سواليف:
2024-12-23@04:31:28 GMT

احزاب الموالاة واحزاب المعارضة الاردنية

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

احزاب الموالاة واحزاب المعارضة الاردنية

#احزاب_الموالاة و #احزاب #المعارضة #الاردنية
الأستاذ الدكتور #أنيس_الخصاونة
تتصف الأنظمة الديمقراطية في العالم الحر باحتوائها على مساحات كبيرة للتنوع في شتى مجالات الحياة ،حيث تسود ثقافة التعدد (Diversity) في وجهات النظر واحترام الاختلاف لا بل وتشجيعه لما له من انعكاسات إيجابية على تشخيص المشكلات والابتكار وتقديم الحلول إضافة الى احترام رأي الأغلبية من خلال صناديق الإقتراع.

تشكل الأحزاب قاطرة الديمقراطية في تلك الدول، حيث تلعب دورا بارزا في التنشئة السياسية وفي المنافسة على خدمة المجتمع من خلال البرامج التي تطرحها لحل مشاكل الشعوب وتلبية طموحاتها. المعارضة في تلك البلدان محترمة ولا يتم شيطنتها وتخوينها والحقيقة أن هذه المعارضة تحظى بحماية سياسية وهي تؤدي وظائف سياسية (Political Functions) يأتي في مقدمتها مراقبة أداء الحكومات وانتقادها وكشف أخطائها مما يشكل دورا تثقيفيا يسهم في صياغة الرأي العام تجاه قضايا سياسية محددة.
تلك المقدمة ربما لا تنطبق على الحياة الحزبية في الأردن نظرا لموقف الدولة السلبي من احزاب المعارضة، واعتبارها عدوا للدولة ،وإضفاء صفة عدم الانتماء على منتسبيها.
من حيث الشكل لدينا احزاب موالاة واحزاب معارضة ،ولدينا قانون للأحزاب ،ولدينا هيئة انتخابات تشرف على تشكيل وممارسات الأحزاب ،ولكن عمليا فإن السلوك الحكومي والممارسات الرسمية تشي بأن الحكومة لا تحترم احزاب المعارضة ،لا بل وتضع كافة العراقيل أمام تشكلها وممارستها لأنشطتها وفعالياتها.
أحزاب الموالاة تتشكل خلال ايام وتصدر الموافقات الرسمية على إنشائها بسرعة فلكية ،ويتسابق المواطنون على الانتساب لها في الوقت الذي تواجة فيه احزاب المعارضة الأمرين للحصول على موافقة الدولة لإنشائها أو تصويب أوضاعها ناهيك عن تصيد الأخطاء أو افتعالها ومحاولة ثني بعض المتعاطفين مع هذه الاحزاب عن الانتساب لها واحيانا محاولة تحريض المنتسبين لها على الاستقالة او الانفكاك عن هذه الاحزاب .
الحقيقة الأهم أن الدولة عبر ماكنتها وأذرعها الرسمية خلقت ثقافة سياسية معادية (Hostile culture) ليس فقط للمعارضة ولكن للاختلاف مع رؤى الحكومات وسياساتها .لقد أصبح الاختلاف مع الحكومة محل تشكيك في المقاصد والغايات ،واصبح ينظر لمن له رأي آخر إما ساع وراء منصب او امتياز أو انه ضد الوطن وليس مع النظام السياسي وهذا لعمري إجحاف ما بعده إجحاف وافتئات على حقوق الإنسان وحريات التعبير.
تتضمن خارطة التحديث السياسي تصورات وتنبؤات بأن يكون نصيب الأحزاب السياسية من أعضاء مجلس النواب القادم 42 نائبا، وهو رقم مرشح للزيادة في الدورات القادمة وصولا الى مجالس نواب حزبية. نتساءل هنا عن انتماءات هؤلاء الأعضاء الحزبيين المتوقعين وفيما إذا كان جلهم سيكون من الاحزاب الموالية للحكومة أو التي تحظى برعايتها. لا يوجد حاليا أحزاب معارضة رئيسية في الأردن باستثناء حزب جبهة العمل الاسلامي ،وذلك بعد إقصاء حزب الشراكة والانقاذ من المشهد السياسي تحت ذريعة أن عدد من منتسبيه مسجل عليهم أحكام قضائية، علما بأن القانون يتحدث عن أحكام جنائية وليست قضائية بالمطلق. راجعنا مجمل مبادئ ومرتكزات الأحزاب التي تم الترخيص لها فلم نجد ما يمكنا من تسمية أي من هذه الاحزاب بأحزاب معارضة ذات نهج يتناقض او يعارض نهج الحكومات الاردنية. إذن يبقى حزب جبهة العمل الاسلامي في واجهة المعارضة السياسية الاردنية ويمكن تلمس الاختلاف البين والواضح في رؤى ومنهجيات وفكر هذا الحزب.هذا الحزب يضم ما يقل عن 9000 منتسب ويحظى يقبول شعبي لا يستهان فيه نظرا لخلفياته الاسلامية وصلاته التقليدية مع جماعة الاخوان المسلمين المحظورة .إن التقييدات الرسمية التي واجهت حزب جبهة العمل الاسلامي والفعاليات والانشطة التي يرعاها قد خلقت ثقافة سياسية مناوئة لا بل عدائية واتهامية لهذا الحزب المعارض مما يجعلنا نتنبأ بأن لا يتمكن هذا الحزب من الحصول عدد أكبرمن الأعضاء في المجلس النيابي القادم .
برأينا فإن المرحلة السياسية القادمة والحديث عن الإصلاح السياسي لن يفرز مجلس نواب حزبي بمعنى الكلمة ،وأن أحزاب جديدة مؤيدة للحكومة ستسيطر على المشهد السياسي مع تمثيل ضعيف وصوري لحزب جبهة العمل الاسلامي باعتبار أنه يتصدر أحزاب المعارضة السياسية.
الحديث عن الديمقراطية والتحديث السياسي في الاردن يبقى حديثا نظريا وإعلاميا إن لم تقم الدولة بترجمة تصريحات جلالة الملك عبدالله إلى واقع إصلاحي فعلي، يتم من خلاله إطلاق الحريات ورفع التابوهات عن تناول مشاكل حقيقية وخطيرة تتعلق بمستقبل الدولة ودور المعارضة السياسية باعتبارها ركنا اساسيا من أركان أي نظام ديمقراطي مستقر.لا أحد يمكنه أن يدعي أنه أكثر انتماءا وحبا وإخلاصا للاردن وتضحية من أجله، إلا بمقدار ما يقدمه للوطن وليس ما ينهبه او يستحوذ عليه بأساليب وطرق ملتوية. الأردنيون في القادسية، ومعان، والرويشد، والنعيمه، ودير ابوسعيد، والجنيد ،وعيرا ويرقا مواطنون مخلصون ومحبون لوطنهم وقد روى أبائهم وأجدادهم نجيع هذه الارض بدمائهم وتضحياتهم وهم اليوم يصبون إلى أن يكون لهم دورا في المشاركة السياسية الحقيقية في شؤون بلدهم .أن الاحزاب السياسية هي أبرزالقنوات التي تمكن هؤلاء المواطنين من ممارسة هذا الدور.إن الممارسات الرسمية التي تعكس اتجاهات سلبية نحو الاحزاب لا تتسق ولا تنسجم مع ما تنادي به قيادة هذا البلد من تشجيع الحزبية الا إذا فهمت الحكومات ان المقصود تشجيع أحزاب الموالاة أو “أحزاب الحكومة” فقط.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: احزاب المعارضة الاردنية احزاب المعارضة هذا الحزب

إقرأ أيضاً:

الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة أكدت حجم المخاطر التي تُحاك ضد الوطن

قال المهندس أيمن عفرة، الأمين العام المساعد لحزب الشعب الجمهوري بمحافظة الغربية، إنه من الضروري أن ننتبه جيدًا لرسائل الرئيس عبدالفتاح السيسي، التي أطلقها مساء أمس، السبت، بأكاديمية الشرطة خلال زيارته لها، مؤكدًا أنه وجه رسائل قوية وواضحة وشديدة الأهمية، لافتًا إلى أن رسائله اتسمت بالشفافية والمكاشفة والمصارحة، في توقيت غاية في الأهمية وسط إقليم مضطرب تحدوه الكثير من التحديات.

وأوضح الأمين العام المساعد لحزب الشعب الجمهوري بمحافظة الغربية، أن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي ركز فيه على ضرورة التوعية بما يُحاك من مخاطر ضد الدولة المصرية، في ظل انتشار الشائعات من المغرضين الذين لا يريدون خيرًا لهذا الوطن الكبير، تستدعي ضرورة التكاتف خلف القيادة السياسية لاستكمال مسيرة البناء والتعميرة ومواصلة الإنجازات على أرض الدولة المصرية التي تستحق منا الكثير في شتى القطاعات، وأن يقوم الجميع بأدواره التوعوية لإعلام المواطنين بحقائق الأمور.

وبحسب المهندس أيمن عفرة، فإن تحذيرات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن خطورة الشائعات وحتمية الحذر منها ومن الانسياق لها، واستغلال البعض لمواقع التواصل الاجتماعي لتزييف الوعي ونشر الأكاذيب والسموم والشائعات بهدف ضرب استقرار الدولة المصرية، يؤكد أن الدولة المصرية تواجه مخاطر مُحدقة من أهل الشر ومن أطراف لا تريد استقرار هذا الوطن، لافتًا إلى مصر تواجه حربًا ضروس تستهدف التشكيك فيما تحقق من مٌنجزات على أرض الواقع في غضون حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو مالم يتحقق عبر عقود طويلة.

وحث  الأمين العام المساعد لحزب الشعب الجمهوري بمحافظة الغربية، كافة القوى السياسية القيام بدورها التوعوي وتنظيم فعاليات تثقيفية لكافة المواطنين ولاسيما فئة الشباب، لكي يتعرفوا على ما حققته الدولة المصرية خلال السنوات الماضية، والوقوف على ما يثار من شائعات والهدف منها والغرض من إثارتها بشكل يومي، مؤكدًا أن التواصل مع المواطنين وتنظيم مثل هذه الفعاليات يكون لها أثرًا إيجابيًا، مؤكدًا دعم القيادة السياسية والدولة المصرية، ومطالبًا كافة المواطنين بالاصطفاف خلف القيادة السياسية في ظل تلك المؤامرات التي تحاك ضد الوطن.

وشدد على ضرورة التكاتف خلف القيادة السياسية لاستكمال مسيرة البناء والتعميرة ومواصلة الإنجازات على أرض الدولة المصرية التي تستحق منا الكثير في شتى القطاعات

مقالات مشابهة

  • الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة أكدت حجم المخاطر التي تُحاك ضد الوطن
  • تحالف الأحزاب يثمن رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة.. ويؤكد: سنظل داعمين لقيادتنا السياسية
  • تحالف الأحزاب يثمن رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة.. ويؤكد: سنظل داعمين للقيادة السياسية
  • بلال الدوي: مصر الدولة الوحيدة التي أجبرت إسرائيل على السلام
  • شمعون يدعو لتأجيل انتخاب الرئيس إلى حين انقضاء مهلة الـ 60 يوماً
  • مناوي يشارك في مؤتمر الاحزاب الاشتراكية بالمغرب
  • هل عطس الأردن بالاحزاب البرامجية ونتائج الإنتخابات معا..كيف ولماذا..؟.
  • ثلاثة أرباع الإسرائيليين يؤيدون صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
  • ثلاثة أرباع الإسرائيليين تؤيد صفقة شاملة لتبادل الأسرى مقابل وقف الحرب
  • الغويل: البرلمان ومجلس الدولة سيعملان على تنظيم الحياة السياسية