تتجه الولايات المتحدة وشركاؤها في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا للكشف عن خطط لبناء ممر عبور يربط بين المناطق الثلاث، وهي مبادرة ضخمة تواجه عقبات كبيرة، إلا أنها قد تقوض نفوذ الصين، بحسب ما كشف مسؤول أمريكي لصحيفة "فاينانشيال تايمز".

ويهدف المشروع إلى ربط السعودية والإمارات وربما الأراضي المحتلة عن طريق السكك الحديدية للشحن، ثم استخدام النقل البحري للوصول إلى الهند وأوروبا، ليمتد عبر بعض أكبر الاقتصادات في العالم على مسافة إجمالية تزيد عن 3000 ميل.



وقال النائب الرئيسي لمستشار الأمن القومي الأمريكي، جون فاينر: إن "الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين في مجموعة العشرين سيتفقون على مذكرة تفاهم لاستكشاف ممر للشحن والنقل بالسكك الحديدية من شأنه أن يتيح تدفق التجارة والطاقة من هنا في الهند عبر الشرق الأوسط إلى أوروبا".



ووصف فاينر المشروع بأنه "واسع وطموح"، قائلا إن الولايات المتحدة ترى قيمة في ربط تلك المناطق الثلاث وأنها وسيلة للشراكة لتحسين البنية التحتية العالمية. 

ويذكر أن هذه الخطط تدعم بعض الأهداف الجيوسياسية الرئيسية لصانعي السياسات في الولايات المتحدة وأوروبا، ومنها التنافس مع مبادرات البنية التحتية العالمية التي أطلقتها الصين، بهدف الحد من نفوذ بكين، إضافة إلى تعزيز نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط، في وقت اكتسب منافسوها العالميون أرضا في السنوات الأخيرة. 

ويغيب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، عن قمة مجموعة العشرين هذا العام، وهي المرة الأولى التي يغيب فيها منذ توليه السلطة في أواخر عام 2012، وسيحضر بدلا عنه رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغـ إضافة لغياب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للعام الثاني على التوالي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين من بعض الدول الأخرى المعنية قولهم: "إن اتفاقا أوليا سيتم التوصل إليه السبت في حدث للبنية التحتية يقام على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي".

رغم ذلك، تنظر العديد من الدول الغربية إلى المبادرة كوسيلة لتعزيز النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي العالمي للصين، ونأت بنفسها عن المشروع.

وفي اجتماع زعماء مجموعة السبع في شهر أيار/ مايو الماضي في اليابان، تعهد الزعماء بحشد 600 مليار دولار لتمويل البنية الأساسية للشركاء العالميين، ومن المقرر أن يعقدوا السبت اجتماعا متابعة لهذه المبادرة والشراكة من أجل البنية الأساسية العالمية والاستثمار.

والخميس، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان: إن البيت الأبيض "يستثمر جهوده في مشروع النقل الممتد عبر القارة، قائلا "نعتقد أن الاتصال من الهند وعبر الشرق الأوسط إلى أوروبا مهم للغاية وسيجلب عددا كبيرا من الفوائد الاقتصادية، فضلا عن الفوائد الاستراتيجية، لجميع الدول المعنية".

ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز أيضا عن أحد المسؤولين قوله إن "جميع الموقعين على الاتفاقية سيلتزمون بالتمويل، لكن تفاصيل التكلفة والجداول الزمنية لن يتم طرحها قبل عدة أشهر أخرى".



وقالت إنه "من غير المتوقع أن تكون إسرائيل شريكا أوليا في بناء الممر، لكن إدراجها على طول الطريق سيساعد على دمجها بشكل أعمق مع السعودية، حيث يحاول البيت الأبيض التفاوض على صفقة لتطبيع العلاقات بين البلدين".

ومن شأن ممر العبور الجديد أن يعزز أيضًا العلاقات بين واشنطن والرياض، التي توترت بسبب قضايا تشمل حقوق الإنسان وسياسة النفط والدعم السعودي المتصور لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

وانطلقت أعمال القمة الـ18 لمجموعة العشرين "G-20"، السبت، في العاصمة الهندية نيودلهي، تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد"، فيما أصبح الاتحاد الأفريقي عضوا بالمجموعة رسميا، بموافقة جميع الأعضاء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الولايات المتحدة أوروبا الصين الهند الولايات المتحدة الصين الهند أوروبا قمة العشرين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة مجموعة العشرین

إقرأ أيضاً:

الصين تتهم الولايات المتحدة بشن هجمات إلكترونية متقدمة استهدفت قطاعات حيوية

اتهمت الصين وكالة الأمن القومي الأميركية "إن إس إيه" (NSA) بشن هجمات إلكترونية متقدمة خلال دورة الألعاب الشتوية الآسيوية في فبراير/شباط الماضي مستهدفة قطاعات حيوية، وقالت الشرطة في مدينة هاربين شمال شرقي البلاد إنها تشتبه في 3 عملاء يُعتقد أنهم تابعون لوكالة الأمن القومي، واتهمت أيضا جامعة كاليفورنيا وجامعة فرجينيا التقنية بالمشاركة في الهجمات بعد إجراء تحقيقات موسعة، وفقا لتقرير نشرته رويترز.

وأفادت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" (Xinhua) بأن عملاء وكالة الأمن القومي الأميركية المتهمين هم: كاثرين أ. ويلسون، وروبرت ج. سنيلينغ، وستيفن و. جونسون. وذكرت أن هؤلاء الثلاثة لهم سوابق في هجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية للمعلومات في الصين وشاركوا في هجمات إلكترونية على شركة هواوي وغيرها من الشركات، ولم تحدد "شينخوا" كيفية تورط الجامعتين الأميركيتين.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية لاحقا الهجمات، وقالت إن بكين أعربت عن مخاوفها للولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم الوزارة لين جيان في مؤتمر صحفي "نحث الولايات المتحدة على اتخاذ موقف مسؤول بشأن قضية الأمن السيبراني، ويجب التوقف عن التشهير وتنفيذ الهجمات غير المبررة على الصين".

إعلان

تأتي هذه الاتهامات في وقت تتصاعد فيه الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مما أدى بالفعل إلى إصدار تحذيرات سفر للسياح الصينيين المتوجهين إلى الولايات المتحدة ووقف استيراد الأفلام الأميركية إلى الصين.

وقالت وكالة "شينخوا" نقلا عن مكتب الأمن العام في مدينة هاربين "أطلقت وكالة الأمن القومي الأميركية هجمات إلكترونية ضد صناعات مهمة مثل الطاقة والنقل والمياه والاتصالات ومؤسسات البحث في الدفاع الوطني في مقاطعة هيلونغجيانغ".

وأضافت "إن الهجمات كانت تهدف إلى تخريب البنية التحتية للمعلومات في الصين، مما يتسبب في فوضى اجتماعية وسرقة معلومات سرية مهمة".

خوادم مجهولة المصدر

وذكرت وكالة أنباء "شينخوا" أن عمليات وكالة الأمن القومي الأميركية جرت خلال دورة الألعاب الشتوية، ويشتبه في أنها استغلت ثغرات أمنية مثبتة مُسبقا في أنظمة ويندوز على أجهزة محددة في مقاطعة هيلونغجيانغ. وقالت "لإخفاء آثارها، اشترت وكالة الأمن القومي الأميركية عناوين آي بي (IP) في بلدان مختلفة واستأجرت بالخفاء عددا كبيرا من خوادم الشبكات بما في ذلك في أوروبا وآسيا".

وتعتقد "شينخوا" أن وكالة الأمن القومي الأميركية كانت تنوي سرقة البيانات الشخصية للرياضيين المشاركين، مضيفة أن الهجمات الإلكترونية بلغت ذروتها مع أول مباراة لهوكي الجليد في 3 فبراير/شباط الماضي، إذ استهدفت الهجمات أنظمة المعلومات مثل نظام تسجيل دورة الألعاب الشتوية الآسيوية وخزنت معلومات حساسة عن هويات الأفراد المعنيين بالحدث.

وبالمقابل، تتهم الولايات المتحدة بشكل روتيني قراصنة صينيين مدعومين من الدولة بشن هجمات على بنيتها التحتية الحيوية وهيئاتها الحكومية، وفي الشهر الماضي أعلنت واشنطن عن توجيه لوائح اتهام ضد مجموعة من القراصنة الصينيين تدّعي أنهم استهدفوا وكالة استخبارات الدفاع الأميركية ووزارة التجارة الأميركية ووزارات خارجية تايوان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا، ولكن بكين تنفي صلتها بهذه الهجمات.

إعلان

وفي ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، أعلنت الصين اكتشافها وتعاملها مع هجومين إلكترونيين أميركيين على شركات تقنية صينية بهدف سرقة أسرار تجارية لكنها لم تذكر الوكالة المتورطة.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تحث فرنسا على تولي زمام المبادرة في الدفاع عن أوروبا
  • الصين تصر على أن تتوقف الولايات المتحدة عن الابتزاز والإكراه
  • الصين تتهم الولايات المتحدة بشن هجمات إلكترونية متقدمة استهدفت قطاعات حيوية
  • ناصر قلاوون: 20 % من صادرات الصين موجهة إلى الولايات المتحدة
  • انسحاب واشنطن يعيد خلط الأوراق ويفتح السيناريوهات.. تركيا وإسرائيل في سوريا.. صدام مرتقب أم تقاسم نفوذ؟
  • الصين: الولايات المتحدة تستخدم الرسوم الجمركية سلاحا
  • الكرملين: بوتين وأمير قطر سيناقشان قضايا أوكرانيا والشرق الأوسط
  • الكرملين : الصين وروسيا ستكونان ضامنتين لاتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران
  • تقرير The Hill: هكذا ستتحرّك الولايات المتحدة للحدّ من نفوذ حزب الله
  • الهند تسعى إلى تحرير التجارة مع الولايات المتحدة