العبيدي: الدبيبة فضّل أن تكون “المنقوش” كبش فداء التطبيع
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
قال جبريل العبيدي، الكاتب والمحلل السياسي الليبي، إن لأي دولةٍ الحقُ السياديُّ في اتخاذ الإجراءاتِ التي تراها تخدم مصالحَ بلدها، سواء كانَ عبرَ التطبيع أو المقاطعة، فلكل بلدٍ خصوصيةٌ في الواقع السياسي، خصوصاً بلدانَ المواجهة الحدودية مع إسرائيل، وحتى تلك التي تربطها مصالحُ اقتصادية، ولكنَّ الأمرَ مع حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية كانَ مختلفاً، فالتطبيع كانَ منفرداً، ومن دون علم أو إذنٍ من البرلمان، أو حتى المجلس الرئاسي، شريكي القرارِ مع الحكومة، بل ومنح وسحب شرعيته، وبالتالي كانَ ما قامت به الحكومة تطبيعاً مجانياً ولصالح بقاء الحكومة منتهية الولاية، بعد أن سحب الثقة منها البرلمان الليبي المنتخب، و محاولة التطبيع من قبل حكومة الدبيبة كانت من أجل استخدامِها ورقةً لتكريس بقائِها وليست لصالح ليبيا بأي شكلٍ من الأشكال.
أضاف في مقال بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن التخبط الحكومي في إسرائيل وراءَ تسريب خبر اللقاء بين وزيري الخارجية الليبية والإسرائيلية بوساطة إيطالية تسبَّب في أزمةٍ للحكومة في البلدين؛ فالأولى السيدة المنقوش وزيرة خارجية ليبيا تسبب في سقوطها وتخلي رئيس حكومتِها عنها، رغم أنَّ اللقاءَ بعلمه وبتعليمات مباشرةٍ منه، إلا أنَّه فضَّل أن تكونَ السيدة المنقوش كبشَ الفداء أمام غضب أنصاره، خصوصاً من الإسلام السياسي، إذ خرجَ المفتي المعزول معلناً تكفيرَ من قام باللقاء، ووصفه بعمل الشيطان، وهو المفتي نفسُه الذي ساند الجماعاتِ التكفيرية بجانب عراب «الربيع العربي» الفرنسي اليهودي برنارد ليفي، زمن انطلاق حراك فبراير عام 2011 لإسقاط نظام القذافي.
ولفت إلى أن براغماتية حكومة الدبيبة للبقاء في السلطة، حتى عبر تطبيع علاقات ليست فيها أي مصلحة للشعب الليبي، بل هي مقدمة لابتزاز ليبيا في ملف التعويضات لليهود «الليبيين» الذين غادروا ليبيا طواعية عام 1948 في أكبر هجرة ليهود ليبيا، ثم تبعهم الباقون عام 1967، وفي العامين كانت الهجرة طواعية وليست عبر الإكراه أو الترحيل، كما يزعم بعضهم اليوم، حتى الأملاك التي زعم بعضهم تركها في أغلبها كانت بيع وشراء قبل مغادرتهم، وإن كان هناك بعض الضحايا، فهم رهطٌ قليل جداً، وليس كما يزعم البعض بأنَّها ممتلكات تقدر بمئات المليارات.
واختتم قائلًا إن ما قامت به وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش بالتأكيد لم يكن عملاً فردياً أو لقاءً بالصدفة، كما زعمت، فاللقاء كانَ بترتيب إيطالي ووساطة من اليهود «الليبيين» في روما وتل أبيب، وباعتراف الجانب الإسرائيلي، الذي كشفَ عن اللقاء بالقول إنَّه تم التنسيق على أعلى المستويات، مما يعني علم رؤساء الحكومات الليبية والإسرائيلية والإيطالية ودعماً لوجستياً أميركياً كراعٍ اللقاءات بين الطرفين، وبالتالي تصبح جميعُ محاولات الحكومة الليبية القول بأنَّ اللقاء كان تصرفاً فردياً من وزيرة الخارجية، واتخاذها كبش فداء تمسح به سوءتها، استخفافاً بالعقول وعذراً أقبح من الذنب.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
الفريق ربيع يبحث سبل التعاون المشترك مع وفد شركة إعمار ليبيا القابضة وممثلي عدد من الموانئ الليبية
استقبل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، وفدًا رفيع المستوي، برئاسة الدكتور عبد الحميد موسى عوض رئيس مجلس إدارة شركة إعمار ليبيا القابضة، يرافقه الدكتور إدريس الحبوني رئيس مجلس إدارة المنطقة الحرة بطبرق، والقيادات التنفيذية بمينائي بني غازي وسرت، بحضور عدد من أعضاء مجلس إدارة الهيئة، وذلك بمقر الهيئة بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.
شهد اللقاء مناقشة أطر التعاون المشترك في مجالات التدريب البحري، وتقديم الخدمات البحرية واللوجيستية، وتطوير الأرصفة والموانئ البحرية، وخدمات الصيد المتطورة وغيرها.
في مستهل اللقاء، رحب الفريق أسامة ربيع بالوفد الليبي في هيئة قناة السويس، وأكد حرصه على استثمار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مشيرا في هذا الصدد إلى تنوع مجالات التعاون المحتملة بين الجانبين في ظل ما تمتلكه الهيئة من موارد بشرية وخبرات متراكمة في المجال البحري، فضلا عن رؤيتها الطموحة لتطوير خدماتها البحرية واللوجيستية وفق التكنولوجيا الأحدث عالمياً.
واستعرض رئيس الهيئة ما يطرحه التعاون من فرص واعدة لعقد شراكات تسمح بتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد في الجانبين منها بحث إمكانية تشغيل وحدات متطورة للصيد بأعالي البحار تمتلكها وتقوم ببنائها هيئة قناة السويس للعمل في المياه الإقليمية لدولة ليبيا الشقيقة ضمن جهود تعظيم نشاط الصيد المشترك بين البلدين، لافتا في هذا الصدد إلى التكنولوجيا المتطورة لأحدث سفن الصيد المملوكة للهيئة وهي سفينة الصيد بأعالي البحار "رزق ١" والتي تعكف الهيئة على بناء ١٢ سفينة مماثلة بمصنع مصر للقاطرات بسفاجا.
كما تطرق الفريق ربيع إلى سبل تعزيز التعاون في مجال تطوير الموانئ والأرصفة البحرية وتوسيع قاعدة العمل المشترك في هذا المجال ليكون امتدادا للتعاون القائم من خلال شركة القناة للموانئ والمشروعات الكبرى والتي تتولى أعمال التكريك بميناء سرت الليبية.
وأطلع رئيس الهيئة الحضور على رؤية قناة السويس الطموحة لتطوير نشاط الاستزراع السمكي على ضفاف القناة واستهدافها لزيادة معدلات الإنتاج السنوية بما يساهم نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك وتلبية متطلبات التصدير وفق المواصفات العالمية.
من جانبه، أكد الدكتور عبد الحميد موسى عوض رئيس مجلس إدارة شركة إعمار ليبيا القابضة حرص الدولة الليبية على تعزيز التعاون المشترك مع الدولة المصرية في كافة المجالات، لاسيما المجالين الاقتصادي والبحري اللذين يشهدان طفرة ورغبة حقيقية في التطوير لدى الدولتين.
وأعرب رئيس مجلس إدارة شركة إعمار ليبيا القابضة عن تطلعه للاستفادة من خبرات التدريب البحري المتقدمة لدى أكاديمية قناة السويس للتدريب البحري والمحاكاة بما يمكن معه رفع كفاءة وتأهيل الكوادر البشرية العاملة في المجال البحري من ربابنة وأطقم بحرية وغيرهم، مشيدا بما تمتلكه هيئة قناة السويس من إمكانيات وخبرات في الأنشطة البحرية واللوجيستية المختلفة مما يجعلها دوما الخيار الأمثل للتعاون المشترك.
شملت الزيارة، تفقد عددا من الوحدات البحرية المختلفة التي تم بناؤها بترسانات وشركات الهيئة المختلفة، والتعرف عن قرب على فرص توطين صناعة اليخوت البحرية وتعزيز سياحة اليخوت بمراين قناة السويس.