المحامي الصبيحي يكتب ..سوبر ماركت الحكي الحكومي
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
#سواليف
#سوبرماركت #الحكي_الحكومي
المحامي #محمد_الصبيحي
ربع قرن (25) سنة وحكوماتنا تبيعنا خططا و #برامج_اقتصادية ومؤتمرات ولجانا وخبراء رايحين وخبراء جايين ونحن في انتظار الانتعاش والأمل الذي كان حلما فأصبح كابوسا.
مقالات ذات صلة مرصد الزلازل الأردني يوضح تفاصيل زلزال المغرب المُدمر 2023/09/09قبل ربع قرن كانت #رواندا الدولة الأفريقية (13 مليون نسمة) غارقة في حرب أهلية قبلية خلفت مليون قتيل حتى قيض الله لها #حكومة جمعت الشمل وشمر رجالها عن سواعد العمل والعقل فإذا هي تتقدم جميع الدول الأفريقية بما فيها النفطية منها، والدين الخارجي 4 مليار دولار ولم يتجاوز 40% من الناتج المحلي.
قبل ربع قرن كانت الدولة الاسيوية الأسوأ والأفقر بنغلاديش غارقة في النفايات والأمراض والظلام والجهل والامية والفساد فتسلمت السلطة حكومة قطعت أصابع الفساد ووضعت خطتها العملية الشاملة ابتداء من النهوض بالتعليم وتأسيس بنك الفقراء (قروض بدون فوائد للمشاريع الصغيرة) فإذا هي الاقتصاد الأسرع نموا في العالم 7% في العام 2022 وثاني أكبر دولة مصدرة للملابس في العالم فيتضاعف دخل الفرد عشر مرات خلال 25 عاما والدين الخارجي لم يتجاوز نسبة 40% من الناتج المحلي ونسبة البطالة لم تتجاوز 10% من اليد العاملة.
ربع قرن وما زلنا نغني (برجاس يا قاضي الهوى برجاس، حنا قلال وكايدين الناس).
لا احنا مش كايدين الناس، احنا الناس بشفقوا علينا وبساعدونا.
احنا هربنا كل الكفاءات للعمل خارج البلد فنهضت دول بكفاءات ابنائنا.
احنا حكوماتنا قهرتنا بالفشل وكثرة الحكي والوعود والخطط وقلة الفعل، وارتفاع الدين حتى جاوز 100% من الناتج الوطني (يعني كل أردني صغير كبير لازم نشتغل سخرة سنة كاملة لسداد الدين).
مؤتمر عام على التحديث، 99،9% من الشعب لم يلتفتوا اليه ولا يعنيهم، ولو نطق البحر الميت لحدثنا بغضب عن كم المؤتمرات وسراب التوصيات.
لا تقولوا انني اجلد ذاتي ولا أرى سوى النصف الفارغ من الكوب لانني سأقول لكم تابعوا ما قاله الوزير الأسبق الدكتور يوسف منصور عن مؤتمر عام على التحديث ونهج الحكومات الاردنية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سوبرماركت رواندا حكومة ربع قرن
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام
الكلام سعادة روحية أو شقاء روحي، فالكلمة في العلاقات العامة هي التي تدير معاني التفاعل البشري، وأصبحت الكلمة في زمن التواصل الاجتماعي ذات قدرات عالية في تمثيل القيم والمعاني البشرية، حيث اكتسبت الكلمة قوةً لم تكن لها من قبل من حيث سعة الانتشار وعبورها حدود المكان والزمان، وكل كلمة تقال في وسائل التواصل ستجد لها آذاناً سامعةً وعيوناً قارئةً في أي توقيت ظهرت، ومن أي مكان انطلقت وبسرعة هائلة وتفاعلية غير محددة، ولا أحد يسيطر عليها، وتنوعت الاستقبالات بين فهمٍ وسوء فهم وقبول وسخط، ولن يسيطر صاحب الكلمة على مصير كلمته ولا تأويلها أو فهمها. ومن ثم فكل كلمةٍ لها سعرٌ.
وحدث مرةً لإعلامية بريطانية أن سافرت من لندن إلى جنوب أفريقيا، وحين حطت رحلتها في جوهانسبرغ اكتشفت أن مؤسستها التي تعمل فيها قد فصلتها عن العمل، وأصبح وجودها في جوهانسبرغ غير رسمي ولم تغطِ مؤسستها تكاليف وجودها هناك، وكان السبب هو تغريدةٌ أطلقتها قبل أن تغلق هاتفها وهي تستقل الطائرة، وكانت التغريدة تسيء للدولة التي ذهبت إليها، ولم تتحمل جريدتها تلك التغريدة فأعلنت فصلها، وهذا يحيلنا للكلمة التي قيلت لطرفة بن العبد ويل لهذا من هذا وأشاروا إلى لسانه ورأسه وانتهى به الأمر أن قتل بسبب قصيدة له، وهنا طار رأسه بسبب لسانه كما طارت وظيفة الإعلامية البريطانية بسبب تغريدة، مما يعيد صياغة المقولة إلى (ويلٌ لرأسك من أصبعك)، وهو الإصبع الذي يسمى في العربية بالسبابة فأصبحت أيضاً القاتلة، وسنظل نعود للمتنبي الذي أسعفته كلماته مراراً ولكنها قتلته أخيراً، وهو الذي قال:
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطقُ إن تسعد الحال
وقد عاش ما عاشه من عمرٍ وهو يستعين بنطقه ليبني نفسه ومجده، إلى أوقعه النطق بالمآسي فخسر صحبة سيف الدولة وفر من وجه كافور وانتهى على يد فاتك الأسدي، الذي هو لصٌّ وقاطع طريق وليس له موقعٌ في التاريخ غير أنه قاتلُ أهم شعراء العرب، وفي النهاية نشير إلى الحديث الشريف (وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم) وتظل اللغة أخطر النعم، وهذا ثمن اللغة وسعرها الباهظ.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض