قال الباحث المصري محمد السيسي إن "إسرائيل تلقت ضربات موجعة من أجهزة المخابرات المصرية على مدى سنوات الصراع العربي الإسرائيلي ولذلك تحاول تلويث سمعة أبطال مصريين نجحوا في خداعها".

وأضاف الباحث أن "إسرائيل تحاول تلويث سمعة أبطال مصريين نجحوا في خداعها والزعم بأنهم كانوا عملاء لها وهو أمر عار عن الصحة وعلى رأس هؤلاء البطل أشرف مروان".

إقرأ المزيد إسرائيل.. نشر وثائق خطيرة عن حرب أكتوبر ورسائل مشبوهة لحاكم عربي

وتابع قائلا: "عندما انفعل المصريون بمسلسل رأفت الهجان عن حياة رفعت الجمَّال، ذلك البطل الذى اخترق عمق الكيان الصهيوني، فى واحدة من أعظم عمليات المخابرات المصرية، وجدنا من يشكك فيه استجابة لروايات صهيونية، اختلقها الموساد تزعم أن الجمَّال كان عميلا مزدوجا ضلل الأجهزة المصرية، بمعلومات غير صحيحة".

وأضاف، "هذه الأيام، وقبل أسابيع من ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، تعود من جديد المحاولات الصهيونية لتشويه الراحل أشرف مروان، حيث نشرت الصحف العبرية، ما وصفته بالوثاثق التي تشير إلى تعاونه مع الموساد بزعم أن الرجل كان عميلا مزدوجا قدم لإسرائيل خدمات كبيرة".

وأردف بالقول: "أنا لست هنا بصدد الدفاع عن أشرف مروان، فالحديث عن أنه قدم معلومات خطيرة لإسرائيل، لم تلتفت إليها، كلام ساذج لا يستحق الرد عليه؛ فكيف لا يهتم قادة الكيان الصهيوني بمعلومات مصدرها صهر الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، وسكرتير الرئيس السادات للمعلومات".

وأضاف، "مسألة أنه أخبر إسرائيل بموعد الحرب في 5 أكتوبر، خلال لقائه مع رئيس الموساد في لندن عشية الحرب، تكشف أنه خدع الاستخبارات الصهيونية، حيث أبلغهم بأن الهجوم سيكون في السادسة من مساء السادس من أكتوبر، في الوقت الذي كان يعرف فيه أشرف مروان موعد الحرب منذ شهر مارس 1973".

وتابع: "أي عاقل يدرك أن روايات إسرائيل عن أشرف مروان مجرد أكاذيب، أطلقتها ماكينة الدعايات الصهيونية، لتشويهه انتقاما منه لدوره الكبير في تضليل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قبل حرب أكتوبر المجيدة، وهو الدور الذي كشفت عنه الكثير من شهادات قادة إسرائيل أنفسهم حول الحرب، وأكدته مجريات الحرب ذاتها.. من يرددون هذه الدعاية الصهيونية، هل سألوا أنفسهم: كيف سافر أشرف مروان خارج مصر فى 5 أكتوبر 1973، ليبلغ رئيس المخابرات الإسرائيلية بموعد الهجوم؟! وكيف برر للرئيس السادات وغيره السفر  ليلة الحرب؟!.. ولماذا أبلغ إسرائيل متأخرا وهو يعرف الموعد قبل أسابيع؟!".

وأضاف، "أسئلة تجعلك تتشكك فى رواية خيانة الرجل، وكلها أجاب عليها شمعون منديس ضابط شعبة المخابرات العسكرية بالجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر، في مقطع فيديو منشور على الموقع الرسمي للمجموعة (73 مؤرخين) فقد قال الرجل: إنه حتى 5 أكتوبر كان هناك مَن يزعم أن أشرف مروان رجُلنا، مؤكدًا أن الرجل ما كان ليسافر إلى لندن ليلة الحرب، إلا بتكليف من المخابرات المصرية، مشيرا إلى أن إبلاغ إسرائيل بالموعد قبل ساعات، جاء لمعرفة مصر بأن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى 48 ساعة ليكون مستعدا للحرب، وكان الهدف من إبلاغ إسرائيل في هذا التوقيت، دفعها لاستخدام قوات الطيران لوقف عبور المصريين، فالحل الوحيد كان شن ضربة جوية وقائية، ولو فعلت إسرائيل ذلك لتحطم سلاح الجو تمامـا أمام حائط الصواريخ المصري.. ولم يمنع ذلك المصريين من العبور".

وتابع: "الأخطر في تقديري من تشويه سمع الرجل، أن محاولات البعض للترويج لهذه الأكاذيب عن أشرف مروان، نكاية في الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، أو لأي غرض آخر، يصب في صالح الرواية الصهيونية التي تزعم أن حرب أكتوبر «تمثيلية عسكرية سياسية!»، متفق عليها بين قادة مصر واسرائيل وأمريكا، ما جعلهم يخبرون بعضهم البعض بالخطط الحربية، والتنسيق فيما بينهم، للتوقيع على اتفاقية السلام، في النهاية.
محاولات صهيونية لا تتوقف، لتشويه نصر أكتوبر المجيد، وإهالة التراب على ما تحقق خلال هذه الحرب المقدسة التي خاضها الشعب المصري وفي القلب منه الجيش، لتحرير الأرض.. هدفها زعزعة ثقة المصريين في أنفسهم، وكسر إرادتهم، وهزيمتهم من داخلهم بتعميق حالة التشكيك في قدرتنا على تجاوز التحديات".

وأضاف: "للأسف.. يلقى هذا الهراء صدى، لدى البعض ممن يخلطون عمدا بين انتصارات أكتوبر المجيدة والبطولات والتضحيات التي قدمتها قواتنا المسلحة الباسلة، وإلحاق الهزيمة الساحقة بجيش الاحتلال الصهيوني، وبين ما جرى خلال اتفاقية كامب ديفيد، والإنجاز العظيم الذي تحقق.. المسألة ممتدة، ومحاولات التشكيك في كل ما هو عظيم لا تتوقف، ففي الوقت الذى يهاجم فيه البعض الناصر صلاح الدين، ويشوه تاريخه باختلاق روايات وهمية، أو تفسير وقائع تاريخية بشكل مغلوط، تجد من يتحدث عن شيمون بيريز قاتل الأطفال والرضع والنساء والشيوخ، الذي يمتلئ تاريخه بالمجازر والمذابح والجرائم ضد العرب والإنسانية، بوصفه ملاك الرحمة، الذي خسر العالم برحيله!".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا حرب أكتوبر 1973 أشرف مروان حرب أکتوبر

إقرأ أيضاً:

عطوان: لماذا سيدخل الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي قصف قلب يافا اليوم التاريخ من أوسع أبوابه؟

عبد الباري عطوان

من المؤكد أن الصاروخ الباليستي فرط الصوت اليمني الذي أصاب هدفه بدقة في قلب مدينة يافا الفلسطينية المحتلة فجر اليوم السبت سيدخل التاريخ، وسيحتل مكانة بارزة في العناوين الرئيسية للصراع العربي-الصهيوني لعدة أسباب:

الأول: إيقاعه إصابات بشرية ضخمة بوصوله إلى هدفه، حيث اعترف العدو الصهيوني بإصابة ثلاثين شخصاً حتى الآن، يُعتقد أن معظمهم من العسكريين، كما أحدث حرائق كبرى يمكن مشاهدة ألسنة لهبها وأعمدة دخانها من مسافات بعيدة، وهي سابقة تاريخية.

الثاني: هذا الصاروخ فرط الصوت لم يأتِ انتقاماً للعدوان الأمريكي-الصهيوني على صنعاء والحديدة، وإنما جاء في إطار استراتيجية يمنية تهدف إلى تكثيف الضربات للعمق الفلسطيني المحتل دون توقف، جنباً إلى جنب مع استراتيجية قصف حاملات الطائرات والسفن الأمريكية والصهيونية في جميع بحار المنطقة. فلليوم الثالث على التوالي، تقصف قوات الجيش اليمني أهدافاً عسكرية صهيونية بصواريخ فرط الصوت، تضامناً مع شهداء غزة.

الثالث: فشل جميع منظومات الدفاع الجوي الصهيونية المتطورة، وعلى رأسها القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وصواريخ حيتس و”ثاد”، في اعتراض أي من صواريخ فرط الصوت اليمنية، ووصولها جميعاً إلى أهدافها. وهذا ما دفع الاحتلال إلى فتح تحقيقات رسمية لمعرفة أسباب هذا الفشل، في اعتراف ضمني بالهزيمة.

الرابع: تتميز هذه الصواريخ الباليستية الجديدة (قدس 1 وقدس 2) بتجهيزها برؤوس حربية متطورة جداً، وقدرتها الكبيرة على المناورة والانفصال عن “الصاروخ الأم” قبل وصولها إلى أهدافها، مما يؤدي إلى فشل الصواريخ الاعتراضية المعادية في اعتراضها وتدميرها.

الخامس: تحول اليمن إلى دولة مواجهة رئيسية، وربما وحيدة، مع كيان الاحتلال، رغم المسافة الهائلة التي تفصله عن فلسطين المحتلة، والتي تزيد عن 2200 كيلومتر. وهذا يعني أن الجوار الجغرافي المباشر بات يفقد أهميته في ظل وجود صواريخ فرط الصوت والمسيّرات المتطورة جداً.

ما يميز القيادتين السياسية والعسكرية في اليمن هو قدرتهما على اتخاذ القرار بالقصف الصاروخي سواء للعمق الصهيوني أو لحاملات الطائرات الأمريكية والصهيونية والبريطانية. وهذه صفة تفتقدها للأسف جميع الدول العربية والإسلامية، سواء الصغرى منها أو الكبرى، التي تفتقر إلى الشجاعة والمروءة وعزة النفس، وتبحث دائماً عن الأعذار لتبرير جبنها وتجنب الرد على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على أراضيها أو الدفاع عن المقدسات.

الظاهرة اللافتة في عمليات القصف اليمني للعمق الصهيوني والقواعد العسكرية الحساسة فيه، أنها بدأت توقع خسائر بشرية ودماراً كبيراً، وهو أكثر ما يزعج ويرعب المستوطنين وقيادتهم، ويقوض المشروع الصهيوني من جذوره. فهذا القصف يأتي بعد هدوء الجبهة اللبنانية وسقوط سورية، ويفسد على نتنياهو وجيشه احتفالاتهم بما اعتبروه “إنجازات”. فجميع الحروب العربية الرسمية مع كيان الاحتلال كانت على أراضٍ عربية، وقصيرة جداً، ولم تصل مطلقاً إلى المستوطنين، ولم تطلق صافرة إنذار واحدة في حيفا أو يافا أو باقي المدن الفلسطينية المحتلة. ربما الاستثناء الوحيد كان عندما أطلق العراق أكثر من أربعين صاروخاً على تل أبيب أثناء عدوان عام 1991.

هذا الموقف اليمني المشرف ربما هو مصدر الأمل الوحيد للصامدين في فلسطين المحتلة، الذين يواجهون حرب الإبادة والتطهير العرقي والمجازر اليومية، بعد أن خاب ظنهم كلياً بجميع أنظمة الحكم العربية والإسلامية، خاصة تلك التي ترفرف الأعلام الصهيونية في قلب عواصمها، ناهيك عن التعاون العسكري والاستخباري والتجاري العلني والسري مع كيان الاحتلال.

غزة ليست وحدها، ويكفيها أن الشعب اليمني، أصل العرب، يقف في خندقها، ولا ترهبه الغارات الصهيونية والأمريكية، ولا يتردد في تقديم الشهداء.

الأمر المؤكد أن اليمن العظيم لن يتخلى عن غزة ومجاهديها، وستستمر صواريخه الباليستية في زعزعة أمن واستقرار كيان الاحتلال وكل القوى الاستعمارية الداعمة له. فاليمن ظاهرة استثنائية، تفوقت على الجميع في شجاعتها ووطنيتها وثباتها على الحق، وتعاملها مع العدو بأنفة وكبرياء، ومخاطبته بالصواريخ والمسيّرات، وهي لغة القوة التي يجيدها ويخشاها الأعداء… والأيام بيننا.

مقالات مشابهة

  • «القدس للدراسات»: إسرائيل تحاول شيطنة حماس وإظهارها بصورت المتعنت
  • عطوان: لماذا سيدخل الصاروخ الفرط صوتي اليمني الذي قصف قلب يافا اليوم التاريخ من أوسع أبوابه؟
  • باحث مصري: اليمن رقم صعب.. 3 أسباب لاسقاط الطائرة اف18 بنيران يمنية
  • لماذا يشكل الحوثيون تحدياً لم تواجهه المخابرات الإسرائيلية من قبل؟.. صحيفة عبرية تجيب
  • برلمانية: كلمة الرئيس السيسي في أكاديمية الشرطة حملت رسائل طمأنة للمصريين
  • “دا شغل مخابرات”.. رسائل من السيسي للمصريين وتحذير من “مخطط الأكاذيب”
  • إعلام عبري: إسرائيل تحاول بناء تحالف ضد الحوثيين في اليمن
  • أحمد موسى: رسائل الرئيس السيسي تحمل بشريات جيدة للمصريين
  • زيلينسكي يلتقي مدير المخابرات الأمريكية في كييف
  • من أكاديمية الشرطة.. أحمد موسى يكشف رسائل الرئيس السيسي للمصريين.. بث مباشر