلوريدا وجورجيا وكارولينا الجنوبية أثناء تحركه نحو الداخل، مما أدى إلى فيضانات واسعة النطاق.
ولكن معظم المناطق المتضررة كانت تفتقر إلى تأمين كافٍ ضد الفيضانات، مما يعني أن غالبية الأضرار ستتحول إلى خسائر اقتصادية بدلاً من خسائر مؤمنة، مما ساعد مستثمري سندات الكوارث على تجنب أسوأ الخسائر، وفقاً لتقرير حديث من شركة إدارة الاستثمارات Twelve Capital.
أما إعصار ميلتون، فقد تراجع إلى عاصفة من الفئة الثالثة عند وصوله إلى اليابسة بعد أسبوعين فقط، مما خفف من حجم الخسائر التي توقعها مستثمرو سندات الكوارث في البداية، رغم أن الأضرار الناتجة عن الإعصارين كانت هائلة.»
«أفاد التقرير بأن «عدداً من الأعاصير القوية وصلت إلى اليابسة، ولكن نظراً لعدم اصطدامها المباشر بالمناطق الحضرية الكبرى، فمن المرجح أن يكون تأثيرها على أسواق إعادة التأمين وسندات الكوارث محدوداً». وأضاف التقرير أن الخسائر التي ستتكبدها صناعة التأمين قد تتراوح بين 30 مليار و50 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن «المخاطر الثانوية»، مثل حرائق الغابات والأعاصير والفيضانات، ربما تسببت في أضرار أكبر للصناعة هذا العام، حيث تجاوزت الخسائر المؤمن عليها 50 مليار دولار.
وأوضح التقرير أنه «على الرغم من أن كل خطر ثانوي فردي أقل تدميراً من «المخاطر القصوى» مثل إعصار كبير، إلا أن الأضرار التي تتسبب فيها مجتمعة تُعدّ هائلة».»
«بدأت شركات التأمين بشكل متزايد في البحث عن طرق لنقل مخاطر هذه «المخاطر الثانوية» إلى مستثمري سندات الكوارث مع ارتفاع حجم الأضرار الناتجة عنها. ومع ذلك، تواجه هذه الشركات تحديات في كيفية تسعير المخاطر الإجمالية، بدلاً من المخاطر التي يشكلها إعصار فردي. وإذا لاحظت هذه الشركات اهتماماً من المستثمرين بمثل هذه السندات، فقد يعني ذلك مزيداً من النمو في سوق سندات الكوارث.
وأشار التقرير قائلاً: «في حين أن الأعاصير كانت محور اهتمامنا، من المهم أن نتذكر أن المخاطر الثانوية لا تزال نشطة للغاية، حيث شهد هذا العام مرة أخرى خسائر كبيرة بسبب الأعاصير والبَرَد، في ما قد يكون «الوضع الطبيعي الجديد» لهذه المخاطر».»