عندما يصدأ ويتلف الحديد
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
آخر تحديث: 9 شتنبر 2023 - 1:21 مبقلم:أحمد صبري لَمْ يكُنْ أسيرًا عاديًّا يمضي بعد إطلاقه بعد سنوات أسْرِه، وإنَّما كان شاهدًا على رحلة دامت (61) عامًا قضاها الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي في السجون الإسرائيليَّة، قاوم ضغوط وتعذيب وترهيب سجَّانيه الذين لَمْ يتورعوا في إيذائه ومصادرة حقوقه ووضعه انفراديًّا في غرفة لَمْ تتوفر فيها أبسط الظروف الإنسانيَّة.
ولَمْ يُدرك سجَّان البرغوثي أنَّ إرادة سجينه لَمْ تنَلْ مِنْه محاولات تركيعه وإذلاله، فقَدْ شهد البرغوثي تغيير أبواب غرفته الحديديَّة واستُبدلت مرَّتين خلال رحلة أسْرِه منذ اعتقاله وعمره (19) عامًا من غير أن يُدركَ هذا السجَّان أنَّ إرادة البرغوثي لَمْ تنكسرْ ولَمْ تصدأْ وتتلفْ مِثل أبواب غرفته، وظلَّ صامدًا يقاوم عاديات الزمن وأساليب العدوِّ الإسرائيلي التي تستهدف إرادة الأسرى والمعتقلين.وحكاية البرغوثي ودلالتها تُبرز أهمِّية وضع حدٍّ لسياسة «إسرائيل» إزاء قضيَّة الأسرى وما يتعرضون فيها إلى أبشع أنواع التعذيب، لِتكُونَ شاهدًا حيًّا على قضيَّة تأبى النسيان وترفض أن تبقى خلْفَ أبواب غُرف التعذيب والإهانة الممنهجة. لقَدْ طال ليل الأسرى الفلسطينيين جرَّاء المنهج التدميري لِمَن يقف خلْفَ القضبان صامدًا مِثل البرغوثي، متطلعًا للتحرير والحُريَّة ليُسهمَ مع إخوته الذين يقاومون الاحتلال الإسرائيلي بعزيمة وإرادة لا تقبل التفريط بالحقوق المشروعة في إقامة الدوَلة الفلسطينيَّة وعاصمتها القدس الشريف.وعلى الرغم من اتِّساع دائرة استهداف المقاومين الفلسطينيِّين من قِبل قوَّات الاحتلال الإسرائيلي بالقتل تارةً والأسْرِ تارةً أخرى، فإنَّ نار وسعير المقاومة ترتفع وتتصاعد في مواجهة سياسة التهويد والعدوان الإسرائيلي على المقَدَّسات ومصادرة الحقوق المشروعة. إنَّ أهمِّية تدويل قضيَّة الأسرى ومسؤوليَّة المُجتمع الدولي أصبحت مهمَّة إزاء جرائم العدوِّ في السجون الإسرائيليَّة الذي يقبع فيها نَحْوُ (5000) أسير من بَيْنِهم (160) طفلًا و(30) أسيرةً و(1083) أسيرًا إداريًّا يقبعون في (23) سجنًا.فلسفة الوضع القانوني للأسير الفلسطيني تتطلب التزام «إسرائيل» بتطبيق اتفاقيَّات جنيف الثالثة والرابعة على الأسرى؛ من أجْل الحفاظ على مكانة الأسرى الشرعيَّة كمحاربين قانونيِّين وتحرير قضيَّتهم من الإطار المحلِّي ومن العزلة الدوليَّة، وإشراك المُجتمع الدولي ومؤسَّساته الفاعلة بمراقبة وتطبيق «إسرائيل» للقوانين الدوليَّة بشأن الأسرى وملاحقة المسؤولين الإسرائيليِّين على جرائمهم وأعمالهم المخالِفة لهذه القوانين.ويقبع العشرات من القادة الفلسطينيِّين في سجون الاحتلال، بما في ذلك أعضاء في المجلس التشريعي ووزراء ورؤساء بلديَّات في مقَدِّمتهم مروان البرغوثي وأحمد سعدات والكثير مِنْهم. نعم، لَمْ تصدأْ وتتلفْ إرادة المقاومة الفلسطينيَّة مِثل الحديد، وبقيت حيَّة منذ جريمة تقسيم فلسطين ترجمة لوعد بلفور المشؤوم متمسِّكةً بالحقِّ التاريخي لفلسطين ومقَدَّساتها وعاصمتها القدس الشريف، هذه الإرادة يجسِّدها الفلسطينيون يوميًّا على الأرض من خلال التمسُّك بحقوقهم ومقاومتهم الباسلة لمشاريع الضمِّ والتهويد، واستباحة المُدُن، وترويع أهلها، والاستيلاء على أرضهم وممتلكاتهم ومزارعهم. لقَدْ آنَ الأوان لوقف العربدة الإسرائيليَّة وتماديها على الحقوق والمقَدَّسات وجلب المتورِّطين بجرائم المذابح والقتل العمد، وإنكار الحقوق إلى المحاكم الدوليَّة لوضع حدٍّ لهذا المنحى التدميري الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي بحقِّ قضيَّة فلسطين وشَعبها الأبي.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: ة الأسرى
إقرأ أيضاً:
الصفدي للشيباني: الأردن يحترم إرادة الشعب السوري ويقف إلى جانبه في إعادة بناء بلده
أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اليوم الثلاثاء، أهمية زيارة الوفد السوري "رفيع المستوى" للعاصمة عمان، والمحادثات المشتركة التي أجريت.
ونقلت قناة "المملكة" الأردنية عن الصفدي قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره السوري أسعد الشيباني، اليوم على هامش محادثات مشتركة في العاصمة عمان، إن الأردن يقف إلى جانب الشعب السوري، ويحترم إرادة الشعب السوري ويقف إلى جانبه في إعادة بناء بلده.
وأضاف أن "استقرار سوريا يعني استقرار الأردن، وأمن سوريا ينعكس إيجاباً على الأردن"، مضيفاً أن القوات المسلحة تصدت لكل محاولات التهريب على الحدود على مدار السنوات الماضية.
وأوضح أن "الشعب السوري يستحق وطنا حرا بعد سنوات من المعاناة"، مشيراً إلى أنه "سيتم تشكيل لجان مشتركة مع الجانب السوري معنية بالأمن والطاقة وغيرها من المجالات".
وبين الصفدي أن الإرث الذي تحمله الإدارة السورية الجديدة ليس سهلًا، مضيفاً أن الأردن سيبقى سندا لسوريا وسيقدم كل الدعم.
وأشار إلى أن المحادثات تطرقت إلى الأمن في الجنوب السوري، ومكافحة المخدرات على الحدود.
مباشر | مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية أيمن الصفدي ونظيره السوري#الأردن #سوريا #هنا_المملكة
https://t.co/wjcwsoY5Ps
وبدوره ، قال الوزير الشيباني إن الوضع الجديد في سوريا أنهى التهديدات التي كانت تهدد أمن الأردن سابقا، فيما يخص الكبتاجون والمخدرات.
وقدم الشيباني، خلال المؤتمر الصحافي، شكره إلى الأردن على حفاوة استقبال اللاجئين على مدار 13 عاما، مضيفا أن "هذه الزيارة ستكون بداية فاتحة جديدة في العلاقات الأردنية السورية بما يحقق الأمن والاستقرار في البلدين".
وشكر الشيباني الأردن على مساهمته بملف رفع العقوبات عن سوريا، والتي بإزالتها ستنعش الحالة الاقتصادية في سوريا.
وزير الخارجية السوري: سوريا لن تكون إلا مصدرا للأمان... ونظام الأسد ترك لنا العديد من المشاكل سنمحيها من الذاكرة السياسية السورية#الأردن #سوريا #هنا_المملكة pic.twitter.com/7KQKuJkOGV
— قناة المملكة (@AlMamlakaTV) January 7, 2025وأجرى الصفدي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني ووزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، مباحثات موسعة مع الوفد السوري رفيع المستوى الذي يزور الأردن برئاسة وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب، ووزير النفط والثروة المعدنية غياث دياب، ووزير الكهرباء عمر شقروق.
وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية وآليات التعاون في عديد مجالات تشمل الحدود والأمن والطاقة والنقل والمياه والتجارة وغيرها من القطاعات الحيوية.