بعد مشاورات عدة وطلبات من دول القارة الإفريقية بالانضمام لمجموعة العشرين، يستطيع الآن الاتحاد الإفريقي كقوة إقليمية ضخمة أن يشكل إضافة قوية للمجموعة ولما تشهده هذه القارة من متغيرات سياسية.

وفي المقابل سيكون هناك استفادة مباشرة للاتحاد الإفريقي، في ظل جذب أنظار المتنافسين الإقليميين والدوليين لاستغلال الفرص المتاحة والمناسبة في القارة.

جذب الاستثمارات

وذكر تقرير لشبكة "ايه بي سي" نيوز الأمريكية أن القارة الإفريقية تسعى بشكل متزايد إلى جذب المزيد من الاستثمارات والاهتمام السياسي، بعيداً عن الولايات المتحدة وما تعتبرهم "مستعمرين سابقين" خصوصاً فرنسا، والآن تتجه نحو الصين التي تعتبر أكبر شريك تجاري لإفريقيا، وروسيا التي تقدم  الدعم العسكري للعديد من دول القارة.

وأوضح تقرير الشبكة الأمريكية أن منح عضوية الاتحاد الأفريقي في مجموعة العشرين خطوة تعترف بالقارة كقوة عالمية في حد ذاتها، ويعطيها المزيد من الخطوات إلى الاتجاه لزيادة الفرص الاستثمارية.

ومن خلال العضوية الكاملة في مجموعة العشرين، يمكن للاتحاد الأفريقي أن يمثل قارة تضم أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم. كما أنها غنية جداً بالموارد التي يحتاجها العالم لمكافحة تغير المناخ، والتي تساهم فيها أفريقيا بأقل قدر من الموارد ولكنها الأكثر تأثراً بها.

Inducting African Union, a body of 55 member countries, into Group of 20 (G20) countries marks the oneness of the world - a true resemblance of Vasudhaiv Kutumbakam.

Also, a testament of Bharat's Presidency and its Exemplary diplomatic skills. Rise Of Africa Awaits..@g20org pic.twitter.com/V1fvkHuF4g

— G Kishan Reddy (@kishanreddybjp) September 9, 2023 استغلال ثروات إفريقيا

وبحسب التقرير، تمتلك القارة الأفريقية 60% من أصول الطاقة المتجددة على مستوى العالم وأكثر من 30% من المعادن الأساسية للتكنولوجيات المتجددة ومنخفضة الكربون. وتمتلك الكونغو وحدها نحو نصف احتياطي معدن "الكوبالت" في العالم، وهو معدن ضروري لبطاريات الليثيوم أيون، وفقاً لتقرير للأمم المتحدة حول التنمية الاقتصادية في أفريقيا صدر الشهر الماضي.

وتابع التقرير "سئم الزعماء الأفارقة من مشاهدة الغرباء وهم يأخذون موارد القارة من أجل المعالجة والأرباح إلى أماكن أخرى، ويريدون المزيد من التنمية الصناعية بالقرب من أوطانهم لصالح اقتصاداتهم".

وقال الرئيس الكيني وليام روتو في قمة المناخ الأفريقية الأولى هذا الأسبوع: "خذوا الأصول الطبيعية لأفريقيا في الاعتبار، فستجدون أن القارة غنية للغاية".  

It’s official: #G20 will now be #G21:
PM Narendra Modi invited the African Union (AU) President Azali Assoumani of #Comoros to join the other member nations. This means, the membership of the African Union has been approved by all member nations of the bloc.@g20org pic.twitter.com/8ybGXaeyXQ

— The Goan ???????? (@thegoanonline) September 9, 2023
كواليس القرار

وجاءت خطوة الهند بضم الاتحاد الأفريقي كعضو في مجموعة العشرين منذ يونيو(حزيران) من هذا العام بثمارها، عندما كتب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى زعماء مجموعة العشرين يقترح فيه منح الاتحاد الأفريقي "العضوية الكاملة في قمة دلهي المقبلة لمجموعة العشرين، بناء على طلبهم".

وقالت مصادر لصحيفة "انديا اكسبريس" إن الفكرة نشأت بعد قمة “صوت الجنوب العالمي” في يناير(كانون الثاني) من هذا العام، والتي شاركت فيها معظم دول القارة الأفريقية البالغ عددها 55 دولة.

وجرت المناقشات في أديس أبابا بإثيوبيا، التي تضم مقر الاتحاد الأفريقي. وحتى الآن لم يكن هناك سوى دولة واحدة من القارة الأفريقية بأكملها في مجموعة العشرين وهي جنوب أفريقيا.

وقال المسؤولون إن هذه الخطوة كانت "خطوة صحيحة" نحو "بنية وحوكمة عالمية عادلة ومنصفة وأكثر شمولاً وتمثيلاً".

وأضاف المصدر للصحيفة: "كجزء من رئاسة الهند لمجموعة العشرين، ركزت الهند بشكل خاص على دمج أولويات الدول الأفريقية في جدول أعمال مجموعة العشرين".

Been a productive morning at the G20 Summit in Delhi. pic.twitter.com/QKSBNjqKTL

— Narendra Modi (@narendramodi) September 9, 2023

وتعكس هذه الخطوة كثافة مشاركة نيودلهي مع أفريقيا، والتي حصلت على دفعة عندما حضر أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة لحضور قمة المنتدى الهندي الأفريقي الثالثة في أكتوبر(تشرين الأول) 2015.

وفي ديسمبر(كانون الأول) الماضي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيدعم انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين كعضو دائم، وأن بلاده تتطلع إلى زيادة التعاون مع إفريقيا في جميع المجالات.
في قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت في 2020، طالب الرئيس السنغالي ماكي سال الانضمام إلى المنتدى العالمي، وأثناء مشاركته في قمة العشرين بمدينة بالي الإندونيسية في 2022 أعاد مطلبه مرة أخرى، وطُرح هذا الملف مرة أخرى خلال القمة الإفريقية الروسية التي عقدت أخيراً.
في فبراير(شباط) الماضي أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين دعم انضمام الاتحاد الإفريقى إلى المنظمات الدولية وأنه يتوقع أن يصبح الاتحاد عضواً كامل العضوية في مجموعة العشرين في وقت مبكر من سبتمبر، وذلك خلال لقائه عدداً من ممثلي الاتحاد الإفريقي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فی مجموعة العشرین الاتحاد الأفریقی الاتحاد الإفریقی لمجموعة العشرین فی قمة

إقرأ أيضاً:

البرهان لوفد مجلس السلم والأمن الإفريقي: السودان يواجه “استعمارا جديدا”

اعتبر رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الخميس، أن ما تتعرض له بلاده من حرب مع قوات الدعم السريع "يمثل استعمارا جديدا"، وأكد البرهان، رفضه محاولات السيطرة على بلاده عبر "جهات أجنبية" تستخدم "الدعم السريع".

جاء ذلك خلال لقاء البرهان بمدينة بورتسودان (شرق) وفد مجلس الأمن والسلم الإفريقي برئاسة محمد جاد، المندوب الدائم لمصر لدى الاتحاد الإفريقي، والرئيس الدوري الحالي لمجلس السلم والأمن، وفق بيان لمجلس السيادة.

وخلال اللقاء، أكد البرهان، أن "ما يتعرض له السودان يمثل استعمارا جديدا".

وأوضح أن "تجاهل الاتحاد الإفريقي للأزمة التي يعيشها شعب السودان ناتج من عدم معرفته بحقيقة هذه الأزمة"، وفق البيان.

ونقل البيان عن البرهان قوله: "نرفض السيطرة على السودان بواسطة جهات أجنبية (لم يسمها) تستخدم المليشيا (الدعم السريع) في حربها ضد البلاد".

وتابع: "البلاد محتلة من مليشيا متمردة (الدعم السريع) بمشاركة مرتزقة أجانب، ومعاونة دول يعرفها الجميع"، دون مزيد من التفاصيل.

ومنذ أبريل/ نيسان 2023 تتواصل حرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفرت عن نحو 21 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

وبشأن العلاقة مع التكتل القاري، قال البرهان: "لازلنا نرى أن توصيف الاتحاد الإفريقي لما حدث في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 بأنه انقلاب، غير دقيق وينافي الحقائق".

وأشار إلى أن "هنالك قوة سياسية (لم يحددها) تريد أن تعود للحكم بأي طريق قبل أن يعود المواطنون لمنازلهم ومناطقهم المحتلة بواسطة المليشيا".

وقرر الاتحاد الإفريقي تجميد عضوية السودان بالتكتل القاري في 27 أكتوبر 2021، بعد يومين من فرض البرهان "إجراءات استثنائية" منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين واعتقال وزراء وسياسيين وإعلان حالة الطوارئ.

من جانبه، أفاد رئيس وفد "الأمن والسلم الإفريقي" محمد جاد، بأن "هذه أول زيارة لمجلس السلم والأمن للسودان منذ عدة سنوات".

وأوضح جاد، أن الإيضاحات التي قدمها البرهان، لوفد المجلس "ساعدت في تفهم أبعاد الأزمة السودانية".

وذكر أن اللقاء مع البرهان تطرق إلى "ضرورة إيجاد البيئة اللازمة لاستعادة السودان لعضويته في الاتحاد الإفريقي".

وأضاف جاد، أنه "لا يمكن أن يمر السودان بمثل هذه الأزمة وتكون عضويته مجمدة في الاتحاد الإفريقي".

وفي وقت سابق الخميس، وصل وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي إلى بورتسودن في زيارة غير محددة المدة يلتقي خلالها مسؤولين سودانيين.

الأناضول  

مقالات مشابهة

  • الشح: الاتحاد الأفريقي لن ينجح في حلحلة الأزمة الليبية
  • مفاجأة في تقرير حكم السوبر الأفريقي لمباراة السوبر.. ماذا كتب عن الزمالك؟ / عاجل
  • الاتحاد الأفريقي ورواندا يوقعان اتفاقًا لإنشاء آلية عبور طارئة لإجلاء اللاجئين من ليبيا
  • دولة عربية جديدة تقدم طلباً للانضمام لمجموعة بريكس
  • شعبة المصدرين: دور بارز للبنوك المصرية في دعم التصدير للسوق الأفريقية
  • وزير الطاقة يشارك في اجتماعات مجموعة العمل الخاصة بالتحولات في مجال الطاقة ضمن مجموعة العشرين والاجتماع الوزاري الخامس عشر للطاقة النظيفة والاجتماع الوزاري التاسع لمبادرة مهمة الابتكار
  • المساحة الخضراء تسيطر على القطب الجنوبي.. ماذا يحدث في قارة الثلج؟
  • البرهان لوفد مجلس السلم والأمن الإفريقي: السودان يواجه “استعمارا جديدا”
  • البرهان لوفد السلم الأفريقي: جهات أجنبية تسعي للسيطرة على السودان بواسطة «المليشيا»
  • إيران ترفض بيانا لمجموعة السبع يندد بهجومها الصاروخي على إسرائيل