نشرت مجلة "نيوزويك" الأميركية مقالا للكاتب دانيال ديبتريس الباحث في أولويات الدفاع يقول إن الولايات المتحدة وجدت نفسها مرة أخرى وسط الانقسام العرقي والقبلي المعقد في سوريا.

وأضاف الكاتب أن الأطراف المتصارعة في دير الزور بشرق سوريا طلبت من أميركا تخفيف المشاكل الراسخة التي تتجاوز قدرة واشنطن على حلها، مشيرا إلى أنه كلما طالت مدة بقاء القوات الأميركية في سوريا زاد احتمال تكرار هذا الفيلم الذي لا ينتهي.

وأوضح ديبتريس أنه بالنسبة لمعظم الأميركيين فإن اندلاع الحرب في شرق سوريا هو خليط مربك من الأحداث، وأنهم محقون في تصورهم هذا لأن الديناميات الداخلية لسوريا تشبه مشهدا يتطور باستمرار، حيث يمكن للشركاء السابقين أن يتحولوا إلى خصوم، فقط لحل خلافاتهم بمرور الوقت.

حلفاء الأمس أعداء اليوم

وألقى الكاتب الضوء على النزاع الحالي بين العشائر العربية والأكراد الذين كانوا حلفاء ضد تنظيم الدولة "داعش"، والتي تصاعدت خلال الأسابيع الأخيرة إلى درجة الاشتباكات المسلحة بين الطرفين، وقال إنه ومع ذلك فإن هذا الصراع لا يروي حتى نصف قصة سوريا.


وعن إرباك الوضع في سوريا وتعقيده عرض الكاتب على القراء لمحة سريعة عن التحالفات الموجودة هناك، قائلا إن تركيا (حليفة الولايات المتحدة) تقصف أحيانا "الأكراد السوريين" الذين يتلقون أيضا دعما أميركيا، وإن روسيا (خصم الولايات المتحدة) تجري مناقشات متكررة مع "الأكراد السوريين" الذين بدورهم تعاملوا مع إمكانية إبرام صفقة سياسية مع الرئيس السوري بشار الأسد، وهو أيضا خصم للولايات المتحدة.

إرباك يجعل رأسك يدور

وأضاف ديبتريس أن المليشيات المدعومة من إيران ترسل أحيانا طائرات مسيرة وصواريخ متفجرة نحو القواعد الأميركية في شرق سوريا في قتال بري ضد ما تبقى من قوات "داعش"، كما أن القاذفات الروسية التي تقترب بشكل خطير من الطائرات الأميركية تضرب مواقع التنظيم في الصحراء السورية الوسطى.

وباختصار -يقول الكاتب- إن الصراع بأكمله في سوريا يمكنه أن يجعل رأسك يدور.

لماذا الوجود العسكري الأميركي؟

وتساءل ديبتريس عما يهم أميركا من كل هذا؟ مجيبا بأن السبب هو وجود ما يقارب 900 جندي أميركي لا يزالون متمركزين في شرق سوريا بعد أكثر من أربع سنوات من إنجاز مهمتهم الأصلية وهي القضاء على الخلافة الإقليمية لـ"داعش"، لأنه يبدو أن المهمة المكلفين بها وهي منع عودة التنظيم أو "هزيمته الدائمة" تراجعت منذ فترة طويلة إلى نمط معقد.

وقال إن مهمة القوات الأميركية في سوريا هي أن تحافظ على مواقعها بشكل مستمر وفق جدول زمني مفتوح تصدر أوامر به من قبل صانعي السياسة في واشنطن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأميركية تصنف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية"

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، إن وزارته نفذت إحدى الوعود الأولى التي قطعها الرئيس ترامب عند توليه منصبه، وهي تصنيف الوزارة لجماعة الحوثي، كمنظمة إرهابية أجنبية.

وأضاف روبيو أنه كما أوضح الرئيس ترامب في الأمر التنفيذي رقم 14175، فإن أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، وسلامة أقرب شركاء الولايات المتحدة الإقليميين، واستقرار التجارة البحرية العالمية.

وأشار إلى أنه منذ عام 2023، شن الحوثيون مئات الهجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وكذلك أفراد الخدمة الأميركية الذين يدافعون عن حرية الملاحة والشركاء الإقليميين.

وأضاف أنه وبشكل منفصل، لن تتسامح الولايات المتحدة مع أي دولة تتعامل مع منظمات إرهابية مثل الحوثيين باسم ممارسة الأعمال التجارية الدولية المشروعة.

كما قال روبيو إن الإجراء الذي اتخذته وزارة الخارجية يوضح التزام إدارة ترامب بحماية مصالح الأمن القومي الأميركي وسلامة الشعب الأميركي.

وأضاف أن تصنيفات الإرهاب تلعب دورا حاسما في حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب وأنها وسيلة فعالة للحد من دعم الأنشطة الإرهابية.

ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.

وقد صنف الرئيس ترامب الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية في يناير 2021.

الفرق بين التصنيفين

عندما وضع ترامب الحوثيين في لائحة المنظمات الإرهابية في آخر يوم له في الإدارة، تم تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية FTO ومنظمة إرهابية عالمية SDGT.

هناك اختلافات من حيث الإطار القانوني والتأثير، لكن تصنيف ال SDGT يعتبر أكثر تأثيرا على المستوى الدولي لأنه يستهدف الأصول العالمية للمنظمة المصنفة ويمكن من توسيع دائرة العقوبات على الأفراد والمنظمات المتعاملة مع من يتم تصنيفه.

لكنه في المقابل أكثر مرونة من FTO باستثناء المساعدات الإنسانية.

عندما استلم جو بايدن الإدارة رفع الحوثيين من لائحة المنظمات الإرهابية (العالمية والأجنبية معا)، لكنه عاد لإدراجها في يناير هذا العام، منظمة إرهابية عالمية SDGT تماشيا مع دعوات الأمم المتحدة فيما يخص مسألة إيصال المساعدات الإنسانية ومنع كارثة إنسانية في اليمن (لأن هذا التصنيف يسمح بترك متنفس للمساعدات الإنسانية).

مقالات مشابهة

  • 4 مجالات ستتأثر بتعليق المساعدات الأميركية لأوكرانيا ويصعب تعويضها أوروبيا
  • بولندا: إيقاف المساعدات الأميركية العسكرية لكييف جارٍ بالفعل
  • وزيرة الخزانة البريطانية: سنتأثر بالرسوم الجمركية الأميركية
  • الولايات المتحدة تصنف جماعة الحوثي منظمة إرهابية أجنبية
  • الخارجية الأميركية تصنف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية أجنبية"
  • الرسوم الجمركية الأميركية تخفض عملتي كندا والمكسيك
  • روسيا: رفع العقوبات الأميركية شرط لتطبيع العلاقات
  • لجنة التنسيق الّلبنانيّة - الأميركيّة اختتمت لقاءَاتها مع الإدارة الأميركية والأمم المتحدة
  • زيلينسكي: نعوّل على دعم الولايات المتحدة لإحلال السلام
  • أول عقوبة من أوروبا ضد الولايات المتحدة