أكّد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم السبت 9 سبتمبر 2023، أنّ الأسرى في سجون الاحتلال مستعدون لخوض الإضراب عن الطعام والذي أقرته اللجنة الوطنية العليا للحركة الأسيرة في الرابع عشر من أيلول/سبتمبر الجاريّ.

وأوضح نادي الأسير أن قرار الأسرى جاء ردًا على إجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وللمطالبة بوقف كل القرارات، والسياسات المتخذة بهدف التضييق عليهم.

وفي رسالة وجهها أسرى حركة فتح، أكّدوا أنّهم وإلى جانب كافة رفاقهم من فصائل العمل الوطني والإسلامي، مستعدون بكل ما يملكون من إرادة لخوض هذه المعركة، وسيرفضون أي محاولة للمساومة على حقوقهم وحقوق عائلاتهم، داعين أبناء شعبهم إلى إسنادهم ودعمهم في وجه هذا العدوان المستمر بحقهم.

وأضاف نادي الأسير، في بيان له، أن هذه الرسالة جاءت في إطار حالة التعبئة المستمرة، وتأكيد الأسرى على أنهم في حالة طوارئ دائمة، لطالما استمرت حكومة الاحتلال الفاشية في التلويح بفرض المزيد من الإجراءات، والسياسات للانقضاض على حقوقهم.

وأشار إلى أنّ تأكيد الأسرى على استعدادهم لخوض معركة الإضراب عن الطعام، كما في كل المحطات والمعارك السابقة، هي رسالة للاحتلال على استعدادهم الدائم للذهاب لأقسى المعارك وأشدها في سبيل الحفاظ على منجزاتهم وحقوقهم.

تجدر الإشارة إلى أن "بن غفير" وقبل أسبوع أعلن عن قراره بتقليص زيارات الأسرى، في إطار خطته التي تهدف للتضييق على الأسرى، وفرض مزيد من السيطرة والرقابة عليهم.

وفي ضوء هذا القرار، أعلنت اللجنة الوطنية للحركة الأسيرة عن استعدادها لخوض معركة الإضراب عن الطعام، علمًا أنّه ومنذ تولي حكومة الاحتلال اليمينية الفاشية سدة الحكم، سعت ولا تزال لفرض جملة من الإجراءات، بالإضافة إلى قوانين، ومشاريع قوانين، وتعديلات قانونية عنصرية بحقّ الأسرى.

يشار إلى أنّ الأسرى وعلى عدة جولات تمكّنوا عبر خطوات نضالية، من حماية منجزاتهم، وما تبقى لهم من حقوق.

المصدر : وكالة سوا - وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: نادی الأسیر عن الطعام

إقرأ أيضاً:

52 يوما من الحصار.. لقمة الطعام في شمال غزة مغمسة بالدم

خرج الشاب الفلسطيني محمود عودة من سكان بيت لاهيا بمحافظة شمال غزة من منزله مضطرا للباحث عن ما يسد به رمق عائلته الجائعة المكونة من 8 أفراد، لكنه قتل على الفور برصاصة أطلقتها طائرة مسيّرة إسرائيلية.

ولا تزال عائلة عودة، مع أكثر من 80 ألف فلسطيني آخرين، ترفض مغادرة شمالي قطاع غزة، والذي يعاني حصارا إسرائيليا متواصلا منذ 52 يوما، رغم إنذارات الإخلاء الإسرائيلية وتعميق الاجتياح العسكري والمجاعة والعطش.

ويقول الوالد عودة للأناضول "فقدت ابني البكر محمود (22 عاما) بسبب الطعام الذي لا يتوفر للمحاصرين المجوعين بأمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة".

ويضيف "لقمة الطعام في بيت لاهيا والمناطق المحيطة بها مغمسة بالدم فعليا، حيث يضطر الأهالي المحاصرون يوميا للخروج من منازلهم للبحث عن المياه والطعام في المناطق القريبة منهم، لكن الاستهدافات الإسرائيلية تترقبهم، فتقتل وتصيب بعضهم".

وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال اجتياحا بريا لشمالي قطاع غزة بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، في حين يقول فلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال شمالي القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه.

وضع مأساوي

ومنذ أسابيع نفد الطعام لدى عائلة الحاج مهدي شبات، الذي ينحدر من بلدة بيت حانون وينزح حاليا في مشروع بيت لاهيا.

ويقول شبات للأناضول "نعيش على الماء والملح وأحيانا بعض أرغفة الخبز، ورغم ذلك لا نفكر في النزوح أبدا من شمال غزة".

ويصف الوضع المعيشي لعائلته المكونة من 10 أفراد وباقي العائلات بـ"المأساوي جدا".

ويتابع "بصعوبة بالغة نوفر المياه من مستشفى كمال عدوان أو من أحد الآبار التي تعمل بشكل متقطع كل أسبوع مرة واحدة على الطاقة الشمسية".

ويحكي "نحصل على المياه وفوقنا الطائرات المسيرة تطلق النيران والقنابل، والقذائف المدفعية تتساقط حولنا بشكل كثيف، وشظاياها تصيب الناس".

وفي أحدث جرائمها بحق المحاصرين بمناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، قصفت إسرائيل مستشفى كمال عدوان مؤخرا، مما أدى ضمن أضرار مادية أخرى كبيرة إلى انقطاع الكهرباء وإتلاف خزانات المياه.

وعن مشقة توفير الطعام، يكمل شبات حديثه قائلا "دخلنا في أسابيع الحصار الأولى إلى المنازل التي تركها أهلها وأخذنا ما وجدنا فيها من طعام، لكن مع الوقت كل ذلك نفد، واليوم حرفيا لا يوجد لدينا أي طعام".

"لن نترك أرضنا"

المأساة نفسها تعيشها عائلة محمد المصري في بلدة بيت لاهيا، ويقول المصري للأناضول "نموت جوعا وعطشا تحت القصف، فالاحتلال مُصر على قتلنا رغم كل المطالبات الدولية بإدخال الطعام والشراب لنا نحن المحاصرين في شمال قطاع غزة".

ويزيد "نرفض ترك أرضنا للمحتل ونخرج حتى لو لم يبق إلا التراب لنأكله. الموت أهون علينا من تلك اللحظة".

وحسب المصري، فإن أطفاله الثلاثة "يشعرونه دائما بالحسرة، خاصة عندما يطلبون الطعام ولا يتمكن من توفيره لهم".

ويتابع "لم نتلقَ أي مساعدات منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية وحتى قبلها بنحو شهر، ولا يوجد لدينا أي مخزون من الطعام، لذلك الوضع مأساوي جدا لدى كل من يعيش في شمالي قطاع غزة".

عقاب جماعي

ويجمع الأهالي الذين لم يغادروا شمالي قطاع غزة، رغم إنذارات إسرائيل، على أن ما يعيشونه اليوم من حصار وعطش وجوع "هو ضريبة لصمودهم ورفض ترك منازلهم".

ويقول يزن الأسمر من مخيم جباليا "اعتدنا على سياسة العقاب الجماعي من الاحتلال وقواته التي تضرب بعرض الحائط كل القوانين والاتفاقات الدولية ولا تحترم أي معايير إنسانية".

ويضيف "للعالم أن يتخيل أن هناك آلاف البشر محاصرون منذ نحو شهرين في بقعة جغرافية يمنع الدخول والخروج منها، ودون السماح بإدخال ما يسد رمقهم من طعام، كيف سيكون حالهم؟".

وحسب الشاب العشريني "فإن كل محاولات الاحتلال للاستيطان في شمالي قطاع غزة ستُكسر أمام صمود الأهالي حتى لو تبقى واحدا منهم هناك".

يشاركه الرأي الشاب مؤيد البهتيمي من مشروع بيت لاهيا بقوله "رفضنا أوامر الاحتلال منذ بدء عمليته العسكرية، وكلما اقترتب منا الآليات الإسرائيلية نهرب إلى مكان أبعد، مع رفضنا المطلق لفكرة الهجرة القسرية".

ويضيف "كل المواطنين الذين تركوا شمالي قطاع غزة غادروا مكرهين تحت حمم النيران والقصف، ولم يغادر أحد طوعيا، لذلك لا يمكن أبدا لجيش الاحتلال المدجج بأعتى أنواع الأسلحة تسجيل انتصار علينا"، وفق الهتيمي.

ويعتبر أن "تباهي الجيش الإسرائيلي بإفراغ مخيم جباليا وشمالي قطاع غزة من المواطنين ما هي إلا محاولة لترميم صورته المكسورة أمام صمود الأهالي وبسالة المقاومين في الميدان".

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا على قطاع غزة خلفت أكثر من 149 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • 52 يوما من الحصار.. لقمة الطعام في شمال غزة مغمسة بالدم
  • الاحتلال يعتقل 16 فلسطينيا في الضفة الغربية
  • الاحتلال يمنع الأسير السابق إسماعيل طقاطقة من الدخول للأردن لاستكمال علاجه
  • منذ حرب الإبادة بغزة.. نادي الأسير: إسرائيل اعتقلت 435 فلسطينية
  • نادي الأسير: الاحتلال اعتقل أكثر من 435 امرأة منذ بدء حرب الإبادة
  • هآرتس: ربع الأسرى أصيبوا بمرض الجرب مؤخرا
  • ضمن معركة “طوفان الأقصى”.. 15 عملا مقاوما في الضفة خلال 24 ساعة
  • الاحتلال صادر 52 ألف دونم من أراضي الضفة خلال العام الجاري
  • 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 21 عملا مقاوما خلال 24 ساعة