المعهد الهندي للتكنولوجيا -دلهي يفتتح حرمه الجامعي في أبوظبي يناير القادم
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
من/ رامي سميح..
نيودلهي في 9 سبتمبر /وام/ توقع البروفيسور رانجان بانيرجي، مدير المعهد الهندي للتكنولوجيا - دلهي، المؤسسة الهندية المتخصصة في مجال الأبحاث والتعليم العالي في الهندسة والتكنولوجيا، افتتاح الحرم الجامعي الفرعي للمعهد في أبوظبي في يناير 2024، حيث تواكب هذه الخطوة العلاقات المميزة بين البلدين الصديقين ، وتسهم في تعزيز التعاون المشترك في مجال التعليم العالي.
وأضاف رانجان، على هامش جولة لوكالة أنباء الإمارات "وام" في مقر الحرم الجامعي بالعاصمة الهندية نيودلهي بالتزامن مع انعقاد فعاليات قمة مجموعة العشرين، أن المعهد وقع مذكرة تفاهم مع دائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي، ووزارة التعليم الهندية في يوليو الماضي خلال زيارة دولة ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند إلى دولة الإمارات ، وذلك لإنشاء فرع للمعهد في أبوظبي، ليكون أول فرعٍ للمعهد خارج الهند .
وأشار إلى أن افتتاح هذا الفرع في العاصمة أبوظبي يعكس الرؤية المشتركة بين البلدين الصديقين في التركيز على مجالات التميز التعليمي والابتكار وتبادل المعرفة والاستثمار في رأس المال البشري، باعتباره أولوية استراتيجية وحجر الأساس للمستقبل والنمو الاقتصادي طويل الأمد والتنمية المستدامة.
وأوضح أن المعهد سيتولى جميع الأمور الأكاديمية في فرعه الجديد في أبوظبي، بما في ذلك المناهج والمختبرات والمبادرات البحثية، بالإضافة إلى المشاركة في تخطيط البنية التحتية لا سيما البنية التحتية الرقمية، وذلك بالتعاون مع الشركاء في دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، وجهات أخرى في أبوظبي.
وأشار رانجان إلى البدء قريباً في تعيين أعضاء هيئة التدريس والموظفين لفرعه الجديد في أبوظبي، حيث يحرص المعهد على البحث الفعّال عن أفضل أعضاء هيئة التدريس من جميع أنحاء العالم، موضحاً أن أعضاء هيئة التدريس من الحرم الحالي لمعهد التكنولوجيا الهندي في دلهي سيقومون بفترة مؤقتة بالتدريس والمشاركة في الحرم الجامعي الفرعي في أبوظبي، ومن المتوقع تكثيف التبادل بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب بين الحرمين في المستقبل.
وأكد أن المعهد الهندي للتكنولوجيا - دلهي في أبوظبي سيقدم قيمة مضافة لقطاع الأبحاث والابتكار في الإمارة، حيث سيستفيد من فرص التعاون مع مؤسسات مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي وجامعة خليفة وجامعة نيويورك أبوظبي ومعهد الابتكار التكنولوجي في تقديم برامج متكاملة وأبحاثٍ متطورة تعزز مشهد الأعمال الناشئة المرتبطة بالقطاع الأكاديمي.
وقال البروفيسور رانجان بانيرجي، أن المعهد عقد بالفعل اجتماعات مع الكثير من الجهات في أبوظبي ومنها جامعة خليفة، وجامعة نيويورك - أبوظبي، والسوربون - أبوظبي، وانسياد، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الصناعي، ومكتب مبعوث التغير المناخي، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
وأوضح رانجان أن المعهد وقع بالفعل اتفاقيات تفاهم مع بعض الجهات في أبوظبي، ويأمل بالتعاون في مجموعة متنوعة من المجالات التي تهم معهد التكنولوجيا الهندي في دلهي من خلال الحرم الجامعي في أبوظبي، مشيراً إلى أن التعاون قد يشمل مشاريع بحثية مشتركة، وتبادل الطلاب، والتدريس المشترك، وتدريس المقررات المشتركة.
وذكر أن المعهد لديه علاقة عمل قوية مع دائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي، مشيراً إلى أن الدائرة لديها أهداف واضحة في إنشاء بيئة أكاديمية في أبوظبي ترتكز على الابتكار والمعرفة، مضيفا: "نحن سعداء بالعمل معًا لتطوير مثل هذا النظام البيئي في أبوظبي بدعم من دائرة التعليم والمعرفة أبوظبي".
و قال مدير المعهد الهندي للتكنولوجيا - دلهي، إنه من المخطط مع بدء أعمال حرمنا الجامعي الفرعي في أبوظبي أن نبدأ في برنامج الماجستير في مجال الانتقال الى الطاقة والاستدامة، فيما سيتم تدشين برامج البكالوريوس والدراسات العليا والدكتوراه خلال العام القادم 2024.
وأوضح رانجان أن بعض المجالات التي يستهدفها أفرع المعهد في أبوظبي في المرحلة الأولى تشمل علوم الكمبيوتر، والذكاء الاصطناعي، والطاقة والاستدامة، والرعاية الصحية، وستكون هناك برامج أكاديمية في هذه المجالات بالإضافة إلى برامج بحثية.
وحول تصنيف المعهد مؤخرًا ضمن أفضل 50 مؤسسة تعليمية للتكنولوجيا والهندسة عالميًا، قال رانجان إن السبب الرئيسي وراء هذا الإنجاز هو الصرامة في برامجنا الأكاديمية والبحثية، وأيضا التركيز الذي نوليه لطلابنا للتطوير الشامل داخل الحرم الجامعي.
وأضاف أن المختبرات والفصول الدراسية داخل الحرم تسهم في إنجازاتنا في مجال التعليم والبحث، كذلك فان التعلم خارج الفصول الدراسية من خلال الأنشطة الجماعية يساهم في تطوير مهارات الطلاب الاجتماعية والقيادية، وبالتالي يعزز فرص توظيفهم.
وقال رانجان إن المعهد الهندي للتكنولوجيا – دلهي يجسد مفاهيم الابتكار والخبرات الهندية الحديثة في القطاع، ويلعب دوراً رئيسياً في منظومة البحث والتطوير في الهند ضمن مجموعة من القطاعات الحيوية، بدءاً من الدفاع والرعاية الصحية والتنمية الريفية وصولاً إلى النقل وتكنولوجيا المعلومات والبرمجيات، مشيراً إلى انه من المتوقع أن ينضم خريجو المعهد الهندي للتكنولوجيا - دلهي في أبوظبي إلى شبكة مرموقة من الخريجين من 23 فرعاً للمعهد في مختلف أنحاء الهند.
ويحظى المعهد الهندي للتكنولوجيا – دلهي بمكانة رائدة دولياً، حيث تم تصنيفه مؤخراً ضمن أفضل 50 مؤسسة تعليمية للتكنولوجيا والهندسة في العالم، كما تم إدراجه بين أفضل 30 مؤسسة عالمية من حيث فرص التوظيف والتشغيل وفقاً لتصنيف كيو إس العالمي للجامعات في 2022.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: دائرة التعلیم والمعرفة أعضاء هیئة التدریس الحرم الجامعی فی أبوظبی فی مجال
إقرأ أيضاً:
الكشافة السعودية.. إنسانية بلا حدود في خدمة ضيوف الرحمن
مكة المكرمة – مبارك الدوسري
وسط الأجواء الروحانية التي تملأ أرجاء الحرم المكي الشريف، وبين جموع الطائفين والمعتمرين، تتجلى أسمى صور العطاء الإنساني من خلال جهود جمعية الكشافة العربية السعودية، التي لا تقتصر مهامها على التنظيم فحسب، بل تمتد لتشمل الدعم الإنساني والتطوعي بكل معانيه.
يدٌ حانية تعيد الابتسامة لطفلة تائهة
بينما كان القائد الكشفي سلطان الخالدي يشرف على تنظيم الطائفين في صحن المطاف، لفت انتباهه وجه طفلة يكسوه الحزن والقلق وسط الحشود، لم يتردد لحظة في الاقتراب منها والحديث معها بلطف ليكتشف أنها فقدت والدتها أثناء الطواف، وبهدوء وطمأنينة، جلس بجانبها، محاولًا تهدئتها، وسألها إن كانت تتذكر رقم هاتف والدتها، ولحسن الحظ، كانت الطفلة تحفظه عن ظهر قلب، فسارع القائد الخالدي بالاتصال بها، ولم تمضِ لحظات حتى أجابت الأم، يملؤها القلق والخوف، ليطمئنها القائد ويوجهها إلى موقعه، وما هي إلا دقائق حتى عادت الطفلة إلى حضن والدتها، التي غلبتها دموع الفرح والامتنان، وبكلمات صادقة، شكرت القائد وأفراد الكشافة على دورهم الإنساني العظيم، مؤكدة أن وجودهم في الحرم يمنح المعتمرين والزوار شعوراً بالأمان والراحة.
إنقاذ حاج من أزمة صحية وسط الزحام
وفي موقف آخر يعكس اليقظة والمسؤولية، كان الكشاف عبدالله مليح العتيبي يؤدي مهامه بين الطائفين عندما لاحظ رجلاً بدأ عليه الإعياء، يتباطأ في مشيته، ويبدو أنه يعاني من مشكلة صحية. بادر عبدالله بالاقتراب منه وسؤاله عن حاله، ليكتشف أن الرجل يعاني من ارتفاع في نسبة السكر في الدم، بعد أن نسي أخذ حقنته اليومية، فلم يتردد عبدالله لحظة، حيث سارع إلى استدعاء طبيب الطوارئ الموجود في الحرم، الذي حضر على الفور وقدّم الإسعافات الأولية اللازمة، ثم رافقه عبدالله إلى العيادة الطبية القريبة لاستكمال الرعاية، وبعد استقرار حالته، ابتسم الرجل شاكراً، وعاد ليكمل مناسكه براحة وأمان، بينما كان الكشاف عبدالله يراقبه بعين الاطمئنان، مستشعراً فرحة أداء واجبه الإنساني.
الكشافة.. نموذج مضيء في خدمة المعتمرين
هذه المواقف ليست سوى نماذج بسيطة من الجهود العظيمة التي تبذلها جمعية الكشافة العربية السعودية في الحرم المكي، حيث يجسد أعضاؤها أسمى معاني العطاء والتفاني، فمن التوجيه والتنظيم، إلى المساعدة والإسعاف، تظل أياديهم ممتدة لكل من يحتاج، لترسم بذلك صورة مشرقة للعمل التطوعي الذي لا حدود له، في أطهر بقاع الأرض.