بعد تمكنها من انتاج الشريحة المحرمة.. الصين تذهل العالم مجددا وتصنع اكبر مفاجئة للغرب منذ 100 عام
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
ليس حادثا عرضيا ان تتمكن الصين من انتاج الشريحة المحرمة، بل هو كسر لقواعد الهيمنة الامريكية في مجال التكنولوجيا الدقيقة بشكل غير مسبوق.
ويبدو أن هواتف شركة هواوي الصينية، ستعود لتشكل مصدر قلق للجهات التي حاربت تقدم الشركة في هذا المجال، وخاصة السلطات الأميركية.
فقطاع إنتاج الهواتف في شركة هواوي الصينية، والذي تسببت القيود الأميركية منذ عام 2019 في إنهاكه وتراجعه بشكل كبير، يسلك حالياً الطريق الصحيح للعودة بقوة إلى الأضواء، ولكن مع فارق كبير هذه المرة وهو تحقيق الشركة الاكتفاء الذاتي، لناحية القدرة على إنتاج هاتف قوي بعتاد ونظام تشغيل، يعتمد بشكل كلّي على التكنولوجيا الصينية، ما يحد من إمكانية تأثير أي طرف خارجي، على عملية إنتاج الشركة للهواتف.
والتقدم الذي حققته هواوي في مسار عودتها القوية المتوقعة إلى عالم الهواتف، أظهره هاتفها الجديد Mate 60 Pro الذي تم الإعلان عنه في الصين منذ أيام، وهو يحتوي على شريحة معالج متطورة، بدقة 7 نانوميتر، تحمل اسم “كيرين 9000 إس”، تم تصنيعها في الصين بواسطة شركة “سي إم آي سي” لصناعة أشباه الموصلات، وهو الأمر الذي يعتبر اختراقاً كبيراً للصين في صناعة الرقائق، وضربة كبيرة للعقوبات الأميركية.
الأمر الذي دفع حكومة الولايات المتحدة للسعي وراء الحصول على مزيد من المعلومات حول هاتف شركة هواوي الصينية الجديدة “Mate 60 Pro” المدعوم بشريحة فائقة التطور.
وبهذا الصدد، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى “مزيد من المعلومات حول الشريحة وتكوينها على وجه التحديد” لمعرفة ما إذا كانت جهات قد تجاوزت القيود الأميركية على صادرات أشباه الموصلات لصناعة مثل هذه الشريحة.
تراجع دراماتيكي وعودة متوقعة
في عام 2019، كان قسم إنتاج الهواتف في شركة هواوي الصينية في أزهى مراحله، وكانت الشركة تحتل المرتبة الثانية، في قائمة الشركات الأكثر مبيعاً للهواتف في العالم بعد سامسونغ، وبحسب شركة كاناليس للأبحاث، فقد تمكنت شركة سامسونغ في عام 2019، من بيع 298 مليون هاتف ذكي، في حين باعت هواوي 240 مليون هاتف ذكي، أما شركة أبل فحلت في المرتبة الثالثة مع بيعها لـ 198 مليون هاتف ذكي.
وكانت أهداف هواوي في بداية عام 2019 تتركز على كيفية سحب لقب أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم من سامسونغ في عام 2020، إلا أن ما حدث في منتصف 2019 بدّل من أولويات الشركة، وجعلها تبحث عن كيفية الصمود أمام وابل من العقوبات والقيود الأميركية.
ففي 15 مايو 2019، أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قرار “حماية المعلومات وتقنية الاتصالات وسلاسل تزويد الخدمات” والذي منع بموجبه الشركات الأميركية من التعامل مع هواوي وشركات صينية أخرى، وهذا ما أدى إلى فقدان هواتف هواوي الجديدة، لإمكانية استخدام متجر تطبيقات غوغل، الذي يعد ركيزة لا غنى عنها في عالم الهواتف.
كما تأثرت هواوي بعدم قدرتها على الحصول على معالجات أميركية متطورة، تدعم تقنية الجيل الخامس لتشغيل هواتفها، أو حتى اللجوء إلى أي شركة تستخدم التكنولوجيا الأميركية في هذا المجال، وقد استتبع قرار الرئيس ترامب، بالعديد من القرارات والقيود التي استمرت حتى عهد الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، وقد أدت جميع الخطوات التي اتخذتها أميركا ضد هواوي، إلى خروج الشركة من قائمة أكبر 5 بائعين للهواتف الذكية في العالم خلال 2021 و2022، وأيضاً خلال النصف الأول من 2023، وذلك مع بيعها لدفعات محدودة من طرازات هواتفها باستخدام الرقائق القديمة المخزنة لديها.
كيف تعاملت هواوي مع الاستهداف الامريكي:
في الوقت الذي كان يواجه فيه قسم إنتاج الهواتف في هواوي أوقاتاً صعبة، عملت الشركة الصينية على تنفيذ استراتيجية، تقضي بتأمين الاكتفاء الذاتي من مختلف النواحي، فيما يتعلق بصناعة الهواتف، إذ عمدت إلى طرح نظام “هارموني أو أس” الخاص بها لتشغيل الهواتف بديلاً عن نظام أندرويد، كما فعّلت متجر التطبيقات الخاص بها “آب غاليري” كبديل عن متجر غوغل بلاي.
وشجعت آلاف الشركات في العالم على طرح تطبيقاتها في المتجر، في حين ظلت نقطة الضعف الأكبر، تتعلق بعدم قدرة هواوي على استبدال تكنولوجيا المعالجات الأميركية، وهو ما يبدو أن الشركة قد تمكنت من معالجته عبر هاتف Mate 60 Pro الذي تم طرحه منذ ايام.
ويحتوي هاتف هواوي الجديد على شريحة Kirin 9000s المتطورة التي تدعم تقنية الجيل الخامس، وهي من تصميم قسم شرائح HiSilicon التابع لشركة هواوي، والتي اعتبرها المراقبون شريحة التحدي للعقوبات الأميركية.
وبحسب شركة TechInsights التي قامت بتفكيك الهاتف، فإن Kirin 9000s تم تصنيعها وفقاً لتقنية 7 نانوميتر، وقد تم إنتاجها عبر تقنية متقدمة ومكلفة للغاية من شركة Semiconductor Manufacturing International Corp الصينية أو SMIC، مشيرة إلى أن هذا الأمر، يعد إنجازاً كبيراً واختراقاً لصناعة أشباه الموصلات الصينية، ويمكن اعتباره بمثابة خطوة مدمرة على المسرح العالمي، فشريحة Kirin 9000s الصينية تقول للعالم الغربي: “انظروا إلى ما يمكننا فعله، لسنا بحاجة إليكم”.
هواوي تقلص سنوات تأخر الصين
ومن خلال الضوابط التي تم فرضها على الصين سابقاً، حاولت الإدارة الأميركية وضع حد لمنع بكين من الوصول إلى الرقائق التي يتم إنتاجها بتقنية 14 نانوميتر وما دون ذلك، إذ أن هذه الضوابط تضمن بقاء الصين متخلفة بحوالي ثماني سنوات عن التكنولوجيا الأكثر تقدماً، والآن ومن خلال شريحة Kirin 9000s، أثبتت الصين أنها قادرة على إنتاج رقائق بدقة 7 نانوميتر لتقلص نسبة تأخرها إلى خمس سنوات فقط عن التكنولوجيا الأكثر تقدماً، ما يعني أن البلاد تسير في مسار متسارع، لمعالجة تأخرها في هذا المجال وتحقيق التقدم المطلوب في السنوات المقبلة.
صناعة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأميركا
ويقول الرئيس التنفيذي لشركة إنفينيت وير لبرمجيات الذكاء الاصطناعي أمين التاجر، في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن موضوع صناعة شرائح الرقائق والمعالجات الإلكترونية هو موضوع حساس للغاية، فهذه الصناعة التي لها علاقة بالتطور التقني الذي يشهده العالم، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالولايات المتحدة الأميركية، التي تسيطر من خلال شركاتها المتعددة على عالم تصميم وتصنيع المعالجات، مشيراً إلى أنه عندما نتكلم عن معالج Kirin 9000s فإننا نكون أمام صناعة صينية في هذا المجال.
ويكشف التاجر أن معالج Kirin 9000s الذي يأتي بدقة 7 نانوميتر، هو من تصميم هواوي وإنتاج SMIC التي شملتها أيضاً العقوبات الأميركية، معتبراً أن تقنية 7 نانوميتر هي تقنية جيدة جداً، ولكنها لا تعتبر الأفضل في عالم صناعة الرقائق، بل هي متأخرة عن التقنيات التي تمتلكها الشركات الأخرى، والتي تصل إلى دقة 4 نانوميتر وما دون، ولكن المفارقة تكمن في أن هواوي و SMIC، تمكنتا من تحقيق تقدم كبير، قد يستتبع لاحقاً بتطورات أكبر في هذا المجال.
وبحسب التاجر، فإن وصول الصين لإنتاج شرائح بدقة 4 نانوميتر سيكون أمراً صعباً، خاصة أن شركة ASML الهولندية التي تتخصص في تطوير وصناعة نظم التصوير الضوئي لصناعة أشباه الموصلات، تمتلك مفتاح الوصول للتصنيع بدقة 4 نانوميتر، حيث لا يمكن للشركات الصينية الحصول على هذا المفتاح، بسبب القيود التي فرضتها السلطات الهولندية على الصين، معتبراً أنه رغم هذا الوضع، فإن الشركات الصينية، ستصل بالتأكيد في مرحلة ما، إلى قدرة إنتاج المعالجات بدقة 4 نانوميتر، وذلك بمساعدة من التقنيات مفتوحة المصدر، الموجودة في عالم تصنيع الرقائق، والتي سمحت بتصميم وتصنيع شريحة Kirin 9000s لهواوي.
ويرى التاجر أن موضوع العقوبات سيئ للجميع في صناعة رقائق الشرائح الإلكترونية، وليس للصين فقط، وهو يعرقل المشاريع التجارية، واصفاً هواوي بالحصان القوي، الذي لن تكون أمامه عوائق في مواجهة الشركات الأميركية.
هواوي تمكنت من كسر الحصار
من جهته يقول خبير التحول الرقمي رودي شوشاني، إن هواوي الصينية فاجأت الجميع من خلال معالج Kirin 9000s الذي تعاونت لتصنيعه مع شركة SMIC الصينية، إذ يمكن القول إن هواوي تمكنت من كسر الحصار عبر شريحة Kirin 9000s التي تتحدى العقوبات الأميركية والقيود الهولندية واليابانية التي تم فرضها لضمان عدم امتلاك الشركات الصينية القدرة على تصنيع شرائح متطورة.
وأكد شوشاني أن التحذيرات التي أطلقها الخبراء في السابق من أن تضييق الخناق على هواوي سيدفعها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من جميع النواحي، هو أمر بدأ يتحقق بالفعل، معتبراً أن الحصار الذي تم فرضه على هواوي، ساهم في تأخيرها ولكن لم يوقفها، فهي لا تزال تتمتع برصيد قوي جداً في الصين لناحية سوق الهواتف.
وبحسب شوشاني فإن المعالج يعتبر بمثابة العقل الذي يشغل الهواتف، وهو مسؤول عن توفير أداء سلس للجهاز، ويساعده في تحمل الأعباء، وتنفيذ المهام المتعددة والمكثفة بسرعة، كما أنه يساعد في عملية تشغيل التطبيقات، وتحسن كفاءة استهلاك الطاقة، ويشغل الذكاء الاصطناعي وتقنية الجيل الخامس، في حال كان من النوع المتطور مثل Kirin 9000s، مشيراً إلى أن الصين كانت تعمل منذ فترة، على إنتاج شرائح متطورة ولكن لم تكن نتائجها ناجحة، حيث يبدو أن الوضع تغير الآن.
ويكشف شوشاني أن هواوي لم تعط الكثير من المعلومات بشأن المعالج الجديد، وبالتالي فإن العالم لا يزال في انتظار الحصول على المزيد من المعلومات، والتوضيحات حول كيفية تمكن الشركة من تحقيق هذا الهدف، الذي سيأخذ الصين إلى منحى جديد في العالم الاقتصادي والتكنولوجي.
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: شركة هواوي هواوي شرکة هواوی الصینیة أشباه الموصلات فی هذا المجال من المعلومات الحصول على فی العالم من خلال عام 2019
إقرأ أيضاً:
ما هو الفيروس الرئوي HMPV المنتشر في الصين ومدى خطورته وانتشاره حول العالم ؟
سرايا - الفيروس الرئوي البشري المتنقل (Human Metapneumovirus - HMPV) هو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، والذي تم اكتشافه في بداية الألفية الجديدة، ويُعتبر من الأسباب الشائعة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، خاصة عند الأطفال الصغار وكبار السن، وتتشابه أعراضه بشكل كبير مع أعراض نزلات البرد والإنفلونزا، وتشمل السعال والحمى وألم في الحلق والصداع واحتقان الأنف وصعوبة في التنفس.
ينتشر فيروس HMPV عن طريق الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس من شخص مصاب إلى آخر، كما يمكن أن ينتقل عن طريق لمس الأسطح الملوثة بالفيروس ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين، وتشمل الفئات الأكثر عرضة للإصابة الأطفال الرضع والأطفال الصغار، كبار السن، حيث يضعف جهاز المناعة لديهم مع تقدم العمر، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
تم اكتشاف الفيروس الرئوي لأول مرة في بداية الألفية الجديدة، تحديدًا في عام 2001 بدولة هولندا، وأظهرت الدراسات أنه موجود في المجتمعات البشرية منذ ما لا يقل عن 50 عاماً، يتميز بكونه فيروساً مغلفاً يحتوي على RNA أحادي السلسلة سالب الاتجاه، غلافه به بروتينات سطحية مهمة والتي تلعب دوراً أساسياً في دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية.
يتم التشخيص عادة من خلال الفحص السريري، اختبارات PCR للكشف عن الفيروس، ودراسة الأعراض والعلامات، ويشمل علاجه في معظم الحالات الراحة التامة، وتناول السوائل بكثرة، خافضات الحرارة عند الحاجة، والعلاج بالأكسجين في الحالات الشديدة.
يزداد انتشار الفيروس خلال فصلي الشتاء والربيع، حيث تساعد الظروف المناخية مثل البرودة والرطوبة على بقاء الفيروس نشطاً لفترات أطول، كما أن قضاء الناس وقتاً أطول في الأماكن المغلقة خلال هذه الفترات يزيد من فرص انتقال العدوى.
هناك عدة عوامل اجتماعية تساهم في انتشار الفيروس مثل التجمعات في الأماكن المغلقة، عدم الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية، استئناف الأنشطة الاجتماعية بعد فترة الجائحة، زيادة السفر والتنقل بين المناطق المختلفة، ويلعب ضعف المناعة دوراً مهماً في انتشار الفيروس، بسبب قلة التعرض السابق للفيروس، تأثير الإجهاد والتوتر على المناعة، وزيادة عدد الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
يتميز الفيروس بقدرته العالية على الانتشار بسبب انتقاله عبر الرذاذ التنفسي، قدرته على البقاء على الأسطح لفترات، وفترة حضانة قد تكون طويلة قبل ظهور الأعراض، تؤثر الظروف البيئية على انتشار الفيروس من خلال التلوث الهوائي الذي يضعف الجهاز التنفسي، سوء التهوية في الأماكن المغلقة، والازدحام السكاني في المدن الكبيرة.
يصعب السيطرة على انتشار الفيروس بسبب تشابه الأعراض مع الفيروسات التنفسية الأخرى، صعوبة التشخيص المبكر، وعدم توفر اختبارات سريعة في بعض المناطق، ومن الممكن أن يتطور الفيروس ويتغير جينياً مما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة أكثر قدرة على الانتشار، تغير في نمط الأعراض، وتجاوز قدرة المناعة على محاربة الفيروس.
عادة ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها خلال بضعة أيام. ومع ذلك، يمكن تناول بعض الأدوية لتخفيف الأعراض، مثل مسكنات الألم لتخفيف آلام العضلات والحمى، وأدوية تخفيف احتقان الأنف، وينبغي استشارة الطبيب في حالة الشعور بصعوبة في التنفس، ألم شديد في الصدر، ارتفاع في درجة الحرارة، جفاف شديد، عدم القدرة على تناول الطعام أو الشرب.
لا يوجد لقاح خاص للوقاية من فيروس HMPV، ولكن يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية للحد من خطر الإصابة، مثل غسل الأيدي بانتظام بالماء والصابون، تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، تجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين قدر الإمكان، والحفاظ على نظافة الأسطح والأشياء التي يتم لمسها بشكل متكرر.
خطورة فيروس HMPV غالبًا ما يسبب الفيروس أعراضًا شبيهة بنزلات البرد والإنفلونزا، وعلى الرغم من أن الإصابة به عادة ما تكون خفيفة وتزول من تلقاء نفسها، إلا أنه قد يشكل خطورة على بعض الفئات، خاصةً الأطفال الصغار وكبار السن، والتي تتمثل في:
المضاعفات التنفسية الحادة يمكن أن يسبب الفيروس مضاعفات تنفسية خطيرة تشمل التهاب رئوي حاد قد يتطلب العناية المركزة، التهاب الشعب الهوائية الحاد، صعوبة في التنفس قد تستدعي التنفس الاصطناعي، وتفاقم حالات الربو المزمنة.
الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات تزداد خطورة الفيروس بشكل خاص على الأطفال الرضع وخاصة دون سن الستة أشهر، كبار السن فوق 65 عاماً، مرضى نقص المناعة، المصابون بأمراض القلب و الرئة المزمنة، والنساء الحوامل.
تأثيرات طويلة المدى قد يسبب الفيروس آثاراً طويلة المدى مثل ضعف وظائف الرئة، تكرار الإصابات التنفسية، زيادة حساسية المجاري التنفسية، وتأثيرات على نمو الرئة عند الأطفال الصغار.
النظام الصحي يشكل الفيروس تحدياً للنظام الصحي من خلال زيادة حالات دخول المستشفى، الضغط على أقسام العناية المركزة، وارتفاع تكاليف العلاج والرعاية الطبية.
إمكانية العدوى المتكررة يمكن أن يصاب الشخص بالفيروس بشكل متكرر، ضعف المناعة المكتسبة ضده، وتزامن الإصابة مع فيروسات تنفسية أخرى.
تأثيرات غير مباشرة تشمل التغيب عن العمل أو المدرسة، الضغط النفسي على المرضى وعائلاتهم، وتأثير على جودة الحياة.
صعوبات العلاج تكمن خطورة الفيروس أيضاً في عدم وجود علاج نوعي مضاد للفيروس، اعتماد العلاج على الإجراءات الداعمة فقط، صعوبة التنبؤ بتطور الحالة المرضية، واحتمال تطور مقاومة للعلاجات المتاحة.
قابلية التحور يشكل تحور الفيروس خطراً بسبب ظهور سلالات جديدة أكثر شراسة، تغير نمط الأعراض والمضاعفات، وصعوبة التنبؤ بسلوك السلالات الجديدة.
انتشار فيروس HMPV في الصين شهدت الصين في الفترة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بفيروس HMPV، مما أثار قلقًا واسعًا وتساؤلات حول أسباب هذا الانتشار ومدى خطورته، ويرجع ذلك إلى الطقس البارد، حيث يُعتبر فصل الشتاء هو الموسم الذي تشهد فيه الفيروسات التنفسية بشكل عام ارتفاعًا في معدلات الإصابة، والكثافة السكانية العالية، كما تُعد الصين واحدة من أكثر دول العالم كثافة سكانية، مما يسهل انتشار الفيروسات المعدية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف المناعة لدى بعض الفئات خاصة الأطفال الصغار وكبار السن، وهم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الفيروس، يزيد من انتشاره، وبعد تخفيف القيود المفروضة لمكافحة كوفيد-19، ربما يكون هناك تراجع في الالتزام بالإجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامات وغسل الأيدي، مما ساهم في زيادة فرص انتشار الفيروسات بشكل عام.
يظهر الفيروس بشكل موسمي في الصين، خاصة خلال فصلي الشتاء والربيع، وتم توثيق وجوده في مختلف المناطق الصينية، مع اختلاف معدلات الانتشار حسب المنطقة الجغرافية والظروف المناخية، وتقوم الصين بمراقبة الفيروس من خلال شبكة المختبرات الوطنية، نظام الإبلاغ عن الأمراض المعدية، مراكز مراقبة الأمراض التنفسية، والمستشفيات المرجعية في مختلف المقاطعات.
قد أجرت المؤسسات الصحية الصينية دراسات عديدة حول الفيروس تركز على نمط انتشاره في المجتمع الصيني، خصائصه الجينية، تأثيره على مختلف الفئات العمرية، وفعالية طرق الوقاية والعلاج.
مدي انتشار فيروس HMPV حول العالم تم رصد فيروس HMPV في معظم دول العالم، حيث أظهرت الدراسات وجوده في القارات الخمس الرئيسية، ومختلف المناخات والبيئات، والمناطق الحضرية والريفية، والدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وتختلف معدلات الإصابة حسب المناطق والمواسم، حيث تتراوح بين 5-15% من التهابات الجهاز التنفسي، تزداد النسبة في موسم الشتاء والربيع، ويصيب جميع الفئات العمرية مع تركيز أعلى في الأطفال وكبار السن.
تظهر بعض المناطق معدلات إصابة أعلى مثل مناطق شرق آسيا، أوروبا الشمالية، أمريكا الشمالية، والمناطق المعتدلة، ويختلف نمط انتشار الفيروس حسب المنطقة، ففي المناطق المعتدلة الذروة في الشتاء والربيع، في المناطق الاستوائية تنتشر على مدار السنة مع زيادة في موسم الأمطار، وفي نصف الكرة الجنوبي تكون الذروة في أشهر مختلفة عن نصف الكرة الشمالي.
تتم متابعة انتشار الفيروس من خلال شبكات المراقبة العالمية، منظمة الصحة العالمية، المراكز الوطنية لمكافحة الأمراض، والمؤسسات البحثية والأكاديمية، كما تواجه عملية رصد انتشار الفيروس تحديات منها صعوبة التشخيص الدقيق، تشابه الأعراض مع فيروسات تنفسية أخرى، اختلاف قدرات الرصد بين الدول، ونقص البيانات من بعض المناطق.
الوقاية من فيروس HMPV
النظافة الشخصية من أهم الإجراءات الوقائية الأساسية من الفيروس، والتي تتضمن غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر لمدة 20 ثانية على الأقل، استخدام معقم اليدين عند عدم توفر الماء والصابون، تجنب لمس الوجه والعينين والأنف والفم بأيدٍ غير نظيفة، والحفاظ على نظافة الأسطح والأدوات المستخدمة بشكل يومي.
اتباع الممارسات الصحية السليمة، وتشمل تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس بمنديل، التخلص من المناديل المستعملة فوراً في سلة المهملات، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة والمغلقة.
اتخاذ احتياطات التباعد الاجتماعي مثل الحفاظ على مسافة آمنة من الآخرين، خاصة المصابين، تجنب التجمعات المزدحمة غير الضرورية، وتقليل الاتصال المباشر مع الأشخاص المصابين.
ينبغي تقوية المناعة من خلال تناول غذاء صحي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن، ممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم.
ينبغي الحفاظ على بيئة صحية عن طريق تهوية المنازل والأماكن المغلقة بشكل جيد، تنظيف وتعقيم الأسطح المشتركة بانتظام، استخدام أجهزة ترطيب الهواء للحفاظ على رطوبة مناسبة، وتجنب التدخين والتعرض للملوثات البيئية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 929
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 28-01-2025 08:47 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...