لماذا تقلص حجم مخ الإنسان على مدار آلاف السنين؟
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
كشفت مجموعة من العلماء أن حجم المخ البشري "تقلص" على مدار آلاف السنوات الماضية، مما يتعارض مع فكرة أن "تطور الأدمغة ونمو حجمها هي السمة المميزة لزيادة ذكاء الجنس البشري وهيمنته على الكوكب".
وذكر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، السبت، أن "تطور الجنس البشري على مدار المليوني سنة الماضية تميز بزيادة حجم المخ بمقدار 4 أضعاف تقريبًا، لكن هناك إشارات حاليًا على تقلص هذا الحجم مع نهاية العصر الجليدي الأخير، منذ حوالي 10 آلاف عام".
وقال أستاذ علم أصول البشر في كلية دارتموث بالولايات المتحدة، جيرمي دي سيلفا: "فقدنا أنسجة دماغية تعادل حجم ليمونة.. لا نتحدث عن حجم صغير".
واستخدم دي سيلفا، ومعه مجموعة من العلماء، بيانات عينات أحفورية وحديثة، لتحديد ما تم فقدانه من المادة الرمادية التي تتكون من الخلايا العصبية، وذلك بحسب بحث نشرته مجلة "Frontiers in Ecology and Evolution" في يونيو الماضي.
وافترض عدد من علماء الأنثروبولوجيا أن تلك التغيرات "تزامنت مع الممارسات الزراعية قبل نحو 10 آلاف عام، والتحول بعيدًا عن الصيد وجمع الثمار".
وأشار دي سيلفا وزملاؤه إلى "عصور مزدهرة لحضارات قديمة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأميركا الجنوبية، حيث كانت هناك مجتمعات ربما لعبت دورًا في مثل هذا التطور، وتقلص حجم المخ".
وافترض العلماء أن "المجتمعات البشرية أصبحت أكثر تنظيمًا وتعاونًا خلال الثلاثة آلاف سنة الماضية"، مما جعل الاعتماد يكون على ما يطلق عليه الباحثون "الذكاء الجماعي".
وشرح أستاذ علم الأحياء في جامعة بوسطن، جيمس ترانيللو، وهو أحد المشاركين في الدراسة مع دي سيلفا: "الأمر يتعلق بمجموعة من الأشخاص يكونون أذكى من الشخص الأذكى بينهم. وبالتالي الحياة في مجموعة يمكن أن تجعلك تحل المشكلات بشكل أكثر سرعة وكفاءة ودقة، مقارنة بفرد واحد".
ولفت إلى أن مثل هذه الفكرة "خطرت في بالهم بسبب حشرات مثل النمل، حيث يشكل النمل مجتمعات تعاونية استفاد فيها الأفراد ذوي الأدمغة الأصغر من فكرة تقسيم العمل، والمستوى المتقدم من التنظيم الاجتماعي".
ولفت العلماء أيضًا إلى أن "تقلص حجم المخ لدى البشر ربما جاء بسبب عدم الحاجة إلى حجم أكبر، حيث تمكن الإنسان خلال آلاف السنوات الماضية من تخزين المعلومات لدى أفراد آخرين في دوائره الاجتماعية والمدن والمجموعات الأكبر".
وأشار التقرير إلى أن هذا الاتجاه، ربما يتعزز مع التطور الكبير إثر استخدام الكتب والإنترنت كمصادر معلومات، حيث أصبح "من غير الضروري أن تعمل أدمغتنا بجهد كبير" مثلما كان في السابق.
ويرى مجموعة العلماء، أن حجم المخ البشري "ظل على مدار 150 ألف عام بنفس حجمه الذي يصل في المتوسط إلى نحو 1450 سنتيمترا مكعبا، بينما تقلص هذا الحجم على مدار آلاف السنوات الماضية بنحو 10 بالمئة، أي حوالي 150 سنتيمترا مكعبا".
من جانبهم، لا يعتقد بعض العلماء أن حجم المخ البشري تقلص، فبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن أستاذ علم الأنثروبولوجيا بجامعة نيفادا، بريان فيلموار، يرى أن "حسابات دي سيلفا وزملاؤه ربما غير دقيقة، لأنهم يتعاملون مع أحفورة ويعتبرون أنها تمثل نحو 10 آلاف عام، ولجميع البشر حول العالم".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على مدار دی سیلفا
إقرأ أيضاً:
تربويون وطلاب: التعليم ركيزة تطوير رأس المال البشري
مريم بوخطامين (أبوظبي)
أخبار ذات صلةأكد عدد من العاملين في الميدان التعليمي، أن التعليم يمثل إحدى أهم أولويات حكومة الإمارات، باعتباره ركيزة أساسية في تطوير رأس المال البشري، وتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة.
وفي هذا السياق، تتلاقى استراتيجية قطاع التعليم مع محاور وأهداف مبادرة «عام المجتمع 2025»، التي تركز على جودة التعليم، وتنمية مهارات الإبداع والابتكار لدى الطلاب والمعلمين، والارتقاء بالنظم التعليمية، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
كما شدد المعنيون على أن حكومة الإمارات تدعم بقوة الخدمات التعليمية للطلاب أصحاب الهمم، لضمان بيئة تعليمية شاملة للجميع.
تعليم شامل
أكدت التربوية مريم الزعابي أن مبادرة «عام المجتمع» تعكس اهتمام الدولة بمصلحة الطالب، والمعلم، وولي الأمر، من خلال توفير تعليم شامل يمتد من رياض الأطفال حتى التعليم الجامعي، مع معدلات أمية تقل عن 1% لكلا الجنسين. وأشارت إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الإمارات لتعزيز فرص التعليم للجميع، بما يلبي الاحتياجات المتنامية للسكان. كما أكدت أن المبادرة توفر فرصة مثالية لإطلاق برامج وفعاليات تعليمية تسهم في تحسين كفاءة وجودة مخرجات التعليم، ما يعزز مكانة الإمارات دولة رائدة في التعليم الحديث.
وأشارت إلى أن المبادرة تسهم وبالدرجة الأولى استكمال سياسات القطاع التعليمي الذي يضم تطوير المناهج التعليمية في الإمارات ضمن رؤية الدولة للتحول نحو مجالات قائمة على المعرفة والابتكار، وتحديث المناهج بشكل دائم لتواكب احتياجات المستقبل، من خلال دمج التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز مهارات التفكير النقدي، والإبداع لدى الطلاب، موضحة أن المبادرات تشمل المناهج الرقمية والتكنولوجيا في العملية التعليمية عبر تطوير منصات تعليمية رقمية تتيح للطلاب التفاعل مع المواد التعليمية بطرق مبتكرة، بالإضافة إلى التركيز على المهارات المستقبلية، ودمج مواد دراسية تهتم بتطوير المهارات اللازمة لسوق العمل المستقبلية، مثل البرمجة، والذكاء الاصطناعي، والابتكار والتي ستتوافق مع عام المجتمع، حيث يتم دمج هذه التخصصات في المناهج بشكل مكثف لضمان أن الطلاب يمتلكون المهارات التي يحتاجونها للنجاح في القطاعات التقنية والعلمية.
التعليم المستدام
وقال الطالب عارف النوا إن عام المجتمع لا يقتصر على الجوانب المجتمعية فقط، بل يعتمد المحور الأساسي على التعليم المستدام والابتكار، عبر إدخال مفاهيم الاستدامة والابتكار في جميع المواد الدراسية لتشكيل جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل، منوهاً بأن الإمارات تسعى إلى بناء جيل من الطلاب المبدعين الذين يمكنهم قيادة التقدم في المجالات المختلفة، منوهاً بأن دولة الإمارات تتميز عن غيرها من دول العالم بتركيزها على الإنسان بالدرجة الأولى «المواطن»، ولم تستثن من خططها الاستراتيجية كل من يقيم على أرضها، سواء من مقيمين أو مواطنين، وهذا مايجعلها في مصاف الدول الأولى في العالم، فعام المجتمع عام لجميع القاطنين على أرض بلادي الحبيبة «الامارات»
بدوره، عبّر الطالب راشد الزحمي عن تطلعه للاستفادة من مبادرة «عام المجتمع»، معتبراً أنها تمثل فرصة ثمينة لكل طالب يسعى للتميز والاجتهاد، خاصةً مع الدعم الكبير الذي توليه الدولة لطلاب العلم، عبر مبادرات متخصصة تهدف إلى تطوير مهاراتهم وقدراتهم في مختلف المجالات.
وأكد الطالب الجامعي حمد ياسر العرياني، أن دولة الإمارات تسعى في المقام الأول إلى تحقيق مصلحة الإنسان، ومن بين أهم المجالات التي توليها اهتماماً خاصاً قطاع التعليم، وذلك بهدف بناء جيل واعٍ ومسلح بالعلم والثقافة، وهذا ما ستحققه مبادرة عام المجتمع في العام 2025، موضحاً أن الدولة تواصل جهودها في تطوير العملية التعليمية في مختلف مراحلها، باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وبناء المجتمعات الحديثة.
وأشار إلى أن عام المجتمع يضع ضمن مؤشراته الرئيسة التعليم باعتباره مؤشر التنمية البشرية الحقيقية، منوهاً بأن هذا المحور يعزز مكانة الطالب اجتماعياً، ودوره المحوري في تحقيق التقدم والازدهار، خاصة أن الإمارات تتبنى سياسات تعليمية واجتماعية وتنموية متكاملة تهدف إلى تعزيز جودة التعليم، من خلال توفير بيئة تعليمية متطورة تلبي احتياجات الأجيال القادمة، وتسهم مبادرة عام المجتمع في إعداد كوادر مؤهلة قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
روابط عائلية
قالت الطالبة وديمة هزاع الجابري: مبادرة «عام المجتمع» تهدف إلى تعزيز قوة وترابط المجتمع، من خلال تمسكه بقيمه الأصيلة وروابطه العائلية والمجتمعية، كما أنها تشكل دعوة طلابية وطنية تهدف إلى تعزيز المسؤولية المشتركة بين أفراد المجتمع، وتمكينهم من استثمار إمكاناتهم الكامنة، وهذه المبادرة تركز على تحقيق التلاحم المجتمعي، الذي يعتبر حجر الزاوية في التنمية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة.