مصراوي:
2025-03-17@02:24:10 GMT

شيخ الأزهر: العالم يشهد العديد من التحولات العميقة

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

شيخ الأزهر: العالم يشهد العديد من التحولات العميقة

كتب- محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن الواقع يؤكد أن العالم يشهد العديد من التحولات العميقة؛ نتيجة النمو المتسارع في حجم البيانات والمعلومات والتي أدت بدورها لظهور عدد كبير من العلاقات والنشاطات المختلفة على المستوى العالمي، ومن أبرز هذه التحولات التكنولوجيا الحديثة التي جعلت العصر الحالي عصر الثورة الرقمية والإلكترونية التي تمارس نشاطها في فضاء إلكتروني ما زال يحتاج إلى قواعد حاكمة وضوابط هادية؛ حتى يمكننا استثماره الاستثمار الأمثل.

وأضاف الضويني في كلمته نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال فعاليات مؤتمر :" الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني.. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة"، إننا لا نكون مبالغين إن قلنا: إن التعامل مع لوحة مفاتيح الحاسوب أو الشاشات الذكية بضغط أزرار أو بلمس أيقونات، هو في حقيقة الأمر ضغط على مكانة مجتمعات وهوية أمم ومقدرات شعوب، ولمس لمشكلات أكثر حساسية تعقيدا وأثرا.

وأوضح الضويني يعد أن هذا العطاء المعاصر يعد من آثار التكنولوجيا الحديثة في أحد وجوهه نعمة من نعم الله على الخلق، وحق النعمة أن تشكر.

وتابع إن شكر هذه النعمة يكون باستعمالها استعمالا صحيحا يخدم الإنسانية مادة وروحا، ويوصلها إلى سعادتها دنيا وأخرى، وأحد آليات شكر هذه النعمة توظيفها في الخطاب الديني، بما يؤكد أن التجديد ليس أمرا مشروعا أو جائزا أو مقبولا فحسب، بل هو حق من حقوق العقل المسلم وضرورة حياتية للإنسان المسلم، وبدونه تحدث الفجوة بين الشريعة ومقتضيات الواقع ومتطلباته.

واستطرد وكيل الأزهر الشريف، إن يسر الدين الإسلامي ومرونته و صلاحيته لكل زمان ومكان تقتضي أن يكون الخطاب الديني مناسبا للعصر، ومستخدما ما يناسب من وسائل مشروعة، تضمن نقل الدعوة إلى الله وعرضها على المدعوين بأفضل الطرق والوسائل.

أكد ان الفضاء الإلكتروني استطاع هذا الفضاء الإلكتروني أن يختزل الجهد الكبير ويجعل العالم كغرفة واحدة، إضافة إلى تأثيره البالغ والجاذب للناس، وسهولة استخدامه إلى آخر ما يمكن أن يتمخض عن هذا المؤتمر من اجتهادات المختصين والمتخصصين.

وأوضح أن الداعية بحكم وظيفته والأمانة التي تحملها مطالب بأن ينوع أساليب دعوته، وأن يتبنى من الأدوات ما يعينه على أداء رسالته؛ فالإسلام لم يجعل وسائل الدعوة محدودة ولا جامدة، بل جاء بالإطار العام للمنهج، وترك لنا النظر فيما هو مقنع.

وأكد أن الفضاء الإلكتروني قد يتحول إلى نقمة إذا أسيء استخدامه، وما الإرهاب الإلكتروني منا ببعيد! وهو نوع خطير يصعب تعقب فاعله ومنشئه ومروجه، وخاصة حين يعمل على نشر الشائعات وتحريف المفاهيم، وبث الأكاذيب والأباطيل والشبهات التي تشوه جمال الإسلام، وتأخذ الشباب بعيدا عن سعته إلى ضيق فهم وأحادية فكر وضلال رأي.
وتابع : ما الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في أذهان الغرب ببعيد، والجميع يعلم أن هذا الضلال المبين الذي ألصق بالإسلام زورا وبهتانا هو نتيجة عملت عليها التكنولوجيا غير المنضبطة والإعلام الموجه والأقلام المسمومة والألسنة الزائفة والعقول المستأجرة.
وأكمل :قد جرأ هذا الفضاء غير المؤهلين من الناس أن يتولوا أشرف مهمة، وأجل رسالة، فهم يتصدرون للفتوى في واقع الناس على غير علم، فيأخذونهم إما إلى التطرف أو الانحلال.٤

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: زلزال المغرب اليوم الطقس سعر الدولار الحوار الوطني تمرد فاجنر أحداث السودان سعر الفائدة الدكتور محمد الضويني شيخ الأزهر الأزهر الشريف الفضاء الإلکترونی

إقرأ أيضاً:

الترابي في ذكراه التاسعة- مفكر الإسلاميين وصانع التحولات؟

تحلّ الذكرى التاسعة لرحيل الدكتور حسن الترابي، أحد أبرز المفكرين الإسلاميين في السودان، وقائد الحركة الإسلامية التي طبعت المشهد السياسي لعقود. كان الترابي رجلًا استثنائيًا، جمع بين الفكر العميق والدهاء السياسي، مما جعله لاعبًا أساسيًا في تشكيل السودان الحديث، سواء من خلال تحالفاته أو صراعاته التي لم تهدأ حتى وفاته.
دهاء سياسي في الوصول إلى السلطة
منذ انضمامه إلى الحركة الإسلامية السودانية في ستينيات القرن الماضي، كان الترابي يتمتع بحنكة سياسية مكنته من الصعود بسرعة. أدرك أن الإسلاميين لا يمكنهم الوصول إلى الحكم عبر الوسائل التقليدية في ظل سيطرة القوى الطائفية والعسكرية، فبدأ في إعادة تشكيل الحركة الإسلامية على أسس تنظيمية متينة، مستلهمًا نموذج جماعة الإخوان المسلمين لكنه أعاد إنتاجه بما يناسب السودان.
بلغ ذكاء الترابي السياسي ذروته عام 1989 عندما خطط لانقلاب عسكري بقيادة عمر البشير، مستغلًا مجموعة من الضباط الإسلاميين والمتعاطفين معهم داخل الجيش. لم يكن الترابي في الواجهة، لكنه كان المهندس الفعلي لهذا التحرك، حيث أدرك أن قيام حكم إسلامي يتطلب السيطرة على أدوات الدولة العميقة وليس فقط العمل الدعوي أو السياسي التقليدي.
الخلاف مع العسكر: من الحليف إلى العدو
بعد نجاح الانقلاب، بدأ الترابي في توسيع نفوذ الإسلاميين داخل مؤسسات الدولة، لكنه لم يكن يعلم أن هذا النجاح سيحمل بذور نهايته. أراد البشير والمؤسسة العسكرية الاحتفاظ بالسلطة، بينما كان الترابي يسعى لحكم مدني إسلامي يضمن له التأثير الأكبر.

تصاعد الخلاف حتى وصل إلى ذروته في عام 1999، عندما قاد البشير انقلابًا داخليًا ضد الترابي، مستفيدًا من دعم المؤسسة الأمنية والعسكرية، ليجد الزعيم الإسلامي نفسه خارج الدائرة التي صنعها بنفسه.
إعادة التأسيس: حزب المؤتمر الشعبي
لم يستسلم الترابي بعد الإقصاء، بل سعى إلى إعادة تنظيم الإسلاميين الذين بقوا موالين له، فأسس حزب المؤتمر الشعبي عام 2000، ليكون واجهة جديدة لمشروعه الفكري والسياسي. حاول العودة إلى المشهد من بوابة المعارضة، لكنه وجد نفسه في مواجهة نظام صلب كان هو من صممه في الأساس. وعلى الرغم من سجنه عدة مرات، لم يتوقف عن ممارسة دوره كمنظّر سياسي، وواصل تقديم أطروحاته حول الدولة الإسلامية والديمقراطية.
الجانب الفكري: بين الشريعة والسياسة
لم يكن الترابي مجرد سياسي، بل كان أيضًا مفكرًا إسلاميًا حاول تقديم رؤى جديدة للإسلام السياسي. من بين أهم مؤلفاته:
"التفسير التوحيدي": وهو كتاب يطرح رؤية جديدة لتفسير القرآن من منظور شامل يتجاوز التفسيرات التقليدية.
"الحركة الإسلامية: التطور والنهج والكسب": تناول فيه تاريخ الإسلاميين في السودان وأسلوب عملهم السياسي.
"السياسة والحكم": قدّم فيه أفكاره عن نظام الحكم الإسلامي والديمقراطية.
كان الترابي منفتحًا على بعض المفاهيم التي كانت مثيرة للجدل داخل الأوساط الإسلامية، مثل رؤيته لدور المرأة في السياسة، وإعادة تفسير بعض الأحكام الفقهية التقليدية بطريقة حداثية، وهو ما جعله يتعرض لنقد واسع من الإسلاميين التقليديين.
إرث الترابي وتأثيره اليوم
بعد وفاته في 2016، لا يزال تأثير الترابي حاضرًا في السياسة السودانية. فقد تفرق الإسلاميون بين تيارات متعددة، ولم يعد لهم قائد بحجم الترابي قادر على جمعهم، كما أن سقوط نظام البشير في 2019 كشف عن مدى هشاشة المشروع الإسلامي الذي أقامه الترابي، حيث وجد الإسلاميون أنفسهم في موقف دفاعي أمام التحولات السياسية الجديدة.

لكن لا يمكن إنكار أن الترابي كان أحد أذكى السياسيين السودانيين وأكثرهم تأثيرًا، فقد غيّر ملامح المشهد السياسي والفكري، سواء من خلال تحالفاته أو صراعاته. ورغم الجدل حول دوره، فإنه يبقى أحد أكثر الشخصيات التي أثرت في تاريخ السودان الحديث، سواء كان ذلك بإيجابياته أو سلبياته.

أهم كتابات حسن الترابي الفكرية حول الإسلام والطرح السياسي
كان حسن الترابي مفكرًا مجددًا في الفكر الإسلامي، وحاول تقديم أطروحات جديدة تتجاوز التقليد الفقهي، وتعالج قضايا الدولة والسياسة والدين بمنظور حديث. إليك أبرز كتاباته في هذا المجال:

التفسير التوحيدي
يعد من أهم مؤلفاته، حيث طرح رؤية مختلفة لتفسير القرآن تعتمد على التأويل التوحيدي، متجاوزًا التفسيرات التقليدية التي تعتمد على التفسير النقلي فقط.

الإيمان وأثره في الحياة
تناول فيه مفهوم الإيمان ليس فقط كعقيدة، بل كمنهج شامل يؤثر على حياة الأفراد والمجتمعات.

السياسة والحكم: النظم السلطانية بين الأصول وسنن الواقع
يتناول فيه نظرته إلى الدولة الإسلامية والحكم، حيث أكد أن الشورى يمكن أن تتقاطع مع الديمقراطية، لكنه انتقد النماذج التقليدية للحكم في التاريخ الإسلامي.

تجديد أصول الفقه
يعتبر من أكثر كتبه إثارة للجدل، حيث دعا إلى إعادة النظر في علم أصول الفقه، وأكد أن الاجتهاد يجب أن يكون متجددًا وليس محصورًا في مناهج القدماء.

الحركة الإسلامية: التطور والنهج والكسب
كتاب يوثق فيه تطور الحركة الإسلامية في السودان، ويشرح كيف تفاعلت مع الواقع السياسي والاجتماعي عبر العقود المختلفة.

المرأة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع
في هذا الكتاب، قدم رؤية مغايرة لدور المرأة في الإسلام، حيث أيد حقها في المشاركة السياسية والمجتمعية، ورفض النظرة التقليدية التي تحصرها في أدوار محدودة.

الدين والتجديد: رؤية إسلامية معاصرة
يعرض فيه رؤيته حول كيفية تجديد الفكر الديني بما يتناسب مع تحديات العصر، ويؤكد أن الاجتهاد يجب أن يكون مستمرًا حتى يواكب التغيرات الاجتماعية والسياسية.

أطروحاته الفكرية والسياسية
ركز على فكرة التجديد الفقهي وضرورة التحرر من التقليد الأعمى للنصوص.

أكد أن الإسلام دين ودولة، لكنه أيد فكرة تداول السلطة بدلًا من الحكم السلطوي باسم الدين.

دعا إلى تطوير مفاهيم الشورى بحيث تكون قريبة من الديمقراطية الحديثة.

كان يرى أن المرأة لها دور كامل في المجتمع والسياسة، ورفض إقصاءها بناءً على تفسيرات فقهية قديمة.

حاول المزج بين الإسلام والديمقراطية، لكن تجربته السياسية أثبتت تناقضًا بين رؤاه الفكرية وممارساته العملية.

تظل تجربة الترابي درسًا في تقاطع الفكر مع السياسة، وكيف يمكن للذكاء الاستراتيجي أن يصنع دولة، لكنه في النهاية قد يصبح ضحية لنفس النظام الذي بناه. أفكار الترابي لا تزال محل جدل، لكنها بلا شك أثرت في مسيرة الإسلاميين، سواء في السودان أو خارجه، وجعلته أحد أكثر المفكرين السياسيين تأثيرًا في العالم الإسلامي الحديث

وتظل تجربة حسن الترابي درسًا في تقاطع الفكر مع السياسة، وكيف يمكن للذكاء الاستراتيجي أن يصنع دولة، لكنه في النهاية قد يصبح ضحية لنفس النظام الذي بناه. وبقدر ما كان الترابي شخصية مثيرة للإعجاب عند أنصاره باعتباره مجددًا للفكر الإسلامي، فإنه كان أيضًا موضع سخط ولعنات الكثيرين من السودانيين الذين لم ينسوا دوره في الانقلاب على الديمقراطية عام 1989، وما تبعه من حكم استبدادي قاد البلاد إلى أزمات لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم. لا يزال قطاع واسع من السودانيين يرى أن الترابي هو السبب الأقوى في المآلات السياسية الكارثية التي يعيشها السودان، وأن تحالفه مع العسكر، ثم انقلابه عليهم لاحقًا، كان بدايةً لمسار طويل من الانقسامات والتدهور السياسي والاقتصادي الذي لم ينجُ منه السودان حتى بعد رحيله.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • أمين البحوث الإسلامية : التعاون يؤكد ريادة مصر في مجال علوم الفضاء
  • البحوث الإسلامية: العلم والإيمان يتشاركان في حل المعضلات العقائدية والشرعية
  • رئيس أكاديمية البحث العلمي ترحب بالتعاون مع جامعة الأزهر في جميع المجالات
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • شيخ الأزهر في خطاب بالأمم المتحدة: التاريخ يشهد أن الإسلام دين سلام بامتياز
  • الخطاب الديني في سلطنة عمان.. تعزيز للتسامح والاعتدال والتقارب
  • خطيب الجامع الأزهر: نحن أمة تسعى للسلام وعلى العالم أن يتعامل مع هذه الحقيقة
  • العالم يشهد اليوم خسوفًا كليًا للقمر.. وهذه المناطق الأكثر حظًا بمشاهدته
  • الكون يستعرض جماله... العالم يشهد أطول خسوف كلي
  • الترابي في ذكراه التاسعة- مفكر الإسلاميين وصانع التحولات؟