عربي21:
2025-02-02@14:03:54 GMT

هل فتحت إيران باب الخلاف العراقي ـ الكويتي مجدداً؟

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

أصدرت المحكمة الاتحادية العراقية، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، قراراً يوم الإثنين الماضي قضى بعدم دستورية اتفاقية "خور عبدالله" بين العراق والكويت وذلك بعد مرور حوالي 10 سنوات من اعتمادها. وقالت المحكمة في تعليل قرارها أنّ الاتفاق الذي تمّ مع الكويت حينها يخالف المادة 61 البند الرابع من الدستور العراقي، والتي تقضي بضرورة تنظيم جميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية بقانون يتم إقراره بأغلبية الثلثين في البرلمان، علماّ أنّ الإتفاقية المذكورة كان قد تمّ التصويت عليها بأغلبية بسيطة.



واتفاقية "خور عبد الله" هي اتفاقية دولية تمّ تصديقها من قبل العراق في 25 نوفمبر من العام 2013، وذلك بهدف تنظيم الملاحة البحرية بين العراق والكويت في المنطقة التي تمّ تقاسمها بين الطرفين وفق خط الوسط استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 833 لعام 1993 والذي رسّم الحدود بين البلدين بُعيد الغزو العراقي للكويت في العام 1990.

ويثير قرار المحكمة المذكور تساؤلات حول التوقيت والهدف من إحياء وتغذية الخلافات الحدودية بين العراق والكويت خاصة أنّ تحرّك المحكمة الإتحادية جاء بعد أنّ تقدّم عدد من المشرّعين بطعن في الإتفاقية، وهو ما يتزامن مع تصاعد الخلاف بين إيران من جهة وكل من الكويت والسعودية من جهة أخرى حول حقل الدرّة في المنطقة المحايدة المغمورة الكويتية ـ السعودية.

وكانت إيران قد أعادت التأكيد مؤخراً على أنّ لها حق في حقل الدرّة وأنّها ستقوم باتخاذ إجراءات أحادية لتثبيت الأمر الواقع ما لم يتم التجاوب مع طروحاتها من قبل الكويت، وهو الأمر الذي رفضته الكويت والسعودية معاً حيث أكّد الطرفان في بيانات مشتركة أنّ الحقل مملوك لكل من الكويت والسعودية. كما أكّد الجانب الكويتي أنّه وفي غياب قرار إيراني لترسيم الحدود مع الكويت، فانّ الجانب الإيراني لا يحق له المطالبة بشيء من الناحية القانونية.

وفي هذا السياق، أكّد بيان صادر عن إجتماع المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي يوم الخميس الماضي على أنّ ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة السعودية ـ الكويتية، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق لاستغلال الثروات في تلك المنطقة.." مشدّداً على الرفض القاطع لأي ادعاءات بوجود حقوق لأي طرف آخر في هذا الحق.

كانت إيران قد أعادت التأكيد مؤخراً على أنّ لها حق في حقل الدرّة وأنّها ستقوم باتخاذ إجراءات أحادية لتثبيت الأمر الواقع ما لم يتم التجاوب مع طروحاتها من قبل الكويت، وهو الأمر الذي رفضته الكويت والسعودية معاً..ويستخدم بعض العراقيين هذا الملف كورقة للضغط أو المزايدة حيث يتم الترويج بأنّ الاتفاق يدخل في إطار تقديم العراق "تنازلات" بشأن ما يدّعي البعض انّها حقوق تاريخية له. فيما يرى البعض الآخر أنّ البصمة الإيرانية في هذه الملفات موجودة ليس لحكم نفوذها وتحكّمها الى حد بعيد بالمؤسسات العراقية عبر السياسيين والميليشيات المحسوبة عليها في البلاد فقط، وإنما من خلال التوقيت والظروف التي يتم فيها إفتعال ملفات خلافية بين البلدين أو إثارتها والتلويح بها.

ويجادل البعض بشكل محق بأنّه إذا الأمر يتعلق بمعطيات قانونية وليس سياسيّة، فلماذا ظل الأمر سارياً مدّة 10 سنوات قبل أن يتذكّر البعض فجأة بأنّ الاتفاق لم يتم المصادقة عليه وفق الأصول القانونية المرعيّة الإجراء، ولماذا لا يتم الدفع الى المحكمة الإتحادية بقضايا تتعلق بانتهاك إيران لحقوق العراق وهي أكثر من أن تُحصى.

وفي هذا السياق، يعتقد البعض بأنّ سياق القرار هو بمثابة أداة ضغط إيرانية على الكويت عبر العراق، أو بمعنى آخر، فانّ إيران تستخدم العراق للضغط على الكويت بعد أن فشلت هي في تحقيق مبتغاها حينما فضّلت إجراء مباحثات ثنائية حصراً مع الكويت لفرض وجهة نظرها عليها. ومن المنتظر أن يترك قرار المحكمة العراقية تداعيات على علاقات البلدين الجارين من الممكن أن تؤثّر بدورها بشكل سلبي على الاستقرار الإقليمي.

ووفقاً لوزير خارجية العراق السابق، هوشيار زيباري، فانّ قرار المحكمة يشكك في مصداقية العراق واستقلال سلطته القضائية وسيضع العراق أمام عواقب على المستوى الدولي والعربي. ويذهب البعض الى الإعتقاد خطأً أنّ إلغاء الإتفاقية هو إلغاء للحدود المرسومة بين الطرفين، علماّ انّ ترسيم الحدود كما ذكرنا سابقاً تمّ بناءً على قرار مجلس الامن 833 وليس على بناءً على إتفاقية "خور عبدالله".

ومع ذلك، فإنّ العراق مُلزم بواقع المسؤولية القانونية أن يقوم بالتصويت عليه، فإمّا أن يتم التصويت بنعم بأغلبية الثلثين، وتعود الأمور الى نصابها، وإمّا أن يتم رفضها ويكون هناك تداعيات ليس فقط على العراق وإنما على العلاقات العراقية ـ الكويتية والكويت، وربما المنطقة أيضاً. ولذلك، فإنّ الممطالة في البت في الموضوع من شأنها أن تؤيد الإتجاه القائل بأنّ الموضوع مدفوع إيرانياً بغض النظر عمّا اذا كانت إيران قد طلبت من أتباعها في العراق ذلك أم انّهم قاموا بذلك طواعية بما يتناسب مع موقف إيران من الخلاف الجاري مع الكويت والسعودية حول حقل الدرّة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العراقية اتفاقية الكويت الحدود العراق الكويت اتفاقية حدود رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحة اقتصاد مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکویت والسعودیة مع الکویت

إقرأ أيضاً:

الغرف التجارية: منتدى الأعمال المصري العراقي رسالة دعم للشراكة مع القطاع الخاص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد محمد سعده، السكرتير العام للاتحاد العام للغرف التجارية المصرية ورئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية ببورسعيد، خلال فعاليات منتدى الأعمال المصري العراقي، بالعاصمة العراقية بغداد، أن المنتدى يمثل رسالة واضحة على الدعم الحكومي الجلي للشراكة مع القطاع الخاص باعتباره قاطرة التنمية، وذلك بعد أشهر قليلة من اللقاء المثمر بقيادات المال والأعمال المصريين، مع دولة رئيس مجلس وزراء العراق بمدينة العلمين الجديدة.

وأضاف سعده، الذي يمثل الاتحاد العام للغرف التجارية في الوفد المصري رفيع المستوى الذي يزور العراق الشقيق، ان التكامل العربي باعتباره رغبة شعبية قبل أن يكون إرادة سياسية، وهذا الحلم العربي يجب أن تقيم قواعده الدولتان على المستوي الثنائي ثم الإقليمي.

وتابع: "وانطلاقاً من هذه الغاية، عقد اجتماع اللجنة العليا المشتركة لتهيئة المناخ للقطاع الخاص ليؤدي دوره في التنمية، ونفعل سوياً هذه التوصيات كمجتمع أعمال حيث سنتحاور حول مختلف فرص التعاون الاقتصادي المشترك في التجارة والصناعة والخدمات وإعادة الإعمار، بهدف تحقيق الطموحات المشروعة لشعبينا من خلال الاستغلال الأمثل للفرص المتاحة للتنمية، بما يحقق الغرض و يلبي الحاجة الملحة لخلق فرص عمل لأبنائنا في أوطانهم".

وقال يسعي اتحاد الغرف التجارية المصرية جاهداً بالتعاون مع  رئيس اتحاد الغرف العراقية لترجمة تلك الرؤى إلى واقع ملموس، من خلال إنشاء غرف عمليات تتولي الربط بين منتسبيها لخلق تحالفات للتصنيع المشترك وتنفيذ مشروعات إعادة الإعمار، ولتنمية تجارتنا البينية وتجاوزها إلى التعاون الثلاثي لأسواق دول الجوار ودول اتفاقيات التجارة الحرة".

وشدد "سعدة" على أن هذه الزيارة تأتي استكمالًا للجهود المصرية العراقية السابقة، والتي أثمرت عن توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية لتعزيز التعاون في مختلف المجالات، وخاصة في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والصناعات التحويلية، والزراعة، مشيرًا إلى أن القطاع الخاص يجب أن يكون المحرك الأساسي في تنفيذ هذه الاتفاقيات وتحويلها إلى مشروعات حقيقية تخدم المصالح المشتركة.
وأوضح "سعدة" أن رجال الأعمال المصريين والعراقيين أمام فرصة تاريخية للاستفادة من الإمكانات الكبيرة والأسواق الواعدة في البلدين، حيث يمكن لمصر أن تكون مركزًا إقليميًا للصناعات العراقية، بينما يمثل العراق سوقًا استراتيجيًا للصادرات المصرية، خاصة في قطاعات مواد البناء، والصناعات الغذائية، والهندسية، والدوائية.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن الغرف التجارية المصرية والعراقية ستواصل العمل المشترك لتذليل العقبات، وتسهيل التبادل التجاري والاستثماري، بما يعود بالنفع على اقتصاد البلدين، ويحقق التكامل العربي المنشود.

الجدير بالذكر أنه تم توقيع 12 اتفاقية بين البلدين، وذلك عقب انعقاد جلسة المباحثات الموسعة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة، مؤكدًا أن التعاقدات مع الشركات المصرية وصلت إلى أكثر من 460 مليون دولار.

وأكدت  البيانات الحكومية  أن قيمة التجارة بين مصر والعراق شهدت ارتفاعًا بنسبة 36.9% خلال أول 10 أشهر من عام 2024، لتسجل نحو 944.016 مليون دولار مقارنة بـ 689.724 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2023. كما أفاد بأن الميزان التجاري بين مصر والعراق يصب في صالح مصر بقيمة 377.58 مليون دولار.

بالإضافة إلى ذلك، بلغت الاستثمارات العراقية في مصر نحو 542 مليون دولار حتى أبريل 2023، في 3653 شركة استثمارية عاملة، وبلغ رأس مالها المصدر نحو 750 مليون دولار. 

بينما بلغت الاستثمارات المصرية في العراق نحو 211 مليون دولار، وفقًا لإحصاءات الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة حتى نهاية أبريل 2023.

مقالات مشابهة

  • الرأي العام..لقاء رشيد بزوجة ( رئيسي) يؤكد على ضعف العراق أمام إيران
  • رئيس الوزراء العراقي يتلقى دعوة لزيارة إيطاليا
  • “نمو طفيف”.. كم بلغ التبادل التجاري العراقي – التركي خلال 2024؟
  • أبطال آسيا النخبة.. الشرطة العراقي إلى إيران لملاقاة استقلال طهران
  • الغرف التجارية: منتدى الأعمال المصري العراقي رسالة دعم للشراكة مع القطاع الخاص
  • الشرع رئيسًا لسوريا.. تأييد سني عراقي وتحفظ شيعي
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره العراقي
  • وزير الخارجية والهجرة يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره العراقي
  • رئيس الوزراء العراقي: نسعى لتنفيذ المشروعات الاستثمارية في العراق ومصر
  • السوداني: الإصلاحات الاقتصادية فتحت الساحة لعمل الشركات المصرية بالعراق