الفوارق بين اللهجة واللغة .. حديث ماتع مع الحبيب بكري أبوالقاسم
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
اللغة أوسع نطاقا من اللهجة وتتصف دائما اللغة التي تعارف على تراكيبها وألفاظها أكبر قدر من القبائل والأطياف بالجزالة والبعد عن الحشو والاسفاف..أما اللهجة فمعانيها في القواميس ومعاجم اللغة العربية مرتبطة ارتباطا وثيقا باللحن ولعل ما يفيد أن اللهجة منحدرة من اللغة ما جاء في أحد معاجم اللغة "لحن الفصيل ثدي أمه" أي رضع منها.
واللهجة في الأساس هي المنهل الذي يسقي الطفل موارد اللغة داخل محيطة الأسري دون كد ذهن أو شحذ خاطر وفي الغالب تتكون اللهجة من خليط غير منسجم ولا متناغم من اللهجات أو الرطانات كما في لهجتنا العامية في السودان نجد أنها تحتوي على الكثير من ألفاظ موغلة في القدم تعود لحضارات السودان القديمة في كوش وغيرها..واللغة أوسع اطارا من اللهجة وهي تمتاز بالجزالة والفصاحة ولها قوالب توافق عليها الناس واللغة في العادة تكون هي الماعون الجامع لعدد من اللهجات التي جبل الناس على تداولها والتحدث بها,أما اللهجة فهي تتناقض مع اللغة إذ أنها لا تلتزم بالنضج والأصالة في خصائصها وتراكبيها كما أنها تختلف وتتفاوت من منطقة لأخرى وأيضا تتسم بالهشاشة والضعف والهزال في نواحى البلاغة وأجراس الكلام ,شئ آخر اللهجة تفتقد لبريق الألفاظ وسحر الصياغة خاصة في مظان الكتابة الابداعية من شعر موزون مقفى أو رواية تخلب الألباب أو قصة تأخذ بمجامع القلوب..اللهجة في الغالب لا نستطيع أن نضع عليها تلك المعايير الصارمة من القواعد والالزام كما في اللغة فهي أوهى من أن نرصفها بتلك القوالب التي تتطلب النقاء والتاريخية والامتزاج..فليس للهجة مهما استطالت وامتدت عبر القرون ما للغة من إرث وتاريخ ضارب في القدم والحديث عن التفاوت بين اللغة واللهجة طويل وشائك حبيبنا بكري أبو القاسم..اللهجة قبل أن أنسى تحتوي على تنوع فرعي نابع من خصائص اللغة الأم أو هو هجين من لغات متعددة تحيط بالبيئة أو القطر الذي تتوطن فيه هذه اللهجة لأجل ذلك نجد أن هناك ألفاظ محددة بعينها تكون كثيرة الدوران على ألسنة قاطني منطقة جغرافية بعينها ونفس هذه الألفاظ قد تجد بعضها أو لا تجدها إذا سريت شمالا أو سعيت غربا.
أما الرطانة فهي تراكيب شديدة الخصوصية تتحدث بها مجموعة من الناس في محيطهم العائلي أو القبلي هذه الرطانة يتوارثونها كابر عن كابر وهي لا تستحق عناء الوقوف لمعرفة ملابسات نشئتها أو احصاء أسباب تكوينها لفقرها وجدبها الأدبي والفكري .
وسقى الله تلك الأيام الغوادي في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا وحفظ الله أساتذتي الكرام الذي نهلت هذا المعين منهم: بروفيسور أحمد شيخ عبد السلام من نيجيريا ..بروفيسور أكمل خزيمي من ماليزيا..بروفيسور أحمد سمساعة من السودان وفي الأدب دكتور عوض الله الداروتي من السودان..دكتور أسامة السيد من السودان..دكتورة أماني عبدالفتاح من مصر..بروفيسور منجد مصطفى بهجت من العراق العظيم..بروفيسور نصر الدين إبراهيم من السودان..دكتور الطابولي من ليبيا وبروفيسور أحمد سليم عمران من ليبيا..أدام الله شخصوصهم وحفظ سيرتهم من الهدم والاضمحلال..
د.الطيب النقر
nagar_88@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من السودان
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تصدر تحذيرًا شديد اللهجة حول السفر إلى روسيا
قالت وزارة الخارجية الألمانية، الجمعة، إنها "تحذر بشدة" مواطنيها من السفر إلى روسيا، بسبب زيادة الهجمات بطائرات مسيرة في أنحاء من البلاد، بما في ذلك منطقة العاصمة موسكو في الأسابيع والأشهر الماضية.
وجاء في بيان على موقع وزارة الخارجية الألمانية أن "هجمات الطائرات المسيرة تسببت حتى الآن في أضرار مادية محدودة، وأن نظام الدفاع حول موسكو توسع بشدة، لكن الهجمات على شبكة النقل العام ما زالت تمثل احتمالًا قائمًا".
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية، أن ما يصل إلى 10 مسيرات رُصدت في المجال الجوي المحظور فوق موقع اختبار للقوات الجوية الألمانية في بافاريا، وسط مخاوف متزايدة من التجسس الروسي على المنشآت العسكرية في أوروبا.
واستبعدت الشرطة الألمانية، التي فشلت مروحيتها في العثور على المسيرات، إمكانية أن تكون هذه المسيرات المرصودة فوق مطار مانشينغ مدنية، لأنها بدت مختلفة عن الطائرات المتاحة تجاريًا، كما أن مداها أطول.
وتحقق الشرطة أيضًا في مشاهدات لطائرات مسيرة فوق مطار في نيوبورغ آن دير دوناو، على بعد نحو 19 كيلومترا من النقطة التي يراقب منها الجناح التكتيكي الجوي الـ74 التابع للقوات الجوية الألمانية المجال الجوي في جنوب ألمانيا بطائرات يوروفايتر.