سودانايل:
2025-07-04@00:12:57 GMT

جيوبوليتيكا القرن العشرين: مسار الثورة العلمية (١-٦)

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

تقدم العلم جزء من تقدم البشر في مجالاتهم المختلفة. وقد حدث هذا التقدم عبر الفيات عديدة ، تعد في تاريخنا المعروف قرابة ٣٦ الف عام مشتملاً حضارات مفقودة، بقيت عليها شواهد، وحضارات معروفة حتى وصولنا للقرن الحالي. بشكل عام هناك نظريتان سائدتان في التطور العلمي والاجتماعي: نظرية التراكم المعرفي وهو التطور التدريجي عبر مفاهيم البحث المنضبطة المتفق عليها؛ والنظرية الثانية هي حدوث مشكلات لايستطيع النموذج الاسترشادي المسيطر (Paradigm) حلها، ويحدث التخلي عنها عبر ثورة معرفية جديدة وتبني نموذج استرشادي جديد وحدوث (Paradigm Shift).

هذه المقالات سوف تركز على اثر التطور العلمي واحياناً التطور الفكري المؤدي او المصاحب لتحديد جيوبوليتيك العصر المعين عبر القرون الاخيرة.

عندما كتبت كتابيي الرؤية واجبت عن اسئلتها اين السودان الان؟ والى اين يريد الذهاب؟ وكيف؟، كنت اتناولها من منظور محلي بدون الاهتمام برؤيتها ضمن جيوبوليتكا عالمية. في الفترة اللاحقة التي كتبت فيها سلسة التنوع في السودان، وضمنها ثورة ديسمبر ٢٠١٩ والتي حدثت بتوفر ازمة ثورية كان جزء منها تجاهل الدولة لتغير الجيوبوليتيكا حولها وجاء عدم رضا الشعب عن طرائق حكمه والظرف الذاتي لاحقاً لها. لقد تناولت الجيوبوليتكا بشكل موسع منذ ماقبل الالفية العاشرة قبل الميلاد حتى عام ٢٠١٩م. هذه المقالات تحاول مناقشة اطروحات المستقبل القريب، في عالم متغير و ما ستواجهها الثورة السودانية في طموحاتها لاعادة تأسيس الدولة.

تبينت اهمية تطور الجيوبوليتيكا في اي تحليل سياسي. ولانني جئت من الحقل العلمي التطبيقي للكتابة في الفكر السياسي، لذلك لدي اهتمامات كبيرة بالفيزياء والكيمياء والاحياء وتطبيقاتها التكنولوجية والصناعية واتابعها قدر الامكان، رغم تغول السياسي على كتاباتي. وفي سانحة الانشغال القليل في اوقات الحرب وجدت فرصة ان اعقد هدنة مع السياسي واتناول بعض النظر في جيوبوليتيك العالم واتجاهاته في القرن الحالي.

بعد حوالي الالفين عام من ارسطو وانشغال العلماء في مجال الكونيات، يعتبر البولندي كوبرنيكس (14731-1543) ) الراهب، والعالم الرياضي والفيلسوف الفلكي، أول من صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها في كتابه "حول دوران الأجرام السماوية". وهو مطور نظرية دوران الأرض، ومؤسس علم الفلك الحديث لعصر النهضة الأوروبية - 1400 إلى 1600 ميلادية. ان تسمية هذه الفترة (1450-1700) بالثورة العلمية Revolution جاءت من كلمة Revolve التي استعملها كوبرنيكس وتعني بالعربية تدور. ايد جاليليو نظرية كوبرنيكوس وتحولت النظرية لحقيقة بفضل اختراعه التلسكوب. وجاء يوهانس كيبلر وهو عالم رياضيات وفلكي وفيزيائي ألماني ووضع قوانين تصف حركة الكواكب بعد اعتماد فكرة الدوران حول الشمس وعن طريق عمليات حسابية وضع قوانينه الثلاثة الهامة بحركة الكواكب حول الشمس.

في هذا المقال اعتبر ان علم الفيزياء المرتبطة بالرياضيات هو القوة العلمية الدافعة، ويعتبر علم الفيزياء من أحد أقدم التّخصصات الأكاديمية، وذلك لارتباطها بعلم الفلك وهو من اقدم العلوم البشرية. وخلال معظم الألفي سنةِ الماضيةِ، كانت الفيزياء (علم الطبيعة) جزءً من الفلسفة الطبيعية، ولكن خلال الثورة العلمية في القرن السابع عشر ظهرت هذه العلوم الطبيعية كمساعي بحثية فريدة في حد ذاتها. تدرس الفيزياء بشكل عام المفاهيم الاساسية من الطاقة والقوة والزمان و أيضًا ما ينبع من هذا، مثل الكتلة والمادة والحركة. والتي تهدف في مجملها لفهم كيف يعمل الكون.

فيزياء نيوتن

عندما نشر السير اسحاق نيوتن (١٦٤٢-١٧٢٧) كتابه الشهير "الاصول الرياضية للفلسفة الطبيعية، ١٦٨٧ اعتبر اعظم عمل فردي ينشر على الاطلاق حتى ذلك الزمن. (Principa Mathematica) وشملت مع مؤلفات غيرها قوانين الحركة واسس التفاضل والتكامل والبصريات. صاغ نيوتن والذي يعد من اعظم العقول البشرية ثلاث قوانين لحركة الاجسام الكبيرة ووضع معادلاتها الرياضية وكان الاول حول ان الجسم الساكن يبقى ساكناً، والجسم المتحرّك يبقى متحركاً، مالم تؤثر عليه قوى ما. القانون الثاني انه اذا اثرت قوة على جسم ما فإنها تكسبه تسارعاً يتناسب طردياً مع قوته وعكسياً مع كتلته؛ القانون الثالث ان لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه. سادت افكار نيوتن حوالى المائتي عام محددة اتجاهات التفكير والتطوير في كافة المجالات العلمية: الكيمياء والبيولوجيا وعلم الكونيات.

سوف تفرز هذه الفترة التي امتدت من نيوتن وحتى اينشتين اهم تطورات القرن التاسع عشر، فبي بروز الطبقة التجارية (البرجوازية الصاعدة) وفي طريق تطورها للرأسمالية وافكارها ادى هذا لتحويل عالم الاموال والصناعة، الافكار الاجتماعية والنظريات العلمية الى تطبيقات واستعمالات، كان ابرزها في مجال الطاقة النفطية ومحركات الاحتراق الداخلي واستعمالاتها في السيارات والسكك الحديدية والسفن والطائرات والاسلحة واستخدام الكهرباء والفولاذ. لقد غيرت الفيزياء نمط التغكير والمفاهيم وانعكس ذلك على كافة المنظومات، ومن ثم طرق السيطرة وتوازنات القوة في العالم، باختصار على الجيوبوليتيكا.

حاشية: اتاحت الويكيبيديا واليوتيوب والانترنت عموما مكتبات مقرؤة ومسموعة ضخمة تتطرق لكل الافكار الاجتماعية والتطورات العلمية، تتراوح مستوياتها من البسيط الذي يطرح المفاهيم العامة والاطارات الى التفاصيل المتخصصة بكل نظام علمي.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مزاد دولي يعرض أربع قطع أثرية يمنية نادرة وسط مطالبات بوقف تهريب تراث اليمن

يمانيون |
في استمرار لعمليات النهب والتهريب التي طالت التراث اليمني خلال سنوات العدوان، كشف الخبير اليمني في الآثار عبدالله محسن عن استعداد دار المزادات الدولية “بلاكاس” لعرض أربع قطع أثرية يمنية نادرة ضمن مزاد “الفن القديم”، المقرر عقده في التاسع من يوليو الجاري.

وأوضح محسن، في منشور له على صفحته في موقع “فيسبوك”، أن القطع المعروضة تتميّز بحالتها الجيدة، وتتمتع بجمال فني نادر، غير أن الغموض يلفّ مصادرها وتواريخ اقتنائها، وهو ما يثير تساؤلات وشكوكاً جدية حول طريقة خروجها من الأراضي اليمنية، في ظل فراغ قانوني وتواطؤ دولي يُسهّل نهب تاريخ اليمن.

وأشار الخبير إلى أن إحدى القطع المعروضة تمثل “توأماً” لتمثال شهير عُثر عليه سابقاً في وادي بيحان بمحافظة شبوة، وتم حفظه في المتحف الوطني للفن الآسيوي التابع لمؤسسة سميثسونيان الأمريكية، لافتاً إلى احتمال أن تكون هذه القطعة قد خرجت من اليمن ضمن مجموعة الآثار التي جمعتها بعثة ويندل فيليبس في خمسينيات القرن الماضي.

وتشمل القطع الأخرى المعروضة تمثالاً نسوياً مزيناً بقرط من الذهب اليمني القديم يعود للقرن الثالث قبل الميلاد، ما يعكس تطور فن النحت والزينة في حضارات جنوب الجزيرة العربية. وأكد محسن أن دار “بلاكاس” تدّعي أن القطع كانت مملوكة لهواة جمع أوروبيين منذ ثمانينيات القرن الماضي، وانتقلت لاحقاً عبر الإرث، في محاولة للتغطية على خلفية تهريبها.

ودعا محسن الجهات المختصة في الداخل والخارج إلى التحرك العاجل لإيقاف عملية البيع أو الدخول في مفاوضات لاستعادتها، مؤكداً أن استمرار عرض الآثار اليمنية في المزادات الدولية يمثل امتداداً للعدوان الذي طال الأرض والإنسان والهوية الحضارية.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار عصابات المرتزقة في تهريب الآثار والمتاجرة بها، في إطار مشروع تدمير موروث اليمن التاريخي والثقافي، حيث شهدت السنوات العشر الماضية نهباً منظماً للقطع الأثرية من المتاحف والمواقع التاريخية، خاصة في المحافظات الخاضعة للاحتلال.

مقالات مشابهة

  • أنشيلوتي أنقذ صفقة القرن.. كروس كاد ألا يرتدي قميص ريال مدريد!
  • انتظام 64 ألف 320 طالب وطالبة لبدء امتتحان الكيمياء للشعبة العلمية والجغرافيا الشعبة الأدبية في الدقهلية
  • ندوة العلمية بعدن : تناقش دور الصكوك الإسلامية في تعزيز السياسات المالية والنقدية وتحقيق التنمية المجتمعية” باليمن
  • خالد الجندي يرد على مؤيدي نظرية التطور
  • في دورته العشرين.. مكتبة الإسكندرية تعلن عن انطلاق معرض الكتاب الدولي
  • بفضل نظرية أينشتاين.. اكتشاف كوكب نادر يختبئ في حافة مجرتنا
  • مزاد دولي يعرض أربع قطع أثرية يمنية نادرة وسط مطالبات بوقف تهريب تراث اليمن
  • نادية صبرة تكتب: خدعة القرن فى الشرق الأوسط
  • بفضل نظرية أينشتاين.. اكتشاف كوكب نادر يختبئ في حافة مجرتنا 
  • “ملامح متغيّرة”.. معرض فني يوثّق تطوّر الحركات الفنية في الخليج خلال القرن العشرين