سلطنة عُمان تبتكر آليات وخدمات لتعزيز فاعلية القطاع اللوجستى

اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر في أور ﻧﻜﺴﺖ إﻳﻨﺮجي اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟ اﻟﺤﻴﺎد اﻟﺼﻔﺮ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٢٠٥٠

 

يُعدُّ القِطاع اللوجستى أحد القِطاعات الرئيسة التى تعتمد عليها سلطنة عُمان لتحقيق التنويع الاقتصادى المأمول، انطلاقًا من رؤية «عُمان 2040» الطموحة، التى تعتمد على القِطاع اللوجستى كإحدى ركائز النُّموِّ والتنويع الاقتصادى، وذلك عَبْرَ تعزيز سلاسل الإمداد المرتبطة به لِمَا له من فوائد كبرى فى تحقيق القِيمة المضافة العالية، بالإضافة إلى الدَّوْر المتعاظم للقِطاع الخاصِّ وما يُحقِّقه من جذب استثمارى نتيجة ما تملكه السَّلطنة من مُقوِّمات كبيرة وموقع جغرافى متفرِّد، يفتح المزيد من الفرص لروَّاد الأعمال، ويخلق العديد من الفرص الوظيفيَّة للكوادر الوطنيَّة، وغيرها من الأهداف الكبرى التى يُحقِّقها نُموُّ القِطاع محلِّيًّا وإقليميًّا وعالَميًّا، خصوصًا وأنَّه يؤدَّى دَوْرًا محوريًّا كرابطٍ مُهمٍّ وحيوى بَيْنَ كافَّة القِطاعات الاقتصاديَّة، ومِنْها الصِّناعة وحركة التِّجارة وسلاسل الإمداد المحلِّيَّة والعالَميَّة.

وانطلاقًا من الفوائد الاقتصاديَّة الكبرى والتنمويَّة التى يُحقِّقها هذا القِطاع المُهمُّ والحيوى، والذى يعتمد على بنية أساسيَّة واعدة، عمدت سلطنة عُمان إلى إقامتها منذ بواكير عهد النهضة المباركة، وإدراكًا لحجم التنافسيَّة الكبرى التى يشهدها هذا القِطاع على المستويَيْنِ الإقليمى والعالَمى. فالجهات المسئولة عن القِطاع اللوجستى فى السَّلطنة تعمل بشكلٍ متنامٍ على تطوير إمكانات القِطاع، والعمل على رفع كفاءته بشكلٍ مستمرٍّ، وتوطين أحدث التقنيَّات العالَميَّة التى تُحقِّق قدرة كبيرة على المنافسة. 

«آسياد» تدشن خدمة الشَّحن الجزئى المباشر التى تربط ميناء خزائن بالهند 

مشروعات عُمانية فى مجال السدود المائية

وتأكيدًا على تلك المنظومة، أطلقت مجموعة «آسياد» خدمة الشَّحن الجزئى المباشر التى تربط ميناء «خزائن» البَرِّى بمدينة «خزائن» الاقتصاديَّة مع ميناء «نافا شيفا» فى الهند، عَبْرَ ميناء صحار من خلال حلول «آسياد» للّوجستيَّات، وعلى متن أُسطول خطوط «آسياد».

ﺗﻨﻔﻴـﺬ اﺳـﺘﺮاﺗﻴﺠـﻴﺔ اﻻﺳﺘﻤــﻄﺎر اﻻﺻﻄﻨﺎﻋ ﻟﻤﻮاﺟﻬﺔ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻧﻘﺺ اﻟﻤﻴﺎه

 

ولعلَّ إطلاق هذه الخدمة التنافسيَّة الجديدة يهدف فى المقام الأول إلى دعم الشركات الخاصَّة العاملة فى قِطاع التصدير والاستيراد ووكلاء الشَّحن، بالإضافة إلى المؤسَّسات الصغيرة والمتوسِّطة وروَّاد الأعمال، عَبْرَ ربطها بالسُّوق الهندى. فهذه الخدمة التنافسيَّة الجديدة تُقدِّم حلولًا متكاملة، تنعكس على تقديم خدمة الشَّحن الجزئى المباشر فى ميناء «خزائن» البَرِّى إيجاباً على مستوى تنافسيَّة وكلاء الشَّحن فى سلطنة عُمان، الذين سيستفيدون من منشآت التخزين ومناولة الحاويات فى الميناء البَرِّى. كما ستَضْمن خدمة حلول الشَّحن الجزئى للمستوردين المحلِّيِّين خطَّ استيراد وتصديراً ثابتاً مع ميناء «نافا شيفا» بفضل الرحلات الأسبوعيَّة المباشرة التى تُشغِّلها خطوط «آسياد» بَيْنَ البَلدَيْنِ، ما يُسهمُ فى تخفيض تكاليف النَّقل واختصار مدَّة الشَّحن، واستدامة عمليَّات التصدير والاستيراد المباشر من بلد المنشأ وتنشيط الحركة التِّجاريَّة.

إنَّ مِثل هذه الخدمات الجديدة التى تُعظِّم الاستفادة للقِطاع، والتى تؤدِّى دَوْرًا كبيرًا فى تمكين القِطاع الخاصِّ من خلال تفعيل مبادرات وخدمات جديدة مُصمَّمة خصيصًا لِتناسبَ احتياجات المؤسَّسات الوطنيَّة والمشروعات الخاصَّة والأنشطة التِّجاريَّة، بالإضافة إلى ما تُسهمُ به من تنشيطٍ للحركة التِّجاريَّة عَبْرَ زيادة أحجام البضائع فى الموانئ العُمانيَّة، وهو ما سينعكس على تعظيم دَوْر القِطاع اللوجستى كمحرِّكٍ أساسى للاقتصاد الوطنى، خصوصًا مع مواصلة البلاد استراتيجيَّتها التوسُّعيَّة القائمة على تعزيز خطوطها وخدماتها المباشرة وقدرات موانئها، ويُحقِّق المكاسب المرجوَّة من وراء هذا القِطاع الذى يُشكِّل مستقبلًا للتنويع الاقتصادى المأمول.

مؤسَّسة «نوماد كابيتاليست» العالَميَّة: سلطنة عُمان بَيْنَ الدوَل السَّبع الأكثر أمانًا فى العالَم 

وفى سياق متصل، وضعت سلطنة عُمان منذ بداية عهد النهضة عددًا من الثوابت التى حققت لها الأمن والأمان والاستقرار، فإلى جانب السِّياسات الحكيمة، تتميز عُمان بحُبِّ السَّلام واحترام الغير، ونبذ الكراهية والعنصريَّة ونشْر المودة والمُحبَّة ومد يد الخير والصداقة، وهو ما أشادت به المؤسسات الدولية.

وفى هذا السياق، صنَّفت مؤسَّسة «نوماد كابيتاليست» العالَميَّة المتخصِّصة فى تزويد المستثمرين وروَّاد الأعمال بالخدمات الاستشارية، سلطنة عُمان بَيْنَ الدوَل السَّبع الأكثر أمانًا فى العالَم، حيث احتلَّت السَّلطنة المركز السادس استناداً إلى أنَّها «واثقة جدًّا من إمكاناتها، وتهدف إلى أن تصبحَ وجهة سياحيَّة ذات رواج فى المستقبل القريب».

وأكد تقرير المؤسسة العالمية أن النمو الاقتصادى فى عُمان كان مثيرًا للإعجاب بشكلٍ لا يصدق على مدى السنوات الخمسين الماضية، وأشار إلى أن حجم الاقتصاد العُمانى يبلغ ثلاث عشرة مرَّة عمَّا كان عليه فى عام 1980م، وأنَّ عُمان مكان جذَّاب لرجال الأعمال، وأضاف أنَّها تلتزم بالتعاليم الدينيَّة والأخلاقيَّة والقانونيَّة الصَّارمة، ممَّا يجعل معدَّلات الجريمة منخفضة للغاية بها.

وفى الواقع، فإن سلطنة عُمان حقَّقت المعادلة الصعبة، حيث النهضة والتطوُّر والأمن والأمان والاستقرار رغم التحدِّيات التى يموج بها العالَم والصراعات والاضطرابات التى تحيط بها من كُلِّ جانب.. والسبب أن عُمان اتَّخذت من السَّلام سبيلًا واقعيًّا وليس شعارًا يُرفع حتَّى اقترن اسم عُمان بالسَّلام، وأصبحت الراعى الرَّسمى للحقِّ والعدالة والتسامح، وصمام الأمان للخليج والعرب معاً.

مشروعات عُمانية فى مجال السدود المائية

تعزيز الثروة المائية عبر الاستمطار

يُعدُّ الاكتفاء المائى إحدى أكبر المعضلات التى يواجهها العالَم فى العصر الحديث، خصوصًا فى البلاد الجافَّة وشِبْه الجافَّة مِثل سلطنة عُمان، حيث يبلغ العجز المائى فى البلاد حوالى (316) مليون متر مكعَّب كُلَّ عامٍ، وهو رقم كبير يؤثِّر على الاحتياجات المائيَّة، لذا حرصت سَّلطنة عُمان على الاهتمام الكبير بقِطاع المياه منذ بداية مَسيرة النهضة العُمانيَّة المباركة، حيث وضعت الخطط والبرامج الكفيلة بسدِّ هذا العجز المائى، واعتمدت ـ فى سبيل ذلك ـ على عدَّة طُرق تعمل أوَّلًا على ترشيد المياه وعدم إهدارها، وتعتمد على تنفيذ مشروعات السدود بمختلف أنواعها نظرًا لأهمِّيتها فى تغذية الخزَّان الجوفى والحدِّ من تداخل مياه البحر بخزَّانات التغذية الجوفيَّة، إلى جانب دَوْرها فى توفير مزيدٍ من المياه الجوفيَّة لضمان استمراريَّة المشروعات التنمويَّة المختلفة.

إنَّ الجهود التى تبذلها السَّلطنة لَمْ تتوقَّف عِنْد بناء السدود، لكنَّها سَعَتْ إلى استجلاب التقنيَّات المطلوبة التى تتواءم مع الطبيعة لزيادة الموارد المائيَّة، مِثل تحلية مياه البحر، ومياه الصَّرف المعالَجة، إلَّا أن الاستمطار الاصطناعى كان أحد أهم الحلول وأبرزها، حيث أقيمت 12 محطَّة استمطار اصطناعى تعمل بـ(تقنيَّة الأيُّونات)، حيث تُعدُّ الأمطار المصدر الرئيس لتغذية الموارد المائيَّة المُتجدِّدة، حيث تتكوَّن المياه الجوفيَّة من تخزين كميَّات من مياه الأمطار فى مختلف الطبقات الصخريَّة الحاملة للمياه تحت سطح الأرض لِتستخرجَ لاحقًا عن طريق الآبار والأفلاج والعيون، وتُعدُّ تقنيَّة الاستمطار من التقنيَّات التى أثبتت نجاحها فى تعزيز هطول الأمطار خلال السنوات الست الماضية بنسبة من 15 إلى 18 بالمائة.

مشروع الاستمطار بالطائرات المُسيَّرة (الدرون)

ومن هذا المنطلق، يعكف مركز الاستمطار الاصطناعى بوزارة الثروة الزراعيَّة والسمكيَّة وموارد المياه على إعداد الدراسات والبحوث حَوْلَ التقنيَّات الجديدة والتى من شأنها تحديث وتطوير منظومة الاستمطار مِثل مشروع الاستمطار بالطائرات المُسيَّرة (الدرون) والتى يأمل أن تغطى المناطق التى يصعب استخدام المحطَّات الأيونيَّة الحاليَّة فيها، ويعمل المركز على تجربة مشروع مُجمَّعات الطَّاقة الشمسيَّة بمحافظة شمال الشرقيَّة لاستهداف مناطق أقلّ ارتفاعًا من مواقع المحطَّات الحاليَّة، وغيرها من الحلول التى تعتمد على تقنيَّات حديثة تتواكب مع البيئة العُمانيَّة؛ وذلك بحثًا عن حلول وبدائل لمواجهة العجز المائى، وتوفير الكميَّات التى تحتاجها البلاد فى مشاريعها الزراعيَّة.

تقنيَّات جديدة لتحقيق الاستمطار الاصطناعى

ولعلَّ البحث عن تقنيَّات جديدة لتحقيق الاستمطار الاصطناعى جهد محمود، خصوصًا إذا كان يعتمد على تقنيَّات آمنة للبيئة على غرار التقنيَّة الأيونيَّة، حيث تعمل المحطَّة بكامل أجزائها فى التقنيَّة الأيونيَّة بالطَّاقة الشمسيَّة، حيث يتمُّ إنتاج الأيُّونات سالبة الشحنة من الباعث الأيُّونى بواسطة مصدر جهد عالٍ فتحمل التيَّارات الهوائيَّة الصَّاعدة هذه الأيُّونات إلى طبقات الجوِّ العُليا عِنْد قاعدة السُّحب وعِنْد وصولها تتجمع قطرات الماء الموجودة فى السُّحب حَوْلَ هذه الأيُّونات فيزداد حجم قطرات الماء لِتصبحَ قطرات ثقيلة ثمَّ تسقط من السُّحب وتُعزِّز كميَّة التساقط المطريِّ. ويبقى الطريق ممهَّدًا نَحْوَ استحداث طُرقٍ جديدة للاستمطار الاصطناعى شريطة أن تكُونَ تلك الطُّرق آمنةً وصديقةً للبيئة، ولا تختلف عن الطُّرق الطبيعيَّة فى المنتج النهائى.

جهاز الاستثمار العُمانى يستثمر فـى «أور نكست إينرجى» الأمريكية

أعلن جهاز الاستثمار العُمانى عن استثماره فى شركة «أور نِكست إينرجي» الأميركية المتخصّصة فى تكنولوجيا البطاريات المبتكرة للسيارات الكهربائية وتخزين الطاقة، حيث وقّع الجهاز والشركة اتفاقية تعاون استراتيجى بهدف تحديد مجالات التعاون المحتملة فى مجال تخزين الطاقة وتصنيع البطاريات فى سلطنة عُمان. 

وتعكس هذه الخطوة التزام جهاز الاستثمار العُمانى بتنويع محفظته الاستثمارية الدولية وتحقيق الاستفادة المثلى لسلطنة عُمان من حيث العائد على الاستثمار والاستثمارات المستدامة، بما يتماشى مع استراتيجيات سلطنة عُمان للوصول إلى الحياد الصفرى بحلول عام 2050. ويأتى الاستثمار الجديد للجهاز ضمن سلسلة استثمارات أخرى قام بها خلال الفترة الماضية فى مجال تحوّل الطاقة، والتى تشمل الاستثمارات فى شركة «أسيند إليمنتس» المتخصّصة فى إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون، وشركة «جروب 14» المتخصّصة فى تصنيع مواد بطاريات كربونات السيليكون المبتكرة لتحلّ محلّ مواد الجرافيت التقليدية المستخدمة فى بطاريات الليثيوم أيون. وقال إبراهيم بن سعيد العيسرى مدير عام استثمارات الأسهم الخاصة فى جهاز الاستثمار العُماني: أن الجهاز يواصل إسهاماته فى هذه التكنولوجيا التى تتوافق مع استراتيجيته للتركيز على الطاقة المستدامة والاستراتيجيات والتوجهات الوطنية للوصول إلى الحياد الصفرى بحلول عام 2050، موضحًا أن الجهاز يهدف من خلال هذا الاستثمار إلى القيام بدور رئيس لضمان نمو سوق السيارات الكهربائية واستدامته. 

من جانبه، قال مجيب إعجاز المؤسس والرئيس التنفيذى لشركة «أور نِكست إينرجى»: إن هذه الاستثمارات ستسهم فى تسريع وتيرة تقدّم الشركة نحو مستقبل مستدام، ويسمح لها بتوسيع نطاق منتجات النقل والشبكات الخاصة بها إلى الأسواق العالمية. يُذكر أن شركة البطاريات «أور نِكست إينرجي» تأسّست فى عام 2020م بهدف دفع الجهود الدولية للحياد الصفرى من خلال مضاعفة نطاق السيارات الكهربائية واستخدام مواد أكثر أمانًا ووفرة وإنشاء سلسلة توريد محلية. وتركّز الشركة على بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم «LFP» عالية الكثافة، التى تُصنّع من حديد أقل تكلفة وأكثر وفرة، وهى معروفة بتحسين السلامة من خلال تجنب الانفلات الحرارى، وتعتمد بطاريات الشركة على كيمياء فوسفات الحديد الليثيوم الآمنة والمستدامة، وتوفر نطاقات قيادة تتراوح بين 500 و1000 كم.

 

المصدر: بوابة الوفد