غزة - متابعة صفا

أكد مختصون سياسيون أن اتفاق "أوسلو" ما زال يشكّل كارثة سياسية تلقي بظلالها على شعبنا، ويدفع ثمنه حتى اليوم، مشيرين إلى أنه بات يشكّل "عقبة على طريق المقاومة".

جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها مركز حوار للدراسات في مدينة غزة اليوم السبت بعنوان ""ثلاثون عامًا على توقيع اتفاق أوسلو.. الحصاد والتقييم"، بحضور مختصين سياسيين واقتصاديين ومحللين من غزة والضفة والخارج.

وقال مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح في مداخلة له من بيروت إن أحد الإشكالات الرئيسية لاتفاق أوسلو بعد مرور 30 عامًا على توقيعه أنه تسبب في تقزيم المشروع الوطني الفلسطيني.

وأوضح صالح أن مسار التسوية السلمية كان يفترض أن يؤدي إلى دولة فلسطينية؛ لكن الذي حدث أن مسار "أوسلو" لم يؤسس لدولة فلسطينية مستقلة، وبات عقبةً في طريق المقاومة.

وأضاف "إن هذا الاتفاق أسس لإدارة إسرائيلية لمسار التسوية، وربط حل قضية فلسطين بإرادة الاحتلال؛ حتى خلال مفاوضات أوسلو أوقفوا العمل المسلح، وباتوا عاجزين عن مواجهة الاحتلال ومرهونين لإرادته".

وأكد صالح أن اتفاق "أوسلو" أسس لأكبر حالة انقسام فلسطيني في تاريخنا المعاصر، قائلاً "هو لا يعود لأحداث عام 2007 بل منذ توقيع هذا الاتفاق، إذ أنه أسس لوجود كتلة تمثل الشريحة الأكبر في مقابل فصيل فلسطيني يستفرد بالقرار الوطني المصيري".

من جهته، أوضح الأكاديمي في العلوم السياسية بجامعة بيرزيت جورج جقمان أنه بعد 30 عامًا من توقيع اتفاق "أوسلو" باتت منظمة التحرير دائرة تابعة من دوائر السلطة الفلسطينية

وقال جقمان "نحن أمام مرحلة انتقالية لما بعد الرئيس أبو مازن، وعلى الرغم من الصراع الجاري لخلافته يوجد صراع آخر على من ستبقى فتح، وبدأ صراع ميداني يتطور بظهور عمل مسلح لكتائب الأقصى وعرين الأسود في الضفة.

وأضاف "ستنشأ مجموعة من الأسماء بعد رحيل أبو مازن لمعرفة مصير منظمة التحرير ومن يمثلها، لن يكون مقبولا لشعبنا أن يمثله سلطة غير منتخبة، ولن يكون هناك مستقبل وطني لأي سلطة تحكم الضفة وتدعي أنها تحكم شعبنا".

المشهد الاقتصادي

وبيّن أستاذ العلوم المالية والاقتصادية في الجامعة العربية الأميركية برام الله نصر عبد الكريم أن الاحتلال أدرك منذ توقيع اتفاق "أوسلو" وملحقه اتفاق "باريس" الاقتصادي أنه لا يمكن التعامل مع الشعب الفلسطيني أنه كيان اقتصادي مستقل؛ لذا يجب أن يبقى تحت الهيمنة والإدارة الإسرائيلية وهو ما يحدث.

وأوضح عبد الكريم أن أهمية اتفاق باريس للاحتلال أنه يبقى ورقة مهمة لابتزاز شعبنا على الصعيد السياسي والأمني، في وقت أن الانقسام الفلسطيني زاد للأسف من ضعف الاقتصاد الوطني.

وأوضح أن البحث عن حلول اقتصادية بمعزل عن جوهر صراع كمشكلة سياسية وامنية هو أمر غير واقعي، وهو تساوق مع أطروحة نتنياهو ونحذر منه؛ لذا يجب حل القضية مع الاحتلال حلاً عادلاً ثم بعد ذلك نتحدث عن حلول اقتصادية.

من جهته، أكد المختص الاقتصادي سمير أبو مدللة أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة والانقسام الفلسطيني شكلا أسبابًا مهمة في تدهور الأوضاع الاقتصادية لشعبنا، موضحًا أن اتفاق أوسلو وملحقه اتفاق باريس شكلا أيضًا كارثة سياسية واقتصادية ألقوا بظلالهم على تدهور الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية.

وأوضح أبو مدللة أنه كان الاعتقاد عند توقيع اتفاق باريس الاقتصادي أن ذلك سيفتح آفاق، وأن الوضع سيتحسن، وأن غزة ستصبح سنغافورة الشرق الأوسط؛ لكننا اليوم بتنا في وضع لا نحسد عليه".

وأضاف للأسف "أعطى هذا الاتفاق السيطرة لإسرائيل على المعابر والموانئ والحركة التجارية، هم يحاولوا أن يقزموا القضية الفلسطينية؛ وكأن الحل هو اقتصادي، بل هو حل سياسي بامتياز".

بدوره، أشار الكاتب الصحفي ديفيد هيرست رئيس موقع ميدل ايست إلى أن اتفاق "أوسلو" مات كعملية حل لإنهاء الصراع بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: " إن السلطة الفلسطينية فقدت بوصلتها الوطنية ولم تعد موجودة".

وأوضح هيرست أن اتفاق لا يزال قائمًا طالما أن "إسرائيل" وأمريكا تتمسك به، وأنه من مصلحة الاحتلال أن تكون هناك سلطة قائمة، مؤكدًا أن اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل من خلال اتفاق "أوسلو" شكّل كارثة سياسية حقيقية.

وتساءل: هل كان من الممكن أن يؤدي اتفاق "أوسلو" لدولة فلسطينية قابلة للحياة؟ اشك في ذلك، قائلاً: "أوجدت أوسلو نموذج لجعل الاحتلال غير مؤلم".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: أوسلو اتفاقية أوسلو توقیع اتفاق أن اتفاق

إقرأ أيضاً:

مدبولي يتابع موقف المخزون الاستراتيجي للسلع ويشهد توقيع اتفاق تصنيع محلي لأكياس الدم

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء اجتماع لمتابعة موقف المخزون من السلع الاستراتيجية والتأكد من توافر السلع .

وكان قد شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، مراسم توقيع اتفاق مساهمين  لإنشاء مصنع بغرض الإنتاج المحلي لأكياس وقِرَب جمع الدم، في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بالعين السخنة، بالشراكة بين الشركة المصرية للاستثمارات الطبية، وشركة JMS اليابانية الرائدة عالمياً، وشركة انتر فارم للصناعات الطبية.

ويأتي هذا الاتفاق في إطار التوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية لتعزيز الصناعة المحلية وتوطين صناعات التكنولوجيا الطبية من مستحضرات ومستلزمات وأجهزة طبية، حيث يمثل تفعيلاً للإعلان السابق عن إطلاق مشروع لتصنيع أكياس وقِرَب جمع الدم محلياً، وتم توقيع اتفاق تعاون مشترك بين كل من الشركة المصرية للاستثمارات الطبية (ECMI) التابعة للهيئة المصرية للشراء الموحد، وشركة JMS اليابانية الرائدة عالميًا في تصنيع أكياس وقِرَب جمع الدم عالية الجودة وغيرها من المستلزمات الطبية، وشركة إنتر فارم المتخصصة في الاستيراد والتصدير والصناعات الطبية والوكيل الحصري لشركة JMS اليابانية، لتصنيع أكياس وقِرَب جمع الدم محليًا بمواصفات عالمية، مما يسهم في تأمين الاحتياجات الصحية وزيادة الصادرات الطبية.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا المشروع الواعد يعد إحدى ركائز مشروع وطني متكامل تستهدفه الدولة المصرية بدعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لنقل التكنولوجيا المتطورة وتوطين الصناعات في القطاعات الاستراتيجية والحيوية؛ وعلى رأسها الصناعات الدوائية والطبية، التي تمس حياة المواطنين وترتبط بصحتهم.

طباعة شارك رئيس الوزراء السلع الاستراتيجية السلع

مقالات مشابهة

  • مثلث الموت والجوع والمرض يهدد حياة سكان القطاع وحماس تدعو إلى حراك عمّالي عالمي
  • المعادن النادرة مقابل المساعدات: كييف توافق على توقيع اتفاق استراتيجي مع واشنطن
  • حماس: تصريحات نتنياهو بشأن رفح تعكس جنون الهزيمة ووهم الانتصار
  • مدبولي يتابع موقف المخزون الاستراتيجي للسلع ويشهد توقيع اتفاق تصنيع محلي لأكياس الدم
  • باستثمارات 1.4 مليار جنيه.. «مدبولي» يشهد توقيع اتفاق الشراكة مع JMS اليابانية
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع اتفاق للتصنيع المحلي لأكياس وقِرَب جمع الدم بشراكة يابانية
  • باستثمارات 1.4 مليار جنيه.. مدبولي يشهد توقيع اتفاق للتصنيع المحلي لأكياس وقِرَب جمع الدم
  • مدبولي يشهد توقيع اتفاق تأسيس شركتين لإقامة مشروعين صناعيين في كفر الدوار
  • مدبولي يشهد توقيع اتفاق تأسيس شركتين جديدتين لإقامة مشروعين صناعيين في كفر الدوار
  • الثوابتة: الاحتلال يقتل أكثر من 18 ألف طفل وأكثر من 12 الف امرأة واباد أكثر من ألفي عائلة فلسطينية