شبكة اخبار العراق:
2025-04-10@20:16:19 GMT

عندما يصدأ ويتلف الحديد

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

عندما يصدأ ويتلف الحديد

آخر تحديث: 9 شتنبر 2023 - 1:21 مبقلم:أحمد صبري لَمْ يكُنْ أسيرًا عاديًّا يمضي بعد إطلاقه بعد سنوات أسْرِه، وإنَّما كان شاهدًا على رحلة دامت (61) عامًا قضاها الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي في السجون الإسرائيليَّة، قاوم ضغوط وتعذيب وترهيب سجَّانيه الذين لَمْ يتورعوا في إيذائه ومصادرة حقوقه ووضعه انفراديًّا في غرفة لَمْ تتوفر فيها أبسط الظروف الإنسانيَّة.

ولَمْ يُدرك سجَّان البرغوثي أنَّ إرادة سجينه لَمْ تنَلْ مِنْه محاولات تركيعه وإذلاله، فقَدْ شهد البرغوثي تغيير أبواب غرفته الحديديَّة واستُبدلت مرَّتين خلال رحلة أسْرِه منذ اعتقاله وعمره (19) عامًا من غير أن يُدركَ هذا السجَّان أنَّ إرادة البرغوثي لَمْ تنكسرْ ولَمْ تصدأْ وتتلفْ مِثل أبواب غرفته، وظلَّ صامدًا يقاوم عاديات الزمن وأساليب العدوِّ الإسرائيلي التي تستهدف إرادة الأسرى والمعتقلين.وحكاية البرغوثي ودلالتها تُبرز أهمِّية وضع حدٍّ لسياسة «إسرائيل» إزاء قضيَّة الأسرى وما يتعرضون فيها إلى أبشع أنواع التعذيب، لِتكُونَ شاهدًا حيًّا على قضيَّة تأبى النسيان وترفض أن تبقى خلْفَ أبواب غُرف التعذيب والإهانة الممنهجة. لقَدْ طال ليل الأسرى الفلسطينيين جرَّاء المنهج التدميري لِمَن يقف خلْفَ القضبان صامدًا مِثل البرغوثي، متطلعًا للتحرير والحُريَّة ليُسهمَ مع إخوته الذين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي بعزيمة وإرادة لا تقبل التفريط بالحقوق المشروعة في إقامة الدوَلة الفلسطينيَّة وعاصمتها القدس الشريف.وعلى الرغم من اتِّساع دائرة استهداف المقاومين الفلسطينيِّين من قِبل قوَّات الاحتلال الإسرائيلي بالقتل تارةً والأسْرِ تارةً أخرى، فإنَّ نار وسعير المقاومة ترتفع وتتصاعد في مواجهة سياسة التهويد والعدوان الإسرائيلي على المقَدَّسات ومصادرة الحقوق المشروعة. إنَّ أهمِّية تدويل قضيَّة الأسرى ومسؤوليَّة المُجتمع الدولي أصبحت مهمَّة إزاء جرائم العدوِّ في السجون الإسرائيليَّة الذي يقبع فيها نَحْوُ (5000) أسير من بَيْنِهم (160) طفلًا و(30) أسيرةً و(1083) أسيرًا إداريًّا يقبعون في (23) سجنًا.فلسفة الوضع القانوني للأسير الفلسطيني تتطلب التزام «إسرائيل» بتطبيق اتفاقيَّات جنيف الثالثة والرابعة على الأسرى؛ من أجْل الحفاظ على مكانة الأسرى الشرعيَّة كمحاربين قانونيِّين وتحرير قضيَّتهم من الإطار المحلِّي ومن العزلة الدوليَّة، وإشراك المُجتمع الدولي ومؤسَّساته الفاعلة بمراقبة وتطبيق «إسرائيل» للقوانين الدوليَّة بشأن الأسرى وملاحقة المسؤولين الإسرائيليِّين على جرائمهم وأعمالهم المخالِفة لهذه القوانين.ويقبع العشرات من القادة الفلسطينيِّين في سجون الاحتلال، بما في ذلك أعضاء في المجلس التشريعي ووزراء ورؤساء بلديَّات في مقَدِّمتهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات والكثير مِنْهم. نعم، لَمْ تصدأْ وتتلفْ إرادة المقاومة الفلسطينيَّة مِثل الحديد، وبقيت حيَّة منذ جريمة تقسيم فلسطين ترجمة لوعد بلفور المشؤوم متمسِّكةً بالحقِّ التاريخي لفلسطين ومقَدَّساتها وعاصمتها القدس الشريف، هذه الإرادة يجسِّدها الفلسطينيون يوميًّا على الأرض من خلال التمسُّك بحقوقهم ومقاومتهم الباسلة لمشاريع الضمِّ والتهويد، واستباحة المُدُن، وترويع أهلها، والاستيلاء على أرضهم وممتلكاتهم ومزارعهم. لقَدْ آنَ الأوان لوقف العربدة الإسرائيليَّة وتماديها على الحقوق والمقَدَّسات وجلب المتورِّطين بجرائم المذابح والقتل العمد، وإنكار الحقوق إلى المحاكم الدوليَّة لوضع حدٍّ لهذا المنحى التدميري الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي بحقِّ قضيَّة فلسطين وشَعبها الأبي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ة الأسرى

إقرأ أيضاً:

أستاذ علاقات دولية: العدوان الإسرائيلي يمثل تهديدا خطيرا على الأمن الدولي

قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن العدوان الإسرائيلي أصبح يمثل تهديدًا خطيرًا على السلم والأمن الدوليين، ويكشف عن انقسام واضح في العلاقات الدولية، خاصة مع سعي إسرائيل لتقويض الدولة الوطنية الفلسطينية ونهب الأراضي بشكل ممنهج.

برلماني: القمة الثلاثية رسالة قوية لرفض العدوان الإسرائيلي ودعم إعمار غزةارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة مقتربا من 51 ألف شهيدوزير الخارجية يؤكد رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربيةإسكان النواب: حدود مصر خط أحمر .. واستمرار العدوان الإسرائيلي في رفح جريمة حرب

وأكد فارس، خلال مداخلة هاتفية على فضائية «إكسترا نيوز»، أن المواقف الأوروبية بدأت تقترب من الرؤية المصرية والعربية التي تعتبر السلام خيار استراتيجي، في ظل تخاذل المجتمع الدولي، مشيرًا إلى وجود مقترح مصري جديد لوقف التصعيد في غزة، وتأكيد القاهرة على دورها المحوري في الاستقرار الإقليمي، مطالبًا واشنطن بدعم هذا المقترح والضغط على إسرائيل.

وأشار إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية وثقافية، وتعكس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وعاين ماكرون برؤيته الميدانية في العريش حجم المأساة الإنسانية، ودور مصر في تقديم الدعم الإغاثي للفلسطينيين، ما يعزز من مصداقية القاهرة وموقفها الداعم لحل الدولتين.

وشدد على أهمية التلاحم الشعبي المصري في دعم القضية الفلسطينية ورفض التهجير، مؤكدًا أن مصر تمثل حائط الصد الأول، وأصبحت رؤية مصر المعتدلة تحظى بدعم أوروبي متزايد، لأنها طريق حقيقي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • حماس تطلب من البرلماني الدولي فرض عزلة على الاحتلال الإسرائيلي
  • قائد الثورة: قضية الأسرى بالنسبة للشعب الفلسطيني قضية أساسية لا يمكن التنازل عنها
  • الاحتلال الإسرائيلي يطلق سراح 80 أسيرًا من قطاع غزة
  • عاجل:- قائد سلاح الجو الإسرائيلي يهدد جنود الاحتياط الموقعين على رسالة رفض استمرار الحرب في غزة
  • رئيس المجلس الوطني الفلسطيني يرحب بدعم الاتحاد البرلماني الدولي حل الدولتين
  • الرئاسة الفلسطينية تعقب على تصريحات مصطفى البرغوثي بشأن الإمارات
  • المؤتمر: زيارة السيسي وماكرون للمصابين تعكس تعزيز التعاون الدولي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني
  • مسيرات حاشدة في تونس تنديدًا بتواصل لعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني
  • حماس: التصعيد الإسرائيلي لن يعيد الأسرى أحياء
  • أستاذ علاقات دولية: العدوان الإسرائيلي يمثل تهديدا خطيرا على الأمن الدولي