احزاب الموالاة واحزاب المعارضة الاردنية
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
#احزاب_الموالاة و #احزاب #المعارضة #الاردنية
الأستاذ الدكتور #أنيس_الخصاونة
تتصف الأنظمة الديمقراطية في العالم الحر باحتوائها على مساحات كبيرة للتنوع في شتى مجالات الحياة ،حيث تسود ثقافة التعدد (Diversity) في وجهات النظر واحترام الاختلاف لا بل وتشجيعه لما له من انعكاسات إيجابية على تشخيص المشكلات والابتكار وتقديم الحلول إضافة الى احترام رأي الأغلبية من خلال صناديق الإقتراع.
تلك المقدمة ربما لا تنطبق على الحياة الحزبية في الأردن نظرا لموقف الدولة السلبي من احزاب المعارضة، واعتبارها عدوا للدولة ،وإضفاء صفة عدم الانتماء على منتسبيها.
من حيث الشكل لدينا احزاب موالاة واحزاب معارضة ،ولدينا قانون للأحزاب ،ولدينا هيئة انتخابات تشرف على تشكيل وممارسات الأحزاب ،ولكن عمليا فإن السلوك الحكومي والممارسات الرسمية تشي بأن الحكومة لا تحترم احزاب المعارضة ،لا بل وتضع كافة العراقيل أمام تشكلها وممارستها لأنشطتها وفعالياتها.
أحزاب الموالاة تتشكل خلال ايام وتصدر الموافقات الرسمية على إنشائها بسرعة فلكية ،ويتسابق المواطنون على الانتساب لها في الوقت الذي تواجة فيه احزاب المعارضة الأمرين للحصول على موافقة الدولة لإنشائها أو تصويب أوضاعها ناهيك عن تصيد الأخطاء أو افتعالها ومحاولة ثني بعض المتعاطفين مع هذه الاحزاب عن الانتساب لها واحيانا محاولة تحريض المنتسبين لها على الاستقالة او الانفكاك عن هذه الاحزاب .
الحقيقة الأهم أن الدولة عبر ماكنتها وأذرعها الرسمية خلقت ثقافة سياسية معادية (Hostile culture) ليس فقط للمعارضة ولكن للاختلاف مع رؤى الحكومات وسياساتها .لقد أصبح الاختلاف مع الحكومة محل تشكيك في المقاصد والغايات ،واصبح ينظر لمن له رأي آخر إما ساع وراء منصب او امتياز أو انه ضد الوطن وليس مع النظام السياسي وهذا لعمري إجحاف ما بعده إجحاف وافتئات على حقوق الإنسان وحريات التعبير.
تتضمن خارطة التحديث السياسي تصورات وتنبؤات بأن يكون نصيب الأحزاب السياسية من أعضاء مجلس النواب القادم 42 نائبا، وهو رقم مرشح للزيادة في الدورات القادمة وصولا الى مجالس نواب حزبية. نتساءل هنا عن انتماءات هؤلاء الأعضاء الحزبيين المتوقعين وفيما إذا كان جلهم سيكون من الاحزاب الموالية للحكومة أو التي تحظى برعايتها. لا يوجد حاليا أحزاب معارضة رئيسية في الأردن باستثناء حزب جبهة العمل الاسلامي ،وذلك بعد إقصاء حزب الشراكة والانقاذ من المشهد السياسي تحت ذريعة أن عدد من منتسبيه مسجل عليهم أحكام قضائية، علما بأن القانون يتحدث عن أحكام جنائية وليست قضائية بالمطلق. راجعنا مجمل مبادئ ومرتكزات الأحزاب التي تم الترخيص لها فلم نجد ما يمكنا من تسمية أي من هذه الاحزاب بأحزاب معارضة ذات نهج يتناقض او يعارض نهج الحكومات الاردنية. إذن يبقى حزب جبهة العمل الاسلامي في واجهة المعارضة السياسية الاردنية ويمكن تلمس الاختلاف البين والواضح في رؤى ومنهجيات وفكر هذا الحزب.هذا الحزب يضم ما يقل عن 9000 منتسب ويحظى يقبول شعبي لا يستهان فيه نظرا لخلفياته الاسلامية وصلاته التقليدية مع جماعة الاخوان المسلمين المحظورة .إن التقييدات الرسمية التي واجهت حزب جبهة العمل الاسلامي والفعاليات والانشطة التي يرعاها قد خلقت ثقافة سياسية مناوئة لا بل عدائية واتهامية لهذا الحزب المعارض مما يجعلنا نتنبأ بأن لا يتمكن هذا الحزب من الحصول عدد أكبرمن الأعضاء في المجلس النيابي القادم .
برأينا فإن المرحلة السياسية القادمة والحديث عن الإصلاح السياسي لن يفرز مجلس نواب حزبي بمعنى الكلمة ،وأن أحزاب جديدة مؤيدة للحكومة ستسيطر على المشهد السياسي مع تمثيل ضعيف وصوري لحزب جبهة العمل الاسلامي باعتبار أنه يتصدر أحزاب المعارضة السياسية.
الحديث عن الديمقراطية والتحديث السياسي في الاردن يبقى حديثا نظريا وإعلاميا إن لم تقم الدولة بترجمة تصريحات جلالة الملك عبدالله إلى واقع إصلاحي فعلي، يتم من خلاله إطلاق الحريات ورفع التابوهات عن تناول مشاكل حقيقية وخطيرة تتعلق بمستقبل الدولة ودور المعارضة السياسية باعتبارها ركنا اساسيا من أركان أي نظام ديمقراطي مستقر.لا أحد يمكنه أن يدعي أنه أكثر انتماءا وحبا وإخلاصا للاردن وتضحية من أجله، إلا بمقدار ما يقدمه للوطن وليس ما ينهبه او يستحوذ عليه بأساليب وطرق ملتوية. الأردنيون في القادسية، ومعان، والرويشد، والنعيمه، ودير ابوسعيد، والجنيد ،وعيرا ويرقا مواطنون مخلصون ومحبون لوطنهم وقد روى أبائهم وأجدادهم نجيع هذه الارض بدمائهم وتضحياتهم وهم اليوم يصبون إلى أن يكون لهم دورا في المشاركة السياسية الحقيقية في شؤون بلدهم .أن الاحزاب السياسية هي أبرزالقنوات التي تمكن هؤلاء المواطنين من ممارسة هذا الدور.إن الممارسات الرسمية التي تعكس اتجاهات سلبية نحو الاحزاب لا تتسق ولا تنسجم مع ما تنادي به قيادة هذا البلد من تشجيع الحزبية الا إذا فهمت الحكومات ان المقصود تشجيع أحزاب الموالاة أو “أحزاب الحكومة” فقط.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: احزاب المعارضة الاردنية احزاب المعارضة هذا الحزب
إقرأ أيضاً:
“الإخوان المسلمين” في الأردن تنفي علاقتها بالخلية التي اتهمت بالتآمر على البلاد
#سواليف
أكدت جماعة ” #الإخوان_المسلمين ” في #الأردن، أن الخلية التي تم الإعلان عنها اليوم الثلاثاء، واتهمت بالتآمر على البلاد كان نشطائها يعملون على “خلفية دعم المقاومة، بصورة فردية، ولا علم لجماعة الإخوان المسلمين بها ولا تمت لها بصلة”.
وشددت الجماعة في بيان لها على أنها “التزمت منذ نشأتها قبل ثمانية عقود بالخط الوطني، وظلت متمسكة بنهجها السلمي، ولم تخرج يوماً عن وحدة الصف وثوابت #الموقف_الوطني، بل انحازت على الدوام لأمن الأردن واستقراره”.
وقال البيان “لقد أثبت #الأردنيون على الدوام أنهم قادرون على تجاوز التحديات بالحكمة والرشد والمسؤولية والحوار الوطني، وأن الدولة الأردنية بتماسكها وتعدديتها وانفتاحها، قادرة على احتضان كل رأي حر، والتفاعل مع كل صوت مخلص في إطار من الاحترام المتبادل والشراكة الوطنية الصادقة”.
مقالات ذات صلة مشوقة يسأل عن فرق رسوم الصرف الصحي التي فرضتها مياهنا على المواطن / وثيقة 2025/04/15وأعاد البيان التأكيد على أن “كل ما تم التطرق إليه خلال المؤتمر الصحفي وما تلاه إعلامياً من مجريات وأحداث وأفعال، هي أعمال فردية، على خلفية #دعم_المقاومة ، لا علم لجماعة الإخوان المسلمين بها ولا تمت لها بصلة”.
وقال وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردني، محمد المومني، الثلاثاء، إن ما جرى على الأرض الأردنية والمرتبط بالمخططات المستهدفة للأمن الوطني التي أحبطتها دائرة المخابرات العامة يعتبر تهديدا مباشرا للأمن الوطني الأردني ولسيادة الدولة الأردنية.
كشفت الحكومة، الثلاثاء، خلال إيجاز صحفي تفاصيل المخططات المستهدفة للأمن الوطني وإثارة الفوضى والتخريب المادي داخل الأردن، التي أعلنت دائرة المخابرات العامة إحباطها اليوم.
وقال المومني برده على أسئلة الصحفيين أثناء إيجاز صحفي في رئاسة الوزراء بخصوص ارتباط المخططات بحادث إقليمي بعينه: “مجرد أن هذه الأحداث حدثت على مدى 4 سنوات فهذا يجعل من الصعب تصديق أنها مرتبطة بحادث إقليمي بعينه”.
وأوضح المومني بأنها مرتبطة بمخطط تنظيمي ظلامي لا يرتبط في أحداث بعينها.
وتابع أن الأمر الآخر أن مدى الصواريخ التي من 3-5 كم ويشير بوضوح لاستهداف هذا الظلام للدولة الأردنية والأراضي الأردنية ولسيادة الدولة الأردنية.
“لا نقبل بأي حالة من الأحول أن يكون هناك أي محاولات للمساس بالأمن الوطني الأردني” وفق المومني.
ولدى سؤاله عن الانتماءات السياسية للضالعين بالمخططات أوضح المومني أن هناك انتماءات سياسية للمتهمين، مشيرا إلى أنهم منتسبون لجماعة غير مرخصة ومنحلة بموجب أحكام القانون.