سام برس:
2025-01-07@01:02:28 GMT

القوة الهندية والتوجُّه عربياً

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

القوة الهندية والتوجُّه عربياً

بقلم/ عبد الرحمن الراشد
يوسف الشيراوي ، وزير التنمية والصناعة في البحرين ، كانَ في مجلسِ الوزير والأديبِ وصديقِ الروح غازي القصيبي ، رحمهما الله ، يكرّر القولَ : ستفاجئكم الهند ، الهند هي المستقبل. ولم يكن أحدٌ منَّا في نهاية التسعينات يرى ذلك ، ولا يأخذه على محمل الجد.

لم تكنِ الهندُ فقط بلداً فقيراً ، بل كانت كلَّ عامٍ تزداد فقراً ، إضافة إلى مخاوفِ الصراعاتِ والتفكك لشبه القارة الهندية.



ما دفع الشيراوي للتفاؤل متابعتُه لبرنامج إصلاحي أعلنته في عام 1999. كانت الهندُ مركزَ الإمبراطورية البريطانية خارجَ بلادها، ومنها كانت تديرُ نصفَ العالم العربي.

بعد ربع قرنٍ على نبوءة المرحوم الشيراوي نرى اليوم نهضة الهند معجزة تحققت. هي واحدة من القوى الاقتصادية الثلاث الكبرى، مع الولايات المتحدة والصين. مناسبة الحديث حيث نوجد في دلهي، استضافتها قمة العشرين العالمية.

الهنود لا يشبهون الأميركيين والصينيين، هم أقل ضجيجاً. بوصفها قوة صاعدة ، لديهم طموحات كبيرة مثل الصين ، صاحبة مشروع الطريق والحزام العملاق ، لدى الهند مشروع استراتيجي «شرق غرب» ، سياسي اقتصادي.

ويقال سيطرحه مودي على هامش القمة، ويشمل مشروعَ خطٍ حديدي سيربط الهندَ بالرياض ومدن العالم العربي ثم أوروبا.

العلاقة العربية بالهند وثيقة تاريخياً وحاضراً. هناك أكثر من ثمانية ملايين هندي في دول الخليج العربية ، منهم يأتي نحو نصف تحويلات مواطني الهند المالية في الخارج.

وتستورد ثلث نفطِها من الخليج أيضاً؛ حيث إنَّها سادسُ مستهلك للطاقة في العالم، ومع نمو اقتصادها ستزداد استهلاكاً وشراء للبترول.

هذه هي البداية فقط، فالهند أسرع نمواً من الصين والولايات المتحدة. لهذا ، يشجع الأميركيون الهندَ على لعب دور أكبر اقتصاديا وسياسيا في منطقة الشرق الأوسط والعالم لمزاحمة الصين.

ودلهي لا تحتاج إلى تحفيز ، فبينها وبين بكين ما صنع الحداد ، خلافاتٌ حدودية ، واشتباكات عسكرية ، وتسابقٌ اقتصادي.

الهند السابعة مساحة والأولى سكاناً ، والصين الثالثة مساحة والثانية سكاناً.

عملاقان يطلبان الودَّ وسياسة السعودية ، كما نرى ، الاحتفاظ بعلاقة إيجابية معهما.

الكثير قيل عن رئيس وزرائها ، ناريندرا مودي ، في السلطة منذ 2014. هندوسي قومي متعصبٌ وكارهٌ للمسلمين والعرب.

هذه مبالغاتٌ مصدرُها المتطرفون ، وهذا لا ينفي أنَّه كانت عنده صورة مظلمة حول منطقتنا. مودي انفتح على العالم العربي سريعاً وأصبح قريباً من دول الخليج بحكم حجم الجالية الهندية الكبير والتبادل التجاري المهم للجانبين. لاحقاً، أصبح مودي أقربَ مسؤولٍ هندي للمنطقة في تاريخها. كانت العلاقة قبله أقل من عادية. الذي يُفشل التقارب ، العلاقة القوية بباكستان، العدو التقليدي، وانعكاس التوترات الطائفية بين المسلمين وبقية مكونات الهند، والتطرف والإرهاب المنتسِب للمسلمين ، الآتي من خارج الهند. بعد التقارب تفهَّم الجانبان رأي كل طرف، وسعيا إلى التعاون.

فالعلاقة بباكستان ، مثل علاقة الهند الاستراتيجية بإسرائيل وعلاقتها بإيران ، حق سيادي ما دام أنه لا يستخدم ضد مصالح الطرف الآخر.

ويدرك مودي أنَّ التطرفَ عند فئة من المسلمين موجودٌ مثله عند بقية أتباع الأديان الأخرى في بلاده ، كما يعاني منه المسلمون في العالم. والحلُ في التعاون معاً لمحاربته.

وبإمكان السعودية اليوم المساهمة بشكل أكبر في هذا الجانب. لا ننسى أنَّ الهندَ هي الدولة الثالثة في العالم في عدد المسلمين بعد إندونيسيا وباكستان ، نحو مائتي مليون.

لقد أثبتَ الهنود ، على اختلاف خلفياتهم الثقافية ، أنَّهم شعبٌ تغلَّب على صعاب الاندماج ، وعمَّ بلدهم الاستقرار رغم ضخامة سكانه ، وتنوعهم العرقي والديني.

بدأ الهنود نهضتَهم الهندية مبكراً منذ مطلع الخمسينات. بعد استقلال بلادهم، أنشأ نهرو، أولُ رئيسِ وزراء، المعاهدَ الهندية السبعة الأولى في التكنولوجيا، ولاحقاً أسست المعاهد الهندية الستة في إدارة الأعمال. لكنَّها لم تزهر وتثمر إلا بعد نصف قرن نتيجة سوء الإدارة الحكومية.

اليوم نخبة قياديي شركات التقنية الكبرى في الولايات المتحدة جاءوا من الهند ، والبلاد نفسها تعيش ثورة تقنية كبرى.

نقلاً عن الشرق الاوسط

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

بسبب رياح قطبية.. زيادة معدلات الثلوج في أغلب دول العالم

تشهد القارة الأوروبية موجة طقس شديدة البرودة، أدت إلى اضطرابات واسعة النطاق في حركة الطيران، وتعطيل الدراسة وحركة المرور في العديد من الدول، وفقًا لتقرير بثته قناة "القاهرة الإخبارية" بعنوان "بسبب رياح قطبية.. زيادة معدلات الثلوج في أغلب دول العالم".

وأشار التقرير إلى أن علماء الطقس في المملكة المتحدة أوضحوا أن الرياح القطبية التي اجتاحت البلاد مع بداية العام الجديد تسببت في زيادة كميات الثلوج المتساقطة، ما أدى إلى توقف حركة الطيران عدة مرات.

وفي ألمانيا، أعلنت السلطات تأجيل أكثر من 7 رحلات جوية بسبب تراكم الثلوج على الطائرات والمسارات، حيث تم بذل جهود كبيرة لإزالة الثلوج لضمان سلامة الطيران.


أما في الولايات المتحدة، فقد ضربت العواصف الثلجية المناطق الشمالية بشدة، ما أسفر عن تأجيل عشرات الرحلات الجوية. ويتوقع خبراء الأرصاد أن تزداد هذه العواصف خلال الفترة المقبلة، خاصة في المناطق الشرقية من البلاد.


ويعتبر هذا الشتاء استثنائيًا، إذ شهدت العديد من الدول معدلات تساقط ثلوج غير مسبوقة بعد سنوات من ارتفاع درجات الحرارة الذي تسبب في ذوبان العديد من الجبال والأنهار الجليدية.

مقالات مشابهة

  • تعزيز القوة العسكرية الكينية.. مروحيات ومعدات جديدة لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية
  • بروفيسور إسرائيلي: نفوذ الإخوان المسلمين وصعود الراديكاليين قد يحول الأردن لعدو
  • بسبب رياح قطبية.. زيادة معدلات الثلوج في أغلب دول العالم
  • لماذا عجز العالم عن القضاء على داعش؟
  • تحطم مروحية في ولاية جوجارات الهندية ومقتل طاقمها
  • ما جدوى مجلس الأمن الدولي؟
  • جامعة بامو الهندية تمنح درجة الدكتوارة للباحث محمد قاسم المفلحي مع مرتبة الشرف
  • رئيس باكستان: ندعم حق شعب كشمير في تقرير مصيره
  • العالم المصري سعيد السيد بدير| حاولت الجهات الأجنبية تجنيده.. هل كانت وفاته اغتيال أم انتحار؟
  • نطاح الجماء مع القرناء