تعثر مفاوضات السلام يزيد من احتمالية الاتجاه نحو التصعيد العسكري
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
YNP / خاص -
حالة من اللا سلم و اللا حرب تسود اليمن منذ قرابة عام، حيث لا هدنة سارية ولا أي نوع من الاتفاقات معلنا يترجم هذه الحالة، فيما تستمر الأوضاع داخليا كما هي، حيث الترقب الحذر هو سيد الموقف من جميع الأطراف، وهو ما يجعل انزلاق البلاد نحو هاوية جديدة من العنف في أي لحظة أمرا محتملا، سيما في ظل تعقيدات المشهد داخل البلاد، واستمرار تأزم الوضع الاقتصادي والإنساني، بفعل ثمان سنوات من الحرب ألحقت أضرارا فادحة في اقتصاد البلاد، كما في غيره من المجالات.
وتراوح المفاوضات بشأن السلام في اليمن مكانها منذ قرابة عام، بعد تعثر تجديد الهدنة في أكتوبر من العام الماضي ٢٠٢٢، وما أعقبه من محاولات لإنعاش التفاوضات، وصلت جميعها لطريق مسدود، فيما لا تزال الجهود بوساطة عمانية جارية لتجاوز العقدة التي توقفت عندها جولات المفاوضات، ولا تزال عاجزة عن تخطيها حتى اليوم.
وفي ظل الجمود الذي تشهده العملية السياسية، وعدم إحراز تقدم جوهري في طريق السلام، يزداد المشهد ضبابية، ويغدو احتمال العودة إلى مربع العنف واردا بقوة، سيما وأن هذا الهدوء الذي أعقب الهدنة منذ أبريل ٢٠٢٢، لم يلمس أثره اليمنيون على مستوى الأوضاع المعيشية والاقتصادية، بل تفاقمت معه الأوضاع في عموم البلاد.
وبالنظر إلى النقطة التي توقفت عندها المفاوضات منذ أكتوبر ٢٠٢٢، والمتمثلة في الملف الإنساني والاقتصادي، وعلى رأسه رفع الحصار وصرف رواتب الموظفين، والذي تشترط صنعاء معالجته كشرط للتقدم في بقية الملفات، باعتبار هذا الملف حقا أصيلا وقانونيا للشعب اليمني، لا يقبل المساومة ولا المقايضة، فإن ما هو واضح حتى الآن هو أن التحالف والحكومة الموالية له لا يزالون يناورون في حسم هذا الملف، وهو ما دفع صنعاء إلى التصريح بالاستعداد للذهاب نحو الخيار العسكري في حال استمر هذا الموقف من قبل التحالف والحكومة الموالية له.
موقف حكومة صنعاء من الجمود الذي لحق بعملية السلام، بدا واضحا في تصريحات سابقة لمسئولين في هذه الحكومة، بأن الخيار العسكري، بات مطروحا لتجاوز هذا الوضع من اللا سلم واللا حرب، الذي يرمي التحالف وغيره من الأطراف الخارجية إلى استمراره، وفقا لأجندات قد يكون الهدف منها مزيدا من الضغط داخليا، وتعميق الأزمة الاقتصادية والمعيشية.
وكان رئيس المجلس السياسي بصنعاء، مهدي المشاط، أكد في تصريحات متلفزة خلال لقاء مع قبائل ومشايخ عمران، قبل أسبوع، الاستعداد للدخول في تصعيد عسكري، من أجل توفير المرتبات لكل موظفي الجمهورية اليمنية، حسب تعبيره. متهماً التحالف والحكومة الموالية له بالتهرب من التزاماتهم إزاء تسليم الرواتب، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرا على مضي الأمور نحو مزيد من التعقيد.
اليمن التحالف السعودي الإماراتي الوساطة العمانيةالمصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: اليمن التحالف السعودي الإماراتي الوساطة العمانية
إقرأ أيضاً:
قوات خاصة أوغندية تنتشر في جوبا وسط تصاعد التوترات بجنوب السودان
في ظل تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في جنوب السودان، أعلنت أوغندا عن نشر قوات خاصة بالعاصمة جوبا لتعزيز الأمن والاستقرار، وسط مخاوف متزايدة من اندلاع حرب أهلية جديدة بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه الأول رياك مشار.
يأتي هذا التحرك في وقت حرج، حيث تواجه البلاد سلسلة من الاشتباكات الدامية والاعتقالات السياسية التي تهدد اتفاق السلام الهش الموقع عام 2018.
وشهدت الأسابيع الأخيرة زيادة ملحوظة في أعمال العنف في مناطق متفرقة من جنوب السودان.
ووفقًا لتقارير وكالة أسوشيتد برس، فقد اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بولاية أعالي النيل بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة، أسفرت عن مقتل ضابط وعدد من الجنود.
ووصفت هذه الاشتباكات بأنها الأعنف منذ شهور، مما زاد من المخاوف بشأن مستقبل اتفاق السلام.
إضافة إلى ذلك، تعرضت مروحية تابعة للأمم المتحدة أثناء تنفيذها مهمة إجلاء إنسانية لإطلاق نار كثيف، مما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة اثنين آخرين.
ونددت الأمم المتحدة بالهجوم، معتبرة أنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، ويعكس انعدام الأمن المتزايد في البلاد.
إعلان التدخل الأوغنديوفقًا لصحيفة الإندبندنت، فإن التدخل العسكري الأوغندي يعكس قلق كمبالا من تداعيات الأزمة المتفاقمة في جنوب السودان، خاصة أن أي تصعيد قد يؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين إلى أوغندا، مما يزيد الضغط على الموارد الوطنية ويهدد الاستقرار الداخلي.
في سلسلة منشورات على منصة إكس (تويتر سابقًا)، أكد نجل الرئيس موسيفيني ورئيس أركان الجيش الأوغندي، موهوزي كاينيروغابا، أن بلاده لن تتسامح مع أي محاولة لإضعاف سلطة الرئيس سلفاكير.
وأضاف "نحن في الجيش الأوغندي لا نعترف إلا برئيس واحد لجنوب السودان، وهو فخامة الرئيس سلفاكير… وأي تحرك ضده يُعد إعلان حرب على أوغندا".
يعكس هذا التصريح القوي التزام أوغندا بدعم حكومة سلفاكير، خاصة في ظل العلاقة الوثيقة التي تجمعه بالرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، الذي يُعد أحد أبرز الداعمين الإقليميين له.
مخاطر انهيار اتفاق السلامعلى الرغم من أن اتفاق السلام الموقع عام 2018 أنهى حربًا أهلية دامية استمرت 5 سنوات وأودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص، فإن التوترات السياسية والعسكرية المستمرة تهدد بانهيار هذا الاتفاق وإعادة البلاد إلى دوامة العنف.
ووفقًا لتقارير وكالة أسوشيتد برس، فإن عمليات الاعتقال السياسي التي نفذتها حكومة الرئيس سلفاكير ضد وزيرين وعدد من القادة العسكريين الموالين لمشار، إلى جانب المواجهات المسلحة الأخيرة، تعد ضربة قوية لجهود المصالحة، وقد تدفع البلاد نحو صراع جديد يهدد أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
الدعوة لضبط النفسفي ظل هذه التطورات، دعت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى ضبط النفس وحثت جميع الأطراف على العودة إلى طاولة الحوار، محذرة من أن تصاعد العنف قد يؤدي إلى انهيار التقدم السياسي الذي تحقق خلال السنوات الأخيرة.
كما أكدت مصادر لبي بي سي أن هناك ضغوطًا إقليمية ودولية متزايدة على قادة جنوب السودان للالتزام باتفاق السلام وتجنب التصعيد العسكري، خاصة أن عودة الحرب ستؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في المنطقة.
إعلانومع استمرار تصاعد التوترات الأمنية والسياسية، يبقى مستقبل جنوب السودان غامضًا، إذ تظل البلاد متأرجحة بين إمكانية تعزيز السلام عبر جهود دبلوماسية مكثفة، وبين خطر الانزلاق نحو صراع مسلح قد تكون عواقبه مدمرة على البلاد والمنطقة بأسرها.