عطر الخلود.. خبير أثري يكشف تفاصيل برفان مصنوع من أوني مقبرة مصرية
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
نجح علماء من معهد ماكس بلانك لعلم الأرض الجيولوجية في الكشف عن رائحة يطلق عليها "عطر الخلود" باستخدام أوانٍ كانت بمقبرة مصرية قديمة، وهى أوان لسيدة تدعى سينيتناي كانت تعمل مرضعة لدى الفرعون أمنحتب الثاني، ويعتقد أن كانت تعيش منذ قرابة 35000 عام وكانت تعمل مرضعة ومربية لواحد من ملوك مصر القديم الملك امنحتب الثانى أبن الامبراطور تحتمس الثالث أهم وأقوى ملوك الحضارة المصرية القديمة وكان لها نفوذ كبير فى بلاطه الملكى بحكم قربها منه.
علم التشريح والتحنيط
وقال مجدي شاكر كبير الأثريين كان المصريين القدماء بارعين فى علم التشريح ومن أهم خطوات التحنيط عندهم استخراج الاعضاء الداخلية التى تسبب فى إفساد الجثمان و هما الرئتين ، الكبد ، الكليتين ، الأمعاء و بعد استخراجهم بيتحنطوا ويتحفظوا في أربع جرار خاصة بالمتوفى وتتصنع من الفخار أو المرمر أو حجر صلب ويكون غطاء الوعاء على شكل أبناء حورس الأربعة أو على شكل ملامح المتوفى نفسه و الجرار تسمى الأوعية الكانوبية الأربعة.
واستطرد شاكر وفى سنة 1900 م عثر عالم الآثار الانجليزى هوارد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ أمون على وعائين للسيدة سينيتناى فى مقبرة ملكية منهوبة بوادى الملوك فى الأقصر ثم ذهبت للمتحف الألمانى اوجست كيتسنر.
وقررت الدكتورة باربرا وفريقها العلمى، بالتعاون مع شركة عطور فرنسية عمل دراسة جديدة استكمالًا لعشرات الدراسات السابقة التى من خلالها نتعرف اكثر على التقنيات التي استخدمها أجدادنا في عمليات التحنيط وتصنيع الزيوت والعطور، فأخذوا عينات من أوعية سينيتناى وحللوها وصنفوا المواد المكونة للعطر، وكان أهمها شمع العسل واصماغ مستخرجة من أشجار الصنوبر والأرز وهى أشجار لم تكن متوفرة فى مصر ولكن تستورد اخشابها من الخارج، وأتضح أن بعض الزيوت والمواد كانت من جنوب شرق أسيا وبلاد الشام مما يبرهن على وجود علاقات تجارية دولية بين مصر والعالم أو وجود وسطاء تجاريين.
عطر الخلود
وتابع كبير الأثريين وكانت نتيجة التحاليل و الفحوصات نجاحهم فى إعادة تركيب عطر الخلود و أعلنوا أنهم بالتعاون مع متحف دنماركى هيعرضوا عطر الخلود للزوار لكى يعيشوا معاهم التجربة حتى يستطيع الزوار استنشاق رائحة عملية التحنيط المصرية القديمة.
وأضاف مجدي شاكر ثم قام الفريق بنشر الدراسة فى مجلة scientific reborts ولم تكن هذه هى المرة الأولى بل أوردت جامعة هاواي الأمريكية في نشرتها الدورية فى عام 2019م بأنه تم التمكن من إعادة تركيب عطر ربما كانت تتزين به الملكة الفرعونية الشهيرة كليوباترا السابعة، بعدما عثر فريق البحث في عام 2012 بمنطقة منديس أحدى قرى محافظة الدقهلية على موقع لتصنيع أنواع من السوائل مع مقتنيات أخرى ذهبية وفضية إلى جوار أفران بدائية، ترجح أن المكان كان بيتا لصانع وتاجر عطور.
قال مجدي كان هناك عطوراً كانت لها الشهرة أكثر من عطر كليوباترا وهو عطر إيزيس نفرت زوجة رمسيس الثاني التي وصفت بأنها طيبة النفحات "عندما تدخل القاعة فإن عطرها يفوح وكان قد استخدم المصريون العطور بسبب مناخ مصر القائظ معظم فصول السنة، حيث كان يتطلب الاعتماد علي العطور والزيوت تجنبا لانتشار الرائحة الكريهة، فيتحاشي المصري مضايقة الآخرين، لذلك كان لابد من إضافة المواد ثم مزج هذه المواد إلا إن اللوتس الأبيض واللوتس الازرق كانا أكثر الزهور أستعمالا مع الراتنج.
كانت توضع العطور فى أوان علي أوعية بشكل أسد وتكون معتمه حتى لا تتأثر بالاشعة، وجد في المتاع الجنائزي لتوت عنخ آمون آنية وهو مستحضر تجميل عضوي يضم شحوما حيوانية والباقي الراتنج، كما كان يخصص الكثير من الزراعات للزهور من أجل المعابد.
وأكد شاكر : أما النجار الملكي ايتي سن الموجودة بالمتحف البريطاني فقد تم تصويره بطبخ العطور، كذلك مقبرة الملكة نب حوتب بنقادة تصور طبخ العطور، أما الشعر الفرعوني فقد صور العطور الملكة تغمر القصر بنفحاتها "إن حبي لك ينتشر في جسدي كما يذوب الملح في الماء"
ومن أوان مدنية منديس عرفنا عطر كليبوباترا "المعروف بالمنذريان" حيث إن عطور ذلك الزمان لم تكن سائلة وشفافة كما هى اليوم، وإنما كريمات مشبعة بالتوابل، ومعدة بحيث تظل رائحتها تفوح من الجسم لوقت طويل ،ورغم أن العناية بالجسد تخص الأحياء فإنها أيضا تم استخدامها مع الأموات، ولما كان الإله يمثل الخير فإنه لابد أن تفوح منه رائحة عطرة ، وكانت الرائحة الكريهة والتعفن تمثلان الشر عند المصري الذي كان ينظر للعطر على أنه ترياق ضد التعفن.
وأضاف مجدي شاكر: ومن كل ذلك نتمنى أن يكون عندنا براند عالمى خاص بنا فى العطور خاصة أننا سبقنا فرنسا ولندن فى صناعته بكثير وان يكون الأسم له علاقة بالحضارة المصرية القديمة التى كانت لها السبق فى كل المجالات ولها شهرة عالمية ونطلق عليه بريفوم توت أو نفرتيتى أو نفرتارى أو كليوباترا أو عطر أيزيس وكلها اسماء يعرفها العالم أجمع وتكون هناك محاولات لزراعة زهور اللوتس الازرق والأبيض وتصنيع العطور بنفس الطريقة التى كان الأجداد وهى منقوشة على جدران المعابد والمقابر وفى البرديات وتكون واستثمار لحضارتنا كذلك استغلال شهرة قرية شبرا بلوله أحدى قرى محافظة الغربية الحالية والتى تقع قرب مدنية طنطا والتى تقوم بزراعته فى كل القرية وتعتمد عليه باريس ولندن فى صناعة العطور بنسبة سبعين فى المائة .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عطر عطر الخلود الحضارة المصرية الحضارة المصرية القديمة المصريين القدماء تحتمس الثالث مجدي شاكر كبير الأثريين
إقرأ أيضاً:
منذر رياحنة: صراعي مع مصطفى شعبان مليء بالإثارة في حكيم باشا.. فقدان ابني سبب تحول الشخصية.. وبنات همام يكشف خبايا وأسرار ريا وسكينة| حوار
منذر رياحنة لصدى البلد : حالة تفاهم تجمعني بالفنان مصطفى شعبانمسلسل “بنات همام” لا يشبه الأعمال السابقة التى قدمت قصة ريا وسكينة “سيوف العرب” ملحمة تاريخية تلقي الضوء على مرحلة مهمةصاحب رؤية فنية متفردة، ولديه قدرة إبداعية يصنع من خلالها الفارق فى أى عمل يشارك به، يضفي حالة من العمق الفنى لأى شخصية يجسدها، ولذلك تجد كل دور قدمه مختلف عن الآخر، فهو له فلسفته الخاصة، ورغم براعته فى أدوار الشر الإ أنه يمتلك قدرات هائلة فى تجسيد الشخصيات التاريخية الصعبة، أنه الفنان منذر رياحنة صاحب مدرسة الأداء السلس والبسيط، والذى يدخل القلوب دون استأذان. التقينا بالفنان منذر رياحنة الذى كشف كثير من التفاصيل عن مسلسل “حكيم باشا” ليشارك مصطفى شعبان فى العمل للعام الثانى على التوالي، كما ياحدث عن دوره فى مسلسل “بنات همام”، وأخيرا ظهوره فى مسلسل “سيوف العرب”. فى البداية كيف ترى ردود الفعل اتجاه دورك فى مسلسل “حكيم باشا”؟
سعيد للغاية بردود الفعل على المسلسل بشكل عام، ودورى بشكل خاص، والعمل يطرح عديد من القضايا الاجتماعية المهمة، والتى تشغل بال المجتمع العربي ككل أيضا، كما أننى سعيد بالعمل مجددا مع الفنان مصطفى شعبان بعد مسلسل “المعلم” الذى عرض العام الماضي.
شخصية سليم فى هذا العمل تتعرض للكثير من الصعوبات والضغوط الحياتية مع حكيم الذى يمتلك المال والسلطة، وسليم يعيش تحت وطأة الاستغلال المستمر من قبل شخصية مثل حكيم، والذي يمتلك السلطة والمال، وهو يستغله باستمرار من اجل تحقيق أهدافه فقط.
معنى ذلك أن العلاقة بها جانب كبير من الصراع ؟علاقة سليم وحكيم هى مرآة لحال المجتمع وتجسيد حقيقي للتفاوت الاجتماعي والتعامل غير العادل بين الأشخاص في المجتمع، ويسعى سليم خلال العمل البحث عن العدالة والتحرر من دائرة الاستغلال التي يعيش مع حكيم، خاصة أن العمل يلقي الضوء بشكل عميق على قضايا عديدة مثل العدالة الاجتماعية وأهمية الإيمان بالمبادئ في مواجهة القوى القهرية.
التحولات التى تشهدها الشخصية من خلال الصراعات والمواقف التى تجمعه بشخصية حكيم، فضلا عن تعرضه الى موقف صعب فى حياته نتيجة فقدان ابنه، ووسط هذه الظروف القاسية يجد نفسه مضطراً العيش، وهذا يؤثر بشكل كبير على تطور شخصية سليم فهو يواجه صراعًا داخليًا عميقًا بين الرغبة في البقاء على قيد الحياة والمحافظة على المبادئ الإنسانية من جهة، وبين مواجهة الهيمنة والقوة التي يمارسها حكيم عليه من جهة أخرى، هذا الصراع يضيف بعدا إنسانيا كبيرا للشخصية ويجعل الجمهور يتفاعل بشكل أكبر مع معاناته.
مسلسل حكيم باشا يسجل التعاون التاني بينك ومصطفى شعبان بعد مسلسل “المعلم” العام الماضي، كيف ترى هذا التعاون؟بالفعل، قدمنا العام الماضي مسلسل "المعلم" الذي حقق ردود أفعال إيجابية وجيدة من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء، وفى هذا العام نتعاون سويا بمسلسل “حكيم باشا” فى شخصيتين مختلفتين، ويجمعنا سويا حالة من التفاهم العميق وبيننا كيمياء مشتركة.
مسلسل “بنات همام” يتناول قصة “ريا وسكينة” الشهيرة ، ويطرح تساؤلاً مهماً حول ما إذا كانتا فعلاً ظالمتين أم مظلومتين، ويلقي الضوء على جوانب غير معروفة من حياتهما، والعمل مكون من 15 حلقة، يعد من الأعمال التى تثير الكثير من الجدل والتفكير بين المشاهدين حول العدالة والظلم،
كيف تري التعاون بينك وحورية فرغلي ووفاء عامر ؟اكتسبت نجمتين كبيرين فى هذا العمل، فهما تمتلكان قدرات فنية عالية، وهذا العنل تظهرهما بشكل مختلف عن الأعمال السابقة التى قدمها الثنائى، وسعيد بالعمل معهما فى هذا المسلسل.
الم تخش فكرة المقارنة بين هذا العمل والأعمال الأخرى التى قدمت عن قصة ريا وسكينة ؟لم أقلق من هذا الأمر، لأن هذا العمل مختلف تماما عن الأعمال التى قدمت من قبل، وتناولت قضية ريا وسكينة، خاصة ان هذا العمل يتعمق فى القضية بشكل جديد، ويكشف بعض الخبايا والأسرار بكل جرأة.
ماذا عن المسلسل التاريخي “سيوف العرب” ؟“سيوف العرب” مسلسل تاريخي مميز يتناول حقبة هامة من التاريخ العربي، ويتكون من 10 حلقات، أتمنى أن ينال هذا العمل إعجاب الجمهور، والعمل يقدم ما مرت به الأمة العربية من عصر الجاهلية حتى الخلافة الأموية، والعمل من إخراج سامر جابر.