وزير الأوقاف: علينا استخدام وسائل التواصل الإلكتروني استخداما رشيدا
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
وجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسي، على تفضله برعاية مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، المنعقد تحت عنوان «الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة».
عدد مساجد الأوقاف على مدار الـ10 سنوات الأخيرةودعا الله أن يجزيه خير الجزاء عن اهتمامه بعمارة بيوت الله (عز وجل) مبنى ومعنى، إذ بلغ عدد المساجد التي تم افتتاحها في السنوات العشر الأخيرة عشرة آلاف وخمسمائة وثلاثة وخمسين مسجدًا، كما نشكر سيادته على اهتمام وتوجيه سيادته بالعمل المستمر على تحسين أحوال الأئمة ماديًّا ومعنويًّا، وإكرامه لأهل القرآن.
وقال وزير الأوقاف إننا في عصر المعلومات، من يملك المعلومة يملك القوة، والسيطرة على الفضاء الإلكتروني فكريًّا لا تقل أهمية عن السيطرة عليه علميًّا أو عسكريًّا، والأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها في ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق، فالسكين التي تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها، والسلاح الذي يفتك ويقتل لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها، وحتى القلم فإنه قد يكون وسيلة هداية ورشاد أو آلة هدم أو قذف أو سباب، وهذا هو الحال نفسه في سائر وسائل الاتصال الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء وسائر التقنيات الحديثة التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم، والدعوة، والبشرية، كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما يفعل أهل الشر.
استخدام مهارات التواصل الدعويوأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لنا أعظم المثل في استخدام مهارات التواصل الدعوي بمختلف أنواعها، للنفاذ إلى عقل المتلقي وقلبه، وإثارة اهتمامه وانتباهه، ومن هذه المهارات: استخدام لغة الجسد الرصينة المتزنة، كتغيير وضع الجسد لإثارة الانتباه، والإشارة إلى القلب أو اللسان، واستخدام لغة الأرقام، والرسم التوضيحي، والأمثلة التوضيحية، كما استخدم (صلى الله عليه وسلم) أسلوب الإلغاز لتنشيط أذهان السامعين، ونوَّع (عليه الصلاة والسلام) وسائل وأساليب الدعوة ما بين الحديث الشريف، والخطبة، والموعظة، والوصية، والرسالة، بما يؤكد حرصه (صلى الله عليه وسلم) على إبلاغ الرسالة بلاغًا مبينًا، وإقامة الحجة واضحة وبيِّنة جلية لا لَبْسَ فيها بكل الوسائل والأساليب المتاحة في عصره (صلى الله عليه وسلم)، وهو ما يُحمِّلنا أمانة الاقتداء به (صلى الله عليه وسلم) باستنفاد وسعنا في استخدام وسائل التواصل وسائر التقنيات الحديثة المتاحة في عصرنا لإبلاغ رسالة ديننا بلاغًا مبينًا.ويتناول هذا المؤتمر جوانب مهمة في الفضاء الإلكتروني والتطور التكنولوجي، وما يرتبط بهما أو يدور في فلكهما من وسائل ذات أثر بالغ في بناء الوعي بصفة عامة، وقضايا الخطاب الديني بصفة خاصة.
الدعوة المباشرة أو الافتراضيةوتابع: مما يتطلب الوقوف عندها بدقة لتعظيم الإفادة من إيجابياتها، وتفادي مخاطرها، والتغلب على تحدياتها، وبخاصة ما يتصل بتقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في خدمة المجال الدعوي، مؤكدين أنه إضافة إلى كل الوسائل القائمة من الدعوة المباشرة أو الافتراضية، وليس بديلًا عن أي منهما.
وأكد أنَّ القيم الأخلاقية والإنسانية والشخصية السوية لا تنفصم سواء في الواقع الحياتي أم الافتراضي، فالصدق صدق حيث كان، والكذب كذب حيث كان، والغمز واللمز منبوذان حيث كانا واقعيًّا أم افتراضيًّا، مما يستدعي اهتمامنا البالغ بالتنشئة الإيمانية والأخلاقية الرشيدة؛ لنحمي أبناءنا وشبابنا من مخاطر الاستهداف لدينهم أو قيمهم أو ولائهم وانتمائهم الوطني.
وأوضح أن استخدام وسائل التواصل الإلكتروني والتقنيات استخدامًا رشيدًا لملء الفراغ في هذا المجال وعدم تركه للمتطرفين أو العابثين على أنه واجب الوقت وأنه من فروض الكفايات.
التزام الموضوعية في طرح الرؤى العلميةوشدد علي أهمية التزام الموضوعية في طرح الرؤى العلمية في إطار محاور المؤتمر وعدم الزج بأي قضايا سياسية أو أيدلوجية أو خلافية تحيد بنا عن الأهداف الموضوعية للمؤتمر، فلكل مقام مقاله، آملين أن يكون مؤتمرنا هذا سبيلًا للاجتماع على كلمة سواء فيما يخدم ديننا وأوطاننا ومصالحنا المشتركة والإنسانية جمعاء، وتوظيف الفضاء الإلكتروني في دعم قضايا التسامح الديني، وترسيخ أسس العيش المشترك والسلام العالمي.ولا يفوتني أن أشكر كل الجهات المشاركة في هذا المؤتمر علميًّا أو أكاديميًّا أو حضورًا من الداخل والخارج.
ووجه الشكر للهيئة العامة للكتاب على سرعة استجابتها في إصدار بحوث المؤتمر في كتابين من سلسلة (رؤية)، تلك السلسلة التي بلغت إصداراتها مائة وثمانين إصدارًا عربيًّا ومترجمًا، بالتعاون بين وزارة الأوقاف ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ووزارة الثقافة ممثلة في الهيئة العامة للكتاب، وذلك بمعدل إصدارٍ أسبوعيّ، يأتي ذلك في ضوء عنايتنا بالتأليف والترجمة والنشر، ولاسيما في قضايا التجديد، حيث بلغ إجمالي إصداراتنا الجديدة في السنوات العشر الأخيرة أربعمائة وخمسة وأربعين إصدارًا، تجاوز توزيع العديد منها ما بين خمسين إلى سبعين ألف نسخة بيعًا، فضلًا عن الإهداءات التي تقدم للمؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية بالداخل والخارج، وفضلًا عن مجلتين شهريتين يصدرهما المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعشرات الكتب العلمية والتراثية والموسوعات، وترجمات معاني القرآن الكريم التي تعاد طباعتها دوريًّا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف وزير الأوقاف الأوقاف المصرية السوشيال ميديا الفضاء الإلکترونی صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
مرحبا شعبان
عندما يهلُّ علينا شهر شعبان ندرك ونستشعر ونحس بأننا على أعتاب وأبواب شهر كريم هو شهر رمضان، وقد كان الصالحون يدركون فضل هذين الشهرين الكريمين شعبان الذى يعدونه مقدمة لرمضان، ورمضان الذى يجعلونه مقصدهم ومحور اهتمامهم، فستة أشهر يسألون الله عز وجل أن يبلغهم إياه، وستة أشهر أخرى، رمضان وخمسة أشهر بعده، يسألونه سبحانه وتعالى أن يتقبله منهم.
وكانوا يتخذون من شعبان توطئة وتهيئة لاستقبال هذا الشهر الكريم، ولنا ولهم فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، حيث تقول السيدة عائشة رضى الله عنها: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِى شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِى شَعْبَانَ»، ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قال:«هُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِى وَأَنَا صَائِمٌ».
وإذا كان أهل الدنيا يستعدون كل الاستعداد لأمور دنياهم ويخططون لها، وحق لهم، وهو أمر محمود لمن يعمل ويخطط لإنجاح ما هو مقبل عليه من عمل، فإن شهرًا كريمًا بما فيه من ليلة هى خير من ألف شهر لجدير أن نعد أنفسنا وأن نهيأها لاستقباله مبكرًا.
وتكون هذه التهيئة بالحرص على النوافل وقيام الليل والإكثار من الصيام فى شعبان اقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحرص على أداء الفرائض، ولا سيما صلاة الفجر وأداؤها فى جماعة طوال شهر شعبان.
وإذا كان رمضان شهر القرآن، فلنبدأ رحلتنا مع القرآن مبكرًا، فهمًا ودراسةً وتفقهًا، وإذا كان رمضان شهر البر والإحسان والجود والكرم، فلنبدأ من الآن فى إعداد أنفسنا لإخراج زكاة أموالنا فى رمضان رجاء التعرض لنفحات الله عز وجل فيه بمضاعفة الحسنات، ولنكثر من الصدقات قبيل رمضان، لإحداث التكافل الإنسانى والتوازن المجتمعى بإدخال السعادة والبهجة والسرور على الأسرة الفقيرة والأكثر فقرًا، بحيث لا يكون بيننا فى هذا الشهر الكريم جائع ولا محروم، حيث يقول نبينا: «مَا آمَنَ بِى مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٌ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلُ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ»، فقَالَ أَبو سَعِيد الْخُدْرِيّ: «فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِى فَضْلٍ».
وقد جعل الإسلام جزاء من يطعمون الطعام وثوابهم عظيما، فقال سبحانه: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا». وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة، ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ وَأُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا فَاحْفَظُوهُ، قَالَ: مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ، وَلَا ظُلِمَ عَبْدٌ مَظْلَمَةً فَصَبَرَ عَلَيْهَا إِلَّا زَادَهُ اللَّهُ عِزًّا، وَلَا فَتَحَ عَبْدٌ بَابَ مَسْأَلَةٍ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بَابَ فَقْرٍ».
شهر شعبان على ما عليه جمهور أهل العلم هو شهر تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، حيث يقول الحق سبحانه: «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِم وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ».
ومن ثمة نقول مرحبا شعبان ومرحبا بنسائم رمضان.. فيا باغى الخير أقبل، ويا باغى الشر أقصر.. اللهم بلغنا رمضان بكل خير.
الأستاذ بجامعة الأزهر