حروب الهواتف الذكية بين قمتي بريكس وآسيان
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
حروب الهواتف الذكية بين قمتي بريكس وآسيان
استراتيجية الاحتواء الأميركية فقدت قيمتها وجدواها وارتفعت كلفتها في الان ذاته.
كل المعطيات مؤخرا تؤكد بان عزل الصين بات امرا مستحيلا وان النظام العالمي انتظم على سكك التعددية القطبية اقتصاديا وامنيا.
صدمة صانعي القرار الأميركي بعد تحقيق الصين تقدم تقني مبكر؛ وجه لكمة قوية إلى الجهود الأمريكية لاحتواء صعود الصين بمجال التكنولوجيا المتقدمة.
تقليص مبيعات أميركا من الشرائح الذكية للصين والحد من الاستثمارات الصينية في قطاعات تتصل بالامن القومي الأميريكي انتهت إلى خسارة و فشل وهزيمة صافية.
* * *
لم تكتف الصين في تجاوز العقوبات الأميركية عبر تصنيع معالج متطور بقياس 7 نانومتر، لتشغيل أحدث هواتف شركة "هواوي تكنولوجي" Mate 60 Pro ؛ اذ عمدت في الوقت ذاته لفرض حظر غير مباشرعلى هواتف شركة آبل والهواتف الأجنبية بمنع موظيفها من تشغيل تلك الهواتف أو استخدامها للدردشة خلال وجودهم في عملهم؛ ما أدى إلى تراجع أسهم شركة آبل التي تحوز السوق الصينية على 19 % من مبيعاتها.
صدمة صانعي القرار الأميركي بعد تحقيق الصين تقدم تقني وصف بانه مبكر؛ وجه لكمة قوية إلى الجهود الأمريكية لاحتواء صعود بكين في مجال التكنولوجيا المتقدمة.
استراتيجية الاحتواء الأميركية فقدت قيمتها وجدواها وارتفعت كلفتها في الان ذاته؛ فتقليص مبيعات أميركا من الشرائح الذكية للصين والحد من الاستثمارات الصينية في القطاعات التي اعتبرتها وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، ذات صلة بالامن القومي الاميركي انتهت بهذا المعنى الى خسارة و فشل وهزيمة صافية ؛ و بدون مردود يذكر.
فالإعلان الصيني عن حظر هاتف آيفون التابع لشركة آبل والكشف عن معالج فائق السرعة تم تصنيعه بالكامل في الصين جاء بعد أيام من مفاوضات قادتها وزيرة التجارة الأميركية في الصين بحجة توجية رسائل طمانة لبكين بعدم توافر النية لقطع الصلة التجارية معها امريكيا واوروبيا .
لا يتوقع ان تقتصر المفاجأت الصينية على معارك الهواتف الذكية والمعالجات اذ يتوقع ان تشهد الصين تطورا مهما في ترسانتها النووية وقدراتها الدفاعية وهي مفاجات تمثل انعكاس لمستوى التطور التكنولوجي والتقني والصناعي الصيني.
المتغيرات المتسارعة ذات الطبيعة المتفجرة تركت اثارها المباشرة على قمة دول رابطة آسيان باعلان صريح من دولها انها لن تسمح بتحول الرابطة الى ساحة للتجاذب والتصارع الدولي!
أي أن رابطة آسيان ودولها تبحث عن مساحة للحياد تتيح لها الاستفادة من الفاعليين الاقتصاديين والتجاريين في العالم المتعدد؛ وعلى راسهم الصين؛ اذ بات واضحا ان عزل الصين خيار فاشل ومكلف لدول رابطة آسيان التي يتجاوز ناتجها الاجمالي 3.4 ترليون دولارح وهي قناعة توصلت اليها الهند في وقت سابق من خلال تفعيل مشاركتها مع الصين في دول مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون.
ماحدث في اجتماع رابطة دول آسيان وما سبقها بقمة دول بريكس وما تخللهما من اعلانات صينية عن تجاوزها للعقبات الامريكية يؤكد بان عزل الصين بات امرا مستحيلا وان النظام العالمي انتظم على سكك التعددية القطبية اقتصاديا وامنيا.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: أميركا بريكس آسيان حروب الصين هواوي الهواتف الذكية النظام العالمي التعددية القطبية هاتف آيفون شركة آبل
إقرأ أيضاً:
شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تغير نماذج أعمالها بعد نجاح DeepSeek
تشهد الصين تحولًا كبيرًا نحو الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، وهو توجه يرى خبراء السوق أنه يعزز من تبني الذكاء الاصطناعي والابتكار في البلاد، فيما يصفه البعض بأنه يشبه "لحظة أندرويد" لهذا القطاع.
كسر هيمنة التكنولوجيا الأمريكيةتصدرت شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة DeepSeek المشهد بإطلاقها نموذج R1 مطلع هذا العام، والذي لم يكتفِ بتقديم أداء مميز، بل طرح تساؤلات حول ضرورة الإنفاق الضخم على نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) ومراكز البيانات، كما تفعل شركات التقنية الكبرى.
أوضح محللون أن التأثير الأهم لـ DeepSeek تمثل في تحفيز الاعتماد على النماذج مفتوحة المصدر، حيث قالت وي صن، المحللة الرئيسية في الذكاء الاصطناعي لدى Counterpoint Research"نجاح DeepSeek أثبت أن استراتيجيات المصدر المفتوح يمكن أن تقود الابتكار بشكل أسرع وتعزز من الانتشار الواسع".
ردًّا على هذا التحول، بدأت شركات كبرى مثل Baidu بتغيير استراتيجياتها. ففي 16 مارس، أعلنت عن إصدار أحدث نسخ نموذجها Ernie 4.5 ونموذج جديد للاستدلال يُدعى Ernie X1، وجعلتهما مجانًا للمستخدمين الأفراد، بل وتخطط لجعل سلسلة Ernie 4.5 مفتوحة المصدر بحلول نهاية يونيو.
ولم تكن Baidu الوحيدة، إذ أعلنت كل من Alibaba وTencent عن مبادرات مماثلة علي بابا، الذي فتحت مصادر نماذجها للذكاء الاصطناعي المخصصة لإنشاء الفيديو.
بالأضافة إلى مؤسة تينسنت، التي أطلقت خمسة نماذج جديدة مفتوحة المصدر لتحويل النصوص والصور إلى صور ثلاثية الأبعاد.
أما الشركات الناشئة، فقد انضمت إلى الركب، حيث أعلنت ManusAI عن نيتها فتح مصادر بعض نماذجها هذا العام، بينما صرّحت Zhipu AI بأن عام 2025 سيكون "عام المصدر المفتوح".
المقارنة مع النهج الأمريكي: مفتوح المصدر أم مغلق؟في المقابل، تواصل شركات أمريكية مثل OpenAI وAnthropic تبني نهج النماذج المغلقة (Closed Source)، حيث تحافظ على سرية بيانات التدريب والخوارزميات، وتجني الأرباح من خلال فرض رسوم على استخدام النماذج أو الوصول إلى واجهات البرمجة (APIs).
بالمقابل، تعتمد DeepSeek على ترخيص MIT، وهو من أكثر التراخيص انفتاحًا، حيث يسمح بالاستخدام المجاني للنموذج، وتعديله، وإعادة توزيعه حتى لأغراض تجارية.
ورغم أن النموذج نفسه مجاني، فإن الشركة تفرض رسومًا على استخدام واجهة برمجة التطبيقات (API)، وهي خدمة أرخص من عروض OpenAI وAnthropic.
لماذا يعتبر البعض هذا "لحظة أندرويد" للذكاء الاصطناعي؟يشير البعض إلى أن ما يحدث الآن يشبه إطلاق جوجل لنظام أندرويد، الذي أتاح لمطوري التطبيقات الحرية لبناء أنظمة بيئية قوية خارج نطاق تحكم آبل.
فيما قال تيم وانج، الشريك الإداري لصندوق التحوط التقني Monolith Management:"لقد اعتدنا الاعتقاد بأن الصين متأخرة عن الولايات المتحدة بفارق يتراوح بين 12 و24 شهرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، أما الآن فنعتقد أن الفارق قد تقلص إلى ما بين ثلاثة وستة أشهر فقط."
هل يغير المصدر المفتوح موازين المنافسة؟على الرغم من الحديث عن سباق بين الصين والولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي، يؤكد خبراء أن هذه اللحظة تتعلق بقوة المصدر المفتوح أكثر من المنافسة الجيوسياسية.
يقول جو تساي، رئيس مجلس إدارة مجموعة علي بابا:"النماذج مفتوحة المصدر تمنح قوة الذكاء الاصطناعي للجميع ، من رواد الأعمال الصغار إلى الشركات الكبرى، ما يؤدي إلى المزيد من الابتكار وتنوع التطبيقات."