سودانايل:
2024-09-19@03:30:41 GMT

ابليس السوداني والخواجة الأمريكي!!

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

أرسل لي صديقي السوداني العزيز المحامي الضليع يحى حسن المقيم حالياً في السعودية مقالاً سودانياً كتبه طبيب سوداني يعج بسطور طويلة يجلد فيها الذات السودانية بأطول أسواط العنج ويبرز كل عيوبها كالكسل والنميمة والتفاخر ويخفي كل حسناتها كالعفوية والكرم والشجاعة ويحملها وزر نشوب الحرب السودانية الحالية ويطلب من الشعب السوداني الفضل في الخرطوم أن يقاتل مع الجيش السوداني حتى يستطيع الخرطوميون العودة إلى منازلهم التي يحتلها الدعم السريع حالياً وربما يبقون فيها إلى أجل غير مسمى!!
قمت بالاطلاع على جزء قصير جداً من المقال الطويل جداً جداً الذي مسح الشخصية السودانية بالبلاط ولم يعجبني التضخيم والتهويل النقدي ولم يروقني التعميم الذي يُعتبر في علم المنطق من أكبر أخطاء التفكير، ولم احبذ دعوة الشعب السوداني الشرد إلى بورسودان والشعب السوداني الفضل في الخرطوم إلى مواصلة الحرب السودانية وتدمير ما بقى من الخرطوم وأقول بأعلى صوت سوداني: لا للحرب نعم للسلام، لا للتصريحات العسكرية العنترية ونعم للحلول السياسية الودية، أما اغلب العيوب التي نسبها الكاتب للسودانيين فهي عيوب إنسانية وجودية توجد في كل الاجناس البشرية فهناك كسل اوربي ونميمة صينية وعجرفة أمريكية، ويكفي السودانيين فخراً أن أحدث بحث علمي أجرته جامعة أكسفورد البريطانية قد اثبت أن أصل وجد البشرية هو آدم السوداني وإذ كان جيراننا المصريين يقولون: إن مصر هي أم الدنيا فإننا كسودانيين نقول إن السودان هو أبوها، ومن المستحيل انجاب كل الدنيا بدون الأب السوداني!!
على العموم وعلى الخصوص أنا لا أملك الآن إلا أن أرد على مقال جلد الذات السودانية بمقالي المذكور أدناه والذي أدافع بموجبه عن الشخصية السودانية بكل الطرق بما في ذلك طريقة اللف والدوران السوداني:
كانت تلك الشلة السودانية المقيمة في إحدى العواصم الخليجية تعمل في شركة كبرى تضم عدداً كبيراً من الجنسيات الأخرى، كانوا أشبه بالعاملين في إحدى المنظمات الدولية حيث كانت تربطهم علاقات زمالة وصداقة مع أمريكيين، بريطانيين، استراليين، وفيليبينيين، سيريلانكيين وهلم جرا بجميع أنواع الحبال!!
على الرغم من أن ظرف العمل المختلط وواقع الاختلاف العرقي والثقافي كانا يحتمان التخاطب باللغة الإنجليزية وممارسة عادات اجتماعية لا علاقة لها بتراث بلادهم ، إلا أن تلك الشلة السودانية كانت تمارس سودانيتها بمزاج كلما سنحت لها الفرصة، فكانت اللهجة العامية السودانية تلعلع من وقت لآخر على مرأى ومسمع من أهل الألسن المختلفة، كما كانت ساعة الغداء تشكل ملاذاً آمناً لاسترداد كامل الهوية الغذائية السودانية حيث كان أفراد الشلة يتسللون إلى أحد المطاعم السودانية الكائنة في وسط المدينة فيلتهمون الكِسرة المُرة والمفروكات والمطبوخات السودانية وسط أجواء من التعليقات المرحة التي لا يجيدها أو يفهمها سوى المفطورين على حب التراث السوداني الشديد التنوع والثراء، أما المساء بأكمله فقد كان مكرساً لممارسة ما تيسر من العادات، الأهواء، الميول والأمزجة السودانية التي لا تسمح لغيرها بالتعايش معها نظراً لتفردها ، خصوصيتها وحميميتها الفذة!!
فجأة وقع انقلاب سلوكي وسط أفراد الشلة السودانية وبدأت تصرفاتهم تتأرجح بشدة بين السودنة والخوجنة حينما أصر أحد الخواجات على مصادقتهم ومشاركتهم في كل تفاصيل هويتهم السودانية على مدار ساعات العمل ولم يكتف بذلك فحسب بل صار يشاركهم حتى في امسياتهم المسربلة دوماً بالعادات المفعمة بالنكهة السودانية الخالصة!!
حينما دعا الخواجة أفراد الشلة السودانية إلى أحد المطاعم الغربية الفاخرة، راح عباس، عوض ومجذوب يثرثرون بالإنجليزية بطلاقة ويأكلون بالشوكة والسكين بمهارة أما عماد الملقب بابليس السوداني فقد انهمك في الأكل بيده ضارباً آداب العولمة الغذائية بعرض الحائط السوداني، ليس هذا فحسب بل أصر ابليس السوداني على التحدث بالعامية السودانية من وقت لآخر حتى مع الخواجة نفسه وسط دهشة بقية أفراد الشلة وانبهار الخواجة!!
عندما دعت الشلة السودانية الخواجة إلى ذلك المطعم السوداني المتواضع الشكل والخدمات، أسقط في يد الجميع فليس هناك شوكة ولا سكين لكن الخواجة كفى الجميع شر الحرج حينما شمر كمه وراح يستخدم يده ويلتهم ما لذ وطاب من التقلية والملوخية السودانية بل أن أحد أفراد الشلة السودانية قد أكد ذات مرة أن ابليس السوداني قد جعل الخواجة الأبيض يجلس على الأرض ويأكل المرارة السودانية وهو يلحس أصابعه بتلذذ شديد بعد أن اكتشف لتوه حداثة غذائية أفريقية شديدة التوهج والسخونة!!
بمرور الزمن توطدت علاقة الصداقة بين ابليس السوداني والخواجة لدرجة قيام الخواجة بزيارة السودان بصحبة ابليس أثناء إحدى العطلات السنوية، وشيئاً فشيئاً اصبح الخواجة مسكوناً حتى النخاع بمكونات الشخصية السودانية بكافة ايجابياتها وسلبياتها!!
بعد عدة أعوام من كورسات السودنة المكثفة، تخرج الخواجة من مدرسة ابليس السوداني بدرجة الشرف وتم منحه الجنسية السودانية الفخرية، صار الخواجة نسخة طبق الأصل من ابليس السوداني في كرمه، صراحته، عفويته وحتى في ضيق صدره ومزاجيته وقد فؤجيء الجميع حينما حضر الخواجة ذات يوم إلى ميز الشلة السودانية وهو مجلبب ، معمعم وممركب بصحبة ابليس السوداني المقمصن، المبنطل والمجزمن وهما يتبادلان الحديث بالعامية السودانية بعفوية عجيبة وبطلاقة منقطعة النظير!!
أما أحد أفراد الشلة السودانية فقد أكد وهو في قمة الدهشة أن الخواجة قد فسد نهائياً بعد أن تسودن فقد صار دائم التأخير ويحلف بالطلاق بمناسبة ودون مناسبة والأدهى من ذلك أنه أصبح حاد المزاج ولا يتورع أبداً عن استخدام شتائم سودانية يعف عن ذكرها اللسان إذا اعترض أي شخص على سلوكه المستحدث إلى درجة أن أحد السودانيين المتخوجنين قد علّق قائلاً بامتعاض ودهشة ممزوجة بالغضب بعد أن لدغه الخواجة المتسودن بعبارة سودانية سامة جداً جداً: يا اخوانا ما تغشكم خدرة العيون ولا البياض، على الطلاق الزول ده ما خواجة ولا حاجة ، الزول ده سوداني عديل كده !!
فيصل علي الدابي\المحامي

menfaszo1@gmail.

com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الآثار السودانية المنهوبة تُباع على الانترنيت بشكل غير مسبوق

كشفت صحيفة التايمز البريطانية الاثنين أن قطعا أثرية سودانية لا تقدر بثمن تعرض للبيع على موقع "إيباي" بعد تهريبها من البلد الذي مزقته حرب مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

ويُعتقد أن القطع، التي تشمل تماثيل وأواني ذهبية وفخارا، قد نُهبت من المتحف الوطني في الخرطوم، الواقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وبحسب الصحيفة، نُهبت آلاف من الآثار بما في ذلك شظايا تماثيل وقصور قديمة خلال أكثر من عام من القتال الذي قُتل فيه ما يصل إلى 150 ألف شخص ووضعت الآثار الثمينة تحت رحمة اللصوص.

يأتي تقرير "التايمز" بعد أيام قليلة من إعراب هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، على أيدي الجماعات المسلحة.

المتحف الوطني السوداني في الخرطوم من الخارج

ودعت المنظمة الخميس في بيان المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غير المشروع.

وحذرت هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) من أن التهديد الذي تتعرض له أعظم كنوز البلاد وصل إلى "مستوى غير مسبوق".

وتشير صحيفة التايمز إلى أن اللوحات والأشياء الذهبية والفخار تدرج في بعض الأحيان على موقع إيباي باعتبارها آثارا مصرية، لكنها في الحقيقة جاءت من المتحف الوطني السوداني في الخرطوم، بحسب ما نقلت عن خبراء.

يقع المتحف في منطقة من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، والتي نشأت من ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب إبادة جماعية في دارفور قبل عقدين من الزمان. وتخوض قوات الدعم السريع صراعًا على السلطة مع الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان.

تتضمن المجموعة الضخمة للمتحف قطعا أثرية من العصر الحجري القديم وعناصر من موقع كرمة الشهير بجوار النيل في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية.

ونفت قوات الدعم السريع تورطها في النهب.

لكن خبراء يرون أن الحرب جعلت من السهل سرقة القطع المخزنة أثناء عمليات التجديد التي كانت جارية في المتحف قبل اندلاع الصراع.

ورغم حذف إيباي عددا من القطع بعد تواصل الصحيفة معهم، يستمر الاتجار بالآثار السودانية المنهوبة، وسط تحذيرات من علماء الآثار بشأن تهديد مواقع تاريخية أخرى، مثل جزيرة مروي، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.

وجزيرة مروي عبارة عن مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة، معقل مملكة كوش، التي كانت قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد.

وكانت تتألف من الحاضرة الملكية للملوك الكوشيين في مروي، بالقرب من نهر النيل، والمواقع الدينية في نقاء والمصورات الصفراء.

ويذكر موقع اليونسكو أنها كانت مقرًّا للحكام الذين احتلوا مصر لما يقرب من قرن ونيف، من بين آثار أخرى، مثل الأهرامات والمعابد ومنازل السكن وكذلك المنشآت الكبرى، وهي متصلة كلها بشبكة مياه. امتدت إمبراطورية الكوشيين الشاسعة من البحر الأبيض المتوسط إلى قلب أفريقيا، وتشهد هذه المساحة على تبادل للفنون والهندسة والأديان واللغات بين المنطقتين.

وحثت منظمة "اليونسكو" التجار وجامعي التحف على الامتناع عن اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان، معتبرة أن "أي بيع غير قانوني أو تهجير لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية وتعريض تعافي البلاد للخطر". 

والجمعة، دعا خبراء من الأمم المتحدة إلى نشر قوة "مستقلة ومحايدة من دون تأخير" في السودان، بهدف حماية المدنيين في مواجهة الفظائع التي يرتكبها الطرفان المتحاربان.

السودان.. معارك عنيفة في الفاشر بعد هجوم "الدعم السريع" تجدّدت المعارك العنيفة، السبت، في الفاشر في جنوب غرب السودان حيث تشن قوات الدعم السريع "هجوما" دانته واشنطن، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس.

مقالات مشابهة

  • وزارة الصحة السودانية: ارتفاع حصيلة الوفيات بالكوليرا إلى أكثر من 300 شخص
  • أطباء بلا حدود بالسودان: هذه نتيجة مسح تغذوي أجريناه مع السلطات السودانية في مخيم زمزم شمال دارفور
  • شاهد بالفيديو.. الفنان حمادة هلال يشعل حفل الزواج السوداني الضجة.. العروس تصرخ “بحبه أوي” والعريس يرد عليها: “بحبها أوي” والمطرب المصري يتفاعل على الطريقة السودانية (أبشر يا عريس)
  • امتحانات الشهادة السودانية ستنعقد (قريبا جدا)
  • الوطنية السودانية واستقلال السودان (2 -2)
  • جبريل إبراهيم: وفرنا لوزارة التربية والتعليم الأموال الخاصة بالترتيب لعقد امتحانات الشهادة السودانية
  • فتى المجزرة في البصرة .. اعتراف بارتكاب جريمة القتل العمد بحق أفراد أسرته
  • تأثير الحرب السودانية على التراث الثقافي: نهب المتاحف والمواقع الأثرية
  • الآثار السودانية المنهوبة تُباع على الإنترنت بشكل غير مسبوق
  • الآثار السودانية المنهوبة تُباع على الانترنيت بشكل غير مسبوق