الجزيرة:
2025-04-17@02:30:54 GMT

اقتصاد الهند نمو متراكم وتحديات بارزة

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

اقتصاد الهند نمو متراكم وتحديات بارزة

بالتزامن مع استضافة قمة العشرين، يتوج الاهتمام إلى الهند التي حققت خلال السنوات الماضية أرقاما إيجابية على الصعيد الاقتصادي، وتطمح لتعزيز موقعها في مقدمة أكبر الاقتصادات على مستوى العالم، وهو الهدف الذي تواجهه تحديات بارزة.

وتأتي الهند في المرتبة الخامسة بين دول مجموعة العشرين بناتج محلي إجمالي قيمته 3.

39 تريليونات دولار، حسب بيانات عام 2022، التي أظهرتها قاعدة بيانات البنك الدولي. وقد لوحظ حسب نفس المصدر أن الناتج المحلي الإجمالي للهند في صعود على مدار السنوات العشر الماضية، باستثناء عام 2020 الذي شهد أزمة جائحة كورونا.

ويمثل الناتج المحلي الإجمالي للهند عام 2022 نسبة 3.37% من الناتج المحلي العالمي البالغ 100.56 تريليون دولار.

وصاحَب ارتفاع قيمة الناتج المحلي أداء إيجابي لمعدلات النمو الاقتصادي، ففي عام 2013 كان معدل النمو 6.4% وارتفع إلى 8.3% عام 2016. وبعد تراجع بسبب كورونا، حقق الاقتصاد الهندي عامي 2021 و2022 نموا بنسبة 9.1% و7% على الترتيب.

ويعد معدل النمو الاقتصادي للهند عام 2022، شديد الإيجابية في ضوء الظروف العالمية التي مر بها الاقتصاد العالمي، ويظهر تقرير "رؤية عامة" للبنك الدولي الصادر عام 2023، أن الهند استطاعت من خلال معدلات النمو المرتفعة أن تخفض من حدة الفقر بنسبة 50%، وارتفع متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي عام 2022 إلى 2380 دولارا بعد أن كان 1500 دولار عام 2013.

وحسب نفس المصدر، تستهدف الهند أن تكون ضمن الدول صاحبة الدخل المرتفع مع حلول مئويتها عام 2047، ولكن ضآلة نصيب الفرد من الدخل القومي ترجع إلى الكثافة العالية للسكان، فهي الدولة الأولى على مستوى العالم من حيث عدد السكان بنحو 1.41 مليار نسمة، وبنسبة تصل إلى 17.8% من إجمالي سكان العالم البالغين 7.92 مليارات إنسان عام 2022.

ورغم التحسن البادي في متوسط دخل الفرد، وكذلك الاستمرار في تحقيق معدلات نمو عالية، فإن ثمة تحديا كبيرا يواجه الهند، يتمثل في سوء التغذية لدى نسبة كبيرة من السكان، وبخاصة الأطفال الذين تصل نسبة التقزم بين من هم أقل من 5 سنوات إلى 35.5%، مما يعزز من أهمية قضية عدالة توزيع الثروة، بجوار تحدي استمرار تحقيق معدلات نمو مرتفعة.

وثمة مؤشر مهم، يساعد على معرفة تطور الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات النمو بالهند، وهو صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر. فبيانات البنك الدولي لعام 2013 تبين أن تلك التدفقات بلغت 28.1 مليار دولار، بينما كان عام 2022 49.9 مليار دولار، وللمفارقة حققت الهند أفضل تدفق للاستثمارات الأجنبية في تاريخها بأكثر من 64 مليار دولار خلال 2020 بالتزامن مع بداية جائحة كورونا.

أداء التجارة والديون

بلغ عجز التجارة في السلع والخدمات في الهند عام 2022 نحو 152 مليار دولار، حيث بلغت الواردات من السلع والخدمات نفس العام 911.3 مليار دولار (تمثل واردات السلع والخدمات نسبة 3% من الأداء العالمي) بينما بلغت الصادرات من السلع والخدمات 759.9 مليار دولار (تمثل الصادرات من السلع والخدمات 2.4% من الأداء العالمي) حسبما ورد في بيانات البنك الدولي، وبذلك يكون إجمالي تجارة السلع والخدمات للهند بقيمة 1.67 تريليون دولار.

أما عن التجارة السلعية للهند، فتوضح بيانات نفس المصدر أنها تمثل 34% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو معدل متراجع عما كان عليه الوضع عام 2013 عند 42%. وهو ما يعني أن هذا التراجع أتى لصالح القطاعات الأخرى من صناعة وزراعة وخدمات.

أما عن الديون، فتظهر بيانات صندوق النقد الدولي، لعام 2022، أن الدين العام في الهند كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي في تزايد على مدار العقدين الماضيين، ففي عام 2000-2001 كان الدين العام يبلغ نسبة 73.6% ثم 75.1% عام 2018-2019، وصولا إلى 86.8% عام 2021-2022.

وإذا نظرنا لواقع الديون الخارجية في الهند، نجد أنها ارتفعت إلى 612 مليار دولار عام 2021، بعد أن كانت 427 مليار دولار عام 2013، ويمكن هنا أن نشير إلى استفادة التجربة الهندية من التمويل بالديون الخارجية وكذلك صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، بجوار المدخرات المحلية التي تصل نسبتها 30% من الناتج المحلي عام 2022، وهي أفضل من المتوسط العالمي البالغ نسبة 27%.

الصعود الهندي

جمعت الهند بين عدة أمور لتنطلق نحو المكانة التي حققتها الآن على الصعيد العالمي اقتصاديا، وعلى رأسها الاستجابة الإيجابية للتعاطي مع العولمة، مع تطويعها مع الأجندة الوطنية، والاستفادة من إمكانيات المؤسسات المالية الدولية، فتم التخلي عن اقتصاد يعتمد على القطاع الزراعي التقليدي بشكل كبير إلى اقتصاد متنوع، فقد تراجعت مساهمة قطاع الزراعة في الناتج من قرابة 30% إلى نحو 15%، وذلك وفق دراسة بجامعة القاهرة بعنوان "القوى الآسيوية الصاعدة في النظام الدولي: الهند نموذجًا".

ووفقا للمصدر السابق فإن قطاع الخدمات الهندي أصبح الأسرع نموا على مستوى العالم ويسهم بنسبة 60% من حجم الاقتصاد الهندي، كما اهتمت السلطات بالقطاع الصناعي، وأطلقت مبادرة "صنع في الهند" عام 2014، ليصبح قطاع الصناعة الهندي واحدا من القطاعات المهمة الجاذبة للاستثمارات المباشرة من كافة دول العالم، وتستهدف الحكومة ليكون قطاعها الصناعي واحدًا من القطاعات المنافسة لأميركا والصين، بحيث تكون الهند مركزًا صناعيا واعدا على الصعيد العالمي.

تميز تكنولوجي

لم يكن الحضور القوي للهند في صناعة التكنولوجيا وليد لحظة انطلاق العولمة وثورة المعلومات مطلع تسعينيات القرن العشرين، فحسب دراسة نشرت بأحد المجلات العلمية بجامعة الزقازيق بمصر، تحت عنوان "صناعة البرمجيات وآثرها على البطالة والفقر في الهند" كانت الهند ومنذ ستينيات القرن الماضي أكبر مصدر لخبراء الحاسوب.

وتشير الدراسة أيضا إلى أن عدد العاملين المتصلين بقطاع صناعة البرمجيات بشكل مباشر بالهند عام 2016 بلغ 3.7 ملايين عامل، والعمالة غير المباشرة قدرت بنحو 10 ملايين عامل، كما أن صادرات الهند من البرمجيات بلغت 173 مليار دولار عام 2016، وبما يمثل مساهمة بالناتج المحلي تصل 9.3%، ويستهدف أن تصل قيمة صادرات البرمجيات إلى 350 مليارا عام 2025.

وليس هذا فحسب، فالهند تحظى بسيطرة على سوق الأعمال التكنولوجيا الخارجية، فتسيطر على حصة 56% من حجم السوق، كما أن قطاع صناعة صادرات البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات نما بمعدل عال، بلغ أكثر من 45% من إجمالي صادرات قطاع الخدمات.

حلم عالم واحد

على مدار يومي 9 و10 سبتمبر/أيلول 2023، تشهد العاصمة الهندية القمة الـ 18 لمجموعة العشرين، تحت شعار "أرض واحدة.. عائلة واحدة.. مستقبل واحد" وإن كان الشعار براقًا، إلا أنه لا يمكن أن يخفي حجم التناقضات القائمة والخلافات المحتدمة بين أعضاء المجموعة.

فعبر عناوين مختلفة، تضمها أجندة القمة، مثل تغير المناخ، وأزمة الديون، والتحديات التي يعاني منها الاقتصاد العالمي، ثمة شد وجذب بين القوى الكبرى، مثل الصين وأميركا، فلكل منهما ملفاته التي يريد أن يمررها عبر القمة، وقد يتسبب الأمر في أزمة بإصدار البيان الختامي للقمة.

ويجب أن ننظر إلى هذه القمة في إطار الهدف الذي أنشئت في إطاره المجموعة، وهو الإطار التعاوني، غير الملزم لأعضاء المجموعة في شيء، وإن كانت القمة مرات سابقة تصنع أجندة إدارة الاقتصاد العالمي، ولكن منذ خروج الصراع الأميركي الصيني للعلن، بعد الحرب التجارية التي بدأها الرئيس السابق دونالد ترامب، وزاد عليها بايدن حجب التكنولوجيا عن الصين، فسيكون من الصعب أن تخرج بسلاسة أجندة من قبل المجموعة لإدارة الاقتصاد العالمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الناتج المحلی الإجمالی الاقتصاد العالمی من الناتج المحلی ملیار دولار دولار عام فی الهند عام 2013 عام 2022

إقرأ أيضاً:

فارسة فلسطينية-روسية بارزة تمثل الاتحاد العالمي للفروسية في أبو ظبي

أبوظبي – تكريماً لإنجازاتها كأول امرأة عربية تشارك في بطولة العالم للفروسية (الدريساج)، ظهرت الفارسة الدولية الفلسطينية ديانا الشاعر وهي تمثل الاتحاد العالمي للفروسية في أبو ظبي.

ارتدت الشاعر خلال حفل التتويج المقام لمباريات الفروسية في العاصمة الأماراتية اللباس الأسود في إشارة رأى فيها البعض تضامنها مع ما يحدث لشعبها الفلسطيني من مجازر في غزة.

وكانت الفارسة ديانا الشاعر قد سجلت اسم بلدها فلسطين لأول مرة في تاريخ المحافل الدولية خلال مشاركتها في بطولة العالم للفروسية 2022 في هرنينغ، حيث تنافست في مسابقة الترويض الفردي مع حصانها أونازالي دي ماسا. وبذلك أصبحت أول فلسطينية تشارك في بطولة العالم للفروسية، كما ساهمت في منح الجنسية الفلسطينية للفارس الألماني كريستيان تسيمرمان و13 فارساً روسياً آخرين، وذلك لتجاوز العقوبات المفروضة على روسيا ودعماً لفلسطين.

وتعد ديانا الشاعر أول امرأة عربية تشارك في بطولة العالم للترويض، في إشارة حملت الكثير من الدلالات لقضية شعب ما زال صامداً في وجه التحديات، ومتواجداً في مختلف المجالات والمحافل الدولية.

ورثت ديانا الشاعر رياضة الفروسية عن والدها الفارس والدبلوماسي والكاتب السياسي رامي الشاعر، وهي تحمل الجنسيتين الفلسطينية والروسية. انتقل والدها إلى روسيا الاتحادية عام 1975 وأسس نادي الفارس للفروسية في زافيدوفو في روسيا.

تشغل ديانا حالياً منصب رئيس لجنة الترويض للمجموعة الإقليمية السابعة للاتحاد الدولي للفروسية، والتي تغطي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أنها دبلوماسية وناشطة في المجال الثقافي والرياضي، وتتقن ست لغات هي العربية والروسية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية.

تنحدر ديانا من عائلة فلسطينية مناضلة من يافا، حيث كان جدها المناضل والكاتب الفلسطيني العميد الدكتور محمد الشاعر أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية، وأول سفير لفلسطين في الاتحاد السوفيتي السابق. أما جدتها فهي المناضلة والناشطة والأديبة الفلسطينية وفيقة حمدي الشاعر، إحدى رائدات الحركة النسوية في فلسطين، وثاني امرأة عربية تحصل على دبلوم الأدب الروسي في وقتها. كما أن عمة ديانا، الدكتورة عالية الشاعر، والدكتورة أروى محمد الشاعر، هما أديبتان وكاتبتان فلسطينيتان معروفتان.

غطت وسائل الإعلام الإماراتية حفل التتويج للبطلة العالمية في الفروسية، محتفلة بتمثيلها للاتحاد الدولي للفروسية. كما تناولت الصحف الروسية سيرتها تحت عنوان “امرأة بارزة ومنصب رفيع”، حيث سلطت الضوء على مسيرتها الرياضية والدبلوماسية.

بدأت ديانا ركوب الخيل في سن الحادية عشرة في موسكو، وشاركت في البداية في المسابقات الوطنية قبل أن تنتقل إلى المحافل الدولية. وعندما زارت فلسطين لأول مرة عام 2016، أدركت قدرتها على إحداث تغيير في مجال الفروسية هناك، كما فعلت في روسيا التي ما زالت تحتفظ بمكانة خاصة في قلبها.

إلى جانب إنجازاتها الرياضية، انخرطت ديانا في العمل الاجتماعي، حيث شاركت كممثلة رسمية لفلسطين في الجمعية العامة للاتحاد الدولي للفروسية في طوكيو عام 2016. وفي صيف 2021، تولت رئاسة لجنة رياضة الفروسية للمجموعة الجغرافية السابعة للاتحاد الدولي للفروسية.

على الرغم من تحقيقها حلم التأهل إلى الألعاب الأولمبية (باريس 2024)، اضطرت ديانا للانسحاب بسبب إصابة حصانها. وقد أعلنت مؤخراً اعتزالها الفرس الذي ركبته منذ طفولتها، لتركيز جهودها على تطوير رياضة الترويض في الشرق الأوسط وروسيا، حيث تقيم حالياً دورات تدريبية منتظمة.

تعد ديانا الشاعر نموذجاً للرياضي الملتزم بقضيته، حيث نجحت في الجمع بين التميز الرياضي والعمل الدبلوماسي والثقافي، حاملةً معها دائماً هوية شعبها ورسالة صموده في كل المحافل التي تشارك فيها.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • 20 مليار دولار خلال 7 أشهر| تحويلات المصريين بالخارج تُحفز الاقتصاد المحلي
  • نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.4 بالمئة
  • مجلس الشورى يناقش رفع إسهامات القطاع غير الربحي في الناتج المحلي
  • التخطيط: قطاع الصناعات التحويلية يساهم بـ 16% في الناتج الـمحلي الإجمالي
  • التخطيط: 20.4 تريليون جنيه قيمة الناتج المحلي بالأسعار الجارية 2025/2026
  • اليابان تنفق 1.8% من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع في 2025
  • %11.4 مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الخليجي
  • 11.4 % مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الخليجي
  • الإحصائي الخليجي: 11.4% مساهمة قطاع السفر والسياحة في الناتج المحلي الخليجي
  • فارسة فلسطينية-روسية بارزة تمثل الاتحاد العالمي للفروسية في أبو ظبي